عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /07-07-2013, 12:53 AM   #2

نور ونار

من مبدعى المنتدى

 

 رقم العضوية : 93605
 تاريخ التسجيل : Jul 2013
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : فى اللا حدود
 المشاركات : 3,258
 الحكمة المفضلة : ان تكون مجرد احتمآآل للفعل الذى لم يحدث بعد..
 النقاط : نور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond reputeنور ونار has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 12224
 قوة التقييم : 7

نور ونار غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

تكريم يوميات التميز فى قسم القصص مسابقة افضل كاتب المركز الاول 183 وسام الحضور المميز وسام الرد القيم فى النقاش 

افتراضي

********

مناظرة
وأنزلني طولُ النوىَ دارَ غربة
إذا شئتُ لاقيتُ أمرأً لا أشاكله
أحامقه حتى تقالَ سجيةٌ
و لو كانَ ذا عقلٍ لكنتُ أعاقله
********
موت الأحبة
سأصبرُ للحمامِ وقدْ أتاني
وإلا فهو آتٍ بعدَ حين
وإنْ أسلم يمتْ قبلي حبيبٌ
وموتُ أحبتي قبلي يسوني
*******
منتهى الجود
يا لهفَ نفسي على مالٍ أفرقهُ
على المقلينَ منْ أهلِ المروآتِ
إن اعتذاري إلى منْ جاءَ يسألني
ما ليسَ عندي لمنْ إحدى المصيباتِ

مكارم الأخلاق
لمَّا عفوتُ ولمْ أحقدْ على أحدٍ
أرحتُ نفسي منْ همِّ العداواتِ
إني أحيي عدوي عند رؤيته
لأدفعَ الشرَ عني بالتحياتِ
وأظهرُ البشرَ للإنسانِ أبغضهُ
كما إن قدْ حشى قلبي محباتِ
الناسُ داءٌ وداءُ الناسِ قربهمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

**********
مكر الناس
ليتَ الكلابَ لنا كانتْ مجاورةً
وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
إن الكلاب لتهدي في مواطنها
واللقُ ليسَ بهادٍ شرهمْ أبدا
فاهربْ بنفسكَ و استأنسْ بوحدتها
تبقى سعيداً إذا ماكنتَ منفردا
********
نادرة الخالص من الأصحاب
كنْ ساكناً في ذا الزمانِ بسيرهِ
وعنِ الورى كنْ راهباً في ديرهِ
واغسلْ يديكَ منَ الزمانِ و أهلهِ
واحذرُ مودتهم تنلْ منْ خيرهِ
إني اطلعتُ فلمْ أجدْ لي صاحباً
أصبحهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ
فتركنُ أسفلهمْ لكثرةِ شرهِ
وتركتُ أعلاهمُ لقلةِ خيرهِ
*******
نور العلم يسطع بترك المعاصي
شكوتُ إلى وكيع سوءَ حفظي
فأرشدني إلى تركِ المعاصي
وأخبرني بأنَّ العلمَ نورٌ
ونورُ اللهِ لا يهدى لعاصي

********
نكران الجميل
تعصي الإل و أنتَ تظهرُ حبهُ
هذا محالٌ في القياسِ بديعُ
لوْ كانَ حبكَ صادقاً لأطعتهُ
إنَّ المحبَّ لمنْ يحبُّ مطيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمةٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ

هذا يوم دعاء
عفا اللهُ عنْ عبدٍ أعانَ بدعوةٍ
ليلينِ كانل دائميتِ على الودِّ
إلى أن مسى واشي الهوى بنميمةٍ
إلى ذاكَ منْ هذا فزالا عنِ العهدِ

*********
واعظ الناس

يا واعظَ الناسِ عما أنتَ فاعلهُ
يا منْ يعدُّ عليهِ العمرُ بالنفسِ
احفظْ لشيبكَ منْ عيبِ يدنسهُ
إنَّ البياضَ قليلُ الحملِ للدنسِ
كحامل لثيابِ الناسِ يغسلها
وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ و النجشِ
تبغي النجاةَ ولمْ تسلكْ طريقتها
إنَّ السفينوَ لا تجري على اليبسِ
ركوبكَ النعشَ ينسيكَ الركوبَ على
ما كنتَ تركبُ منْ بغلِ ومن فرسِ
يومَ القيامةِ لا مالٌ ولا ولدٌ
وضمةُ القبرِ تنسي ليلة العرسِ
********
ود الناس
إني صحبتُ الناسَ ما لهمْ عددُ
وكنتُ أحسبُ أني قد ملاتُ يدي
لما بلوتُ أخلائي وجدتهمُ
كالدهرِ في الغدرِ لمْ يبقوا على أحدِ
إن بلوتُ عنهمْ فشرُّ الناسِ يشتمني
وإنْ مرضتُ فخيرُ الناسِ لم يعدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهمْ فرحي
وإنْ رأوني بشرٍّ سرهمْ نكدي
*********
وداع الدنيا و التأهب للأخرة
ولما قسا قلبي ، و ضاقتْ مذاهبي
جعلتُ الرجا مني لعفوكُ سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنتهُ
بعفوكَ ربي كانَ عفوكَ أعظما
فما زلتَ ذا عفوٍ عنِ الذنبِ لمْ تزلْ
تجودُ وتعفو منةً و تكرما
فلولاكَ لمْ يصمدْ لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ و قدْ أغوىَ صفيكَ آدما
فللهِ درُّ العارفِ الندبِ إنهُ
تفيض لفركِ الوجدِ أجفانهُ دما
يقيمُ إذا ما اليلُ مدَّ ظلامهُ
على نفسهِ منْ شدةِ الخوفِ مأتما
فصيحاً إذا ما كانَ في ذكر ربهِ
وفي ما سواهُ في الورىَ كانَ أعجما
و يذكر أياماً مضت منْ شبابهِ
وما كانَ فيها بالجهالةِ أجر ما
فصارَ ، قرينَ الهمِّ طولَ نهارهِ
أخا الشهدِ و النجوى إذا الليلُ أظلما
يقولُ حبيبي أنتَ سؤلي و بغيتي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً و مغنما
ألستَ الذي غذيتني و هديتني
ولا زلتَ مناناً عليَّ و منعما
عسى منْ لهُ الإحسانُ يغفرُ زلتي
ويسترُ أوزاري وما قدْ تقدما
يأتي العلم بالتفرغ
لا يدركُ الحكمةَ منْ عمرهُ
يكدحُ في مصلحةِ الأهلِ
ولا ينالُ العلمَ إلاَّ فتىً
خالٍ منَ الأفكارِ و الشغلِ
لو أنَّ لقمانَ الحكيمَ الذي
سارتْ بهِ الركبانُ بالفضلِ
بلي بفقرٍ و عيالٍ لما
فرقَ بينَ التبنِ و البقلِ

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعه الـــدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقـمر

الاعراض عن الجاهل
أعرضْ عنِ الجاهلِ السفيه
فكلُّ ما قالَ فهو فيه
ما ضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً
إن خاضَ بعضُ الكلاب فيه
البلاء من أنفسنا
نعيبُ زماننا و العيبُ فينا
وما لزمننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانِ بغيرِ ذنبٍ
ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا
وليسَ الذئب يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

التماس العذر
إقبل معاذيرَ منْ يأتيكَ معتذراً
إن برَّ عندكَ فيما قالَ أوْ فجرا
لقدْ أطاعكَ منْ يرضيكَ ظاهرهُ
وقدْ أجلكَ منْ يعصيكَ مستترا

التأهب للآخرة
يا منْ يعانقُ دنيا لا بقاءَ لها
يمسي و يصبحُ في دنياهُ سفارا
هلا تركتَ لذي الدنيا معانقةً
حتى تعانقَ في الفردوسِ أبكارا
إن كنتَ تبغي جنانَ الخلدِ تسكنها
فينبغي لكَ أنْ لا تأمنَ النارا

الترجال و عزة النفس
سأضربُ في طولِ البلادِ و عرضها
أنالُ مرادي أوْ أموتُ غريبا
فإنْ تلفتْ نفسي فللهِ درها
وإنْ سلمتْ كانَ الرجوعُ قريبا


الترفض
قالوا ترفضتَ قلتُ:كلا
ما الرفضُ ديني ولا اعتقادي
لكن توليتُ غيرَ شكٍّ
خيرَ إمامٍ و خيرَ هادي
إن كانَ حبُّ الوليِّ رفضاً
فإنَّ رفضي إلى العبادِ


التسليم الخالص
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
فخلِّ الهمَّ عني يا سعيدُ
ولا تطرْ هموم غد ببالي
فإنَّ غداً لهُ رزقٌ جديدُ
أسلم إنْ أرادَ الله أمراً
فأتركُ ما أريدُ لما يريدُ



البعد عن أبواب الملوك
إنَّ الملوكَ بلاءٌ حيثماَ حلوا
فلا يكنْ لكَ في أبوابهمْ ظلُّ
ماذا توملُ منْ قومٍ إذا غضبوا
جاروا عليكَ وإنْ أرضيتهمْ ملوا
فاستعنِ باللهِ عنْ أبوابهمْ كرما
إنَّ الوقوفَ على أبوابههم ذلُّ




التواضع
كيفَ الوصولُ إلى سعادٍ و دونها
قللُ الجبالِ و دونهنَّ حتوفُ
والرجلُ حافيةٌ ولا لي مركبٌ
والكفُّ صفرٌ و الطريقُ مخوفُ

التنسك المبطن
ودعِ الذينَ إذا أتوكَ تنسكوا
وإذا لوْ فهمُ ذئابُ خرافِ


التوكل في طلب الرزق
توكلتُ في رزقي على اللهِ خالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكَّ رازقي
وما يكُ منْ رزقي فليسَ يفوتني
ولو كانَ في قاعِ البحارِ العوامقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولوْ لمْ يكنْ مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيئٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وقدْ قسمَ الرحمنُ رزقَ الخلائقِ


الجد
فإذا سمعتَ بأنَّ مجدوداً حوى
عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدقِ
وإذا سمعتَ بأن محروماً أتى
ماءً ليشربهُ فغاصَ فحققِ
لو كانَ بالحيلِ الغنى لوجدتني
بنجومِ أقطارِ السماءِ تلعقي
لكنَّ منْ رزقَ الحجا حرمَ الغنى
ضدانِ مفترقانِ أي تفرقِ
وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمَّ امرؤٌ
ذو همةٍ يبلى برزقٍ ضيقِ
و منَ الدليل على القضاءِ و حكمهِ
بؤسُ اللبيبِ و طيبُ عيشِ الأحمقِ
إن الذي رزقَ اليسارَ فلمْ ينلْ
أجراً ولا حمداً لغيرُ موفقِ
و الجدُّ يدنيِ كلَّ أمرٍ شاسعٍ
و الجدُّ يفتحُ كلَّ بابٍ مغلقِ


الحظوظ
تموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
ولحمُ الضأنِ تأكلهُ الكلابُ
وعبدٌ قدْ ينامُ على حريرٍ
وذو نسبٍ مفارشهُ الترابُ

الجود
إذا لمْ تجودوا و الامورُ بكم تمضي
وقدْ ملكتْ أيديكمُ البسطَ و القبضا
فماذا يرجى منكمُ إنْ عزلتمُ
وعضتكمُ الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجعُ الأيامُ ما وهبتكمُ
ومنْ عادةِ الأيامِ تسترجعُ القرضا

ما في المقامِ لذي عقلٍ و ذي أدبِ
منْ راحةٍ فدعِ الأوطانَ و اغتربِ
سافرْ تجدْ عوضاً عمنْ تفارقهُ
وانصبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النصبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدهُ
إنْ ساحَ طابَ و إنْ لمْ يجرِلمْ يطبِ
و الأسدُ لولا فراقُ الأرضِ ما افترستْ
والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصبِ
والشمسُ لوْ وقفتْ في الفلكِ دائمةً
لملمها الناسُ منْ عجمٍ و منْ عربِ
و التبرُ كالتربِ ملقىً في أماكنهِ
والعودُ في أرضهِ نوعٌ منَ الحطبِ
فإنْ تغربَ هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تغرَّبَ ذاكَ عزَّ كالذهبِ



ارحلْ بنفسكَ منْ أرضٍ تضامُ بها
ولا تكنْ منْ فراقِ الأهلِ في حرقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ
وفي التغربِ محمولٌ على العنقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
في أرضهِ وهوَ مرميٌّ على الطرقِ
لما تغربَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
فصارَ يحملُ بينَ الجفنِ و الحدقِ

اليقظة و الحذر
تاهَ الأعيرجُ و استغى بهِ الخطرُ
فقلْ لهُ خيرُ ما استعملتهُ الحذرُ
أحسنتَ ظنكَ بالأيامِ إذْ حسنتْ
ولمْ تخفْ سوءَ يأتي بهِ القدرُ
وسالمتكَ الليالي فاغتررتَ بها
وعندَ صفوِ الليالي يحدثُ الكدرُ

الرضا بالقدر
وما كنتُ راضٍ منْ زماني بما ترى
ولكنني راضٍ بما حكمَ الدهرُ
فإنْ كانتِ الأيامُ انتْ عهودنا
فإني بها راضٍ و لكنها قهرُ

الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيّام تفعلُ ما تشاءُ
وطب نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجْزعْ لحادثة الَََََّليالي
فما لحوادثِ الدُّنْيا بقاءٌ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتكَ السماحةُ و الوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
و سرّكَ أنْ يكُونَ لها غطاءُ
تستَّرْ بالسخاءِ فكلُّ عيبٍ
يغطِّيهِ كما قيلَ السخاءُ
ولا ترجُ السّماحةَ منْ بخيلٍ
فما في النارِ للظّمآنِ ماءُ
ورزْقكَ ليسَ ينقصهُ التأنّي
وليسَ يزيدُ في الرِّزقِ العناءُ
ولا حزنٌ يدومُ ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
إذا ما كنتَ ذا قلْبٍ قنوعٍ
فأنتَ و مالكُ الدنيا سواءُ
ومنْ نزلتْ بساحتهِ المنايا
فلا أرضٌ تقيهِ و لا سماءُ
وأرضُ اللهِ واسعةٌ ولكنْ
إذا نزلَ القَضا ضاقَ الفضاءُ
دعِ الأيَّامَ تغدرُ كلَّ حينٍ
فما يُغْني عنِ الموتِ الدواءُ

السماحة و حسن الخلق
إذَا سبنيٌ نذل تزايدتُ رفعةً
وما العيبُ إلَّا أنْ أكونَ مساببهْ
ولوْ لمْ تكنْ نفسي عليَّ عزيزةً
لمكنتها منْ كلِّ نذلٍ تحاربهْ
ولوْ أنني أسعى لنفعي وجدْتني
كثيرَ التواني للذي أنا طالبهْ
ولكنَّني أسعى لأنفعَ صاحبي
وعارٌ على الشبعانِ إنْ جاعَ صاحبُهْ
* * *
يخاطبني السَّفيهُ بكلِّ قبحٍ
فأكرهُ أنْ أكونَ لهُ مجيبا
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلمأً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ
فخيرٌ منْ إجابتهِ السكوتُ
فإنْ كلمتهُ فرَّجتَ عنهُ
وإنْ خليتهُ كمداً يموتُ
********
الصمت خير من حشو الكلام
لا خيرَ في حشو الكلا
مِ إذا اهتديتَ إلى عيونه
والصمتُ أجملُ بالفتى
منْ منطقٍ في غير حينه
وعلى الفتى لطباعه
سمةٌ تلوحُ على جبينه
*******
الشاعر المنطيق
ماذا يخبرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُ و معاجهُ
أيقولُ :جاوزتُ الفراتَ و لم أنلْ
ريا لديهِ وقدْ طغتْ أمواجهُ
ورقيتُ في درج العلا فتضايقتْ
عمَّا أريدُ شعابهُ و فجاجهُ
ولتبرنَّ خصاصتي بتملقي
والماءُ يخبرُ عنْ قذاهُ زجاجهُ
عندي يواقيتُ القريضِ و درهُ
وعليَّ إكليلُ الكلامِ و تاجهُ
تربى على روضِ الربا أزهارهُ
ويرفُّ في نادي الندى ديباجهُ
والشاعرُ المنطيقُ أسودُ سالٌ
والشعرُ منهُ لعابهُ و مجاجهُ
وعداوةُ الشعراءِ داءٌ معضلٌ
ولقدْ يهونُ على الكريمِ علاجهُ

الزهد و مصير الظالمين
بلوتُ بني الدنيا فلمْ أرَ فيهمُ
سوى منْ غدا و البخلُ ملءُ إهابهِ
فجرَّدتُ منْ غمدِ القناعةِ صارماً
قطعتُ رجائي منهمُ بذبابهِ
فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ
ولا ذا يراني قاعداً عند بابهِ
غنيٌّ بلا مالٍ عنِ الناسِ كلهمْ
وليسَ الغنى إلَّا عنِ الشَّيءِ لا بهِ
إذا ما ظالمُ استحسنَ الظُّلمَ مذهباً
ولجَّ عتواً في قبيحِ اكتسابهِ
فكلهُ إلى صرفِ الَّليالي فإنَّها
ستدعي لهُ ما لمْ يكنْ في حسابهِ
فكمْ قدْ رأينا ظالماٍ متمرِّداً
يرى النجمَ تيهاً تحتَ ظلِّ ركابهِ
فعما قليلٍ و هوَ في غفلاتهِ
أناختْ صروفُ الحادثاتِ ببابهِ
فأصبحَ لا مالٌ ولا جاهُ يرتجى
ولا حسناتٌ تلتقي في كتابهِ
وجوزيَ بالأمرِ الذي كانَ فاعلاً
وصبَّ عليهِ اللهُ سوطَ عذابهِ


السكوت سلامة
قالوا سكتَّ و قدْ صمتَ قلتُ لهمُ
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمتُ عنْ جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
وفيهِ أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما ترى الأسدَ تخشى و هي صامتةٌ؟
والكلبُ يخسى لعمري و هو نباحُ

******
العلم ما حفظت
علمي معي حيثما يممتُ ينفعني
قلبي وعاءٌ لهُ لا بطنُ صندوقِ
إن كنتُ في البيت كانَ العلمُ فيهِ معي
أو كنتُ في السوقِ كانَ العلمُ في السوقِ

********
العزلة خير من جليس السوء
إذا لمْ أجدْ خلاًّ تقياً فوحدتي
ألذُّ و أشهى منْ غويٍّ أعاشره
وأجلسُ وحدي للعبادةِ آمناً
أقرُّ لعيني منْ جليسٍ أحاذره
******
الفقيه و الرئيس و الغني
إنَّ الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلهِ
ليسَ الفقيهُ بنطقهَ ومقالهِ
و كذا الرئيسُ هوَ الرئيسُ بخلقهِ
ليسَ الرئيسُ بقومهِ و رجالهِ
وكذا الغنيُ هوَ الغنيُ بحالهِ
ليسَ الغنيُ بملكهِ و بمالهِ
لمْ يفتإِ الناسُ حتى أحدثوا بدعاً
في الدينِ بالرأي لمْ يبعثْ بها الرسلُ
حتى استخفَّ بحقِّ اللهِ أكثرهمْ
وفي الذي حملوا منْ حقهِ شغلُ

الفقه و التصوف متلازمان
فقيهاً وصوفياً فكنْ ليسَ واحداً
فإني و حقِّ اللهِ إياكَ أنصحُ
فذلكَ قاسٍ ، لمْ يذقْ قلبهُ تقىً
وهذا جهولٌ ، كيف ذو الجهلِ يصلحُ؟
********
الهمة العالية
أمطري لؤلؤاً جبالَ سرنديـ
ـب وفيضي آبارُ تكرورَ تبرا
أنا إنْ عشتُ لستُ أعدمُ قوتاً
وإذا متّ لستُ أعدمُ قبرا
همتي همةُ الملوكِ و نفسي
نفسُ حرٍّ ترى المذلةَ كفرا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري
فلماذا أزورُ زيداً و عمرا

******
الهوى
سلِ المفتيَ المكيَ منْ آلِ هاشمٍ
إذا أشتدَّ وجدٌ بامرئٍ ماذا يصنعُ
يداوي هواهُ ثمَّ يكتمُ وجدهُ
ويصبرُ في كلِّ الأمورِ و يضعُ
فكيفَ يداوي و الهوى قاتلُ الفتى
وفي كلِّ يومٍ غصةً يتجرعُ
فإنْ هوَ لمْ يصبرْ على ما أصابهُ
فليسَ لهُ شيءٌ سوى الموتِ أنفعُ
********
الناس خدم للعلم
العلمُ منْ فضلهِ ، لمنْ خدمهُ
أنْ يجعلَ الناسَ كلهمْ خدمهْ
فواجبٌ صونهَ عليهِ كما
يصونُ في الناسِ عرضهُ و دومهُ
فمنْ حوى العلمَ ثمَّ أودعهُ
بجهلهِ غيرَ أهلهِ ظلمه
********
الوقار و خشية الله
ولولا الشعرُ بالعلماءِ يزري
لكنتُ اليومَ أشعرَ منْ لبيدِ
وأشجعَ في الوغى منْ كلِّ ليثٍ
وآلِ مهلبٍ و بني يزيدِ
ولولا خشيةُ الرحمنِ ربي
حسبتُ الناسَ كلهمُ عبيدي

الضر من غير قصد
رامَ نفعاً فضرَّ منْ غيرِ قصدِ
و منَ البرِّ ما يكونُ عقوقا


القناعة
رأيتُ القناعةَ رأسَ الغنى
فصرتُ بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابهِ
ولا ذا يراني بهِ منهمك
فصرتُ غنياً بلا درهمِ
أمرُّ على الناسِ شبهَ الملك
**********
الكفر بالمنجمين
خبِّرا عنِّيَ المنجِّمَ أنِّي
كافرٌ بالَّذي قضتهُ الكواكب
عالماً أنَّ ما يكونُ و ما كانَ
قضاءٌ منَ المهيمنِ واجب

********
اتق دعوة المظلوم
وربَّ ظلومٍ قدْ كفيتَ بحربهِ
فأوقعهُ المقدورُ أيَّ وقوعِ
فما كانَ لي الإسلامُ إلا تعبداً
وأدعيةً لا تتقى بدروعِ
وحبكَ أنْ ينجو الظلومُ و خلفهُ
سهامُ دعاءٍ منْ قسيّ ركوعِ
مريشةً بالهدبٍ منْ كلِّ ساهرِ
منهلةً أطرافها بدموع

********
اسغفار و توبة
قلبي برحمتكَ اللهمَّ ذو أنسِ
في السرِّ و الجهرِ و الإصباحِ و الغلسِ
وما تقلبتُ منْ نومي وفي سنتي
إلا و ذكركَ بينَ النفسِ و النفسِ
لقدْ مننتَ على قلبي بمعرفةٍ
بأنكَ الله ذو الآلاء و القدسِ
وقدْ أتيتُ ذنوباً أنتَ تعلمها
ولم تكنْ فاضحي فيها بفعل مسي
فامننْ عليَّ بذكر الصالحينَ ولا
تجعلْ عليَّ إذا في الدين منْ لبسِ
وكنْ معي طولَ دنياي وآخرتي
ويومَ حشري بما أنزلتَ في عبس
آداب النصح
تعمدني بنصحكَ في انفرادي
وجنبني النصيحةَ في الجماعه
فإنَّ النصحَ بينَ الناسِ نوعٌ
منَ التوبيخِ لاأرضى استماعه
وإنْ خالفتني وعصيتَ قولي
فلا تجزعُ إذا لمْ تعطَ طاعه
أماني الانسان
يريدُ المرءُ أنْ يعطى مناهُ
ويأبى اللهُ إلا ما أرادا
يقول المرءُ فائدتي و مالي
وتقوى اللهِ أفضلُ ما استفادا
أدب المناظرة
إذا ما كنتَ ذا فضلٍ و علمِ
بما اختلفَ الأوائل و الأواخر
فناظرْ منْ تناظرُ في سكونٍ
حليماً لا تلحُّ ولا تكابر
يفيدكَ ما استفادَ بلا امتنانٍ
منَ النكتِ اللطيفةِ و النوادر
وإياكَ اللجوجَ ومنْ يرائي
بأني قدْ غلبتُ ومنْ يفاخرْ
فإن الشرَّ في جنباتِ هذا
يمني بالتقاطعِ و التداب
أفضل العلوم
كلُّ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ
إلاَّ الحديثَ وعلمَ الفقهِ في الدينِ
العلمُ ما كانَ فيه قالَ حدثنا
و ما سوى ذاكَ وسواسُ الشياطين
جنونكَ مجنونٌ ولست بواجدٍ
طبيباً يداوي منْ جنون جنونَ
أهينُ لهمْ نفسي و أكرمها بهم
ولا تكرمُ النفسُ التي لا تهينها

الأمراض من ثلاث
ثلاثٌ همَّ مهلكةُ الأنامِ
وداعيةُ الصحيحِ إلى السقامِ
دوامُ مدامةٍ و دوامُ وطأ
وإدخالُ الطعامِ على الطعامِ
أأنثرُ دراً بينَ سارحةِ البهمِ
وأنظمُ منثوراً لراعية الغنم؟
لعمري لئن ضيعتُ في شرِّ بلدة
فلستُ مضيعاً فيهم غرر الكلم
لئنْ سهلَ اللهُ العزيزُ بلطفهِ
وصادفتُ أهلاً للعلوم و للحكمْ
بثثتُ مفيداً و استفدتُ ودادهمْ
وإلاَّ فمكنونٌ لديّ و مكتتم
ومنْ منحَ الجهالَ علماً أضاعهُ
ومنْ منعَ المستوجبين فقد ظلم

الأثرة و الجود
أجودُ بموجبٍ و لوْ يتُ طاوياً
على الجوعِ كشحا و الحشا يتألمُ
و أظهرُ أسبابَ الغنى بينَ رفقتي
ليفاهمُ حالي و إني لمعدمُ
وبيني و بينَ اللهِ أشكو فاقتي
حقيقاً فإنَّ اللهَ بالحالِ أعلمُ
الأديب
أصبحتُ مطَّروحاً في معشرٍ جهلوا
حقَّ الأديبِ فباعوا الرَّأْسَ بالذنبِ
والنَّاسُ يجمعهمْ شملٌ ، و بينهمُ
في العقلِ فرقٌ و في الآدابِ و الحسبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريزِ يشركهُ
في لونهِ الصُّفرُ ، والتَّفضيلُ للذهبِ
والعودُ لو لم تطبْ منهُ روائحهُ
لمْ يفرقِ النَّاسُ بينَ العودِ و الحطبِ

المرء بما يعلمه
تعلم ْ فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
وليسَ أخو علمٍ كمنْ هوَ جاهلُ
وإنَّ كبيرَ القومِ لا علمَ عندهُ
صغيرٌ إذا التفتْ عليهِ الجحافلُ
وإنَّ صغيرَ القومِ إنْ كان عالماً
كبيرٌ إذا ردتْ إليهِ المحافلُ

المزاح
ومنَ البليةِ أنْ تحـ
ـبَّ ولا يُحبُّكَ من تحبهْ
ويصدُّ عنكَ بوجههِ
وتلحُّ أنتَ فلا تغبهْ
المشيئة الالهية
ما شئتَ كانَ ، وإنْ لمْ أشأْ
وما شئتُ إنْ لمْ تشأْ لمْ يكنْ
خلقتَ العبادَ لما قدْ علمتَ
ففي العلمِ يجرى الفتى و المسنْ
فمنهمْ شقيٌ ، ومنهمْ سعيدٌ
ومنهمْ قبيحٌ ، ومنهمْ حسنْ
ٍعلى ذا ، مننتُ ، وهذا خذلتَ ،
وذاكَ أعنتَ وذا لمْ تعنْ

الأصدقاء عند الشدائد
صديقٌ ليسَ ينفعُ يومَ بؤسِ
قريبٌ منْ عدوِّ في القياسِ
وما يبقى الصديقُ بكلَّ عصرٍ
ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدهرَ ملتمساً بجهدي
أخاثقةٍ فألهاني التماسي
تنكرتِ البلادُ ومنْ عليها
كأنَّ أناسها ليسوا بناسي


المنة
رأيتكَ تكويني بميسم منةٍ
كأنكَ كنتَ الأصلَ في يوم تكويني
فدعني منَ المنِّ الوخيم فلقمةٌ
منَ العيش تكفيني إلى يومِ تكفني


الموت سبيل كل حي
تمنى رجالٌ أنْ أموتَ و إنْ أمتْ
فتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
وما موتُ منْ قدماتَ قبلي بضائري
ولا عيشُ منْ قد عاشَ بعدي بمخلدي
لعلَّ الذي يرجو فنائي و يدعي
به قبلَ موتيَ أن يكونَ هوَ الردي




الاستعدا للمنايا

كمْ ضاحكٍ و المنايا فوقَ هامتهِ
لوْ كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ
منْ كانَ لمْ يؤتَ علماً في بقاء غد
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعدَ غدِ


و قال رحمه الله قبيل وفاته :

و لما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي دون بابك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود و تعفو منة و تكرما
فإن تنتقم مني فلست بآيس ... و لو دخلت نفسي بجرمي جهنما
و لولاك لم يٌغوى بإبليس عابد ... فكيف و قد أغوى صفيك آدما
و إني لآتي الذنب أعرف قدره ... و أعلم أن الله يعفو ترحما
كتمان الأسرار
إذا المرء أفشى سره بلسانه .. ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ..فصدر الذي يستودع السر أضيق

حمل النفس على ما يزينها

صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالماً والقول فيك جميل

ولا ترين الناس إلا تجملاًنبا بك دهر أو جفاك خليل

وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امريءٍ متلو نٍإذا الريح مالت ، مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل









  رد مع اقتباس