الجامعات.. نَحْوَ الحضيض؟

[النخلة الباسقة]

الجامعات.. نَحْوَ الحضيض؟

مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

في لقاء ضمَّني بِمَجْموعَة من طلبة الجامعات الأردنية فوجئت باهتمامات هَؤلاء الطَلَبَة، ففي الفترة السَّابِقَة توقفت قليلاً عَنْ لقاءات هَؤلاء الطَلَبَة لسببين: الأول انشغالي كَثِيراً بِالعَمَلِ الإذاعي، والآخر هُوَ توقفي عَنْ الكتابة في صحيفة الغد في موضوع المراهقين.

وَخِلال فترة قصيرة من توقف هَذِهِ اللقاءات لاحظت فروقا كَثِيرة عَنْ السابق، وَمِنْهَا:

زاد اهْتِمام الشباب بالأمور السطحية، وَفِي السابق كنا نجلس مَع طالب من بَيْنَ مائة يهتم بالسياسة عَلَى سبيل المثال، لَكِن الآن.. يبدو ان الاهتمام السياسي، أصْبَحَ في الْخَلْفية تَمَامَاً، وَلَمْ يعد هَذَا الأمر من ضمن اهتمامات الطَلَبَة، وَلَنْ نتطرق إلى سبب ذلِكَ، فبعضها مَعْروف والآخر في علم الغيب.

أمَّا العلاقات بَيْنَ الشباب والبنات، فيبدو اننا بتنا فِعْلا بحاجة إلى مَحْميات أخلاقية حسبنما اقترحت في مَقال آخر، فالحواجز لَمْ تعد موجودة في مُعْظَم الأحيان، ومستوى الأخلاق تدنى كَثِيراً، والعلاقات الحميمة زادت، أمَّا مَوَاضِيع مثل الزواج العرفي، وَأنْوَاع الزواج الأخرى، فَلا اعتقد ان الأمر يَعْنِي كثيرين من الطَلَبَة، فإذا كانَ البعض يلجأ إلى الزواج العرفي بحثاً عَنْ أسلوب حلال للعلاقة الجنسية، فمعظم الطَلَبَة الآن لا يَهْتَمونَ بموضوع الحلال والحرام.

الفِيدْيُو كليب مسيطر عَلَى الساحة، وهُوَ سيد الموقف، واكاد اجزم ان الأخت هيفاء وهبة أكثر تأثيراً من مجموع السياسيين العرب، وإذا أردت ان ينتشر كِتَاب لَك في الجامعات، فاجعل تِلْكَ الأخت، أوْ إحدى زميلاتها من نانسي عجرم، أوْ غيرهن هِيَ موضوعه، ثمَّ انتظر النتائج.

وَقَدْ حدثني أحد الطَلَبَة عَنْ انه سرت في الجامعة إشاعة ان هُنَاكَ بلوتوث لإحْدَى الفنانات وَهِيَ في وضعية غَيْر أخلاقية، سبب ما يشبه الحمى لِلْحُصولِ عَلَيْهِ، وَقَدْ أصْبَحَ في قِمَّة أولويات الطَلَبَة، وَقَدْ أضاف الطالب ان زملاءه اقسموا انهم عَلَى استعداد لدفع ما يوازي قسط فصل دراسي كَامِل من أجل الحُصُوْل عَلَيْهِ، وَهُنَاكَ من دفع مصروفه الشهري كَامِلاً لِلْحُصولِ عَلَيْهِ، وأراهن عَلَى انه ليْسَ للفنانة، ويبدو ان الخيال يشطح عند الطَلَبَة في هَذِهِ الأمور، وَلَنْ أعلق عَلَى هَذَا المَوْضُوع، بَلْ اكتفي بايراده.

شَخْصِيَّاً لَنْ أكون سعيداً لَوْ كتبت عَنْ هَؤلاء، فأنا ضد كل من يهدم في هَذِهِ الأمة، وَلَكِن.. عَلينا ان نراجع أنفسنا.. اعترف ان هُنَاكَ نماذج إيجابية رَائِعَة لشباب وبنات في الجامعات، لَكِن.. الوَقْت ليْسَ من صالحنا، وَكُلَّمَا مَرَّ الوَقْت أصْبَحَ الأمر أكثر سوءا، فعلينا جَمِيعاً ان نبحث في أسباب ابتعاد شبابنا ( قيادات المستقبل) عَنْ أي شَيء مُفيد؟