لماذا الحريق..؟؟

[بحر القمر]

لماذا الحريق..؟؟


لماذا تذرعُ أقدام الصمتِ جسد المدينة ..؟؟



لماذا يشتعلُ الصراخُ في أفواه الشجر..؟؟



لماذا يوأد النبلُ حياً ..؟؟



ويحترق الزهر باكياً ..ينعي الثمر ؟؟



لماذا تنام النجوم دامعة



وينطفئ حتى القمر ..؟؟







لماذا الحريق ؟؟


تمرّ الساعات كُسالى



تنسج الدقائق ُ خيوط مغزلها الهزيل ..



خيط ُ صمت ٍ .. خيط ُ عبارة ٍ .. ألجمها الصمت



خيطُ انتظار.. يتلوه انتظار



يقتله صمتاً ..انتظار



تلتف الخيوط ..





تصبحُ كرة ً جوفاء


لها قسوة الحصى ونتوء الشوك



تشتعل برودة الزمن .. طقساً من نار



جذوة تمرّد ..



صرخة رفض ..



ولادة ألم .. يحرق بأنفاسه الأولى



لغة الإحساس ..





* * *



لماذا تذرع أقدام الصمت جسد المدينة ..؟؟


خرجت ُ من فوضى ذاكرتك



تمضغ بقاياي رياح الخريف



انزويت ُ تحت جدارٍ من الصمت



أنصت ُ لهمهات الشجر العاري



تأملت ُ المدينة .. ساهمة لاتجيد الكلام



رغم لغات ٍ تُكتب وتُقرأ ..آناء الليل وأطراف النهار



أدركت ُ أن للصمت أقدام ٌ تذرع جسد المدينة



فغادرتها للأبد





* * *


لماذا يشتعل الصراخ في أفواه الشّجر


؟؟




وُلدتُ كنبتة ٍ ضئيلة ٍ في حيّز ٍ هش

حتى إذا مااشتدت سواعد الريح


تقاذفتني تيّارات الهواء

احتارت الاتجاهات أمام ضآلتي

وجدت رأسي ينحني في انكسار

لأنني لست إلا ورقةً معلّقة

في غصن ِ أمي التي يشتعل في فمها الصراخ

قبل أن أسقط منها وأصبح

صفراء على جبين الأرض


* * *





لماذا يوأد ُ النبل ُ حيّاً



؟؟





أكذوبة ٌسوداء



انزوت بظلال أفكاري



ظلت تمعن النظر في جنح الظلام



حتى إذا ما انبثقت من زاوية الرؤية



بقعة ضـــــــــــــــوء



تلمّســــــــــــــــت ُفيها



ملامح وجهي الباكية



فكانت للدمعة ِملاذا ً



ًوللصمت ِحديثا ً



ًوللفقد احتواء ً



وحين اشتد بمعصمي الوثاق



تركتني لقسوتها أسيرة ً



سكبت سوادها على صفحة ِ الحقيقة



خطّت لنفسها مســـــــــــــاراً



اتخذت لكيانها اســـــــــــــــما ً



خيانة ٌ تلبس ُ جلبابَ النبل



هالني ما رأيتُ



أشحت ُبوجهي عن حقيقتها



ما عاد النّبل ُ ُ في زماننا



سوى لبـــــــــاساً بــــاليا ً



والعالـــــــــم من حولــه



بــــــؤس ٌ .. وعــــــراء



* * *






لماذا تنام النجوم دامعة ً .. وينطفئ القمر


؟؟



كان حلما ً




له وميض الشموس الغاربة




في نهارات شتوية قارصة




أبى الصمت إلا أن يتخذه سميرا




فحكى لوحدته أقاصيص المساء




ونام الصمت ملئ جفنيه..




لعل حلمه المنتظر ..




يعاود المجئ




ويدنو بطرف ٍ خجول..




نحوه في إبتسام !!




وحين طال الانتظار



بكى الصمت .. بكى الحلم



ونامت النجوم ُ دامعة .. وانطفأ حتى القمر
/





/