المُسْتَجَابُ مِن الدُعَاءِ وَالأَذْكَارِ!

[د. محمد الرمادي]

«سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء وتفسير هدي آخر الأنبياء»
„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة‟
-*-*-

سلسلة " التصفية والتربية"
عنوان الكتاب

الْمُستجاب من التوسل بكلمات الله -عز وجل- التامات؛ وذكر مَن رفع بغير عمدٍ السماء ؛ مع الدعاء بما تعلمناه مِن هدي خاتم الرسل ومتمم المبتعثين وآخر الأنبياء؛ وما جاءنا من الأذكار و العلاج بالرقىٰ مِن الكتاب الكريم والسنة المحمدية العصماء
اختصرته تحت مسمى
﴿الْمُسْتَجَابُ مِنَ الْدَعَاءِ وَ الأذَكَارِ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-*-

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الجمعة‏، 18‏ جمادىٰ الثانية‏، 1443هــ ~ ‏21‏ يناير‏، 2022م

(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

أعد هذا الملف :
د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى–

[د. محمد الرمادي]

١ . ] الْمُقَدِّمَة :
مِن نعم الله -تعالىٰ- الربِّ المالك الخالق الرازق المصور المحيي المميت الذي بيده الخير وهو علىٰ كل شئ قدير.. مِن نعمه علىٰ الإنسان المخلوق العاجز المحتاج القاصر الضعيف أنَّ الوحيَّ عالجَ كافة حالات الإنسان الحياتية ليعبرها -بعد الموت- إلى ٰبر الأمان إلىٰ جنة الرضوان.. معالجة شرعية فقهية منهجية تشريعية مِن جميع جوانب ومتعلقات عمره علىٰ الأرض: سواء من ناحية العقيدة والإيمان بإله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد فلا تصح أن تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد -وهي العلاقة بين الربَّ(المالك: المعبود الخالق) وبين العبد(الإنسان: العابد المخلوق).. أو الأحكام العملية اليومية في حياته الدنيا وكافة التصرفات وكل الأعمال وجميع العقود والأقوال.. وكل ما يقوم به الإنسان مِن معاملات تخص ذاته(نفسه) -كــ مطعمه أو مشربه.. وملبسه أو هندامه.. وأخلاقه- أو متعلقة بغيرة مِن بني الإنسان -كـ العلاقات الاقتصادية وما يندرج تحتها.. والاجتماعية وما ينبثق عنها.. أو السياسية وما ينبي عليها.. ثم أحكام التعزير والعقوبات والحدود.. أو كل ما يحيط به مِن كائنات مخلوقة محسوسة ومدركة؛ مثل كيفية معاملته الحيوان؛ وما يباح تناوله وأكله وما حرم عليه.. وكذا النبات بل والجماد؛ فيباح -مثلا- لبس الذهب والحرير للنساء.. أو موجودات غير محسوسة أو مدركة بالحواس -تلك التي يملكها- كحضور مجالس الذكر ورياض العلم لتواجد ملآئكة فيها؛ أو كالاستعاذة مِن الشيطان الرجيم.. (مع أن كلاهما: المَلاك والجن لا نراهما ولا نشم لهما ريحاً) أي كل ما هو متعلق بالبيئة المحيطة به والمناخ العام الذي يعيش فيه .
ولضعف الإنسان وعجزه فهو يحتاج لغيره ولقصوره وخوار قواه فلتزمه مساعدة سواه.. ومن هنا فإن أحوج ما يحتاجه الإنسان أن يطلب العون والمساعدة مِن خالق الإنسان ومنشأ الكون ومسيّر الحياة: أي خالق الإنسان والحيوان والجان وهو الله -تعالىٰ-..
وهذا يأتي من خلال الدعاء وبواسطة الأذكار..
ولعل هذا بديهي.. فالأضعف يحتاج الأقوىٰ؛ لكن ما يلفت الانتباه أن حتىٰ هذه البديهية ذكرها الوحي الشريف بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- والذي نزله علىٰ قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله - خاتم الرسل وآخر الأنبياء ومتمم المبتعثين- صلوات الله تعالى عليه وسلامه فنطق القرآن يقول :
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ..} [غافر:60]
كما نطق القرآن يقول :
{.. فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .. }[البقرة:186].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
تمام الآية الكريمة تقول : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي .. فَإِنِّي قَرِيبٌ .. أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .. فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي .. وَلْيُؤْمِنُواْ بِي .. لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون } [البقرة:186]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
ومن تمام النعمة المتعلقة بوحي السماء الآخير إكمال الدين وتمامه ورضاه -عز وجل- بالإسلام لنا ديناً فــ قال -تعالى-: { .. أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. } .. { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي .. } .. { وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. } .. [المائدة:3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتمام الآية الكريم تقول: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ .. وَالْدَّمُ .. وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ .. وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ .. وَالْمُنْخَنِقَةُ .. وَالْمَوْقُوذَةُ .. وَالْمُتَرَدِّيَةُ .. وَالنَّطِيحَةُ .. وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ .. إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ .. وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ .. وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ .. .. ذَلِكُمْ فِسْقٌ .. ... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ .. .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي .. وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم } [المائدة:3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين نتوقف عند ضعف الإنسان أمام أهواءه وميوله ورغباته وغرائزه؛ ونقر بــ احتياجه لغيره سواء من ناحية التعليم أو التطبيب.. ونؤكد علىٰ عجزه أمام شهواته.. وقصوره بمفرده أن ينهي جميع مسائله ... نجد أمامنا باب الدعاء مفتوحاً نخاطب العلي الأعلىٰ بما نرجوه منه ونرغب بتحقيقه بما يوافق شرعه ويتفق مع منهاجه.. ويتلاءم مع سُنَّةِ وهدي رسوله -عليه الصلاة والسلام- ..
ومن هنا جاء هذا البحث..
الدعاء في القرآن الكريم المستخرج من الذكر الحكيم ومن بين آيات الفرقان المبين وعلىٰ هدي سيد المرسلين!
**
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

[د. محمد الرمادي]

البداية

يقولُ عبدُاللهِ بنُ مَسعودٍ -رضِيَ اللهُ عنه- ان رسول الله- صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ قال :
" إنَّ الحمدَ للَّهِ ، نحمدُهُ ، ونستعينُهُ ، ونستغفرُهُ ، ونعوذُ باللَّهِ من شرورِ أنفسنا ، ومن سيِّئاتِ أعمالنا ، من يَهدِهِ اللَّهُ فلاَ مضلَّ لَهُ ، ومن يضلل فلاَ هاديَ لَهُ ".
و
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ﴾ [الزمر:37]،
و
قوله: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكهف: 17].
قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].
و
" أشْهدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، وحدَهُ لاَ شريكَ لَهُ ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ" ،
فبعد إفراد الله بالتوحيد، ورسوله بالرسالة يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: " إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد".
فأصدق الكلام والقول كلام الله وقوله؛ لأنه يستحيل على الله الكذب، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النساء: 87]، و
قال: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ [النساء: 122]، فهو -سبحانه وتعالى- صادق القول في خبره ووعده ووعيده، وكل ما جاء عنه.
و
علينا أن نوقن بذلك يقينًا جازمًا، متبوعًا بعمل دالّ على كمال ذلك التصديق. وأحسن الهُدى أو الهَدي هَدى رسول الله وهديه، أي: إرشاده وطريقته، فقد كمّل اللهُ تعالى رسولَه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم بصفات الكمال البشري، ومن ذلك كماله في هدايته.
و
قد زكاه الله بهذا فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى:52]، و
قال: ﴿ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: 79].
ثم
يقول رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: " وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1] .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران : 102] .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70، 71] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[صحيح ابن ماجه : (1547)..و رواه أحمد والنسائي وأبو داود، وهو صحيح.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
كانت -الخطبة- سببًا لإسلام الصحابي ضماد بن ثعلبة رضي الله عنه، فعن ابن عباس أن ضمادًا قدم مكة - وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح [يعني: الجنون ومس الجن]- فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدًا مجنون -والعياذ بالله- . فقال: لو أنى رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي، قال: فلقيه فقال: يامحمد، إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد..."...
، فقال: أعد عليَّ كلماتك هؤلاء.
فــ
أعادهن عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاث مرات - قال - فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر [ يعني: قعره الأقصى] - قال: -فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام – قال: - فبايعه[رواه مسلم.]..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
خطبة الحاجة جمعت من عدة روايات: من صحيح مسلم، ومسند أحمد؛ وسنن النسائي؛ وسنن أبي داود؛ وصحيح ابن خزيمة، وغيرها، وعن عدة من الصحابة منهم: ابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، رضي الله عنهم، وغيرهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

[د. محمد الرمادي]

٢ . ] السُنَّةُ التي تُفعل عند ولادةِ المولود.. :

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام علىٰ مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلىٰ آله وصحبه وإخوانه إلىٰ يوم الدِّين، أمَّا بعد:

.. لعلها بداية حسنة.. أن أبدءُ بالأدعية والأذكار المتعلقة بالإنسان منذ بداية تكوينه في رحم أمه الطاهر ومن ثم مولده..
:" أحكام المولود من الكتاب والسنة "..

فهذه أحكام المولود.. التي تعم الحاجة إليها، قصدتُ- والله مِن وراء القصد- بجمعها تقريب العلم؛ ليعبد الإنسان ربه علىٰ بصيرةٍ، أسألُ الله -العلي القدير- أن يبارك فيما نقول ونفعل..
وأفضل ما ابدءُ به العلاقة الزوجية والتي يترتب عليها الحبل والحمل والولادة والإنجاب!

* . ]. حديث "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" ..
أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية،
و
قال: إنه روي عن عمر وابن عمر وأنس وعائشة فــ
أما لفظ حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو "تخيروا لنطفكم وانتخبوا المناكح وعليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب" و
أما حديث ابن عمر ففيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي رجلاً فقال له: "يا فلان أقل من الدين تعش حراً، وأقل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس" ..
و
بين الإمام ابن الجوزي بعد أن سرد ألفاظ الحديث وطرقه أن الحديث ضعيف لا يحتج به، وقد ضعف الحديث أكثر أئمة الحديث ". [(1)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

تخريج: حديث ( تخيّروا لنطفكم )

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
اشتهر علىٰ ألسنة عاقدي الأنكحة في خطبهم حديث: « تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس »،
و
البعض يقول : « نَزّاع »، و
الحديث بهذا اللفظ غير محفوظ، والمحفوظ هو:

1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك علىٰ الصحيحين، كتاب النكاح، عن عائشة -رضي الله عنها- ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم”»، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

2- وابن ماجه في سننه، كتاب النكاح، باب الأكفاء، عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الأكفاء ، وأنكحوا إليهم”».

3- وابن أبي شيبة في المصنف - كتاب النكاح، من كان يحب أن يتخير في التزويج ومن كان لا يفعل، قال: عن عروة بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تخيروا لنطفكم”»

4- والدارقطني في سننه، كتاب النكاح، باب المهر، قال: عن عائشة, قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم لا تضعوها إلا في الأكفاء”».
قال الأشج : « تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم”»

5- والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب النكاح، جماع أبواب اجتماع الولاة، باب اعتبار الكفاءة، قال: ومنها ما أخبرنا أبوعبدالله الحافظ.. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الأكفاء ، وأنكحوا إليهم». [الحديث حسن] .

6- والقضاعي في مسند الشهاب: باب: تخيروا لنطفكم، قال: عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم”»..

وعليه :

فحديث : « “تخيَّروا لنُطَفِكم ، فانكِحوا الأكفاءَ و أَنكِحوا إليهم”».. التي روته أم المؤمنين : عائشة؛ قال الألباني في: صحيح الجامع: (2928) الحديث : صحيح.. وأخرجه:
- ابن ماجه (1968)، و
- الحاكم (2687)، و
- البيهقي (14130) ".
..
7- وأبونعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان، باب الراء : عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم، وانكحوا في الأكفاء، وإياكم والزنج؛ فإنه خلق مشوه”» . [الحديث: موضوع؛ انظر: الألباني في: السلسلة الضعيفة: (730)] .
و
[حديث عائشة برواية :" زوجوا الأكفاء وتزوجوا الأكفاء؛ واختاروا لنطفكم؛ وإياكم والزنج فإنهم خلق مشوه.". في إسناده كذاب؛ وله طريق آخرى..
و
حديث :" انكحوا إلى الأكفاء، وأنكحوهم، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج؛ فإنه خلق مشوه ". الحديث: باطل بهذا التمام - انظر: الألباني في الضعيفة[5041] ". ]

8- وفي باب العين، من اسمه عبدالرحمن، ترجمة عبدالرحمن بن داود بن منصور أبومحمد الفارسي.. ثنا مسلمة بن عبدالله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، أنه سمع عمر بن الخطاب، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم، وانتخبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك؛ فإنهن أنجب”» . [ضعيف]

9- وأخرجه في معرفة الصحابة، الكنى، عائشة الصديقة بنت الصديق، عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم وانظروا أين تضعونها، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن، وانكحوا الأكفاء، وانكحوا إليها”» .
[حديث : تخيروا لنطفكم؛ فإن النساء تلدن أشباه إخوانهن وأشباه أخواتهن؛ الحديث: موضوع؛ انظر: الألباني في: السلسلة الضعيفة :( 3394 ) ]
و
[تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوتهن و أخواتهن؛ الحديث: موضوع؛ انظر: الألباني؛ في: ضعيف الجامع: ( 2415 ) ] .

10- وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، باب تزويج البنات، عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وتزوجوا إليهم”»

وبهذا يتضح أنه ليس في شيئ من طرق الحديث : ( فإن العرق دساس )، وإنما وجدت اللفظة في أخبار أخرى،
منها:

1- ما أخرجه ابن الأعرابي في معجمه، عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : وهو يوصي رجلا يقول : « “يا أبا فلان : أقل من الدين تعش حرا، وأقل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس”».

2- والقضاعي في مسند الشهاب، باب: أقل من الدين تكن حرا، ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يوصي رجلا : « “يا فلان أَقِلَّ من الدَّيْن تكن حرا، وأقِلَّ من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس”».

3- والبيهقي في شعب الإيمان للبيهقي، الباب الرابع والسبعون من شعب الإيمان، وهو باب في الجود والسخاء، عن طاوس، عن ابن عباس، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة، قال : « “هل ترى الشمس ؟”» قال :“نعم” قال : « “على مثلها فاشهد أو دع”» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « “الناس معادن والعرق دساس، وأدب السوء كعرق السوء”»

4- وأبوالشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث، باب قوله صلى الله عليه وسلم : «العرق دساس » عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « “الناس معادن والعرق دساس، وأدب السوء كعرق السوء”».

وبذلك يتبين أن اللفظ الذي نحن بصدده وهو : ( تخيّروا لنطفكم فإن العرق دساس ) مركب من حديثين ، والله أعلم. ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

الشرح:

اختيارُ الزَّوجةِ الصَّالحةِ والزَّوجِ الصالِحِ مِن أهمِّ الأُمورِ في الحَياةِ، والكَفاءَةُ في الزَّواجِ ومُراعاةُ فُروقِ الاخْتلافِ بين الناسِ أَمْرٌ مَطْلوبٌ، ويُعينُ على اسْتِقْرارِ البُيوتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :« “تَخيَّروا لنُطَفِكُم”»، أي: تخيَّروا مِنَ النِّساءِ ذواتِ الدِّينِ والصَّلاحِ، وذَواتِ النَّسَبِ الشَّريفِ؛ فلَا تَضَعوا نُطَفَكم إلَّا في أصْلٍ طَاهِرٍ، والنُّطْفةُ الماءُ القليلُ، ويُريدُ هنا المَنِيَّ، والمُرادُ تخيُّرُ المناكِحِ، فلا تَخْتاروا إلَّا كُفُؤًا:« “.فانْكِحوا الأَكْفاءَ.”»، أي: الأَمْثالَ لكم، يعني: زَوِّجوا مَنْ هو مِثْلٌ لكم في النَّسَبِ، وَالمَكانَةِ، والمَعيشَةِ، والدِّينِ، وغيْرِها، وهذا التخيُّرُ مِنَ الولِيِّ لِنُطْفةِ وَلِيَّتِه،« “.وأَنْكِحوا إليهم.”»، أي: زَوِّجوا مَن تتوَلَّوْنَهُمْ من البَناتِ والأخَواتِ أيضًا بالأَكْفاءِ، أو اخْطُبُوا بَنَاتِ الأكْفاءِ لكم ولأولادِكم، وهذا يَدُلُّ على اعْتِبارِهِمُ الكَفاءَةَ في النِّكاحِ. [(2)]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

[د. محمد الرمادي]

٢ . ] السُنَّةُ التي تُفعل عند ولادةِ المولود:

مَن يولد له مولود يشكر الله -تعالىٰ- ويحمده، ويسأله -سبحانه- للمولود الصلاح، وأن ينبته الله نباتًا حسنًا[3]،

:" ليس هناك أعمال شرعية نتجهز بها لاستقبال المولود فيما أعلم قبل يوم أو يومين أو أقل من ذلك أو أكثر إلا الأدعية الطيّبة العامة كالدعاء للمولود بالسلامة والعافية والهداية ونحو ذلك، وقد ذكر الله تعالى في الكتاب الكريم أدعية المرأة الصالحة وهي امرأة عمران لما قالت : إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36) سورة آل عمران " . [4]

فيُسن أن يقول في أذن المولود اليمنىٰ؛ كما جا في الآية " فَلَمَّا وَضَعَتْهَا ".. قَالَتْ:« إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم » ويقول ذلك، ولو كان المولود ذكرا علىٰ سبيل التلاوة، والتبرك بلفظ الآية، بتأويل إرادة (النسمة)[5]..

:"ومما ينبغي للمؤمن عندما يهبه الله الأولاد: أن يهتم بشكر الله، وسؤاله أن الله يصلحهم، وأن الله ينبتهم نباتًا حسنًا؛ لأن الأولاد فتنة، فإذا أنبتهم الله النبات الحسن، وأصلح حالهم، صاروا نعمة، قال تعالىٰ:«إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ» [التغابن:15] فهي اختبار وامتحان، فإذا أصلح الله الولد صار نعمة عظيمة، سواء كان ذكرًا أو أنثى.". [6]،

أسألُ الله أن يبارك لكم في المولود القادم ويجعله من الصالحين الأتقياء لكي يكون في ميزان حسناتكم فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم ( 1631 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كامل الآية: { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}[آل عمران:36]

والآية حكاية عن امْرَأَةِ عِمْرَانَ أم مريم العذراء الزهراء البتول؛ أثبت القرآن الكريم حالها قولها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

:" السؤال: هل يُشْرَعُ التأذينُ في أُذُنِ المولود اليمنى والإقامةُ في أُذُنه اليسرى؟ ".[7]

[د. محمد الرمادي]

" ملحق [1] "

الحمد لله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله .. وبعد:

[هذا حديثٌ مِن الأحاديث الضعيفة.. وهو منتشر بين الخطباء والوعاظ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف(*)] .
و
قد :" رواه :
- الدارقطنى، و
ذكره
- الإمام الغزالي فى كتابه "الإحياء " و
- رواه العسكري فى كتابه "الأمثال " من طريق أبي سعيد الخدري ، وقد
- تفرد به الواقدى . ". [***]

حديثُ:« ”إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ“.»،

فَقِيلَ : .”وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟“.،

قَالَ:.” المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ فِي المَنْبَتِ السُّوءِ“.»،
البحث من حيث المفردات:

أ . ] الدِّمَن جمع دِمْنة.. وهي المزبلة‏،
و
ب . ] خضراء الدِّمَنِ: هي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنمُ[**].. وهو ما يتلبَّد[*] من أبوالِها وأبعارِها، وأرواث البقر في مرابضها ومعاطنها ومواطن استراحتها أو رعيها.. فهذه الأبعار والأرواث المختلطة بالأبوال والمتلبِّد بعضها فوق بعض تُسمَّىٰ دِمنة، وقد تنبت في هذه القذارات بعد تيبُّسها أو قبله بعض النباتات الصغيرة عند هطول الأمطار.. هذه النباتات الناشئة في هذه القذارات يُعبر عنها بخضراء الدمن. [*] لأنه ربَّما نَبَتَ فيها النباتُ الحسنُ فيكون منظرُه حسنًا أنيقًا ومنبتُه فاسدًا.[**][-انظر ما قال ابن الأثير فى النهاية][***]
:" فخضراء الدمن هي النبتة النضِرة التي تنبت في فضلات هذه الحيوانات المتلبِّد بعضها فوق بعض، فهي نبتةٌ خضراء نضِرة ولكنَّها في منبتٍ وموضعٍ قذر..[*].

:"ومفاد الرواية الشريفة هو تشبيه المرأة الحسناء الوضيئة المنحدرة من بيئةٍ سيئة بالنبتة الخضراء النضِرة النابتة فيما يتلبَّد من أبعار وفضلات الإبل والغنم.". [*]..

قلتُ[الرَّمَادِيُ] ويمكن أن نطلق هذا التعبير النبوي(!) أنه من استعارات ألفاظ النبوة.

:" والمراد من الحديث النهى عن تزوج المرأة لمجرد الإعجاب بحسنها وجمالها دون النظر إلى دينها وخلقها، فهى تشبه النبتة الرائعة فى مظهرها ولكنها تعيش فى وسط قذر، أو تستمد جياتها من منبع غير كريم ، ومثل هذه المرأة لا تؤمن الحياة الزوجية معها .

وقد جاء فى حديث البخارى ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ[(1)] " وهو دعاء عليه بالفقر والتصاق يده بالتراب إن لم يفعل ذلك . "... وهذا قول في المقصود.. وهناك غيره سأذكره وأميل إليه [***][ ورواه-ايضاً- أصحاب السنن ]
هذا مِن حيث المعنى!

أما من حيث السند.

[«مجمع الأمثال» للميداني (١/ ٥١)]

فــ عند :«التخريج.»:

قال :

1.] العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء: إنه حديث ضعيف .[***]

و

2.] ضعفه ابن الملقن.

و

3.] انظر: الدارقطني؛ في : المقاصد الحسنة؛ (164)؛ الحديث : لا يصح من وجه

4.] انظر: الزرقاني؛ في : مختصر المقاصد(249)؛الحديث : ضعيف

و
5.] قال الألباني في [«سلسلة الأحاديث الضعيفة» (١/ ٦٩)]: ضعيفٌ جدًّا» «.: رقم: (14)] ... [تخريج الإحياء"ج: (2)؛ ص (42) ] ".

قلتُ : ينسب إلىٰ أبي سعيد الخدري..

6.] أما السادة الشيعة فقد تكلم : آحدهم.. فقال أما :" سند الرواية فهو معتبر، وذلك لأنَّ الشيخ الكليني أخرج الرواية في الكافي عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّه (ع) قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّه (ص(!)) خَطِيباً فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه ومَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ قَالَ: الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ"(1).

وليس في السند اشكال(!) إلا من جهة النوفلي وهو الحسين بن يزيد لكنه وإن لم يرد فيه توثيق صريح في كتب الرجال إلا انَّه وقع في اسناد تفسير القمي، وقد وثَّق الشيخ القمي (رحمه الله) كلَّ من روى عنه في هذا الكتاب، هذا مضافاً إلى انَّه من المعاريف وهي أمارةٌ على الوثاقة ما لم تُعارض بتضعيف، وقد أكثر الأجلاء والقمِّيون الرواية عنه فليكن ذلك مؤيداً على دعوى الوثاقة، هذا مضافاً إلى ان أغلب الروايات الواردة عن السكوني رواها عنه الحسين بن يزيد النوفلي وهي تربو على الثمانمائة رواية، وقد أفاد الشيخ الطوسي (رحمه الله) في العدة انَّ الطائفة عملت بروايات السكوني فيكون ذلك قرينة على العمل بروايات النوفلي لأنَّ الطريق إلى روايات السكوني هو النوفلي غالباً، فلو لم يكن النوفلي ممَّن يُعمل بروايته لما صح القول بعمل الطائفة بروايات السكوني لأنَّ الأعمَّ الأغلب من روايات السكوني وردت من طريق النوفلي ولم يرد عن السكوني من طريق آخر إلا روايات معدودة لا يصح بلحاظها القول بأنَّ الطائفة عملت بروايات السكوني لو كانت الطائفة قد أهملت ما يزيد على الثمانمائة رواية وردت عن السكوني من طريق النوفلي والتي هي عامة روايات السكوني.

فسند الرواية الوارد في كتاب الكافي معتبرٌ دون اشكال، نعم وردت الرواية من طريقٍ آخر في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق (رحمه الله) وهذا الطريق مشتمل على عددٍ من المجاهيل، وكذلك رواها الشيخ الصدوق في الفقيه والمقنع مرسلة، ورواها الشيخ المفيد (رحمه الله) مرسلة أيضاً في كتابه المقنعة. [ الشيخ محمد صنقور [فقه العقود والإيقاعات ؛ النكاح والطلاق ؛ 11 أغسطس 2013م ]

1- الكافي -الشيخ الكليني- ج 5 ص 332.

". ذكرت هذا القول من باب أمانة العلم والنقل!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

الشرح والتوجيه من الحديث الشريف:
[(1)] «تُنْكَحُ المَرْأَةُ»
:" دَعا الإسلامُ إلىٰ النِّكاحِ وحثَّ عليه، ووجَّهَ لِحُسنِ اختيارِ الزَّوجةِ، وللنَّاسِ في الاختيارِ مَذاهِبُ، ولهمْ في أوْصافِ النِّساءِ مَطالِبُ. ". [*]

:" يأتي في الرجل أيضًا أن تختاره المرأةُ زوجًا لها هذه الأمورُ الأربعة، وكما يُطلب من الرجل إيثار ذات الدين؛ يُطلب من المرأة إيثار ذي الدين، وإنما لم يُنص علي هذا في الحديث؛ لأنه يُعلم منه بطريقِ القياس. ". [**]

:" وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها.

وإنما المعنىٰ : وقدْ أخبرَ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في هذا الحديثِ بِأوصافِ المرأةِ الَّتي يَتعلَّقُ بها النَّاسُ في الزَّواجِ، وهي المالُ، والحسَبُ، والجَمالُ، والدِّينُ[***]، فــ هذه مقاصد الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك )[****] .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " الصحيح في معنىٰ هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث علىٰ مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " اهـ باختصار . [*****]

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي : " قال القاضي رحمه الله : من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدىٰ الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره " اهـ .

وقد اختلف العلماء في معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تربت يداك ) اختلافاً كثيراً ، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :

" وَالْأَصَحّ الْأَقْوَى الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهَا كَلِمَة أَصْلُهَا اِفْتَقَرَتْ، وَلَكِنَّ الْعَرَب اِعْتَادَتْ اِسْتِعْمَالهَا غَيْر قَاصِدَة حَقِيقَة مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ، فَيَذْكُرُونَ تَرِبَتْ يَدَاك، وَقَاتَلَهُ اللَّه.. مَا أَشْجَعه، وَلَا أُمّ لَهُ؛ وَلَا أَب لَك؛ وَثَكِلَتْهُ أُمّه؛ وَوَيْل أُمّه.. وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَلْفَاظهمْ يَقُولُونَهَا عِنْد إِنْكَار الشَّيْء؛ أَوْ الزَّجْر عَنْهُ؛ أَوْ الذَّمّ عَلَيْهِ؛ أَوْ اِسْتِعْظَامه؛ أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ؛ أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَم " اهـ ..

" ثُمَّ نصَحَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بِاعتبارِ الدِّينِ، وأنْ يُجعَلَ عليه المعوَّلُ في اختيارِ الزَّوجةِ؛ لأنَّ اختيارَ ذاتِ الدِّينِ يَترتَّبُ عليه سَعادةُ الدَّارَينِ: الدُّنيا والآخرةِ، وقولُه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «تَرَبتْ يَداك»، أي: الْتَصَقتْ بِالتُّرابِ، ويقالُ علىٰ مَنِ افتقرَ: تَرِبتْ يداه، وهذه الجملةُ جاريةٌ علىٰ ألْسنةِ العربِ، لا يُريدونَ بها الدُّعاءَ علىٰ المخاطَبِ ولا وُقوعَ الأمرِ به، والمرادُ بها الحثُّ والتَّحريضُ؛ فَالنَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يحُثُّ علىٰ الظَّفَرِ والفَوزِ بصاحِبةِ الدِّينِ؛ لأنَّ النَّاسَ في العادةِ يقصِدون في التزوُّجِ الخِصالَ الثَّلاثَ الأخرىٰ ويؤخِّرون ذاتَ الدِّينِ، فأمَرَ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يُقَدِّمَ ما أخَّروه..

يعني: فاظفَرْ أنت أيها المسترشِدُ بذاتِ الدِّينِ وفُزْ بها؛ فإنها تَكسِبُك منافِعَ الدَّارَينِ، ولا مانِعَ منِ اختيارِ المرأة الجَميلةِ أوِ الحَسيبةِ والنَّسيبةِ، لكِنْ شَريطةَ أنْ تكونَ ذاتَ دِينٍ."..

وفي الحَديثِ:
1.] :" تَفضيلُ ذاتِ الدِّينِ مِنَ النِّساءِ علىٰ غيرِها.

وفيه:

2.] :" الحثُّ علىٰ مُصاحبةِ أهلِ الصَّلاحِ في كلِّ شَيءٍ؛ لأنَّ مَن صاحَبَهم يَستفيدُ مِن أخلاقِهم ويَأمَنُ المَفسدةَ مِن جِهتِهم. ".[******]


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(*) يوجد بحث بين السادة العلماء حول جواز الأخذ بالحديث الضعيف.. سأثبته بمشيئته في موضعه من بعد إذنه تعالى!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏السبت‏، 19‏ جمادى الثانية‏، 1443هــ ~ ‏السبت‏، 22‏ يناير‏، 2022م

[د. محمد الرمادي]

هَلْ يُشْرَعُ التأذينُ في أُذُنِ المولود اليمنىٰ والإقامةُ في أُذُنه اليسرىٰ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

٢ . ] السُنَّةُ التي تُفعل عند ولادةِ المولود:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تساءلت في المشاركة رقم (٥):

" هل يُشْرَعُ التأذينُ في أُذُنِ المولود اليمنىٰ والإقامةُ في أُذُنه اليسرىٰ؟

" حكم ذِكْرِ الأذان والإقامةِ.. في أُذُنِ المولود ".

٢ . ١ . ] الأذانُ في أذنِ المولود اليمنىٰ والإقامةُ في أذنه اليسرىٰ؟

الإجابة علىٰ هذه المسألة .. أقول:

:" ذكر العلماء في سنن المولود الأذان في أذنه اليمنىٰ.. فيكون من أول ما يفتح عليه سمعه في هذه الدنيا كلمة التوحيد وفي ذلك أثر عظيم مبارك، و
أما الإقامة في أذنه اليسرىٰ فلم تثبت .[انظر " السلسلة الضعيفة " ( 1 / 491 )؛ الألباني] .

". إذ أنه لم يصح حديث في التأذين في أذن المولود بعد ولادته ..

بل هناك اقوال للعلماء!

فــ من سنة المولود حين يولد أن يؤذن في أذنه الأذان المعروف.

قال أهل العلم: ليكون أول ما يسمعه هو الدعاء إلىٰ الصلاة، والدعاء إلىٰ الفلاح مع تكبير الله وتوحيده.[عثيمين]

هذا مشروع عند جمع من أهل العلم، ومستحب بيد أنه ورد فيه[باز] :

- بعض الأحاديث وفي سندها مقال، [باز]

و

- ورد في بعض الأحاديث أنه يؤذن في اليمنىٰ، ويقام في اليسرىٰ، وفي سندها بعض الضعف، ولكنه من عمل المسلمين، فمن فعل ذلك؛ فلا بأس، ومن تركه؛ فلا بأس، أن يؤذن في اليمنىٰ، ويقيم في اليسرىٰ، اليوم السابع، ويسميه، هذا مستحب عند جمع من أهل العلم.[باز]

٢ . ٢ . ]تفصيل المسألة :

أ . ]:" التأذين في أذن المولود اليمنىٰ ".

- جاء في حديث رواه الترمذي، وصححه أن الرسول- ﷺ - كان يؤذن في أذن الصبي اليمنىٰ،

وعليه :

يُستحب التأذين في أذن المولود اليمنىٰ، لما رواه الحاكم عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَذن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة. [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح].

ب .]:" الإقامة في أذن المولود اليسرىٰ "

- جاء في حديث آخر أنه كان يقيم في اليسرىٰ،

وأما الإقامة في أذنه اليسرىٰ فقد جاء فيها حديثان لكنهما لا يثبتان.

الأول: من حديث الحسن بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى رفعت عنه أم الصبيان.[رواه البيهقي في الشعب وأبويعلي في مسنده وقال الألباني موضوع].

والثاني: عن أبي سعيد عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أَذن في أُذن الحسن بن علي وأقام في أذنه اليسرى.[رواه البيهقي].

قال البيهقي بعد أن روى الحديثين وفي هذين الإسنادين ضعف.

ج .] التحقيق في مسألة البحث:

:" وقد جاء في الباب أحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة ، وهذا بيانها باختصار :

أ. ] الاكتفاءُ بالأذان في أُذُنه اليمنىٰ لا يصحُّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

أخرجه:
- أبوداود في «الأدب» بابٌ في الصبيِّ يُولَد فيُؤَذَّنُ في أُذُنه (٥١٠٥)، و
- الترمذيُّ في «الأضاحي» بابُ الأذانِ في أُذُنِ المولود (١٥١٤)، مِن حديث أبي رافعٍ رضي الله عنه. والحديث ضعَّفه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (١/ ٤٩٣).".).

فــ عن أَبِي رَافِعٍ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

رواه:
- الترمذي ( 1514 ) و
- أبوداود ( 5105 ) .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : مداره على عاصم بن عبيدالله ، وهو ضعيف." التلخيص الحبير " ( 4 / 149 ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب. ] عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذُن الحسن بن علي يوم ولد فأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6 / 390 ) . وهذا حديثموضوع ! فيه " الحسن بن عمرو بن سيف " ، قال عنه الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 299 ) : " كذَّاب " . وفيه : " محمد بن يونس الكديمي " ، وقد اتَّهمه أبوداود والدارقطني بالكذب . وفيه : القاسم بن مُطيَّب ، وفيه ضعف .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ج. ] فوَرَدَ حديثٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللَّهِ عَنْ حُسَيْنٍ بن علي رضي الله عنهما قَالَ :أنَّ النبيَّصلَّى الله عليه وسلَّم قال: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولكنَّه حديثٌ موضوعٌ كماحقَّقه الألبانيُّ انظر: «إرواء الغليل» (٤/ ٤٠١) رقم: (١١٧٤).
ــــــــــــــــ
أخرجه أبويعلىٰ في «مسنده» ( 12 / 150 ) (٦٧٨٠) مِن حديث الحسين بنِ عليٍّ رضي الله عنهما. والحديث ضعَّفه العراقيُّ في «تخريج الإحياء» (٢/ ٦٩)، و
قال الهيثميُّ في «مَجْمَع الزوائد» (٤/ ٩٥): « فيه مروانُ بنُ سالمٍ الغِفاريُّ، وقد قال عنه أبوعروبة الحرَّاني يضع الحديث ، و
قال البخاري ومسلم وأبوحاتم الرازي : منكر الحديث، وقال الدارقطني : متروكٌ».
ــــــــــ.
- فيه " يحيى بن العلاء " قال فيه أحمد: كذَّابٌ يضع الحديث : وقد حكم عليه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (١/ ٤٩١) رقم: (٣٢١)" بأنه : موضوع .

د. ] عن عبدالله بن عباس قال : حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت : مررتُ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بالحجر فقال يا أم الفضل قلت لبيك يا رسول الله قال إنك حامل بغلام قلت يا رسول الله وكيف وقد تحالفت قريش أن لا يأتوا النساء قال هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فأتني به قالت فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبدالله ثم قال اذهبي بأبي الخلفاء قالت فأتيت العباس فأعلمته ... .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 9250 ) . وهذا حديث ضعيف جدّاً ، فيه : أحمد بن رشد بن خثيم . قال الهيثمي – رحمه الله - : وفيه أحمد بن راشد الهلالي ، وقد اتهم بهذا الحديث . " مجمع الزوائد " ( 5 / 340 ) . ". [1].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏السبت‏، 19‏ جمادى الثانية‏، 1443هــ ~ ‏ 22‏ يناير‏، 2022م

[د. محمد الرمادي]

و

يقول:

- عمر بن عبدالعزيز[(*)]،

و يقول:

- جماعة من أهل العلم: أنه ينفعه هذا الشيء، قد درج عليه جمع من المسلمين،
فــ

- إذا فعله المؤمن فحسن؛ لأنه
- من باب السنن و
- من باب التطوعات،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[(*)] :" وأما ما رُوي عن عمر بن عبدالعزيز أنه كان إذا وُلدَ له وَلد أَذن في أُذنه اليمنىٰ وأقام في أذنه اليسرىٰ، فقد قال عنه ابن حجر في التلخيص الحبير: لم أره عنه مسنداً، وقد ذكره ابن المنذر عنه. انتهى ".
و

- الحديث في سنده عاصم بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطاب وفيه ضعف وله شواهد، و
قد
- فعل النبي -ﷺ- تسمية إبراهيم [من مارية القبطية=المِصرية؛ هدية المقوقس ملك الإسكندرية؛ أحضرها : اصحابي حاطب بن أبي بلتعة]، و

- لم يحفظ عنه -ﷺ - أنه أذن لما ولد له إبراهيم، فــ

- لم يحفظ أنه أذن في أذنه اليمنىٰ وأقام في اليسرىٰ.

و

- الأولاد الذين يؤتىٰ بهم إليه مِن الأنصار ليحنكهم ويسميهم لم أقف [سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمه الله تعالى-] علىٰ أنه أذن في أذن واحد منهم وأقام، و

- لكن إذا فعل ذلك المؤمن للأحاديث التي أشرنا إليها فلا بأس لأنه يشد بعضها بعضا، فــ

- الأمر في هذا واسع إن فعل فهو حسن لما جاء في الأحاديث التي يشد بعضها بعضًا و

- إن ترك فلا بأس. "

[د. محمد الرمادي]

: أقوال بعض أهل العلم :

" الأحاديث الواردة في الأذان والإقامة في أذن المولود لا تخلو أسانيدها من ضعف، ومن أخذ بها من أهل العلم فمن باب الترخص بالأخذ بالضعيف في فضائل الأعمال. ".[1]
" فالأذان في أذن المولود اليمنىٰ والإقامة في أذنه اليسرىٰ كلاهما مستحب عند بعض أهل العلم، وهذا قول :
- الشافعية و
- الحنابلة و
- الحنفية أيضا، و
إليك بعض النقول في ذلك:

قال النووي وهو شافعي في المجموع: " السنة أن يؤذن في أذن المولود عند ولادته ذكرا كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصلاة، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف(!).. قال جماعة من أصحابنا: يستحب أن يؤذن في أذنه اليمنى، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى.. انتهى.

وقال البهوتي الحنبلي في كشف القناع: وسن أن يؤذن في أذن المولود اليمنى ذكرا كان أو أنثى حين يولد، وأن يقيم في اليسرى؛ لحديث أبي رافع. انتهى.

وقالابن عابدين الحنفي في حاشيته: مطلب في المواضع التي يندب لها الأذان فيندب للمولود.. انتهى.

بل نص أيضا على أنه يجيب هذا الأذان ويلتفت في الحيعلتين كأذان الصلاة تماما، ولم نقف للحنفية على قول في الإقامة في الأذن اليسرى.

واستحباب التأذين في أذن المولود ليس أمرا مجمعا عليه فــ
قد :
ذهب بعض أهل العلم إلى كراهية ذلك، وهذا قول مالك رحمه الله..

وما تقدم مِن عدم الأذان في أذن المولود هو قول الإمام مالك -رحمه الله- [1]، إمام دار الهجرة:

فقد جاء في "مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل " ( 2 / 86 ) للحطاب المالكي رحمه الله: قال الشيخ أبومحمد بن أبي زيد في كتاب الجامع من "مختصر المدونة " : كره مالك أن يؤذَّن في أذن الصبي المولود. انتهى.
و
قال في "النوادر" بإثر العقيقة في ترجمة الختان والخفاض: وأنكر مالك أن يؤذن في أذنه حين يولد. انتهى. و

قال الجزولي في شرح الرسالة: وقد استحب بعض أهل العلم أن يؤذن في أذن الصبي ويقيم حين يولد..
قلت: وقد جرىٰ عمل الناس بذلك فلا بأس بالعمل به. والله أعلم. انتهى.

وجاء في :" كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي؛ [وهبة الزحيلي] القسم الأول: العبادات الباب الثامن: الأضحية والعقيقة.. الفصل الثاني: العقيقة وأحكام المولود.. المبحث الثاني ـ أحكام المولود.. يؤذن في أذن المولود اليمنى، [ج: (4) ؛ ص: ( 2750)] :" يستحب للوالد أن يؤذن في أذن المولود اليمنىٰ، وتقام الصلاة في اليسرىٰ حين يولد [(1)]، لما :
- رَوىٰ أبورافع أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن، حين ولدته فاطمة [(2)]، ولــ
- خبر ابن السني عن الحسن بن علي مرفوعا:« من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لم تضره أم الصبيان» أي التابعة من الجن. و
- عن ابن عباس:«أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد، وأقام في أذنه اليسرى»(3).

وبما أن هذين الحديثين ضعيفان، فيقتصر في تقديري[د. الزحيلي] علىٰ الأذان الثابت في حديث أبي رافع، ليكون إعلام المولود بالتوحيد أول ما يقرع سمعه عند قدومه إلىٰ الدنيا، كما يلقن عند خروجه منها، ولما فيه من طرد الشيطان عنه، فإنه يدبر عند سماع الأذان، كما ورد في الخبر.
فــ
إذا ولد له مولود يشكر الله ويحمده، ويسأله للمولود الصلاح، وأن ينبته الله نباتًا حسنًا، ويُسن أن يقول في أذن المولود اليمنى:«إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» ويقول ذلك، ولو كان المولود ذكرا على سبيل التلاوة، والتبرك بلفظ الآية من سورة آل عمران، بتأويل إرادة (النسمة).

: ولا حرج في الدعاء للمولود أو المولودة الجديدة بقولك : " الله يصلحها ، وينبتها نباتا حسنا ، ويجعلها بارة بوالديها "، فالأفعال المضارعة فيها تدل على الاستقبال ، بمعنى أنها إذا كبرت وبلغت مبلغ الراشدين بلغت صالحة مصلحة بارة بوالديها ، كما قال ابن الوراق (ت:381هـ) في كتابه " علل النحو " [ج: (1)؛ ص: (563)]: " الْفِعْل الْمُضَارع يصلح لزمانين [يعني الحال والاستقبال]". ويقول الزمخشري (ت:538هـ) رحمه الله : " يشترك فيه الحاضر والمستقبل " .انتهى من " المفصل في صنعة الإعراب " (ص/321) . ".[1].

و

في مسند ابن رزين أنه قرأ في أذن مولود (أي اليمنىٰ) سورة الإخلاص.

ويسن أن يحنك المولود بتمرة، بأن تمضغ، ويدلك بها داخل فمه، ويفتح فمه، حتى ينزل إلى جوفه منها شيء. فإن لم يكن تمر، فيحنكه بحلو [(4)]. لما في الصحيحين عن أبي موسى قال: «ولد لي غلام، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر :
- مغني المحتاج: 296/ 4،
- المهذب: 242/ 1،
- المغني: 649/ 8،
- كشاف القناع: 25/ 3.
(2) رواه :
- أبو داود و
- الترمذي وصححاه. و
في رواية أحمد: الحسين.. بدلا من الحسن!.
(3) رواه البيهقي، كما روى الحديث الذي قبله، لكن قال: في إسنادهما ضعف. لكن حديث الأذان فقط صحيح كما أبنت.
(4) انظر :
- مغني المحتاج: 296/ 4،
- المهذب: 242/ 1،
- المغني: 650/ 8،
- كشاف القناع: 25/ 3. ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما هل يعمل به جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم الحاضر فهذا لا سبيل للتحقق منه، والمعلوم أنه سنة متبعة يعمل بها المسلمون في كثير من البلدان..

: الحكمة من الأذان في أذن الوليد ، عند من يقول بــ استحباب ذلك ، فقد قالوا : حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره ، والشهادة له -سبحانه- بالوحدانية ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، ولأن الأذان يطرد الشيطان .[1].

وعليه :
" فإنه يؤذن في أُذن المولود اليمنىٰ ولا يقام ولا يؤذن في أذنه اليسرىٰ.

قال ابن قدامة في المغني: قال بعض أهل العلم يستحب للوالد أن يؤذن في أذن ابنه حين يولد ".

:" وأسألُ الله أن يحفظنا وأولادنا من كل مكروه ويرزقنا فيهم العافية في الدنيا والآخرة، وصلى الله علىٰ نبينا محمد . ". [1]

" والعلمُ عند الله تعالىٰ العليم الخبير، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏السبت‏، 19‏ جمادىٰ الثانية‏، 1443هــ ~ ‏22‏ يناير‏، 2022م

[yasmeen magdy]

استغفر الله العظيم واتوب اليه