شخصيات تساويّة ،،

[بحر القمر]

تساو شيويه ألّف رواية تُعدّ تاجاً في رأس الروايات التأريخية ، نقلَ عالماً بأكمله عبر روايته التي لم يكملها – وهكذا روايات العظماء لا تكتمل ! - .
( حلم القصور الحمراء ) الشخصيات الرئيسة في الروايات عادةّ تتراوح بين
2 – 4 ، والشخصيات المساندة والعابرة تتراوح بين 10 – 20 على أبعد تقدير ، لكن تساو بلغت شخصيات روايته الرئيسة 100 شخصية !
والشخصيات المساندة 700 !!
هكذا هي الحياة
الذين يلعبون دورا رئيسا في حياتك ليسوا 4 أو 6 .. بل هم أكثر من ذلك بكثير ، والذين يُشاركون في فصول مسرحيتك تتجاوز أعدادهم المئات ،،
وجوهـ عابرة ، وأخرى بصماتها محفورة ،
كم من شخصيةٍ جعلتك تتألم .. ؟
الشخصية الرئيسية هي التي آلمتك بشكل أكبر و .. أعمق ..
والشخصية الثانوية .. ألمها عابر ، ربما تجد صعوبة في تذكرهـ ..
شخصيات أسعدتكَ حتى الثُّمالة ، يعني إلى قمة وقاع السعادة ، وشخصيات سعادات وقتية عابرة ..
هناكـ من نتذكرهم في الأشهر مرّة .. وهناك من نتذكرهم في كل لحظة ..
نعيشهم ، يسكنوننا ..
هناك من يتحرّك مع كرياتك البيضاء والحمراء ..
من يختبئ خلف ستائر غرفتك ، من .. يلامس عطر رقبتكـ ،
هناكـ من يجعلكـ مُحبطاً فاشلاً .. يترككـ جثّة مُستهلكة ،
وهناكـ من يكون سبباً في انطلاقكـ ونجاحكـ ، وجزء من إبداعاتكـ ..
هناك من تتمناهـ
وهناكـ من لا يخطر على بالكـ ،
**- عفواً جائني ضيف قطعني عن الكتابة ، وأسوأ ما يواجهني هو إعادة ربط التسلسل الذهني ، خاصّة إذا كان هذا الضيف القاطع مُشتت ، فمن شدة تشتته يشتتكـ ، وهذه حقيقة جربتها كثيراً ، هناك من يضفي عليك سعادة حتى لو لم يوجد سببا للسعادة ، فمن شدة سعادته تشعر بالسعادة ، وهناك من يضفي عليك كآبة وهمّ وحزن بدون سبب ! تعيش معه أو معها لحظات كئيبة وتشعر بالاختناق من حالتها النفسية المظلمة ، والآلام والأحزان والتأوهات ، تتنفس معها وكأنك في علبة زجاج مُحكمة الإغلاق ،، فـ ارحمونا يا جماعة وارحموا أنفسكمـ ، الناس لا تهمها مشاكلكم وكآبتكم وحزنكم وشعوركم بالإحباط والظلم ، ولا أحد يريد سماع قصص الآلام وحكاوي الجراحات -**
صاحبنا الجاوي ! أراد أن يسجّل ( حياة ) لا مجرد مقطع من الحياة ،
انظر الآن فيمن حولك ، في بيتك وفي النت ، وفي العمل ، وفي .. أرشيفكـ ،
نعم .. أرشيفكـ ،
لماذا لما نقول أرشيفـ نشعر أننا قطّاع طرق أو سرّاق زيت أو هاربين من سجن أزكابان في رواية هاري بوتر الشهيرة ،
ـ،
ما سبقـ في الحقيقة لا قيمة له ، فهو مجرد متاهة ذهنية لشخصـ جالس يفكّر كيف يطرح المعلومة بشكل واضح*
المعلومة*
أو النصيحة*
بما أنني اقتربتُ من الأربعين فيحق لي إسداء النصائح والوصايا*
المهم ..*
لا تسمح لأحدٍ أن يلعب دور شخصية رئيسية في حياتكـ*
،
،،