..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
السلام عليكم أخواني وأخواتي جديدة في المنتدى
الكاتـب : حيروني جدا - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 6 -
أشتاق وأشتاق
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
وحيده.. في الدنيا غريبه..
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 5 -
القيد
الكاتـب : د/ عبد الله - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 5 -
اللي تشوفه
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 6 -
أخت جديدة إنضمت إليكم
الكاتـب : صانعة النهضة - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 9 -
حب الياسمينه
الكاتـب : نزارالفاضل - مشاركات : 5 -
وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
الكاتـب : شيزوفرينيا - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 8 -
مفاتيح وأجراس
الكاتـب : شيزوفرينيا - مشاركات : 5 -
سوف نبقى هنا
الكاتـب : شيزوفرينيا - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 9 -
قبساً من جنون .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 8 -
قلبي راجل
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 9 -

الإهداءات


قراءة فى خطبة التذكير بنعم الله تعالى

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


1معجبون
  • 1 Post By وارث علم النبوة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /10-26-2022, 06:59 AM   #1

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 115706
 تاريخ التسجيل : Jan 2021
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 1,219
 النقاط : وارث علم النبوة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 95
 قوة التقييم : 1

وارث علم النبوة غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي قراءة فى خطبة التذكير بنعم الله تعالى

قراءة فى خطبة التذكير بنعم الله تعالى
ملقى الخطبة علي الحذيفي وهى تدور حول نعم الله الكثيرة على الخلق والتى بعضها ظاهرة معروفة وبعضها باطنة مجهولة للناس وفيها قال :
"عبادَ الله، إنَّ لله على عباده نِعمًا لا تحصَى وخيراتٍ لا تستقصَى، تفضَّل الله بهذه الخيرات والنِّعَم على خَلقِه، ووَعَد عبادَه الزيادةَ إن هم شكَروه، وضمِن لهم بقاءها واستمرارَها إن هم أطاعوه، فقال تعالى:
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ "
وهباتُ الله تعالى وعطاياه ظاهرةٌ وباطنة، جليّة وخفيّة، معلومة ومجهولَة، كما قال عزّ وجلّ: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً "
ونِعمةُ الله على ابنِ آدم في حُسنِ خَلقِه وتناسُب أعضائِه وشرَف هيئتِه، قال الله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "
ونعمةُ الله على عبادِه في تعليمِهم الحلالَ والحرام، والخيرَ من الشرّ، والهُدى من الضلال، والتفضُّل عليهم بالسمعِ والبصَر والعقل، قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
ونِعَم الله على عبادِه في المأكَل بإخراجِ أصناف النّباتِ الناحِل الضعيفِ مِن باطن الأرضِ الصّلبة، وحِفظِه من الآفات، وإمدادِه بأسباب الحياة من الضّوء والماء والهواء وغير ذلك؛ حتّى يعطيَ ثمرَه حبًّا مأكولاً أو فاكهَةً نضيجَة أو بقولاً طريّة نافعة، قال الله تعالى:
"وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ "
وبين الحذيفى أن واجب الناس هو حمد الله وهو شكره على نعمه فقال :
"فالحمدُ لله على فضله، والشّكرُ له على جزيلِ منّته أبدًا، وقال تعالى:
" وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ "
ونِعَم الله على خلقه في شرابِهم بإنزالِه الماءَ عذبًا فُراتًا على قطَراتٍ بقَدر حاجة العباد حتَّى لا يضرَّهم في معاشهم، ثم حفظه في طبَقَة الأرض القريبَة ليستخرِجوه وينتفِعوا به وقتَ الحاجَة، قال الله تعالى:
" أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ "
ويقول تعالى:
"وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ "
ونِعَم الله على عبادِه في الملابِسِ بما أخرجَه الله للنّاس من أصنافِ اللّباس واختلافِ ألوانِه وتعدُّد منسوجَاتِه من ليِّنٍ رقيق وغليظٍ كثيف وما بين ذلك، يستر به الإنسانُ عورتَه، ويتجمَّل به بين الناسِ، ويدفع به الحرَّ والبرد عن نفسِه، قال الله تعالى:
" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ "
ويقول تعالى:
" وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ "
والسّرابِيل هي الألبِسَة والثيابُ التي تقِي من الحرِّ والبرد، والسّرابيل التي تقي من البأسِ هي الدروعُ من الحديد ونحوه، وفي الحديث القدسيّ عن الربِّ تبارك وتعالى أنه قال: ((يا عبادي، كلّكم عارٍ إلا من كسَوتُه، فاستكسوني أكسُكم))
ونِعمةُ الله على عبادِه في المساكن التي يأوُون إليها، ويطمئِنّون فيها، وتستُرهم عن الأعين، وتضُمّ أموالهم، وتُريح أبدانَهم من العَناء، وتدفع عنهم عادِيات المنَاخ من الحرِّ والبرد والمطَر، فيشعُر الإنسان بالسّكون والأنس والاستقرارِ النفسيِّ والهدوء العصبيِّ والسعادة القلبيةِ والأمنِ على نفسه وأهلهِ وماله، وقد رحِم الله هذا الإنسانَ فلم يجعله مشرَّدًا بلا مأوى، ولم يجعله تائِهًا بلا مَسكَن، قال الله تعالى:
" وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ "
وإذا كانَتِ البيوت من جلودِ الأنعام نعمةً عظمى ومنَّة كبرى فإنَّ أعظمَ منها نِعمة القصورُ الشاهِقة والبيوت الأنيقة والأبنيَة الفَخمة التي أخرَجَها الله في هذا الزّمانِ، ويسَّر لها ما يرتَفِق به الناسُ، وجمَع الله في هذه البيوتِ الماءَ البارد والدافئ والنورَ التّام والاتصالَ السريع والأثاثَ الثّمين والتّكييفَ النافع، فلا يخشَى صاحبُها أن يخرَّ عليه السقفُ من المطر، ولا يخاف أن تزعزِعَه العواصف، وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا"
والخطأ فى الكلام هو كون القصورُ الشاهِقة والبيوت الأنيقة والأبنيَة الفَخمة نعمة وهى ليست نعمة لكونها من مظاهر الترف ولا يقيمها إلا الكفار ولم يشرع الله اقامتها بل عاب على الكفار اقامتها فقال:
"أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين "
فتلك المبانى لم يأمر الله بإقامتها وإنما كالنت دليل من أدلة كفر القوم واستحقاقهم العذاب كما قال تعالى :
"ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذى الأوتاد الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب"
وتحدث عن نعمة الأولاد فقال :
"ونعمةُ الله على عباده بالأهلِ والوَلد بأن جعلَ الزوجَ من نفسه وجِنسه، لا من جنسٍ آخر، وذلك ليتمَّ المقصود من التآلُف والتعاوُن والتفاهُم، ورزق من يَشاء الولَدَ امتدادًا لحياةِ الوالدين ونفعًا لهما في الحياةِ وبَعد الممات، يقول الله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ "
والغريب أن الحذيفى يكرر كلامه عن كون الفراهة من النعم مع أنها اختراع الكفار وهى استدراج من الله فقال :
"ونِعمةُ الله على عبادِه في المراكِبِ الفارِهة التي تحمِل الأثقالَ مِن بلدٍ إلى بلَد، وتنقل الإنسان إلى مقصدِه وتوصِله إلى غايته وفي السفُن التي تجري في البحرِ بأمرِ الله وتحمِل البضائعَ والأرزاق والمنافع يقول الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ"
وتحدث عن وسائل المواصلات فقال :
"وإذا كان ركوب الأنعامِ والسّفن الشراعيّة والانتقالُ عليها فيما مضى نعمةً كبيرة، فإنَّ أعظمَ من ذلك نعمةً رَكوبُ وسائلِ النَّقل الحديثَة التي خَلَقها الله، فراكِب الطائرة والسيّارة يقطَع في ساعة وساعات معدودة ما كان يقطعُه في أشهر وأيّام فيما مضى، وهو في سَفَره وتنقُّله لا يشعر بالوَحدة، ولا يتعرَّض لوهَج الشّمس، ولا يَلفَحه لهَب الصحراء، ولا يحرِق جَوفَه الجوع والظمأُ، ولا يناله نَصَبٌ ولا تعب، ولا يخاف قاطِعَ طريق، ولا يضرُّه هُطول المطَر، ولا يؤذيه البردُ والحرّ، بل يكون سفرُه تنزُّهًا وتنقُّله تمتّعًا، يَسبِق الريحَ في جَرَيانها، ويخلِّف الطيرَ السابِحَ وراءَه في الفضاء، "وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
والسّفُن العِظام التي تمخُر المحيطاتِ بما يَنفع الناسَ أعظَمُ نعمةً مما عَرَفه الناس قديمًا؛ فإنَّ ما تحمِله الواحدةُ من هذه قد يكفِي شعبًا كاملاً، فسبحانَ مَن في السماءِ عرشُه وفي الأرض سلطانُه وفي البحرِ سبيله وفي الجنّة رحمته وفي النارِ عذابُه"
وتحدث عن تسخير الملائكة للناس فقال :
"ونعمَة الله على ابن آدَم في تسخيرِ الملائكة، قال الله تعالى:
"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ "
أي: بأمر الله عز وجل:
" وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ "فنِعمةُ الله عزّ وجلّ في تسخيرِ هؤلاء الملائكة الذين يحفَظ الله بهم بدَنَه وروحَه من كلِّ من يريد بهم سوءًا، فإذا جاءَ قدَر الله تخلَّوا عنه"

وتحدث عن الهدف من النعم فبين أنه شكر الله فقال :
"والغايَةُ من النِّعَم والحِكمَة من تفضُّل الله على خَلقِه بأنواع العطايا والهِبات هي أن يشكُروه ويسلِموا له ويحمَدوه عزّ وجلّ ويعبدوه لا يشركونَ به شيئًا كما قال عزّ وجلّ:
"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ "
والهدف من النعم كما الهدف من النقم هو
الفتنة أى الابتلاء كما قال تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
فهو يعطى الخلق ليعلم أيهم احسن عملا كما قال :
" ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
وأما الحمد وهو العبادة فهى الهدف من خلقنا وليس الهدف من خلق النعم كما قال تعالى :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

وتحدث عن نغمة الدين فقال :
"وأجلُّ النِّعَم ـ يا عبادَ الله ـ دينُ الإسلام، فلولا الدّين الإسلاميُّ لصار الناسُ كالعَجماوَاتِ، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكِرون منكَرًا، ولأكَل القويّ الضعيفَ، ولصَبَّ الله العذابَ على الناس من فوقِهِم، وأرسل عليهم العقوبةَ من تحت أرجلهم، ولولا الإسلامُ لما اطمئنَّت الجنوبُ في المضاجع، ولما جفَّت الأعين مِنَ المدامع، ولانحَطَّ النوع الإنسانيّ في منزلة البهائِمِ التي تتسَافد في الطّرُقات
إنَّ الإسلام ـ يا عبادَ الله ـ هو المنّةُ العظمَى، وتكاليفُه ما هي إلا تهذيبٌ للنفوس وتدرُّج بالإنسانِ في مصاعِدِ الكمال، قال الله تعالى:
" مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
وأوصى الحاضرين بشكر النعم فقال:
"فاشكروا اللهَ على نِعَمه، واستقيموا على دينِه، فإنَّ قومًا غرَّتهم الحياةُ الدنيا وجرَّأتهم النعَم على المعاصي، فخسِروا الدنيا والآخرة، فاحذَروا الغِيَر، فإنَّ الله قائمٌ على كلِّ نفس بما كسَبَت، ولله سنن، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً "
وضرب لنا مثلا بقصة سبأ لما كفروا بأنعم الله فقال :
"فقد قصَّ الله علينا في كتابِه ما فيه العِبرةُ لمن اعتبر، وما فيه النجاة لمن حذِر، "وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ "فكان ممّا قاله الله تعالى وممّا قصَّ الله علينا مِنَ الأمم الماضية قولُه تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ " فتجرّعوا كؤوسَ النّدَم، وفرّقهم الله عزّ وجلّ في البلادِ، وذاقوا وبالَ أمرِهم، وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ "
نعوذ باللهِ من زوالِ نعمته وتحوُّلِ عافيته وفجأَةِ نِقمتِه وجميع سخطه، ولقَد كان سلَف الأمّة رضي الله عنهم يَوجَلون ويخافون ممّا فُتِح عليهم من الدّنيا خشيةَ أن تكونَ طيِّباتٍ عُجِّلت وحسَناتٍ قدِّمت مع أنَّ الله تعالى شهِد لهم في كتابِه وأثنى عليهم رسولُه في سنّتِه، وكانوا يجتَهِدون في العبادةِ والطاعة، ولا يركَنون إلى زهرةِ الدّنيا، ولا يغترّون بزُخرُفِها، فقد رَوَى مسلِم من حديثِ خالِد بن عُمير العَدَويّ قال: خطَبَنا عُتبة بن غَزوان فقال: (ولقد رأيتُني سابِعَ سبعةٍ مع رسول الله ، ما لنا طعَام إلاّ ورَق الشّجَر حتى قرِحَت أشداقنا، فالتقطتُ بُردةً فشقَقتُها بيني وبين سعد بن أبي وقّاص، فاتَّزَرتُ بنِصفِها، واتَّزَر سعد بنِصفِها الآخر، فما أصبَحَ اليومَ منّا أحدٌ إلاّ أصبح أميرًا على مِصرٍ من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا)
فاقتدوا بهم ـ يا عباد الله ـ في السّرّاءِ والضّراء والثباتِ والاستقامة؛ لتُحشَروا معهم وتفوزوا بحُسن العاقبة، قال الله تعالى:
" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ "
بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ العَظيم، ونفَعَني وإيّاكم بما فيهِ مِنَ الآياتِ والذّكر الحَكيم، ونفعنا بهديِ سيّد المرسلين وبقولِه القويم، أقول قولي هذَا، وأستغفِر الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمينَ من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم"
وتحدث الحذيفى عن أن الشكر يكون بثلاث أمور فقال :
فإنَّ شكرَ النّعَم لا يكون إلا بثلاثةِ أمور:
الاعترافُ بحقِّ المنعِم سبحانه وتعالى، وحُبُّ الله تعالى بالقَلب، وصرفُ النعمةِ فيما يحبّ الله عزّ وجلّ، كما قال الرسول :
((أحبّوا الله من كلِّ قلوبكم لما يغذُوكم به من النِّعَم))، ثمّ التحدُّث بذلك باللسان قال الله تعالى:
"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
ثمّ الاجتهادُ في الطاعة والثباتُ على الدّين وترك معصية الله والبُعد عنها والمسارَعةُ إلى فِعلِ الأوامر كما قال عزّ وجلّ:
" اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ"
وكما في الحديثِ عن عائشة قالت: كان رسول الله يقوم من اللّيلِ حتى تتفطَّر قدماه، فقلت: يا رسولَ الله، تفعَل هذا وقد غفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! فقال (ص): ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!))"
الخطأ هو أن الحديث ر يصح فقد رفع الله الحرج عن الرسول(ص) وكل مسلم فى الدين فقال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومن ثم فالرسول(ص) لم يؤذ نفسه بتورم رجله بسبب الوقوف طوال الليل
وذكر الحذيفى حديثا موضوعا فقال :
"واعلموا ـ عبادَ الله ـ أنَّ العبدَ مهما قام به من الطاعَةِ واجتنَب من المعصية ومهما شكرَ الله فلن يستطيعَ أن يؤدِّيَ شكرَ أقلِّ نعمةٍ لله عليه، فقد روى الحاكم وقال: "صحيح الإسناد" من حديث جابِر رضي الله عنه أنّ رسول الله قال: ((إنَّ جبريلَ قال لي: إنَّ لله عبدًا من عباده عبَدَ الله خمسمائة سنَة على رأسِ جَبَل في البَحر، وأخرج الله له عَينًا عَذبة وشَجرةَ رُمّان تخرِج له في كلِّ ليلةٍ رمّانة، يتعبَّد يومَه فإذا أمسَى نزل فأصابَ مِن ذلك، ثم قام لصلاتِه فسألَ الله ربَّه عندَ الأجَلِ أن يقبِضَه ساجدًا حتى يبعثَه ساجدًا فاستَجَاب الله له، فنَجِد له في العِلمِ أنّه يُبعَث يومَ القِيامة ويوقَف بين يديِ الله فيقول له الربّ: أدخِلوا عبدي الجنةَ برحمتي، فيقول: ربِّ بل بعمَلي، فيقول الله: قايِسوا عبدِي بنِعمتي عليه وبِعَمله فتوجَد نِعمَة البَصر أحاطت بعبادةِ خمسمائة سنَة، وبقِيت نِعمة الجسَد فضلاً عليه، فيقول الله: أدخلوا عبدِي النار، فيُجرُّ إلى النار، فينادي: ربِّ برَحمتك أدخلني الجنة، فيقول الله: ردّوه، فيقول: يا عبدِي مَن خلَقَك ولم تك شيئًا؟ فيقول: أنت يا ربّ، فيقول الله: مَن قوّاك على عبادةِ خمسمائة سنَة، فيقول: أنت يا ربّ، فيقول: من أنزلك من جبلٍ وسَط لجّة وأخرجَ لك الماءَ العَذب مِنَ المالح وأخرَجَ لكَ كلَّ ليلةٍ رُمّانة وإنما يخرُج كلَّ سنَةٍ مرّة، فيقول: أنت يا ربّ، ثم يقول الله تعالى: أدخِلوا عبدي الجنة برحمَتي، ونِعمَ العبدُ كنتَ))، وفي الحديث عن النبيِّ أنه قال: ((لن يدخُلَ الجنّةَ أحدٌ منكم بعمله))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ((ولا أنا إلاّ أن يتغمَّدني الله برحمته))"
والحديث باطل فلا يوجد عبد أنعم الله عليه فقط دون أن يختبره بشر أى ضرر لقوله تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"

كما أن الله لم يفصل بين الرحمة والعمل وإنما جعل الرحمة مترتبة على العمل الصالح فهو يرحم عباده بطاعتهم ويعذب عباده بعصيانه له كما قال تعالى :
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"
وقال:
" ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله"









ساحر الأحزان معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-26-2022, 11:40 AM   #2

حـكايـه حـياه

 

 رقم العضوية : 50632
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر حبيبتي
 المشاركات : 61,902
 الحكمة المفضلة : ان فعلت شىء يسعد غيرك فلا تحزن ولا تنتظر المقابل لصنعك
 النقاط : ساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2428934
 قوة التقييم : 1215

ساحر الأحزان متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الحج تالت تكريم من دمعه حائره والاعضاء 16 137 73 مسابقه القلم المميز 16 وسام التوقع الصحيح للتصفيات النهائية لشخصية العام  وسام التوقع الصحيح لـ تصفيات شخصية العام2015 وسام الاحساس الصادق فورم جود تالنت موسم رابع 

افتراضي

جزاك الله كل الخير

وبارك بك

ويديم مجهودك







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-26-2022, 06:08 PM   #3

مشرفة القسم الاسلامى

 

 رقم العضوية : 98791
 تاريخ التسجيل : Jan 2015
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصر
 المشاركات : 11,478
 النقاط : Fatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond reputeFatma eissa has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 554123
 قوة التقييم : 278

Fatma eissa غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

وسام شرفي للمشتركين مسابقه  تنشيط الصحه مسابقه  النقاش مسابقه  النقاش وسام حملة تنشيط القسم العام مركز أول وسام حملة تنشيط قسم التنميه البشريه 2015 مركز ثاني وسام النشاط العام لشهر أكتوبر 2015 وسام المشرف البديل تابع شقلبة المشرفين وسام التوقع الصحيح للتصفيات النهائية لشخصية العام  وسام الرد القيم لقسم النقاش 2015 

افتراضي

موضوع قيم
جزاك الله خير







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-21-2022, 12:28 PM   #4

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 116171
 تاريخ التسجيل : Jun 2022
 الجنس : ~ أنثى
 المشاركات : 110
 النقاط : jana khaleed will become famous soon enough
 درجة التقييم : 77
 قوة التقييم : 0

jana khaleed غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو
افتراضي

مشكور على الطرح الراااائع







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« نظرات فى مجلس ابن هزارمرد الصريفيني | نظرات فى خطبة المكاسب الخبيثة »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة فى خطبة الشتاء حِكم وأحكام وارث علم النبوة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 5 01-21-2023 04:46 PM
قراءة فى خطبة شهر التوبة وارث علم النبوة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 3 01-21-2023 04:05 PM
قراءة فى خطبة حرمة الدماء المعصومة وارث علم النبوة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 2 11-21-2022 12:30 PM
قراءة فى خطبة في معنى لا إله إلا الله وارث علم النبوة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 6 11-21-2022 12:26 PM
قراءة في كتاب سب الله تعالى وارث علم النبوة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 1 06-26-2022 10:25 AM

مذهلة / شركة عزل أسطح بالاحساء

الساعة الآن 07:49 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩