..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
أنسى ازاي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 0 -
لكنني أعود
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 0 -
من صاحب هذه الفكره....!!
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 4 -
ولكن .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - مشاركات : 12 -
وادي الرؤوس المقطوعة ✓
الكاتـب : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
بين نافذتين.~
الكاتـب : نغم الشام بعد المغيب.. - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 12 -
عشقت الدنيا بجمال قلبك
الكاتـب : واد حبيب - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 9 -
ذكريات عبرت
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 7 -
وردة عُمانية اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : ~♥ Queen sozan♥~ - مشاركات : 16 -
توقع من يفوز الأهلي المصري أم الترجي التونسي
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 3 -
ذات يوم من يوم فات
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
واجب عزاء نتقدم به للأخ الفاضل د/ عبد الله
الكاتـب : نغم الشام بعد المغيب.. - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 8 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-05-2022, 08:21 PM   #12561

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

كيف يكون صيامنا أقرب إلى القبول؟

د. راغب السرجاني

كيف يكون صيامنا أقرب إلى القبول؟
نجد الإجابة في حديث لـ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهنا فيه إلى كيفية الالتزام بالصيام وأدائه على خير وجه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ؛ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ. مَرَّتَيْنِ؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله تَعَالَى مِنْ رِيحِ المِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا"[1].
فقبول الله تعالى للصيام كما هو مرتبط بالإخلاص فإنه يرتبط من ناحية أخرى بمحافظة الصائم على سلوكياته أثناء صيامه، وبأن تكون نية الصائم أنه يصوم إرضاء لله تعالى، وابتغاء لمثوبته وحده لا أحد معه تعالى.
وكذلك يترتب القبول على هجران المعاصي والذنوب؛ فقد حذَّرنا صلى الله عليه وسلم أشدَّ التحذير من الاقتراب من المعاصي في هذا الشهر، وأنها تحبط العمل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"[2].
ولهذا نجد أن الصالحين دائمًا يحاولون أداء فريضة الصيام على أتم وجه من أجل رضوان الله تعالى؛ فها هو الأحنف بن قيس يقال له: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك. فقال: إني أعدُّه لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه[3].
وحرصًا من الحسن البصري على إخوانه فقد أخذ يُنَبِّهَهُم حتى لا يفرطوا في رمضان فينفلت من بين أيديهم؛ فقد مرَّ بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلَّف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون. أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته؛ أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب، وحسرة المردود تسدُّ عليه باب الضحك[4].
المصدر: كتاب اجمل رمضان
[1] البخاري: كتاب الصوم، باب فضل الصوم، (1795).
[2] البخاري: كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، (1804)، والترمذي (707)، وأبو داود (2362)، والنسائي (3245)، وابن ماجه (1689)، وأحمد (9838).
[3] أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، 1/236.
[4] أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، 1/236.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:11 AM   #12562

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

48سؤال عن الصيام الجزء الثالث
س22: إذا أسلم رجل بعد مضي أيام من شهر رمضان فهل يطالب بصيام الأيام السابقة؟

ج22: هذا لا يطالب بصيام الأيام السابقة؛ لأنه كان كافراً فيها. والكافر لا يطالب بقضاء ما فاته من الأعمال الصالحة؛ لقول الله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]. ولأن الناس كانوا يسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ولم يكن يأمرهم بقضاء ما فاتهم من صوم، ولا صلاة ولا زكاة. ولكن لو أسلم في أثناء النهار فهل يلزمه الإمساك والقضاء؟ أو الإمساك دون القضاء؟ أو لا يلزمه إمساك ولا قضاء؟

في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، والقول الراجح إنه يلزمه الإمساك دون القضاء، فيلزمه الإمساك لأنه صار من أهل الوجوب ولا يلزمه القضاء، لأنه قبل ذلك ليس من أهل الوجوب. فهو كالصبي إذا بلغ في أثناء النهار فإنه يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء على القول الراجح في هذه المسألة أيضاً.

س23: هل يؤمر الصبيان دون الخامسة عشر بالصيام كما في الصلاة؟

ج23: نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك بصبيانهم.

وقد نصَّ أهل العلم على أن الولي يأمر مَن له ولاية عليهم من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرَّنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم.

ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك. وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه. يدَّعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم، وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان بأمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا بلا شك من حُسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم قوله: «إن الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته»(25) والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أُمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام.

س24: إذا برأ شخص من مرض سبق أن قرَّر الأطباء استحالة شفائه منه وكان ذلك بعد مضي أيام من رمضان فهل يطالَب بقضاء الأيام السابقة؟

ج24: إذا أفطر شخص رمضان أو من رمضان لمرض لا يرجى زواله إما بحسب العادة وإما بتقرير الأطباء الموثوق بهم، فإن الواجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، فإذا فعل ذلك وقدر الله له الشفاء فيما بعد فإنه لا يلزمه أن يصوم عما أطعم عنه؛ لأن ذمته برئت بما أتى به من الإطعام بدلاً عن الصوم.

وإذا كانت ذمته قد برئت فلا واجب يلحقه بعد براءة ذمته. ونظير هذا ما ذكره الفقهاء رحمهم الله في الرجل الذي يعجز عن أداء فريضة الحج عجزاً لا يرجى زواله فيقيم من يحج عنه ثم يبرأ بعد ذلك فإنه لا تلزمه الفريضة مرة ثانية.

س25: بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح يقلدون قراءة غيرهم وذلك لتحسين أصواتهم بالقرآن.. فهل هذا عمل مشروع وجائز؟

ج25: تحسين الصوت بالقرآن أمر مشروع أمر به النبي صلى الله عليه وسلّم، واستمع النبي صلى الله عليه وسلّم ذات ليلة إلى قراءة أبي موسى الأشعري وأعجبته قراءته حتى قال له: «لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود»(26) وعلى هذا فإذا قلَّد إمام المسجد شخصاً حسن الصوت والقراءة من أجل أن يحسن صوته وقراءته لكتاب الله ـ عز وجل ـ فإن هذا أمر مشروع لذاته ومشروع لغيره أيضاً؛ لأن فيه تنشيطاً للمصلين خلفه وسبباً لحضور قلوبهم واستماعهم وإنصاتهم للقراءة، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

س26: بعض أئمة المساجد يحاول ترقيق قلوب الناس والتأثير فيهم بتغيير نبرة صوته أحياناً أثناء صلاة التراويح وفي دعاء القنوت، وقد سمعت بعض الناس ينكر ذلك فما قولكم حفظكم الله في هذا؟

ج26: الذي أرى أنه إذا كان هذا العمل في الحدود الشرعية بدون غلو فإنه لا بأس به ولا حرج فيه. ولها قال أبوموسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلّم: «لو كنت أعلم أنك تستمع إلى قراءتي لحبرته لك تحبيراً» أي حسنتها وزيَّنتها، فإذا حسَّن بعض الناس صوته أو أتى به على صفة ترقق القلوب فلا أرى في ذلك بأساً، لكن الغلو في هذا ككونه لا يتعدى كلمة في القرآن إلا فعل مثل هذا الفعل الذي ذُكر في السؤال، أرى أن هذا من باب الغلو ولا ينبغي فعله، والعلم عند الله.

س27: ما القول في قوم ينامون طول نهار رمضان وبعضهم يصلي مع الجماعة وبعضهم لا يصلي. فهل صيام هؤلاء صحيح؟

ج27: صيام هؤلاء مجزئ تبرأ به الذمة ولكنه ناقص جدًّا، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].

وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(27).

ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فريضة الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذِكر وقراءة القرآن والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح المرسلة(28).

س28: نلاحظ بعض المسلمين يتهاونون في أداء الصلاة خلال أشهر العام، فإذا جاء شهر رمضان بادروا بالصلاة والصيام وقراءة القرآن.. فكيف يكون صيام هؤلاء؟ وما نصيحتكم لهم؟

ج28: صيام هؤلاء صحيح؛ لأنه صيام صادر من أهله، ولم يقترن بمفسد فكان صحيحاً، ولكن نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم، وأن يعبدوا الله سبحانه وتعالى بما أوجب عليهم في جميع الأزمنة وفي جميع الأمكنة، والإنسان لا يدري متى يفجؤه الموت، فربما ينتظرون شهر رمضان ولا يدركونه، والله سبحانه وتعالى لم يجعل لعبادته أمداً إلا الموت، كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99] أي حتى يأتيك الموت الذي هو اليقين.

س29: هل نية صيام رمضان كافية عن نية صوم كل يوم على حدة؟

ج29: من المعلوم أن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصوم ولا شك في هذا، لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة. والإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو كان مراده مجرد الأكل لم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت. فهذه هي النية ولكن يحتاج إلى مثل هذا السؤال فيما لو قدر أن شخصاً نام قبل غروب الشمس في رمضان وبقي نائماً لم يوقظه أحد حتى طلع الفجر من اليوم التالي؛ فإنه لم ينو من الليل لصوم اليوم التالي؛ فهل نقول: إن صومه اليوم التالي صوم صحيح بناءً على النية السابقة؟

أو نقول: إن صومه غير صحيح؛ لأنه لم ينوه من ليلته؟ فنقول: إن صومه صحيح. فإن القول الراجح أن نية صيام رمضان في أوله كافية، ولا يحتاج إلى تجديد النية لكل يوم. اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر فيفطر في أثناء الشهر، فحينئذٍ لابد من نية جديدة لاستئناف الصوم.

س30: ما حكم الأكل والشرب والمؤذن يؤذن أو بعد الأذان بوقت يسير ولاسيما إذا لم يعلم طلوع الفجر تحديداً؟

ج30: الحد الفاصل الذي يمنع الصائم من الأكل والشرب هو طلوع الفجر؛ لقول الله تعالى: {فَالانَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...} [البقرة: 187].

ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «كلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»(29).

فالعبرة بطلوع الفجر.. فإذا كان المؤذن ثقة، ويقول إنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر؛ فإنه إذا أذن وجب الإمساك بمجرد سماع أذانه، وأما إذا كان المؤذن يؤذن على التحري فإن الأحوط للإنسان أن يمسك عند سماع أذان المؤذن، إلا أن يكون في برية ويشاهد الفجر فإنه لا يلزمه الإمساك ولو سمع الأذان حتى يرى الفجر طالعاً إذا لم يكن هناك مانع من رؤيته؛ لأن الله تعالى علَّق الحكم على تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والنبي صلى الله عليه وسلّم قال في أذان ابن أم مكتوم: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر..».

وإنني أُنبه هنا على مسألة يفعلها بعض المؤذنين وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس دقائق أو أربع دقائق زعماً منهم أن هذا من باب الاحتياط للصوم. وهذا احتياط نَصِفه بأنه «تنطع» وليس احتياطاً شرعياً.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «هلك المتنطعون»(30) وهو احتياط غير صحيح؛ لأنهم إن احتاطوا للصوم أساءوا للصلاة. فإن كثيراً من الناس إذا سمع المؤذن قام فصلى الفجر، وحينئذٍ يكون هذا الذي قام على سماع أذان المؤذن الذي أذَّن قبل صلاة الفجر يكون قد صلَّى الصلاة قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها لا تصح. وفي هذا إساءة للمصلين، ثم إن فيه أيضاً إساءة إلى الصائمين؛ لأنه يمنع من أراد الصيام من تناول الأكل والشرب مع إباحة الله له ذلك. فيكون جانياً على الصائمين حيث منعهم ما أحل الله لهم، وعلى المصلين حيث صلوا قبل دخول الوقت وذلك مبطل لصلاتهم.

فعلى المؤذن أن يتقي الله عز وجل، وأن يمشي في تحريه للصواب على ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:14 AM   #12563

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

48 سؤالعن الصيام الجزء الرابع
س31: يطول النهار في بعض البلاد طولاً غير معتاد يصل إلى عشرين ساعة أحياناً، هل يطالب المسلمون في تلك البلاد بصيام جميع النهار؟

ج31: نعم يطالبون بصيام جميع النهار؛ لقول الله تعالى: {فَالانَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187] ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»(31).

س32: صاحب شركة لديه عمال غير مسلمين، فهل يجوز له أن يمنعهم من الأكل والشرب أمام غيرهم من العمال المسلمين في نفس الشركة خلال نهار رمضان؟

ج32: أولاً نقول إنه لا ينبغي للإنسان أن يستخدم عمالاً غير مسلمين مع تمكينه من استخدام المسلمين؛ لأن المسلمين خير من غير المسلمين.. قال الله تعالى: {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221]، ولكن إذا دعت الحاجة إلى استخدام عمال غير مسلمين فإنه لا بأس به بقدر الحاجة فقط.

وأما أكلهم وشربهم في نهاررمضانأمام الصائمين من المسلمين فإن هذا لا بأس به، لأن الصائم المسلم يحمد الله عز وجل أن هداه للإسلام الذي به سعادة الدنيا والآخرة، ويحمد الله تعالى أن عافاه الله مما ابتلى به هؤلاء الذين لم يهتدوا بهدى الله عز وجل. فهو وإن حرم عليه الأكل والشرب في هذه الدنيا شرعاً في أيام رمضان فإنه سينال الجزاء يوم القيامة حين يُقال له: {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الاَْيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24].. لكن يمنع غير المسلمين من إظهار الأكل والشرب في الأماكن العامة لمنافاته للمظهر الإسلامي في البلد.

س33: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟

ج33: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم.. قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(32).

س34: إذا رئي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكَّر أم لا؟

ج34: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكِّره لقول النبي صلى الله عليه وسلّم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني»(33).

والإنسان الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم يدل عليه يكون مقصراً؛ لأن هذا هو أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

والحاصل أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكِّره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه. بل لو كان في فمه ماء أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذُكِّر أو ذَكَر أنه صائم.

وإنني بهذه المناسبة أود أن أُبيِّن أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات:

ـ إذا كان ناسياً.

ـ وإذا كان جاهلاً.

ـ وإذا كان غير قاصد.

فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه»(34). وإذا أكل أو شرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه، فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بالقضاء»(35). ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا؛ لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة.

وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك؛ لأنه غير قاصد.

وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5].

س35: هل يعتبر ختم القرآن في رمضان للصائم أمراً واجباً؟

ج35: ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يُكثر من قراءة القرآن كما كان ذلك سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان.

س36: ما حكم صلاة التراويح، وما هي السنة في عدد ركعاتها؟

ج36: صلاة التراويح سنة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأمته، فقد قام بأصحابه ثلاث ليالٍ، ولكنه صلى الله عليه وسلّم ترك ذلك خوفاً من أن تُفرض عليهم، ثم بقي المسلمون بعد ذلك في عهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر، ثم جمعهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على تميم الداري وأُبيّ بن كعب، فصاروا يصلون جماعة إلى يومنا هذا ولله الحمد. وهي سُنَّة في رمضان.

وأما عدد ركعاتها فهي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، هذه هي السنة في ذلك. ولكن لو زاد على هذا فلا حرج ولا بأس به؛ لأنه روي في ذلك عن السلف أنواع متعددة في الزيادة والنقص، ولم ينكر بعضهم على بعض، فمن زاد فإنه لا ينكر عليه، ومن اقتصر على العدد الوارد فهو أفضل، وقد دلَّت السنة على أنه لا بأس في الزيادة حيث ورد في البخاري وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن صلاة الليل، فقال: «مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى»(36). ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلّم عدداً معيناً يقتصر عليه، ولكن المهم في صلاة التراويح الخشوع والطمأنينة في الركوع والسجود والرفع منهما، وألا يفعل ما يفعله بعض الناس من العجلة السريعة التي تمنع المصلين فعل ما يسن، بل ربما تمنعهم من فعل ما يجب حرصاً منه على أن يكون أول مَن يخرج من المساجد من أجل أن ينتابه الناس بكثرة، فإن هذا خلاف المشروع. والواجب على الإمام أن يتقي الله تعالى فيمن وراءه، وألا يطيل إطالة تشق عليهم خارجة عن السنة، ولا يخفف تخفيفاً يخل بما يجب أو بما يسن على من وراءه.. ولهذا قال العلماء: إنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأموم فعل ما يسن، فكيف بمن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يجب؟! فإن هذه السرعة حرام في حق هذا الإمام.

فنسأل الله لنا ولإخواننا الاستقامة والسلامة.

س37: ما حكم جمع صلاة التراويح كلها أو بعضها مع الوتر في سلام واحد؟

ج37: هذا عمل مفسد للصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى».. فإذا جمعها في سلام واحد لم تكن مثنى مثنى، وحينئذٍ تكون على خلاف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلّم.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(37). ونص الإمام أحمد رحمه الله: «على أن من قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر». أي أنه إن استمر بعد أن تذكَّر فإن صلاته تبطل كما لو كان ذلك في صلاة الفجر، ولهذا يلزمه إذا قام إلى الثالثة في صلاة التراويح ناسياً ثم ذكر أن يرجع ويتشهد، ويسجد للسهو بعد السلام.. فإن لم يفعل بطلت صلاته.. وهاهنا مسألة وهي أن بعض الناس فهم من حديث عائشة رضي الله عنها حيث سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً»، حيث ظُنَّ أن الأربع الأولى بسلام واحد والأربع الثانية بسلام واحد، والثلاث الباقية في سلام واحد. ولكن هذا الحديث يحتمل ما ذكر ويحتمل أن مرادها أنه يصلي أربعاً بتسليمتين، ثم يجلس للاستراحة واستعادة النشاط، ثم يصلي أربعاً كذلك، وهذا الاحتمال أقرب، أي أنه يصلي ركعتين ركعتين.. لكن الأربع الأولى يجلس بعدها ليستريح ويستعيد نشاطه، وكذلك الأربع الثانية يصلي ركعتين ركعتين ثم يجلس.

ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلّم: «صلاة الليل مثنى مثنى»(38)، فيكون في هذا جمع بين فعله وقوله صلى الله عليه وسلّم، واحتمال أن تكون أربعاً بسلام واحد وارد لكنه مرجوح لما ذكرنا من أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى».
وأما الوتر فإذا أوتر بثلاث فلها صفتان: الصفة الأولى أن يسلم بركعتين ثم يأتي بالثالثة، والصفة الثانية أن يسرد الثلاث جميعاً بتشهد واحد وسلام واحد.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:16 AM   #12564

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء إلى رسوالله رضي الله ثائر الرأس فقال : يارسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً ، فقال : أخبرني ما فرض الله علي من الصيام ، فقال شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ، فقال : فأخبره رسول الله رضي الله شرائع الاسلام . قال : والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا انقص مما فرض الله شيئاً . فقال رسوالله رضي الله أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق .

· عن أبي هريرة رضي الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ).

· عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا رأيتموه فصوموا وإذا رايتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له ).

· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي رضي الله أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي رضي الله القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة .

· قال النبي صلى الله عليه وسلم : (شهران لا ينقصان شهراً عيد رمضان وذو الحجة).
· عن أبي هريرة رضي الله عن النبي رضي الله قال (لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم ).

· عن ابي هريرة رضي الله جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الأخر وقع على امرأته في رمضان فقال :أتجد ما تحرر رقبه فقال : لا . قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ، قال : لا.قال : أفتجد ما تطعم به ستين مسكيناً . قال :لا . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر وهو الزبيل قال أطعم هذا عنك قال على أحوج منا ما بين لا بتيها أهل بيت أحوج منا قال فأطعمه اهلك.

· عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان .

· عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) قال ابن شهاب فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كان المر على ذلك في خلافة ابي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما .

· عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يارسول الله أتنام قبل أن توتر قال ياعائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي .

· عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).

· عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى ).

· عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده .

· عن أبي هريرة رضي الله قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً .

· عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ).

· عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين .

· وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة رمضان على الحر والعبد والذكر والأنثى صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير قال فعدل الناس به نصف صاع من بر .

· عن أنس t قال واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم إنكم لستم مثلي أو قال إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني .
والوصال : بمعنى وصل أيام الصيام بدون افطار

· عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في رمضان وهو صائم .

· عن عائشة وام سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا إن كان رسول الله e ليصبح جنباً من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم .

· عن أبي سعيد رضي الله قال كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره ..

· وعن أبي سعيد رضي الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يصلح الصيام في يومين ، يوم الأضحى ويوم الفطر من رمضان).

· عن عمران بن حصين رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : ( هل صمت من سرر هذا الشهر شيئاً ، قال لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه).

· عن أبي هريرة رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) .

· عن علي t قال سأله رجل فقال أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان قال له ما سمعت أحد يسأل عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد عنده فقال يا رسول الله اي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان قال إن كنت صائماً بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله فيه يوم تاب فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين .

· عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكيناً).

· عن أبي هريرة رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه ) .

· عن أبي هريرة رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل أو شرب ناسياً فلا يفطر فإنما هو رزق رزقه الله ) .

· عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تصوم المرأة وزوجها شاهد يوماً من غير شهر رمضان إلا بإذنه).

· عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كنت اقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
· عن علي رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان .

· عن ابن عباس رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (إذا كان رمضان فاعتمري فيه فإن عمرة فيه تعدل حجة).

· عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل في المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فأراد أن يعتكف العشرة الأواخر من رمضان فأمر فضرب له خباء وأمرت حفصة فضرب لها خباء فلما رأت زينب خباءها أمرت فضرب لها خباء فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آلبر تردن فلم يعتكف في رمضان واعتكف عشرا من شوال .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:17 AM   #12565

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''تسحّروا فإنّ في السّحور بركة'' متفق عليه.
قال النووي: أجمع العلماء على استحبابه وأنّه ليس بواجب، وأمّا البركة الّتي فيه فظاهره، لأنّه يقوي على الصّيام وينشط له، وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصّيام لخفّة المشقّة فيه على المتسحّر. فهذا هو الصّواب المعتمد في معناه، وقيل لأنّه يتضمّن الاستيقاظ والذِّكر والدعاء في ذلك الوقت الشّريف، وقت تنزل الرّحمة وقبول الدعاء والاستغفار، وربّما توضّأ صاحبه وصلّى أو أدام الاستيقاظ للذِّكر والدعاء والصّلاة أو التأهّب لها حتّى يطلع الفجر.
وقوله: ''فإنّ في السّحور بركة''، وفي معنى كونه بركة وجوب أن يبارك في القليل اليسير منه، حيث تحصل به الإعانة على الصّوم، وفي حديث عليّ عند ابن عدي مرفوعاً: ''تسحّروا ولو بشُربة من ماء''، وفي حديث أبي أُمامة عند الطبراني مرفوعاً: ''ولو بتمرة ولو بحبّات زبيب'' الحديث، ويكون ذلك بالخاصية. كما بُورِك في الثريد والاجتماع على الطعام أو المراد بالبركة التبعة، وصحّ حديث أبي هريرة ممّا ذكره في الفردوس: ''ثلاثة لا يحاسب عليها العبد، أكلة السّحور وما أفطر عليه وما أكل مع الإخوان''. والمراد بها التقوي على الصّيام وغيره من أعمال النّهار، وفي حديث جابر عند ابن ماجه والحاكم مرفوعاً: ''استعينوا بطعام السّحر على صيام النّهار وبالقيلولة على قيام اللّيل''. ويحصل به النشاط ومدافعة سوء الخُلق الّذي يثيره الجوع، والمراد بها الأمور الأخروية، فإنّ إقامة السُّنّة توجب الأجر وزيادة.
قال القاضي عياض: قد تكون هذه البركة ما يتّفق للمتسحّر من ذِكر أو صلاة أو استغفار، وغير ذلك من زيادات الأعمال الّتي لولا القيام للسّحور، لكان الإنسان نائماً عنها وتاركاً، وتجديد النّية للصّوم ليخرج من خلاف مَن أوجب تجديدها إذا نام بعدها







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:20 AM   #12566

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

شهر‏ ‏رمضان‏ ‏الكريم‏ ‏فرصة‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏يمنحها‏ ‏لنا‏ ‏لتحقيق‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الفوائد‏ ‏الروحية‏ ‏والصحية‏, ‏ومع‏ ‏قدوم‏ ‏هذا‏ ‏الشهر‏ ‏الفضيل‏ ‏تتضاعف‏ ‏الأعباء‏ ‏علي‏ ‏المرأة‏, ‏خاصة‏ ‏العاملة‏ ‏والتي‏ ‏ينشغل‏ ‏كل‏ ‏وقتها‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏عملها‏ ‏ومحاولة‏ ‏شراء‏ ‏الطعام‏ ‏وإعداده‏ ‏ومتابعة‏ ‏متطلبات‏ ‏الأسرة‏

‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏أمور‏ ‏كثيرة‏ ‏أخري‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏محاولتها‏ ‏استغلال‏ ‏الشهر‏ ‏الكريم‏ ‏في‏ ‏التقرب‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏ويمر‏ ‏اليوم‏ ‏سريعا‏ ‏فهي‏ ‏تحتاج‏ ‏عدة‏ ‏ساعات‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ساعات‏ ‏اليوم‏ ‏نفسه‏ ‏لتستطيع‏ ‏تأدية‏ ‏المهام‏ ‏المطلوبة‏.‏

د‏.‏كريم‏ ‏الشاذلي‏ ‏خبير‏ ‏التنمية‏ ‏والموارد‏ ‏البشرية‏ ‏ينصحك‏ ‏بعدة‏ ‏نصائح‏ ‏تضمن‏ ‏لك‏ ‏التوازن‏ ‏بين‏ ‏القيام‏ ‏بأعباء‏ ‏الأسرة‏ ‏والعبادة‏ ‏الروحية‏:‏

‏1- ‏المرأة‏ ‏الذكية‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏تدخل‏ ‏رمضان‏ ‏ولديها‏ ‏خطة‏ ‏واضحة‏ ‏تعمل‏ ‏علي‏ ‏تحقيقها‏, ‏ولا‏ ‏تسمح‏ ‏للظروف‏ ‏أو‏ ‏الزخم‏ ‏الإلامي‏ ‏بتحييدها‏ ‏عن‏ ‏هدفها‏, ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏الملسلية‏ ‏كالبرامج‏ ‏والمسلسلات‏ ‏يمكن‏ ‏تعويضها‏ ‏بعد‏ ‏انقضاء‏ ‏شهر‏ ‏العبادة‏.‏

‏2- ‏الإدارة‏ ‏الجيدة‏ ‏للأولويات‏ ‏أمر‏ ‏مهم‏, ‏سواء‏ ‏كانت‏ ‏امرأة‏ ‏عاملة‏ ‏أو‏ ‏سيدة‏ ‏منزل‏ ‏فإن‏ ‏لم‏ ‏تستطيعي‏ ‏السيطرة‏ ‏علي‏ ‏دقائق‏ ‏وساعات‏ ‏يومك‏ ‏فستشعري‏ ‏بإحباط‏ ‏كبير‏ ‏تجاه‏ ‏الفوضي‏ ‏التي‏ ‏ستقضي‏ ‏علي‏ ‏استمتاعك‏ ‏بهذا‏ ‏الشهر‏ ‏الكريم‏, ‏فاجعلي‏ ‏أولوية‏ ‏اهتماماتك‏ ‏العبادة‏ ‏والتقرب‏ ‏إلي‏ ‏الله‏.‏

‏3- ‏لا‏ ‏تضطربي‏ ‏من‏ ‏كثرة‏ ‏المهام‏, ‏وتأكدي‏ ‏أن‏ ‏مفهوم‏ ‏العبادة‏ ‏يشمل‏ ‏كل‏ ‏عمل‏ ‏تؤدينه‏ ‏بإتقان‏ ‏سواء‏ ‏داخل‏ ‏أو‏ ‏خارج‏ ‏المنزل‏ ‏فهذا‏ ‏الشهر‏ ‏الكريم‏ ‏للعبادة‏ ‏والعمل‏ ‏ولا‏ ‏يصح‏ ‏أن‏ ‏يصبح‏ ‏أشبه‏ ‏بإجازة‏ ‏مقننة‏, ‏فذلك‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يرضاه‏ ‏الله‏.‏

‏4- ‏المشاركة‏ ‏المنزلية‏ ‏أمر‏ ‏مهم‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏الزوجية‏ ‏بشكل‏ ‏عام‏, ‏وفي‏ ‏شهر‏ ‏رمضان‏ ‏بشكل‏ ‏خاص‏, ‏من‏ ‏الأهمية‏ ‏أن‏ ‏تشركي‏ ‏زوجك‏ ‏وأبناءك‏ ‏معك‏ ‏فيما‏ ‏تقومين‏ ‏به‏, ‏وأن‏ ‏يقوم‏ ‏كل‏ ‏شخص‏ ‏بجانب‏ ‏بسيط‏ ‏من‏ ‏جدول‏ ‏المهام‏ ‏الذي‏ ‏يثقل‏ ‏كاهلك‏ ‏وذلك‏ ‏سيخفف‏ ‏من‏ ‏الجهد‏ ‏والإرهاق‏ ‏من‏ ‏جهة‏, ‏وسيزيد‏ ‏من‏ ‏التواصل‏ ‏الوجداني‏ ‏والعاطفي‏ ‏بين‏ ‏أفراد‏ ‏الأسرة‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏, ‏مثل‏ ‏أن‏ ‏يقوم‏ ‏كل‏ ‏فرد‏ ‏بترتيب‏ ‏غرفته‏, ‏والمساعدة‏ ‏في‏ ‏تجهيز‏ ‏وتنظيف‏ ‏سفرة‏ ‏الطعام‏, ‏وذلك‏ ‏سيساعد‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏تقبضي‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏لصوص‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏يأخذ‏ ‏منك‏ ‏ساعات‏ ‏في‏ ‏القيام‏ ‏به‏.‏

‏5- ‏الاستمتاع‏ ‏والترفيه‏ ‏أمران‏ ‏مطلوبان‏ ‏فهذا‏ ‏الشهر‏ ‏له‏ ‏طابع‏ ‏كرنفالي‏ ‏مبهج‏, ‏فالتزاور‏ ‏والتواصل‏ ‏العائلي‏ ‏شيء‏ ‏جميل‏ ‏وطيب‏ ‏ولكن‏ ‏بالقدر‏ ‏المناسب‏, ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يأخذ‏ ‏من‏ ‏جدول‏ ‏مهامج‏ ‏وأولوياتك‏, ‏ولا‏ ‏يسبب‏ ‏لهم‏ ‏إزعاجا‏ ‏أو‏ ‏يتضارب‏ ‏مع‏ ‏مشاغلهم‏ ‏الخاصة‏.‏

‏6- ‏الوقت‏ ‏هو‏ ‏قضية‏ ‏هذا‏ ‏الشهر‏, ‏وعلي‏ ‏المرأة‏ ‏أن‏ ‏تستخدم‏ ‏أساليب‏ ‏بسيطة‏ ‏توفر‏ ‏لها‏ ‏ساعات‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تستثمرها‏ ‏خلال‏ ‏اليوم‏, ‏كتجهيز‏ ‏الخضراوات‏ ‏بكميات‏ ‏وحفظها‏ ‏بطريقة‏ ‏سليمة‏ ‏في‏ ‏الثلاجة‏, ‏وتوفير‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏قد‏ ‏تحتاجينه‏ ‏ويستهلك‏ ‏منك‏ ‏وقتا‏ ‏في‏ ‏التسوق‏ ‏أو‏ ‏التجهيز‏.‏

‏7- ‏حاولي‏ ‏ألا‏ ‏تجهدي‏ ‏نفسك‏ ‏بشكل‏ ‏مبالغ‏ ‏فيه‏ ‏وحافظي‏ ‏علي‏ ‏عدد‏ ‏ساعات‏ ‏نومك‏ ‏من‏ 4 ‏إلي‏ 6 ‏ساعات‏ ‏يوميا‏ ‏مع‏ ‏أخذ‏ ‏قيلولة‏ ‏قصيرة‏ ‏عند‏ ‏عودتك‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏لتستطيعي‏ ‏مواصلة‏ ‏مهامك‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ ‏اليوم‏, ‏وأيضا‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يحدث‏ ‏خلل‏ ‏في‏ ‏نظام‏ ‏نومك‏ ‏بعد‏ ‏انقضاء‏ ‏الشهر‏ ‏الفضيل‏.‏

‏8- ‏قومي‏ ‏بتجهيز‏ ‏طعام‏ ‏الإفطار‏ ‏ليلا‏ ‏لليوم‏ ‏التالي‏ ‏ليخفف‏ ‏عنك‏ ‏ويسرع‏ ‏من‏ ‏إعدادك‏ ‏لهذه‏ ‏الوجبة‏ ‏ومن‏ ‏الأفضل‏ ‏وضع‏ ‏جدول‏ ‏غذائي‏ ‏منظم‏ ‏لأن‏ ‏كثرة‏ ‏المأكولات‏ ‏لا‏ ‏تفيد‏ ‏ويكون‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏تقسيم‏ ‏أصناف‏ ‏الأطعمة‏ ‏المفيدة‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ ‏أيام‏ ‏الأسبوع‏ ‏وبهذا‏ ‏تبتعدين‏ ‏عن‏ ‏الإسراف‏ ‏في‏ ‏الطعام‏ ‏والذي‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏مضار‏ ‏صحية‏ ‏غير‏ ‏مرغوبة‏, ‏خاصة‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏إحدي‏ ‏فوائد‏ ‏الشهر‏ ‏الفضيل‏ ‏معالجة‏ ‏الجسم‏ ‏وتنقيته‏ ‏من‏ ‏السموم‏ ‏التي‏ ‏يمتلئ‏ ‏بها‏ ‏نتيجة‏ ‏لتناول‏ ‏الأطعمة‏ ‏بشكل‏ ‏غير‏ ‏سليم‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏ترشيد‏ ‏الاستهلاك‏ ‏وتقليل‏ ‏المصاريف‏.‏

‏9- ‏قومي‏ ‏بقراءة‏ ‏القرآن‏ ‏والذكر‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏الأوقات‏ ‏المتاحة‏ ‏لديك‏ ‏أثناء‏ ‏ركوبك‏ ‏المواصلات‏ ‏وإعدادك‏ ‏الطعام‏ ‏وطهوك‏ ‏له‏.‏

‏10- ‏تذكري‏ ‏أن‏ ‏المحافظة‏ ‏علي‏ ‏النظام‏ ‏وبناء‏ ‏علاقات‏ ‏طيبة‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏حولك‏ ‏سواء‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏أو‏ ‏العمل‏ ‏مع‏ ‏الأهل‏ ‏والأصدقاء‏ ‏الذين‏ ‏سيكونون‏ ‏خير‏ ‏عون‏ ‏لك‏ ‏إذا‏ ‏كنت‏ ‏في‏ ‏حاجة‏ ‏لهم‏ ‏ستساعدك‏ ‏علي‏ ‏التخلص‏ ‏من‏ ‏الأوقات‏ ‏الصعبة‏ ‏وتجنبها‏.‏







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:20 AM   #12567

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..

فقد روى الطبراني بسند حسن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].

أي: افعلوا الخير عمركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله مما جعله من مواسم الخيرات وأزمنة البركات التي يصيب بها من يشاء من عباده - نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم - ففضلاً منه ورحمة -سبحانه وتعالى- جعل هذه النفحات، ليغتنمها عباده الصالحون ويتعرضوا لها، ثم يقبل منهم عباداتهم من التوبة، والذكر، وسائر العمل الصالح، ومن هذه النفحات: شهر رمضان الذي نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يجعلنا من أهل خيراته.


هذا الشهر الكريم الذي شرَّف الله أمتنا بصيامه، فلم تصمه أمة قبلنا، وجعل صومه مغفرة لما سلف من الذنوب، وكذا قيام لياليه، وفيه خير ليلة في السنة: ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مفرقـًا على ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.


هذه الليلة التي قال الله تعالى عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3]، أي: العبادة فيها والعمل الصالح خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة ونيف.

وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن قيامها مغفرة لما سلف من الذنوب، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [متفق عليه].

"وفي هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنة، لكثرة الأعمال الصالحة وترغيبًا للعاملين، وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان، وتصفد الشياطين فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره من الإضلال عن الحق، والتثبيط عن الخير" [قاله العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - مجالس رمضان: ص6].


وقال القاضي عياض رحمه الله: "يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم، وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته، ويكون التصفيد، ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم" كما ذكر كلامًا آخر، لكن هذا هو الأولى: إجراء الظاهر على ظاهره.

وهو شهر العتق من النار، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة، ولكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة» [رواه الطبراني، وقال الألباني: صحيح لغيره]، وفي حديث آخر «عند كل فطر»، وهو حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» [رواه ابن ماجة، وصححه الألباني]، فانظروا إلى هذا الفضل في كل يوم وليلة وعند كل فطر، نسأل الله – تعالى - أن يعتق رقابنا من النار.

ويستجاب الدعاء – بشرطه - في هذا الشهر الكريم، فقد ذكر – تعالى - آية الدعاء في ثنايا آيات الصيام، ليتقربوا إليه بالدعاء الذي هو العبادة.

وهو فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، فقد قال جبريل - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «ومَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

وهو شهر يُضاعف فيه الأجر، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي» [متفق عليه]، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ» [متفق عليه].


شهر هذا فضله حري بالمؤمن الصالح الحريص على الخير أن يهيئ نفسه لاستقباله:

أولاً: بالدعاء أن يبلغنا الله إياه كما كان السلف يفعلون، كانوا يدعون ربهم ستة أشهر أن يبلغهم إياه كما قال معلى بن الفضل.

ثانيًا: بتعلم العلم الواجب المتعلق بفريضة الصوم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]، وتفسيره: العلم الخاص بالعمل الذي تلبست به.

وثالثـًا: التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي، وهذا واجب، ومن التفريط في العمل الصالح، وهذا مستحب، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التحريم:8). و"عسَى" من الله تعالى واجبة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» [رواه مسلم:2702].

رابعًا: الاستبشار والفرح بقدومه، للتعرض لرحمة الله، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدومه فيقول: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» [رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني].

خامسًا: العزم الصادق على صومه، واغتنام أيامه ولياليه، قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ» [رواه النسائي، وصححه الألباني]، وقال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم:12]، أي: بجد واجتهاد.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ» [رواه مسلم:2664]، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان ويقول: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» [متفق عليه].

فإذا استعددت لرمضان قبل مجيئه فلتكن حريصًا من أول ليلة على أن تري الله منك خيرًا أو ما يحبه.

ماذا تفعل في أول ليلة؟


أخي الكريم: إن قيل غدًا - إن شاء الله - رمضان، ورأيت الهلال فقل: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

وأن تصلي مع الإمام صلاة التراويح، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [متفق عليه]، ولا يحسب قيام رمضان إلا بإدراك جميع لياليه، والليلة الأولى من رمضان تبدأ من غروب شمس اليوم الذي قيل فيه: "غدًا رمضان".

وأن تصلي مع إمامك حتى ينصرف، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني]، أي: حتى ينتهي من الصلاة، وقيام ليلة أي: يكتب له ثواب قيام ليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.

وأن تنوي الصيام، والنية ركن في الصوم، ويجب تبييتها في صوم الفرض، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ» [رواه النسائي، وصححه الألباني]، والنية محلها القلب، وحقيقتها العزم على الصوم، واللفظ بها بدعة، كما قال العلماء رحمهم الله.

وأن تصوم لله تعالى، لا سمعة ولا رياء ولا عادة، فإن الله تعالى قال: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:5]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ} [متفق عليه]، أي: إيمانـًا بفرضيته، واحتسابًا أي: طلبًا للأجر من الله وحده.

وأن تنام مبكرًا، لتستيقظ للتهجد مستحضرًا فضل هذا الوقت، قال الله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا} [المزمل:6]، وقال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:17،18].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل السَّاعَات جَوْف اللَّيْلِ الآخِر» [رواه الطبراني، وصححه الألباني]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» [رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني].
وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَقُولُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» [متفق عليه].
ويقول - صلى الله عليه وسلم - مرغبًا في قيام الليل: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ» [رواه الترمذي، وصححه الألباني].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس» [رواه البيهقي، وحسنه الألباني].


وصلِّ لله تعالى مثنى مثنى، ولا تأتِ بوتر آخر، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ» [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني].

وقبل السحور اجلس واستغفر الله تعالى، فإنه من أحب العبادة لله تعالى في هذا الوقت، لقول الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} [آل عمران:17].

ثم تهيأ للسحور، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» [متفق عليه]، وروى أحمد من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلاَ تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ» [رواه أحمد، وحسنه الألباني]، والبركة هنا من اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب، "لحديث مسلم مرفوعًا: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» [رواه مسلم:1096]، والتقوي به على العبادة، وزيادة النشاط والتسبب للصدقة على من سأل وقت السحر" [سبل السلام:3/564].


ثم استعد لصلاة الفجر في جماعة، وقد قال الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78]، أي: الآيات التي يقرأها الإمام في الصلاة تشهدها الملائكة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ» [متفق عليه].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [متفق عليه]، والبردان هما: صلاتا الفجر والعصر.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [رواه مسلم:634].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللَّهِ يَوْمَهُ» [رواه الطبراني، وقال الألباني: صحيح لغيره].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ ذِمَّتَهُ فَإِنَّهُ مَنْ أَخْفَرَ ذِمَّتَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ حَتَّى يُكِبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ» [رواه أحمد، وقال الألباني: صحيح لغيره]، أي: في حفظه ورعايته.

ثم إذا صليت الفجر، فاجلس في مكانك ذاكرًا لله تعالى، حتى تطلع الشمس كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه جابر بن سمرة، فعنه - رضي الله عنه - قال: «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا» [رواه مسلم:670].
وقال - صلى الله عليه وسلم - في فضل ذلك: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، انْقَلَبَ بِأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ» [رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن صحيح].

نسأل الله -عز وجل- أن يجعل ليلتنا كذلك، وأن يوفقنا لطاعته عمرنا، وأن يختم لنا بخير. آمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:22 AM   #12568

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟؟ ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك‏ )
‏فيا الله ما أقصر الأعمار .... !!!
تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سن الشباب أو الكهولة ....!!!!


لكن عزاء المسلمين أن لهم رباً لطيفاً رحيما ، عوضهم بقصر أعمارهم ما يدركون به أعمال المعمرين مئات السنين ، وذلك بمضاعفة الأجور والحسنات بحسب شرف الأزمنة والأمكنة ومواسم الطاعات .ومن ذلك ما أنعم الله به على عباده بفضيلة شهر الصيام ففيه مضاعفة للحسنات، وتكفير للسيئات، وإقالة للعثرات ؛ فلذلك والذي قبله أحببت التذكير مع قدومه بهذه الوقفات :

الوقفة الأولى (وقفة محاسبة) :
يجب على كل مسلم أن يأخذ العبرة من سرعة تصرم الأيام والليالي فيقف مع نفسه محاسباً، حساباً يدفعه إلى العمل الصالح وهجر الذنوب والمعاصي فلو يرجع بذاكرته ويستعرض ما مضى من عمره ، و يتأمل عامه الذي انصرم .بأيامه ولياليه وثوراته ومآسيه ، انصرم وكل لحظة منه تباعدنا عن الدنيا وتقربنا من الآخرة . قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: \"ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل\"أخرجه البخاري.
ولله در القائل:
نسير إلى الآجال في كل لحظة وأعمارنا تطوى وهـن مراحـل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعـمـرك أيـــام وهـــن قـلائــل
ومــا هــذه الأيــام إلا مـراحـل يحث بها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لـو تأملـت أنهـا منازل تطـوى والمسافـر قاعـد

فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني كمافي حديث شداد بن أوس عند الترمذي وغيره ، وقد أمرنا الله بمحاسبة أنفسنا فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ))
قال ابن كثير رحمه الله : ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخر تم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ) . فمحاسبة النفس هي ديدن العلماء العاملين والعبّاد الصالحين فهذا الحسن البصري يقول: ( يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك)

فلله كم يوم من أعمارنا أمضيناه ، ولله كم من صديق فقدناه، وكم من قريب بأيدينا دفناه ، وكم عزيز علينا في اللحد أضجعناه ، كانوا يتشوقون لإدراك هذا الشهر الكريم ؛ ليظفروا بالصيام والقيام ويتعرضوا لنفحات الكريم المنان ، فحضرت آجالهم وقطع الموت حبال آمالهم ، فحسبهم أنهم على نياتهم يؤجرون كما في الصحيحين من خبر الصادق المصدوق : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..)

الوقفة الثانية: (التوبة التوبة)
المسلم ليس معصوماً عن الخطأ ، فهو عرضة للوقوع في الذنوب والآثام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبين أنه من طبع البشر وبين علاجه فقال : ((كلُّ بني آدَمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون)) كما في حديث أنسٍ رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد والترمذي وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((والّذي نفسِي بيَدِه، لو لم تذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ فيغفِر لهم)) أخرجه مسلم ، وشهر رمضان هو شهر مغفرة الذنوب وشهر القبول ومضاعفة الحسنات وشهر العتق من النار هو الشهر الذي (تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين ) كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، ،هو الشهر الذي( ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كل ليلة) كما في السنن وعند أحمد من حديث أبي هريرة أيضا
فحري بالمؤمن الصادق الذي مد الله في عمره ، حتى أدرك هذا الشهر أن يغتنمه بتوبة صادقة وانطلاقة جادة بعزيمة أكيدة، فيجدد العهد مع الله ،بأن يلتزم بطاعته، وأن يأتمر بأوامره وينتهي عن مناهيه ، ويستقيم على دينه حتى يلقاه، فإن العبرة بالخواتيم .

الوقفة الثالثة : (رمضان فرصة لتطهير القلوب وتصفية النفوس وتزكيتها والسمو بها إلى المعالي )
إن الناظر بعين البصيرة إلى حال الناس اليوم ليرى واقعاً مؤسفاً وحالاً سيئة ...يرى إقبالاً على الدنيا الفانية وتنافساً مخيفاً في جمع حطامها، حتى إنك لترى الرجل تعرفه وعهدك به ذا حياء ولطف وخلق جم.... فما أن يقبل فيها ويدبر إلا ويصبح ذئباً ضارياً ،همه الظفر بالمال ، وعدوه من شاركه في مهنة ، أو نافسه في بيعه ، فسبحان الله وكأن أولئك خلقوا للدنيا أو سيعمرون فيها ... وصدق القائل :
ومـا هـي إلا جيفـة مستحيلـة عليها كلاب همهـن اجتذابهـا
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها وإن تجتذبها نازعتـك كلابهـا
وكذلك ترى أمراً آخر لا يقل عن سابقه قبحاً : وهو تقاتل الناس على الرياسة وحب الظهور والشهرة وهذا كله مما يوغر الصدور ويمرض القلوب ، فيتولد الحقد الدفين ، والبغضاء والحسد المشين .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير ). وصدق رحمه الله فقد رأينا هذا واقعاً مشاهداً .وقد نهانا النبي عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً. وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ) وعندما سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال: { كل مخموم القلب صدوق اللسان } قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: { هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } [رواه ابن ماجه والطبراني من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ] فهذا هو رمضان موسم الصفاء والإخاء و الألفة والمحبة كيف لا ؟ وأنت تسمع الضجيج بالتأمين على الدعاء ، وتشاهد النشيج بالبكاء فهل يحصل مع هذا تباغض وجفاء ؟؟ فنسأل الله أن يطهر القلوب ويستر العيوب .

الوقفة الرابعة : (ذكرياتنا الخالدة في رمضان )
عندما نذكر تأريخنا في رمضان فإننا نذكر تأريخاً مشرفاً وأمجاداً تليدة ، نذكر نصراً وفخراً ، عزة وشموخاً نذكر بطولات حققها الأخيار .
فنفخر بغزوة بدر الكبرى وفتح مكة ، ونعتز بفتح عمورية ونخوة المعتصم ، ونذكر فتح الأندلس ونتشرف بذكر انتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين فبعد موقعة حطين الشهيرة وتحرير بيت المقدس من قبضتهم، وأثناء تحقيق هذا الانتصار الباهر دخل شهر رمضان الكريم فأشار رجال صلاح الدين عليه أن يستريح خلال هذا الشهر الكريم نظير ما لاقاه من جهد ومشقة، لكنه رفض ذلك وقال \"إن العمر قصير والأجل غير مأمون والسماح للمغتصبين بالبقاء في الأرض الإسلامية يوماً واحداً مع القدرة على استخلاص الأرض منهم، عمل منكر لا أستطيع حمل مسئوليته أمام الله وأمام الناس\"
فهذا شئ من ذكرياتنا في رمضان يهتز لها القلب بهجة وسروراً وترتفع الهام عزة وشموخاً ، ولكن يعصف بذلك كله النظر إلى واقع الأمة اليوم : فهي تعيش مصائب شتى، ونكبات لا تحصى، فالنصيرية تتراقص على جثث أهل السنة في سوريا وتدفنهم وهم أحياء ، وفلسطين ترزح تحت الاحتلال ال****ي ، والحوثي يعبث في اليمن ، في تحالف صفوي ****ي شيوعي صليبي ضد السنة وأهلها!!!
والأمة تعيش في ذلةٌ وهوان، وضعفٌ وخذلان، فلتعلم علماً يقينياً أنه لا نجاة لها مما هي فيه إلا برجعة صادقة إلى الله ، وبالتزام حقيقي بمنهج رسوله ، فذلك هو أساس النصر والنجاح والتمكين ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:23 AM   #12569

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الامة الاسلامية بالخير والبركات
تحية حب لك أيها الصغير قبل الكبير ويا أيها الفقير قبل الغني ، وأنت أيتها المسكينة وأيتها اليتيمة وأيتها المشردة وأيتها التائهة وأيتها التي لا يعرف مكانك من خارطة النساء أقول لك بالصوت العالي كل عام وأنت بخير أعاده الله عليك وعلى الجميع من الضعفاء والمقهورين والمهمشين بالخير والسعادة والهناء لأرى أثر ابتسامة على وجهك ولو مرة في العمر وتحية حب وأنت تلبسين ثوبا جديدا وتأكلين حبة حلوى ولو مرة في العمر آه من بني البشر كيف يضحكون ويلعبون ويفرحون ويسعدون وهم يعرفون أن لهم اهل وأقارب وصلة رحم وهم بأمس الحاجة إلى ابتسامة ولو من وراء القلب وهم يعرفون أن كثير من الذين جار عليهم الزمن فصاروا محشورين في زاوية الحرمان والنسيان فإلى متى تحن القلوب وإلى متى تنزل الرحمة من القلوب على من حرموا طعما للحياة والذين هم في صيام كامل طوال حياتهم فبماذا يأمرنا ديننا الحنيف وما الدروس التي أخذناها من صيام شهر وعبادة شهر وعمل خير في شهر طويل وعريض حسرتي ودمي ودموعي لك وعليك يا مسكين فما لك إلا رحمة الله والصبر حماك الله يا مسكين وأبدأ بك لأقول كل عام وأنت بخير وكان الله في عونك وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الحب والتقدير بادئ ذي بدء إلى السيد مدير الموقع المحترم وإلى جميع الإخوة والأخوات العاملين في هذا الموقع المميز والمتميز في أمور كثيرة عما سواه فالمنتدى غني بكل جديد ومفيد وهادف .
تحيتي أولا بلا استئذان لكل من هو في دائرة الموقع أيا كان عمله أو عملها أقدم له كل التحايا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير . أعاده الله على الجميع بالخير والسعادة والهناء وراحة البال آمين يا رب العالمين .
بهذه المناسبة لكم جميعا هذه الكلمة المختصرة ...
كل عام وأنتم بخير يا أيتها الطبقة الكادحة في كل زمان ومكان والتي من أول الكون حتى الساعة وكل ما تراه العين من عظمة الدنيا والحياة المؤقتة هو من صنع يدك بعد الصحة والعافية من الله أيها العامل البسيط وأيتها العاملة البسيطة يا من بنيتم وشيدتم القصور والناطحات وأنتم لا تملكون إلا كوخا وقليلا من الخبز والادام ...
سلمت يمناك يا عامل ويا عاملة ويا فلاح ويا فلاحة لولاكم لما كان للحياة طعم ولا في الوجود من عظمة العظمة لله يا من يسألكم العامل البسيط أقل حق وأبسطه في دنياه أعطوه حقه وزيدوه القليل فهو قانع فمهما زدتم له لن يكون إلا أقل من لقمة عيش في لحظة فطاركم ولولا هذا المسكين لما كان في وجود الدنيا عظمة أو سلطان فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ومن هم هؤلاء
أليسوا من دم ولحم كدمائكم ولحومكم وشحومكم رحم الله الخليفة عمر حين قال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، ماذنب المساكين والضعفاء في هذا الكون ،ما شعورك ياغني لو كنت يوما بائسا وفقيرا وجائعا ألم تشعر بحلاوة الطعام وأنت صائم تذكر أن هناك الملايين جائعون على مدار الساعة .. رحمة في النفوس تشعر الآخرين بالحياة .
نحن في زمن الحضارة والتقدم كما يقال ولكن بأعمالنا وقيمتنا للأشياء واحترامنا للأشياء وبأفعالنا وأقوالنا لا أدري ما الجواب هل انقلب الزمن والتاريخ وانكسر القرن وعدنا للوراء وصار القرن قرن ثور ....
همسة في أذنك أيها المسكين ويا أيتها المسكينة بكل عام والجميع بألف خير وفقنا اتله لما فيه حب الخير وللآخرين مع تحيات العبد الفقير لله وبسمة صادقة مني لك يا إنسان القرن ذكرا وأنثى
ورحمة منكم بالفقراء والمساكين ماذا وكيف تكون حالك يا إنسان لو وصلت إلى درجة الفقر والبؤس والشقاء والعوز كل شيء ممكن فلا تقل أنك تملك القصور والذهب والفضة كل ذلك من الله ولله تذكر فقط أن الملك لله وما أنت إلا ضيف على هذي الحياة وراقب نفسك وانظر ما لك وما عليك فاليوم هنا وغدا هناك ...وكلمة الله يرحمووو
مع تحياتي أنا العبد الفقير لله يا ليت القلوب ترق وتحن ..وتسعد غيرك يا انسان فما أجمل ان تدخل الفرحة والسعادة في نفوس الفقراء والمقهورين واليتامى والمساكين دمعة على خدي على نفسي ودمعة على خدي على من لا دمعة له ولا بسمة ..ولا حتى لقمة خبز ..لك الله يا مسكين وقلبي يقطر دما عليك ...وعيني تبكي دموعا ودم عليك يا مسكين يا مقهور ..يا ..
كل عام والجميع بخير من الله
أعاده الله على الجميع بالخير والهناء والسعادة ورمضان كريم /وكل عام والجميع بخير
-----







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2022, 12:23 AM   #12570

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

"ميزة شهر رمضان و فضائل الصيام و فوائده و آدابه"ـــــــــــــــــــــــ


لفضيلة الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ


الحمد لله ذي المنِّ والتوفيق والإنعام، شرع لعباده شهر رمضان للصيام والقيام، مرة واحدة كلّ عام، وجعله أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، ومطهّرا للنفوس من الذنوب والآثام، والصلاة والسلام على من اختاره الله لبيان الأحكام، واصطفاه لتبليغ شرعه للأنام، فكان خير من قام وصَام، ووفىّ واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان على الدوام، أما بعد:
فلقد فرض الله تعالى الصيام على جميع الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، وفي السنة الثانية من الهجرة أوجب الله على هذه الأمة صيام رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإن كان صحيحًا مقيمًا وجب عليه أداءً، وإن كان مريضًا وجب عليه قضاءً، وكذا الحائض والنفساء، وإن كان صحيحًا مسافرًا، خُيِّر بين الأداء والقضاء، وقد أمره سبحانه وتعالى أن يصوم الشهر كلّه من أوّله إلى منتهاه، وحدّد له بداية الصوم بحدٍّ ظاهر لا يخفى عن أحد وهو رؤية الهلال أو إكمال عدّة شعبان ثلاثين يومًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»(١- متفق على صحته: أخرجه البخاري: (4/119)، ومسلم: (7/189،190،191)، وأبو داود: (2/740)، وابن ماجه: (1/529)، والنسائي: (4/134)، وأحمد: (2/5، 13، 63)، ومالك في الموطإ: (1/269)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، كما حدّد له بداية الصوم بحدود واضحة جليّة، فجعل سبحانه بداية الصوم بطلوع الفجر الثاني، وحدّد نهايته بغروب الشمس في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾[البقرة: 187]، وبهذه الكيفية والتوقيت تقرّر وجوبه حتميًا في قوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185]، وصار صومه ركنًا من أركان الإسلام، فمن جحد فرضيته وأنكر وجوبه فهو مرتدّ عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلاّ قُتِلَ كفرًا، ومن أقرَّ بوجوبه، وتعمّد إفطاره من غير عذر فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا وإثمًا مبينًا يستحقّ التعزير والردع.
هذا، وشهر رمضان ميّزه الله تعالى بميزات كثيرة من بين الشهور، واختصّ صيامه عن الطاعات بفضائل متعدّدة، وفوائد نافعة، وآداب عزيزة.

ميزة شهر رمضان :
ـــــــ


ومن ميزة هذا الشهر العظيم ما يلي:
•صوم رمضان: هو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه العظام لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ الله، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ الحَرَامِ»(٢- أخرجه البخاري: (8)، ومسلم: (16)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقد وقع في صحيح البخاري تقديم الحجّ على الصوم، وعليه بنى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن ابن عمر بتقديم الصوم على الحج، قال: فقال رجل: والحج وصيام رمضان، فقال ابن عمر: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [فتح الباري لابن حجر: 1/50]) وهو معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين على أنّه فرض من فروض الله تعالى.
•إيجاب صيامه على هذه الأمة وجوبًا عينيًّا لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185].
•وإنزال القرآن فيه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى سبيل الحقّ وطريق الرشاد، وإبعادهم عن سُبل الغيّ والضلال، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم بما يكفل لهم السعادة والفلاح في العاجلة والآخرة قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185].
•ومنها أنه تُفتّح فيه أبواب الجنّة لكثرة الأعمال الصالحة المشروعة فيه الموجبة لدخول الجنّة وأنّه تُغلق فيه أبواب النار لقلّة المعاصي والذنوب الموجبة لدخول النّار.
•أنه فيه تُغَلُّ وتوثق الشياطين فتعجز عن إغواء الطائعين وصرفهم عن العمل الصالح قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(٣- أخرجه البخاري: (1898)، ومسلم: (2547)، والنسائي: (2112)، ومالك في الموطإ: (686). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ لله تعالى في شهر رمضان عتقاء من النار، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ»(٤- أخرجه ابن ماجهاضغط هنا لتكبير الصوره1643)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وأحمد: (22859)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(2166)).
•ومنها أنّ المغفرة تحصل بصيام رمضان بالإيمان الصادق لهذه الفريضة واحتساب الأجر عليها عند الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥- أخرجه البخاري: (1901)، ومسلم: (760)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّه تسنّ فيه صلاة التراويح اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٦- أخرجه البخاري: (37)، ومسلم: (759)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ فيه ليلة خير من ألف شهر وقيامها موجب للغفران لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ هَذاَ الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرُهَا إِلا مَحْرُومٌ»(٧- أخرجه ابن ماجه: (1644)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترغيب: 989)/(صحيح سنن ابن ماجه: 1341))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٨- أخرجه البخاري: (35)، ومسلم: (1815)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
•ومنها أنّ صيام رمضان إلى رمضان تكفير لصغائر الذنوب والسيئات بشرط اجتناب الكبائر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(٩- أخرجه مسلماضغط هنا لتكبير الصوره233)، وأحمد: 2/400 ، 414 ، 484، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
وفضلاً عن ذلك، فإنّ من أبرز الأحداث النافعة الأخرى الحاصلة في رمضان: غزوة بدر الكبرى التي فرّق الله فيها الحقّ من الباطل فانتصر فيها الإسلام وأهله وانهزم الشرك وأهله وكان هذا في السنة الثانية للهجرة، كما حصل فيه فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وقضي على الشرك والوثنية بفضل الله تعالى، فصارت مكة دار الإسلام بعد أن كانت معقل الشرك والمشركين وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان من سنة 584ﻫ في معركة حطين واندحر الصليبيون فيها، واستعاد المسلمون بيت المقدس وانتصروا -أيضا- على جيوش التتار في عين جالوت حيث دارت وقائع هذه المعركة الحاسمة في شهر رمضان في سنة 658ﻫ. هذا مجمل ميزة شهر رمضان وفضائله العديدة وبركاته الكثيرة، والحمد لله ربِّ العالمين.



فضائل الصيام :
ــــــــ



أمّا فضائل الصيام فمتعدّدة منها: تضاعف فيه الحسنات مضاعفة لا تنحصر بعدد، بينما الأعمال الأخرى تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لما رواه الشيخان من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ يقُولَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»(١٠- أخرجه ابن ماجه: (1638)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1335)، وفي صحيح الترغيب: (968)) فيتجلى من هذا الحديث أنّ الله اختصّ الصّيام لنفسه عن بقية الأعمال، وخصّه بمضاعفة الحسنات -كما تقدّم- وأنّ الإخلاص في الصيام أعمق فيه عن غيره من الأعمال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِى»، كما أنّ الله سبحانه وتعالى يتولى جزاء الصائم الذي يحصل له الفرح في الدنيا والآخرة، وهو فرح محمود لوقوعه على طاعة الله تعالى كما أشارت إليه الآية: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ﴾[يونس:58]، كما يستفاد منه أنّ ما ينشأ عن طاعة الله من آثارٍ فهي محبوبة عند الله تعالى على نحو ما يحصل للصائم من تغيّر رائحة فمه بسبب الصيام.
•ومن فضائل الصيام: أنّه يشفع للعبد يوم القيامة ويستره من الآثام والشهوات الضارّة، ويقيه من النّار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِى فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ»(١١- أخرجه أحمد: (6785)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3776). وفي صحيح الترغيباضغط هنا لتكبير الصوره1429)). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»(١٢- أخرجه أحمد: (9463)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3774)، وفي صحيح الترغيباضغط هنا لتكبير الصوره980)).
•من فضائله: أنّ دعاء الصائم مستجاب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً»(١٣- أخرجه أحمد: (7658)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2165))، وقد جاء في أثناء ذكر آيات الصيام ترغيب الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾[البقرة:186].
•ومن فضائل الصيام: أنّه موجب لإبعاد النار على الصائم يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»(١٤- أخرجه مسلم: (2767)، والنسائياضغط هنا لتكبير الصوره2260)، والدارمي: (2454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
•كما أنّ من فضائله: اختصاص الصائمين بباب من أبواب الجنة يدخلون منه دون غيرهم إكرامًا لهم وجزاء على صيامهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»(١٥- أخرجه البخاري: (1896)، ومسلم: (2766)، والنسائي: (2248)، وابن ماجه: (1709)، من حديث أبي حازم بن سهل رضي الله عنه) وفي ذكر بعض هذه الخصائص والفضائل ما يؤذن على الكل.



فوائد الصيام :
ـــــــ



أمّا فوائد الصوم فعظيمة الآثار في تطهير النفوس وتهذيب الأخلاق وتصحيح الأبدان، فمنها ما يعوِّد نفسه على الصبر والتحمّل على ترك مألوفه، ومفارقة شهواته عن طواعية واختيار، بحيث يكبح جماح شهوته ويغلب نفسه الأمارة بالسوء فيحبسها عن الشهوات لتسعد لطلب ما فيه غاية سعادتها وقبول ما تزكو به ممّا فيه حياتها الأبدية، فيضيق مجاري الشيطان بتضييق مجاري الطعام والشراب، ويُذكّر نفسه بما عليه أحوال الجائعين من المساكين، فيترك المحبوبات من المفطرات لمحبة ربِّ العالمين، وهذا السّرّ بين العبد ومعبوده هو حقيقة الصيام ومقصوده، ومنها أنّه يُرقّق القلب ويلينه لذكر الله فيسهل له طريق الطاعات، ومن فوائد الصيام: أنّه موجب لتقوى الله في القلوب وإضعاف الجوارح عن الشهوات قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، في معرض إيجاب الصيام لأنّه سبب للتّقوى لتضييق مجاري الشهوات وإماتتها، إذ كلّما قلَّ الأكل ضعفت الشهوة، وكلّما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي، ومن فوائده الطبّيّة صحّة البدن لأنّه يحمي من اختلاط الأطعمة المسبّبة للأمراض ويحفظ -بإذن الله- الأعضاء الظاهرة والباطنة كما قرّره الأطبّاء.



آداب الصيام :
ــــــ


للصيام آداب ينبغي التخلّق بها ليحصل التوافق مع أوامر الشّرع ويرتّب عليه مقصوده منه، تهذيباً للنّفس وتزكيتها، فيجتهد الصائم في أدائها كاملة، والمحافظة عليها تامّة، إذ كمال صيامه موقوف عليها وسعادته منوطة بها، فمن هذه الآداب الشرعية التي يراعيها في صيامه:
أولاً: استقبال شهر رمضان بالفرح والغبطة والسرور، لأنّه من فضل الله ورحمته على الناس بالإسلام، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:85]، ويحمد الله على بلوغه، ويسأل الله تعالى إعانته على صيامه، وتقديم الأعمال الصالحة فيه، كما يستحبّ له الدعاء عند رؤية أي هلال من السَّنَةِ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللهُ أَكْبَر، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَترْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ»(١٦- أخرجه الترمذي: (3447)، والدارمي: 2/4، والبغوي في "شرح السنة": (1335)، وصححه ابن حبان: (2375)، قال الألباني في: "الكلم الطيب" [91]: "صحيح بشواهده") على أن لا يستقبل الهلال عند الدعاء ولا يرفع رأسه إليه ولا ينتصب له وإنّما يستقبل بالدعاء ما يستقبل به الصلاة.
ثانيا: ومن الآداب المهمة أن لا يصوم قبل ثبوت بداية الشهر على أنّه من رمضان ولا يصوم بعد نهايته على أنّه منه، فالواجب أن يصومه في وقته المحدّد شرعاً فلا يتقدّم عليه ولا يتأخّر عنه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»(١٧- تقدّم تخريجه)، وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»(١٨- أخرجه البخاري: (1900)، ومسلم: (1080)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما).
ثالثا: المداومة على السّحور لبركته واستحباب تأخيره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِِ بَرَكَةً»(١٩- أخرجه البخاري: (1923)، ومسلم: (1095)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه)، وقد ورد في فضله وبركته -أيضا- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «البَرَكَةُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»(٢٠- عزاه المنذري في الترغيباضغط هنا لتكبير الصوره1546) للطبراني في: "الكبير"، ورواه أبو الطاهر الأنباري في: "المشيخة" (156/1-20)، والبيهقي في: "الشعب" (2/426/2)، من حديث سلمان رضي الله عنه، والحديث حسّنه الألباني في صحيح الترغيب (1065)، وفي السلسلة الصحيحة:3/36، رقم: (1045)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِين»(٢١- رواه الطبراني في: "الأوسط"(6434)، وابن حبان (880)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والحديث حسّنه الألباني في صحيح موارد الظمآن: (728) وفي "صحيح الترغيب": (1066))، وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممَّا يميّز أهل الإسلام عن أهل الكتاب فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»(٢٢- أخرجه مسلم: (1096)، والترمذي: (708)، وأبو داود: (2343)، والنسائي: (4/146)، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه). والأفضل أن يتسحّر الصائم بالتمر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ سَحُورِ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»(٢٣- أخرجه أبو داود: (2345)، وابن حبان: (883)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (562)، وفي صحيح موارد الظمآن: (731))، فإن لم يتيسّر له التمر تحقّق سحوره ولو بجرعة من ماء لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٢٤- أخرجه ابن حبان: (884)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال الألباني في "صحيح الموارد" (732): حسن صحيح، [انظر السلسلة الضعيفة: ( 1405) وصحيح الترغيب (1071)]).
ويبدأ وقت السّحور قبيل الفجر وينتهي بتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وإذا سمع النداء والإناء في يده، أو كان يأكل، فله أن يقضي حاجته منهما ويستكمل شرابه وطعامه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ فِي يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»(٢٥- أخرجه أبو داود: (2350)، والحاكم: (1/426)، والبيهقي: (4/218) ، وأحمد: (2/423، 510)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الألباني: حسن صحيح ( انظر صحيح سنن أبي داود: (2/57). والسلسلة الصحيحة: (3/381))، ففي رخصة الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، وإلزام التعبد بتوقيت الإمساكية الموضوعة بدعوى خشية أن يدرك الناس أذان الفجر وهم على سحورهم لا أصل له في أحكام الشريعة وآدابها.
هذا، ويستحبّ تأخير السحور لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا بِتَعَجيِلِ فِطْرِنَا وَتَأْخِيرِ َسُحُورِنَا وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ»(٢٦- أخرجه ابن حبان: (885)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن: (733) وفي الصحيحة: (4/376)).
وكان من فعله صلى الله عليه وآله وسلم تأخير قدر خمسين آية متوسطة، فقد روى أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحور؟ قَالَ: قَدْرَ خَمْسِينَ آيَةً»(٢٧- أخرجه البخاري: (1921)، ومسلم: (1097)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه)، وكان دأب الصحابة رضي الله عنهم تأخير السحور، فعن عمرو بن ميمون الأودي قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَ النَّاس إفْطَارًا وَأَبْطأَهُمْ سحورًا»(٢٨- أخرجه عبد الرزاق: (7621)، والبيهقي: 4/238 وصحّح الحافظ إسناده في الفتح (4/199)).
رابعًا: المحافظة على تعجيل الفطر لإدامة النّاس على الخير لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»(٢٩- أخرجه البخاري: (1957)، ومسلم: (1098)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه) وقوله عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ»(٣٠- أخرجه ابن خزيمة: 3/275 وابن حبان: (891)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة": (2080)، وفي صحيح موارد الظمآن: (738)، وصحيح الترغيب: (1074)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(٣١- أخرجه أبو داود: (2353)، وابن ماجه: (1698)، وابن خزيمة: (3/275)، وابن حبان: (889) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني في صحيح موارد الظمآن: (736)، وفي صحيح الترغيب: (1075))، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، -من جهة الشرق- وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»(٣٢- أخرجه البخاري: (1954)، ومسلم: (1100)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه).

آداب الفطر:
ــــــ


هذا، وتقترن بالفطر جملة من الآداب الشرعية يستحبّ للصائم الالتزام بها اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي:
١- تقديم الفطر على الصلاة لقول أنس بن مالك رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَطُّ صَلَّى صَلاَة َالمَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٣٣- أخرجه ابن حبان: (89)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وصححه الألباني في "الصحيحة": (2110) وفي موارد الظمآن: (737)).
٢- فطره على رُطَبات فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى الماء لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»(٣٤- أخرجه أبو داود: (2356)، والترمذي: (696)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب: (1077)).
٣- دعاء الصائم عند الفطر بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يقول -عند فطره-: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ -إِنْ شَاءَ اللهُ-»(٣٥- أخرجه أبو داود: (2357)، والبيهقي: (4/239)،من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وحسنه الألباني في الإرواء: (920)).
خامسا: ومن آداب الصيام -أيضا-: استحباب المحافظة على السواك مطلقاً سواء كان المكلَّف صائماً أو مفطراً أو يستعمله رطبًا أو يابسًا أو كان في أوّل النهار أو في آخره للحضّ عليه عند كلّ صلاة، وعند كلّ وضوء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ»(٣٦- أخرجه البخاري: (887)، ومسلم: (612)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أحمد: 4/116 وأبو داود: (47) والترمذي: (23) من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه) وفي رواية: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(٣٧- أخرجه أحمد: 2/460، 517، وغيره وحسنه الألباني في الإرواء: 1/110، رقم: (70)). ولم يخصّ الصائم من غيره، قال ابن عمر رضي الله عنه: «يُسْتَاكُ أَوَّل النَّهَارِ وَآخِرهُ»(٣٨- انظر مختصر البخاري للألباني: (451)، رقم: (366))، وضمن هذا الحكم يقول ابن تيمية -رحمه الله- :" ...وأمّا السواك فجائز بلا نزاع، لكن اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورين، وهما روايتان عن أحمد، ولم يقم على كراهيته دليل شرعي يصلح أن يخصّص عمومات نصوص السواك "(٣٩- مجموع الفتاوى لابن تيمية: 25/266. قال الحافظ في "التلخيص" [2/202] عن عبد الرحمن بن غَنَم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوّك وأنا صائم؟ قال: نعم . قلت: أيّ النهار أتسوّك؟ قال: أيّ النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية. قلت: فإنّ النّاس يكرهونه عشية، قال: لمَ؟ قلت: يقولون: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" فقال: سبحان الله! لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لا بدّ أن يكون بفم الصائم خلوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن يُنتِنوا أفواههم عمداً ، ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شرّ إلاّ من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدّا).
سادسًا: الاجتهاد في فعل الخيرات وتكثيف العبادات، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان يكثر من أنواع العبادات وأفعال الخير وأضرب البرِّ والإحسان ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ -أي النَّبِىُّ صلى الله عليه وآلِهِ وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْر، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَم- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»(٤٠- أخرجه البخاري: (3220)، ومسلم: (2308)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما).
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من قراءة القرآن فيه، ويطيل قيام رمضان أكثر ممّا يطيله في غيره، ويجود بالصدقات والعطايا وسائر أنواع الإحسان، ويجتهد في العشر الأواخر -اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذكرًا- ما لا يجتهد في غيره ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»(٤١- أخرجه البخاري: (2024)، ومسلم: (1174)، من حديث عائشة رضي الله عنها). ومن العبادات التي ندب إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم العمرة في رمضان فلها ثواب عظيم يساوي ثواب حجّة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً»(٤٢- أخرجه أبو داود: 2/503، وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (1988)، وأخرجه الترمذي مختصراً: 3/276، وابن ماجه: 2/996، من حديث أبي معقل رضي الله عنه)، ويُضاعف أجر الصلاة في مسجدي مكّة والمدينة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ»(٤٣- أخرجه البخاري: (1190)، ومسلم: (1394)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) فضلاً عن تكفير الذنوب والسيئات بتعاقب العمرات على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(٤٤- أخرجه البخاري: (1773)، ومسلم: (1349)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
سابعًا: اجتناب كلّ ما لا يحقّق الغاية من الصيام، وذلك بأنّ يحترز الصائم عن كلّ ما نهى الشرع عنه من سيّء الأقوال وقبيح الأفعال المحرمة والمكروهة في كلّ الأوقات وبالأخصّ في شهر رمضان التي يعظم قبحها في حقّ الصائم، لذلك وجب عليه أن يكفّ لسانه عمّا لا خير فيه من الكلام: كالكذب، والغيبة، والنميمة، والشتم، والخصام، وتضييع وقته بإنشاد الأشعار، ورواية الأسمار، والمضحكات، والمدح والذم بغير حقّ، كما يجب عليه أن يكفّ سمعه عن الإصغاء إليها والاستماع إلى كلّ قبيح ومذموم شرعًا، ويعمل جاهدًا على كفِّ نفسه وبدنه عن سائر الشهوات والمحرمات: كغضّ البصر ومنعه من الاتّساع في النّظر وإرساله إلى كلّ ما يذمّ ويكره، وتجنيب بقية جوارحه من الوقوع في الآثام، فلا يمدّ يده إلى باطل ولا يمشي برجله إلى باطل، ولا يأكل إلاّ الطيّبات من غير إسراف ولا استكثار ليكسر نفسه عن الهوى، ويقويها على التحفّظ من الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كلّه يبقى قلبه -بعد الإفطار وفي آخر كلّ عبادة- دائرًا بين الرجاء في قبول صيامه ليكون من المقربين، وبين الخوف من ردِّه عليه فيكون من الممقوتين.
هذا، وقد جاءت في هذه المعاني نصوص شرعية ترهب الصائم عن آفات اللسان والجوارح منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»(٤٥- أخرجه البخاري: (1903)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
وليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمّارة للنّفس المطمئنة لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ»(٤٦- أخرجه ابن ماجه: (1/539)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1380) وفي صحيح الترغيب: (1069))، فالصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الطعام، وجوارحه عن الآثام، ولسانه من الفحش ورديء الكلام، وسمعه عن الهذيان، وفرجه عن الرفث وبصره عن النّظر إلى الحرام، فإن تكلّم لم ينطق بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعًا وعمله صالحًا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِى، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ»(٤٧- أخرجه البخاري: (1904)، ومسلم: (1151)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) وفي حديث آخر مرفوعاً: «لاَ تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِماً فَاجْلِسْ»(٤٨- أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه": (3/241)، قال الألباني في صحيح مورد الظآن: (1/383) : هو في "الصحيح" بنحوه غير قوله: "وإن كنت قائمًا فاجلس" حسن).
هذا، وقد لا يحصل الصائم على ثواب صومه مع تحمله التّعب بالجوع والعطش، لأنّه لم يؤدِّ صومه على الوجه المطلوب بترك المنهيات، إذ ثواب الصوم ينقص بالمعاصي ولا يبطل إلاّ بمفسداته، وفي الأحاديث المتقدمة ترغيب الصائم في العفو عن زلات المخطئين والإعراض عن إساءة المسيئين.
ثامنًا: الإعداد في إفطار الصائمين، التماسًا للأجر والثواب المماثل لأجورهم، وقد صحّ في فضل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»(٤٩- أخرجه الترمذي: (3/171) . وابن ماجه: (1/555)، من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (807) وصحيح ابن ماجه: (1746)).
تاسعًا: المحافظة على صلاة القيام وأدائها مع الجماعة، فينبغي الحرص عليها وعدم التخلف عنها أو تركها لأنّه يفوته خير كثير، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرغّب أصحابه في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ويقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥٠- تقدم تخريجه). وخاصة وأنّ في العشر الأواخر للشهر ليلة هي خير من ألف شهر، جعل الله فيها الثواب العظيم لمن قامها وغفران ما تقدّم من المعاصي والذنوب، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥١- تقدم تخريجه). وقد جاء في فضل إقامتها جماعة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مع الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(٥٢- أخرجه أبو داود: (2/105)، والترمذي: (3/169)، والنسائي: (3/202، 203)، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (1375) وصحيح الترمذي: (806))، لذلك يحرص الصائم على المحافظة على قيام رمضان جماعة لئلا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم، والأجر العميم.

هذا، وختامًا فعلى المسلم الاهتمام بدينه، والعناية بما يصححه على الوجه المشروع لتترتب فوائده عليه لاسيما أركان الإسلام ومبانيه العظام ومنها: عبادة الصيام التي تتكرّر في حياة المسلم مرّة واحدة كلّ عام، فعلى المسلم الذي وفقه الله لصيام شهر رمضان وقيام لياليه على وجه الإخلاص والمتابعة أن يختمه بكثرة الاستغفار والانكسار بين يدي الله تعالى، والاستغفار ختام كلّ الأعمال والعبادات، فلا يغترّ المؤمن بنفسه ويعجب بعمله ويزكيه، بل الواجب أن يعترف بقلّة عمله في حقّ الله تعالى وتقصيره فيه، ودورانه بين القبول والرّد، فلذلك كان السلف يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثمّ يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من ردّه وهؤلاء وصفهم الله تعالى بأنهم: ﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾[المؤمنون: 60] أي: خائفة لا يأمنون مكر الله، فكانوا -مع الخوف من عدم القبول- يكثرون من الاستغفار والتوبة مع اهتمامهم بقبول العمل أشدّ اهتمامًا منهم بالعمل، لأنّ القبول عنوان التقوى قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾[المائدة: 27]
وإذا كان المنافق يفرح بفراق شهر رمضان لينطلق إلى الشهوات والمعاصي التي كان محبوسًا عنها طيلة الشهر، فإنّ المؤمن إنّما يفرح بانتهاء الشهر بعد إتمام العمل وإكماله رجاء تحقيق أجوره وفضائله ويستتبعه بالاستغفار والتكبير والعبادة. وقد أمر الله عزّ وجل بالاستغفار الذي هو شعار الأنبياء عليهم السلام مقرونًا بالتوحيد، والعبد بحاجة إليهما ليكون عمله على التوحيد قائمًا، ويصلح بالاستغفار تزكية عمله وإعجابه به وما يعتريه من نقص أو خلل أو خطأ، وفي هذا السياق من اقتران الأمر بالتوحيد والاستغفار يقول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾[محمد:19] وقال في شأن يونس عليه السلام: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء: 87].

نسأل الله تعالى أن يرزقنا خيرات هذا الشهر وبركاته، ويرزقنا من فضائله وأجوره، ولا يحرمنا من العمل الصالح فيه وفي غيره، كما نسأله سبحانه التوفيق والسداد والقبول والعفو عن التقصير، والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليما.




أبو عبد المعز محمّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM

مذهلة / شركة عزل أسطح بالاحساء

الساعة الآن 02:49 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩