ثابت البطل

[واد حبيب]

تحل اليوم، ذكرى رحيل ثابت البطل أسطورة النادي الأهلي ومن أعظم حراس المرمي في تاريخ منتخب مصر، والذي يُعد أحد أهم رموز الإدارة في تاريخ كرة القدم المصرية.

حب الكرة ولد مع ثابت منذ البداية.. بدأ مشواره الكروي في نادي سكر الحوامدية، وكان يلعب في البداية كجناح أيسر.. وفي إحدى المباريات تعرض حارس المرمى للإصابة ليقف هو بدلاً منه؛ يومها اكتشف مدربه موهبته في حراسة المرمى ليستمر ثابت في هذا المركز.

وهو في سن التاسعة عشرة ضمه كشاف النجوم عبده البقال إلى صفوف الأهلي ليبدأ معه مشوارًا استمر حتى اللحظة الأخيرة في حياته.. وبدأ المشاركة رسميًا مع الفريق الأول في مارس 1975.

حصل ثابت البطل، مع الأهلي على 11 بطولة دوري، و6 كأس مصر، وبطولة كأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري مرتين، وكأس إفريقيا لأبطال الكؤوس 3 مرات، فضلًا عن مسيرته الناجحة التي صنفته واحدًا من أفضل مديري الكرة في تاريخ مصر.

توفي ثابت البطل، عن عمر يناهز الـ52 عامًا، بعد صراع مع المرض، حيث قضي حوالي 16 عامًا منهم بالنادي الأهلي، وتولى منصب مدير الكرة في عهد المايسترو صالح سليم.

في موسم 1975-1976 حقق البطل رقمًا قياسيًا في مصر والقارة السمراء حين احتفظ بنظافة شباكه على مدار 1486 دقيقة متواصلة في مباريات الأهلي التي خاضها، وكاد يكرر الرقم ذاته عام 1978 حين حافظ على نظافة شباكه على مدى 1325 دقيقة، وحتى اليوم يبقى هذا الرقم هو الأكبر في تاريخ الكرة المصرية دون أن يقترب منه أي حارس آخر.

البطل بدأ مشواره الدولي مع منتخب مصر قبل أن يخوض أي مباراة رسمية مع الأهلي، وظل حارسًا للمنتخب منذ 1974 وحتى عام 1990، وكان موجودًا ضمن قائمة مصر في مونديال إيطاليا 1990.

وتمكن الحارس البطل، من حماية عرين الفراعنة في مباريات حاسمة وهامة فكان يتألق دائما، ومن أشهر المباريات التي لم يتمكن أحد من نسيانها، هي تصديه لركلة جزاء من الكاميرون، في نهائي كأس الأمم الإفريقية عام 1986.

إقرأ أيضاً أهم مباريات اليوم الخميس 14-9-2023.. اتحاد جدة ضد الأخدود في الدوري السعودي

بعد الاعتزال سلك البطل مجال الإدارة في قطاع الناشئين، ثم عين مديرًا للكرة بالفريق الأول عام 1995 ليعيش مع الأهلي رحلة نجاح إدارية استمرت خمس سنوات حقق فيها الفريق ألقابًا متعددة محليًا في الدوري والكأس، وعربيًا في بطولات أبطال الدوري والكأس والنخبة العربية.. وعلى مدى خمس سنوات حصد الأهلي كل الألقاب المتاحة مع البطل الذي انتقل للعمل في ليبيا عام 2000.

وفي يوليو 2003 وبعد أن طلب منه الأهلي العودة لمنصبه كمدير للكرة، عاد البطل مرة أخرى بالرغم من تمسك مسئولي نادي الاتحاد الليبي به وقتها، ورفعهم لراتبه إلى الضعف، لكنه لم يتأخر عن تلبية نداء بيته.. ليبدأ عملية تصحيح المسار وبناء الجيل الذهبي للأهلي في بداية الألفية الثالثة.

وكان البطل معروفًا بقوة الشخصية والصرامة الشديدة في التعامل مع الأزمات سواء مع اللاعبين أو المدربين الأجانب الذين عمل معهم داخل القلعة الحمراء لسنوات طويلة.

وروى محسن طنطاوي مترجم المدربين الألمان للأهلي في حقبة التسعينيات وأوائل القرن الجاري أحد المواقف التاريخية في حياة الأسطورة الراحل، خلال رحلة لفريق الأهلي في السنغال.

وقال طنطاوي خلال استضافته بقناة (صدى البلد): “لأول مرة أرى ثابت البطل غاضبًا لهذه الدرجة، لقد انفعل بشدة على الثنائي إبراهيم سعيد ومحمد جودة بمجرد الوصول إلى فندق الإقامة”.

وأضاف: “فوجيء البطل بشكوى اللاعبين بتأخر صرف بعض مستحقاتهم المالية، ووصل الأمر بهما إلى حد التهديد بعدم لعب المباراة”.

وأتم “فوجئت بأنه قام بصفع الثنائي بيديه وركلهما بقدميه، وطالبهما بالإسراع بالتوجه إلى الغرف الخاصة بهما للفندق والتركيز فقط في تدريبات الفريق”.

إقرأ أيضاً " لا للتأجيل " .. رابطة الأندية تحسم موقف مؤجلات الأهلي والزمالك مبكراً


في ذكرى كانت شبيهة بمجزرة بورسعيد، تمكن ثابت البطل، من إنقاذ لاعبي الأهلي من الموت، ففي فترة السبعينيات، خلال مباراة فريقه أمام الإسماعيلي، سجل جمال عبد الحميد، هدفًا في شبك الدراويش، تدافعت بعده الجماهير نحو اللاعبين بأرض الملعب، اعتراضًا علي بعض القرارات التحكيمية، وأثيرت حالة من الفوضى.

فحاول لاعبو الأهلي، مغادرة الملعب سريعا ولكن أبواب الاستاد كانت مغلقة، حتي تمكن ثابت البطل من كسر البوابات بقدمه حتي يخرج اللاعبون بأمان، منقذًا نجوم الأهلي في تلك الفترة من مشادات كادت أن تودي بحياتهم جميعًا.

في عام 2004 اكتشف البطل أنه مصاب بالسرطان.. وسافر لإجراء أكثر من عملية جراحية في فرنسا، ومع عودته وبالرغم من أن السرطان تمكن منه تمامًا.. إلا أن البطل لم يتوقف عن أداء عمله يومًا واحدًا.

حتى في 12 فبراير 2005، وبالرغم من أن المرض كان قد دخل مراحله الأخيرة إلا أن البطل أصر على التواجد مع فريقه بملعب الكلية الحربية في مباراة القمة أمام الزمالك والتي كانت بمثابة احتفالية الفوز باللقب قبل نهاية الموسم بسبع جولات.

التقطت العدسات، ثابت البطل، وهو جالسا وواضعا علي جسده “بطانية”، بسبب شعوره بالبرد، ولكنه اصر علي مؤازرة الفريق حينها، وتوجه إليه محمود أبو تريكة، وقبل رأسه.

وبعد أقل من 48 ساعة على المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بثلاثية رحل ثابت البطل عن عالمنا بعد أن أفنى حياتها كلها في خدمة النادي الأهلي.

[أزهار]

الله يرحمه ويحسن إليه .. شكرا على هذه الذكرى الطيبة

[واد حبيب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزهار الله يرحمه ويحسن إليه .. شكرا على هذه الذكرى الطيبة

تسلمي علي المرور
تقبل تحياتي

[~♥ Queen sozan♥~]

الله يرحمه ويغفر لها

موضوع قيم منك

[واد حبيب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~♥ Queen sozan♥~ الله يرحمه ويغفر لها موضوع قيم منك

نورتي الموضوع