عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-18-2023, 01:13 PM   #125

د. محمد الرمادي

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي 45 غربةٌ!

45 غربةٌ

الجزء الثاني
من

﴿ رُوَايَّةِ : « „ الْرَجُلُ الْمَشْرَقِيُّ ” ».﴾
وَرَقَةُ مِنْ ڪُرَاسةِ إِسْڪَنْدَرِيَّاتٍ

.. « „ رحلةُ بناءِ الذات الآدمية .. ومشوارُ بناءِ مستقبل إنسان .. وتحسين ڪامل وضعه الاجتماعي والمادي بين الناس .. بطريق مشروعة أو بوسائل غير قانونية .. وإعتلاء مرڪزه المرموق بين الأنام والذي يرغب فيه والذي عمل من أجله سنوات .. ولعل الأصعب : ڪيفية تڪوين وبناء الشخصية الإنسانية بشقيها : العقلي الفهمي الإدراڪي ؛ والنفسي الباطني الروحي .. ليستوعب من خلالهما -العقلية والنفسية- دوره المنوط به ڪإنسان .. فيترتب على ذلك ڪيف يقضي بشراً سنوات عمره .. وڪيف يحيا إنسان ويعيش أيام حياته .. ڪيف يصبح آدمياً -بالفعل- بصفات ونعوت الآدمية الأصلية من حيث الخَلق وأوصاف وخصائص ومزايا الإنسانية المڪتسبة من خلال نوع التربية ودرجة التثقيف ومستوىٰ التعليم .. بعد هذا القدر الڪبير مِن التڪريم والقدح المعلىٰ من التبجيل ؛ والمقدار العظيم من التفخيم والمستوىٰ العالي من التقدير ” » ..
.. ويسڪت برهةً „ رفيقي ” عن الحديث ڪأنه يستجمع بنات أفڪاره .. ثم يعاود إڪمال حديثه :
« „ أولاً في شخص أبي البشرية آدم .. تڪريم لمخلوق لم يحدث من قبل ولن يحدث من بعد حيث الخلق الأول ؛ والإيجاد علىٰ غير مثال سابق يحتذىٰ به ؛ والتڪوين دون استشارة لأحدٍ من الموجودات والخلائق ؛ والتنشأة بيده - سبحانه - من عدم .. ونفخ الروح منه - صاحب الأمر والنهي ؛ والذي أمره بين الڪاف والنون - .. والذي إذا أراد شيئاً يقول له ڪن فيڪون دون تعب أو نصب أو إعياء وحين ينتهي من الخلق فلا يصيبه فتور أو ملل .. فــ تعليمه الاسماء ڪلها .. فــ سجود الملآئڪة له جميعها تقديراً لعلمه واعترافاً بفضله تڪريماً وليس عبادة .. ما عدا إبليس اللعين .. آبىٰ واستڪبر ورفض الأمر ولم يطع .. ثم يأتي تڪريم من نوع جديد إذ إسڪنه خالقه الجنة مع زوجه لزمن وجيز وعمر زهيد .. فاثبت الآمر الناهي منذ اللحظة الأولىٰ لخلق الإنسان - آدم وزوجه - قضية الأمر والنهي وقضية الثواب والعقاب .. ثم بعد ذلك يثبت الخالق وجوده في عملية تخليق نسل الإنسان الأول - آدم - وذريته بطريقة آخرى مغايرة تماماً للأولىٰ إمعاناً في تثبيت فڪرة الخلق من عدم والإيجاد من لا شئ .. ففي الحالة الأولىٰ الخلق من تراب ليس فيه حياة أو مظاهر حياة .. وفي الحالة الثانية الخلق من نطفة ليس فيها حياة أو مظاهر حياة حتىٰ يأتي مَلك الأرحام من قِبل الرحيم الرحمن فيثبت الحمل من بعد إذنه في ظلمات الأرحام .. ڪما يحدث لــ إنسان اليوم وإبداعه في أحسن تقويم وأڪمل تڪوين وأعلىٰ وأرفع إنشاء ” » ..
-*-
.. بدء „ رفيقي ” أمسيته معي بـ مقدمته هذه في مسامرتنا شبه اليومية ذات ليلة .. وغالباً لا يڪون لها عنوان معين أو قضية تبحث .. بل توارد أفڪار .. وبتلك العبارات والجمل والتراڪيب الإنشائية والقدرات البلاغية .. وغالب مقدماته تتناسب مع الموضوع الذي يغرد حوله ويرغب في الحديث عنه أو المسألة المبحوثة .. وڪان أحياناً يفتخر أنه قارئ جيد منذ نعومة أظافره لڪبار الڪُتاب - وخاصةً المِصريين - في الجرائد السيارة .. أو أجلاء العلماء في علوم الفقه والتفسير .. وهم - الڪُتاب والعلماء- ڪانوا يحسنون تقديم مقدمة رائعة جيدة ڪمدخل للموضوع المبحوث أو الفڪرة التي يراد عرضها .. وڪان يخص دائماً مقالة الأهرام المِصري اليومي تحت عنوان « „ بصراحة ” » لــ « „ محمد حسنين هيڪل ” » ؛ وڪان معجباً ڪثيراً به ؛ وڪيفية طرحه لمباحثه وسرد وقائع حدثت ، وأن صرح عدة مرات أنه لم يڪن يفهم ڪل ما يڪتبه هيڪل في مقال صراحته! ..
ڪما صرح بما لا يدع مجالاً للشك عند السامع بأنه معجب بالزعيم الخالد صاحب الڪريزما « „ الطاغية ” » .. وڪان دائماً ينبه علىٰ أن وصفه يعود علىٰ الڪريزما وينبه أن الصفة تعود علىٰ أقرب مذڪور في جملته ، خاصةً وقد انقسم الناس في تقديره إلىٰ ثلاث فرق : فرقة تمجده ؛ وفرقة تڪفره ؛ وفرقة تقلل مِن شأنه وتبحث عن مثالبه وعيوبه .. وقد لاحظ « „ رفيقي ” » تقاربا فڪرياً بين الرجلين .. ناصر العروبة ورافع شأن العرب وهيڪل الصحافة رجل الثقافة ..
ثم .. أڪمل „ رفيقي ” قوله:
.. « „ وتبدءُ معالم هذا المشوار الإنساني لڪل فرد ؛ وتفاصيل هذه الرحلة ومسائل وقضايا بناء الذات الآدمية .. والشخصية الإنسانية بشقيها .. تبدءُ عادةً مبڪراً جداً .. وتبدء حتىٰ قبل التلقيح بين ذڪر وأنثىٰ .. في جانبٍ متدنٍ من علاقة ثنائية حميمية والتي تحرڪهما فقط قطرات من هرمونات تفرز من غدد جسدهما فتحرك بعض أعضاء البدن .. والباعث عند كلٍ منهما رغبة في الشعور بالإشباع مع أدنىٰ شعور بإحساس وأقل تقديم أو تقدير من المشاعر .. أو .. . ” » ..
ويعتدل „ رفيقي ” في جلسته ناظراً إلىٰ سماء الغرفة .. ثم يقول بصوت متزن :
.. « „ أو علاقة ڪأنها علوية ؛ ڪما تصورها أساطير الآله الإغريقية أو رسومات ونحوتات الفراعنة علىٰ جدران معابدهم .. أو التي يتغنى بها فطاحل الشعر العربي سواء المعلقات أو المذهبيات أو ما ثبت في ديوان العرب قديماً وحديثاً .. يلقي ويبوح بمشاعره علىٰ مقربة من أُذن حبيبته وجانب معشوقته الأيسر .. فخلد التاريخ المقولة وحفر الشاعر اسمه علىٰ جدران صحائف العشق العذري حين تتوارىٰ خلف ستائر العفة فيلفها العفاف ويخبأها الحياء .. تلك العلاقة ذات الأبعاد فوق مادية بين رجلٍ يحترم ذاته وامرأةٍ طاهرة الذيل في جانب آخر من الإشباعات .. وليس فقط إشباع الجسد .. في جانبٍ راقٍ في التمازج .. فــ يسبق الإحساسَ بها -الأنثىٰ- الإدراكُ أن بجوارك ڪائن موجود مرهف الإحساس رفيع الشعور تخدش خده نسمة فجر عليل .. يحتاج لـ مشارڪة وجدانية روحانية قبل تقارب بدني أو إلتصاق جسدي .. ” » ..
ثم يعمق „ رفيقي ” النظر في اتجاه ما فيڪمل قائلاً:
« „ وإن ڪانت في الظاهر - عند الفريقين: ذڪر/أنثىٰ أو رجل/امرأة - المحصلة متقاربة أو متشابة : إذ هي إشباع لمظهر من مظاهر غريزة النوع .. ولڪن ڪيفية الإشباع ودرجة علو الشعور ومدىٰ صدق الإحساس ؛ وما يترتب علىٰ هذا السمو في العلاقة من مشاعر راقية وعواطف جياشة حقيقية .. وإڪمال بقية مشوار الحياة مع هذا الڪائن الأنثوي يختلف ڪثيرا كــ إختلاف الليل والنهار أو أڪثر بڪثير .. ولعل هناك آثر ينبه الجميع يقول :
.. « „ لا تقعوا علىٰ نسائكم ڪالبهائم ” » [(1)] ” » ..
يتوقف „ رفيقي ” عن الحديث ثم يبدء بقوله :
.. « „ وعملية بناء هذا الوجود في هذا الڪيان الإنساني يبدء قبل عملية التخليق ومراحلها المتعددة والمختلفة .. ثم وجود الإنسان فعلاً وحقيقةً بصورته هذه الحالية المشاهدة للعين الناظرة أو الفاحصة .. ” » ..
ثم ڪأنه يرغب في توجيه الخطاب إليَّ أنا شخصياً :
.. « „ .... إذ أن اختيار أم لولدِكَ تبدءُ قُبيل تخصيب بويضتها (الخلية التناسلية الأنثوية ´Eizelle´ ) وتلقيحها بالسائل المنوي (Sammenflussigkeit ) سواء كنت -فقط- ذكرا ما أو بالفعل أنتَ رجل تحمل سمات الرجولة وعندك مفهوم الفحولة وتملك مجموعة مِن القيم النبيلة عن الحياة ؛ وتستحوذ علىٰ كتلة مِن القناعات الراقية حين تمارس افعالك وأقوالك وتصرفاتك في الحياة ؛ وتجمع حزمة المفاهيم الرفيعة عن الحياة صحيحة ؛ ومقاييس غير قابلة للتفاوض سليمة تصهرها (القيم القناعات المفاهيم المقاييس) جميعها في بوتقةِ مبدأٍ صحيح سليم يقبله العقل فيطمئن إليه القلب فتطبقه الجوارح فتهدأ النفس وترتاح الروح .. إذ بمجموع مڪونات هذا المبدأ تحدد سلوڪك اليومي في الدنيا التي تعيشها .. ” » ..
وڪأنه انتهىٰ من مهمة الشرح والتوضيح لڪنه تذڪر شيئاً ما ڪأنه غفل عنه أو نسي أن يبينه فقال علىٰ الفور دون إلتقاط الأنفاس :
.. « „ .. ڪذا اختيار أب لولدِكِ يبدء قُبيل الإفتراش[(2)] .. ” » ..
وڪأن أنضم لمجلسنا ضيف ثالث دون أن ندري بوجوده فقال موجهاً الحديث للضيف الحاضر :
.. « „ .. ولقد علمنا رسول الإسلام - مع أميته؛ وهي علامة سامقة للإعجاز العلمي والتفوق التشريعي والمنهجي في الإسلام؛ وأميته آية واضحة لصدق نبوته - إذ أنه قد تحصل علىٰ جوامع الڪلم - فهو علمنا بجانب العقائد وأحكام العبادات .. علمنا محاسن الأخلاق وعالِ السلوڪيات فيقول في حديث له ؛ مخاطباً الشباب والرجال :" [اللَّهم بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ] "[(3)]. فتبدء عملية اختيار أب لولدِكِ قُبيل الجلوس بين شعبكِ[(4)] الأربع ؛ فإذا أراد الخالق المبدع المصور - لحكمته وعلمه السابق - تخليق جنين بُعيد لحظة استمتاع ولذة وإنسجام قد لا يدرڪها أحد الطرفين فسيتم هذا سواء مِن صحيح نڪاح فسيڪون لهما ثواب .. أو ذميم سفاح فلهما عقاب .. ” » ..
توقف „ رفيقي ” عن حديثه وإن أراد الاسترسال !.. بيد أنه اِقْتَضَبَ كَلاَمَهُ : فاِرْتَجَلَهُ، وظهر لي أنه تَكَلَّمَ مِنْ غَيْرِ إِعْدَادٍ لما يريد أن يقول ويخبرني به .. فقال :
.. « „ .. في حقيقةِ .. ” » ..
وسڪت .. ثم سحب شفطة مِن ڪوب الشاي بالحليب الذي يرغب تناولة مساءً قبيل ذهابه لفراشة ليخلد إلىٰ النوم :
.. « „ في حقيقةِ الأمرِ يعيش الإنسان في عدة أنواع من الغربة .. غربة في فڪره تعارض ما تلقاه من تعليم .. وآخرىٰ في عقيدته تتعارض مع تربية الأجداد وإيمان العجائز .. وثالثة في محيط معاشه وزملائه وأقرانه وما يستحدث من تقاليد تعارض عادات تربىٰ عليها .. ورابعة غربة عن إدراك نفسه ومعرفة ذاته مع هجمة لأمركة الحياة وتغريب العرب ” » ..
ثم توقفنا معاً عن التنفس .. وڪأننا اغتربنا عن بعضنا البعض ونحن في نفس غرفة المعيشة!
-*-
وعاد بي „ رفيقي ” .. لسنوات خلت .. فتحدث عن العام الدراسي الجامعي الأول في مسيرته الدراسية ..
فقد أراد „ رفيقي ” .. الابن الوحيد لأبيه الحي ؛ والذي لم يتجاوز سن الخمسين مِن عمره ..
أراد أن يڪون أحد طلبة القسم الداخلي في سڪن المدينة الجامعية ..
والطريف إن إدارة المدينة الجامعية قبلت أوراقه مع أنه يسڪن في نفس المدينة .. الْإِسْــڪَنْدَرِيَّةِ ..
ولعلها هي الخطوة الأولىٰ في الاستقلال عن العائلة ولو جزئياً .. والرغبة الدفينة في الاعتماد علىٰ الذات ..
وڪان في ڪل نهاية إسبوع .. تقريباً عصر الخميس يأخذ ملابسه المتسخة ڪي تنظفها له أمه وتڪويها وترتبها في شنطة سفره الصغيرة .. وتعطيه ما يحب مِن الحلويات والتي تصنعها خصيصاً له وتڪفيه لمدة إسبوع .. وكان يقسم قطع تلك الحلوىٰ علىٰ مدار الأيام التي سيبقيها في سڪن الطلبة الداخلي -في دولاب ملابسه -!
وڪان سعيداً في حياته تلك الجديدة ..
ففطوره .. وغذاؤه .. وعشاؤه جاهز يتناولة دائماً في مواعيد بعينها .. ڪي يتمڪن من حضور محاضرات اليوم الواحد .. والمناخ المحيط بسڪن الطلاب ڪان صحياً .. فهواؤه نظيف عليل .. فلا ضوضاء تسمع لـ سيارات ولا غبار يستنشقه المرء من سير عربات ولا أصوات مزعجة تأتي من الخارج عبر النوافذ ..
لڪن توجد عنده مسألة قديمة وهي حبه للإنفراد .. اقرب ما يڪون للإعتزال عن محيطه..
وهذه قد فهمتها بناءً علىٰ أنه ابنا وحيدا لأبويه !
ولعل „ رفيقي ” يتذڪر أنه في آحدىٰ الأمسيات جاء عميد الكلية وطلب جمعهم .. ثم حدثهم أن بعض الطلبة في ڪلية الحقوق والأداب يحتجزون عمادة الڪلية وأنه يجب عليهم فك هذا الاعتصام وإنهاء هذا الحصار .. وتم تحضيرهم .. طلبة السڪن الداخلي .. طلبة ضد طلبة .. دون تدخل أمني .. وفي آخر لحظة .. وڪأن وزارة الداخلية فرع محافظة الْإِسْــڪَنْدَرِيَّةِ .. قررت خلاف ذلك فلم يحدث شيئا ما!
ولعل إقامة „ رفيقي ” في سڪن الطلاب يعتبر مرحلة أولىٰ في رحلة الإغتراب! .. والبعد عن محيط العائلة !
والطريف أن بقية سنوات الدراسة في الجامعة قرر أن يغادر ڪل يوم مِن بيته مشياً علىٰ الأقدام مسافة ثم بالمواصلات العامة المسافة البعيدة المتبقية في اتجاه ڪليته!
وقرار دخوله إلىٰ تلك الجامعة ڪان اقتراحاً وجيهاً مِن أبن خالته الأستاذ „ حسن ” .... وحيثيات رأيه أنه بعد أربع سنوات دراسة سيحصل علىٰ درجة جامعية „ بڪالوريوس ” .. والناس بتنظر إلىٰ الشهادة الجامعية نظرة مختلفة لمن يحصل فقط علىٰ شهادة دبلوم متوسط أو عال!
وهنا تأتي نظرة المجتمع والناس للتعليم ودرجته! .. والشهادة الأڪاديمية .. وإن ڪان الميڪانيڪي و الورشـــچــي يحصل دخل يومي ما يعادل دخل خريج جامعي في شهر!
* * * * *
في الراحة الصيفية للعام الدراسي الأول في الجامعة أراد „ رفيقي ” أن يسافر في تلك الشهور ويغادر مِصر ..
ولڪن إلىٰ أين!
وڪان في تلك المرحلة من تاريخ مِصر .. السفر .. والتغريب ڪأنه موضة!
ولا يدرك أو يستوعب „ رفيقي ” .. أهل هذه متماشية مع سياسة الانفتاح التي اعتمدتها إدارة الدولة وقتذاك .. أم لا!
.. وقُبيل مغادرة „ رفيقي ” مسڪنه في أول رحلة صيفية له خارج القُطر المِصري .. تجد أجواء منزله مضطربة قليلاً .. فوالده لا يحبذ فڪرة سفر ولده الوحيد إلىٰ الخارج ..
إذ مَن يسافر يريد أن يحوش مِن عمله في الخارج ليتمڪن مِن فتح محل خردوات أو سوبر مارڪت أو ورشة أو معرض أحذية أو ملابس مستوردة أو يشتري شقة ليتمڪن من الزواج والعيش فيها..
وعائلة „ رفيقي ” ميسورة الحال!
وهو ما زال في بداية سنوات مستوىٰ تعليمه الجامعي ..
فلما الرغبة الملحة في السفر! ..
وبالتالي.. لم يساعده والده بــ قرش تعريفة واحد أو مليم أحمر في ثمن التذڪرة .. تبياناً له أنه غير راضٍ عن تلك السفرة ..
إذ لا يوجد مسوغ معقول لترك بلاد النهر الفضي وسواحل البحر الأبيض أو الأحمر ورمال شواطئهما والعمل عند العباد في آخر البلاد ..
والطرافة أن التي ڪانت موافقة تماماً علىٰ مغادرة البلاد والسفر لبلاد الغربة .. ڪانت أمه! .. جدته لأبيه قد أنتقلت إلىٰ رحمة الله تعالى ..
و „ رفيقي ” لم يڪن لديه من طرف أمه ما يبرر تلك الموافقة .. ولعلها .. رغبتها الدفينة أن يعتمد ابنها المدلل علىٰ نفسه .. وأن يصبح „ رجلاً ” بالفعل „ ملو هدومه ” ....
ولم يحدث نقاش عائلي بصوت هادئ أو عال يُبين وجة نظر مَن يوافق أو مَن يعترض!..
ولعلها طريقة تربية .. أن يفهم أحد افراد العائلة ما هو المطلوب منه دون إبداء الأسباب .. أو مناقشة بطريقة ما !
* * *
قُبيل مغادرة „ رفيقي ” مسڪنه في أول رحلة صيفية له خارج القُطر المِصري .. أخذ يفڪر إلىٰ أين اتجاه الرحلة الأولىٰ له في حياته العملية ..
فاقترحت عليه الوالدة السفر إلىٰ ليبيا .. دولة مجاورة لمِصر .. توجد حدود مشترڪة بين الدولتين .. وقد شاع السفر إليها .. ويجلب المغترب مِن هناك أدوات ڪهربائية للمطبخ ولوازم غرفة المعيشة وما يحتاجه البيت .. وطبعاً تحويشة .. ليبني بيتاً علىٰ الأرض الزراعية فتقلصت مساحة الأرض المزروعة .. وبالتالي قلَّ محصول وإنتاج الأرض مِن ما يصدر للخارج للحصول علىٰ عملة صعبة أو ما تحتاجه البلاد والعباد من خضروات وفاڪهة أو حتىٰ برسيم للبهائم .. أو يفتح - المغترب الذي عاد - محل بقالة أو ورشة فلا يفلح الأرض أو يزرعها .. وقس هذا ڪذلك علىٰ عمال المصانع .. إذ لا توجد سياسة رشيدة في المعاملة سواء مع المزارعين ومحدودية الأرض المزروعة منذ مئات السنين أو مع العمال وتجديد آلات المصانع!
وفي المقابل فقد سهل العقيد معمر القذافي سبل الدخول إلىٰ بلاده والمغادرة .. وقد فُتحت بالفعل الحدود والمرور ببطاقة إثبات الهوية الشخصية ..
ولعل مِن الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها رجال إدارة الدولة المِصرية -وقتذاك- ذلك الانفتاح .. لما ترتب عليه العديد من مصائب.. خاصة البنية الإجتماعية ودخول غريب ثقافة علىٰ المجتمع المِصري .. خاصة ثقافة البدو -مجتمع مغلق- في مجتمع مدني - مجتمع مفتوح علىٰ ثقافات العالم- ومقولة عميد الأدب العربي: „ نحن - مِصر - قطعة من أوروبا ”!
فقد غادر فلاحو مِصر الأرض الزراعية للعمل في دول الخليج أو ليبيا .. ڪعمال بناء .. ڪما غادر عمال المصانع آلاتهم ڪي يجمع الجميع حفنة مِن البترودولار ..
خطأ ضخم وقعت فيه إدارة دولة بحجم مِصر ..
وقد نفهم -بالعافية أو بالذوق- .. فنبرر إعارة المهندسين لبناء دول صحراوية وتشييد مبان شتىٰ حڪومية ومدارس ومشاف .. أو إعارة مدرسين لتعليم شعوب منطقة لا تحسن القراءة .. أو إعارة أطباء وطاقم تمريض .. إذ لا توجد في تلك البلاد -وقتها- البنية التحتية لشكل أو بناء دولة .. يوجد فقط مصدر تدفق أموال .. وهذا ڪان في الستينات من القرن المنصرم ..
* * * *
في بداية السبعينات - وفي شهور الراحة الصيفية للعام الدراسي الأول - ڪان قريباً لــ „ رفيقي ” يعمل في ليبيا .. فسهل الوصول إليه .. حين عرف عنوانه ..
والإشڪال أن „ رفيقي ” لا يحسن صنعة بعينها فهو تلميذ مدرسة فـ طالب جامعي .. ولم يتعلم صنعة ما .. فماذا سيفعل في ليبيا وسوق العمل في ليبيا يحتاج صنيعية مهرة .. وقدراً ذهب لجريدة الجمهورية والتي تصدر في طرابلس الغرب وتحدث مع أحد الصحفيين .. ورق لحاله فقال له :
„ سوف أجد لك عملاً .. عند أحد الأصدقاء أو المعارف .. أعطيني مهلة يوم أو اثنين! ” .
بالفعل عمل محاسباً في مصنع شرشور ؛ أي تقطيع الحجارة .. وقد ڪُتبتْ له الحياة من جديد ڪما أخبرني .. إذ وجد تحت مخدة رأسه „ عقرب ”!
ولعلي أتحدث عن تلك الواقعة في الصفحات القادمات!
والأسوأ في هذا الانفتاح في مِصر ڪانت الزيجات التي تمت بين بنات مِصر العذارىٰ البڪارىٰ وبين مَن يحمل بعض الورقات البنڪنوتية مِن البترودولار ..
وفي آخر زمن ڪان „ رفيقي ” يذهب إلىٰ أستاذه « „ أُدولف ” » ڪانت هناك شابة بطفلها الرضيع تريد الطلاق مِن زوجها الليبي حيث ڪانت معاملتها من ابناء هذا الرجل وزوجته الأولىٰ معاملة الجارية .. وليس الزوجة الثانية أو الثالثة وليس معاملة حتىٰ الخادمة! .. وإن أنجبت منه طفلاً!
* * *
قُبيل مغادرة „ رفيقي ” مسڪنه في أول رحلة صيفية له خارج القُطر المِصري .. جلس مع والدته في صالون البيت ووضعت يدها علىٰ رڪبتيه وبصوت هادئ قالت له :
.. « „ عاوزه أقول لك ڪلمة اسمعها .. وحطها حلقة في وداناك ” » ..
.. « „ .. أسمع .. ” » .. :
« „ مَن زَنا في غُربَتِهِ أرجعَهُ اللهُ خَائِبَاً ” » ..
مفاجأة مِن العيار الثقيل اصابت أذنه لما سمعَ .. فتنفس بصوت عال مسموع أمامها ..
ثم نظر إليها راغباً في التوضيح..
ثم قال:
.. « „ ده أنا مسافر إلىٰ ليبيا.. وهي ليبيا .. ” » .. - وابتسم ابتسامة بلهاء - ..
وقال :
.. « „ يا حاجه .. هي ليبيا فيها نسوان.. دول عاملين زي غفر العمدة بــ بلطو الدورية أو حرس السواحل فوق الإبل والجِمال .. وڪمان رجالتهم بيجوا عندنا علشان يأخذوا بناتنا.. وإللي موش نافع لكن عاوز بيروح شارع الهرم! .. ” » ..
تڪلمت معه أمه بجدية وإنفعال قائلة بنبرة حادة:
.. « „ النسوان .. نسوان .. يا فصيح (!).. نسوان في الهند .. أو في السند .. نسوان في الصين.. ولو رجليها لڪعبيها مغروزة في الطين .. في اليابان .. في باڪستان .. النسوان نسوان .. يا أبو سلسلة ذهب علىٰ قلبه .. وفاتح صدر القميص للبنات ”
ثم تنفستْ هي الآخرىٰ بصوت عال مسموع قائلة له :
.. « „ وأنا خائفة عليك .. إنت حبيب روحي .. وروح قلبي وابني الوحيد .. ” » ..
ثم بدأت دمعات حارة تسيل علىٰ خدها الرقيق .. ثم قالت :
.. « „ تلهفك واحدة مِن إياهم .. ” » ..
وأرادت أن تنبهه .. فقالت وهي تحتضنه :
.. « „ إنتَ متعرفهومش .. ” » ..
فقال ببراءة الأطفال :
„ هُمَّ مييين(!؟) ”
والتعبير الأخير واضح تماماً :
« الخوف » علىٰ وليدها الوحيد .. وهو صار رجلاً . شاباً .. وهذا مفهوم .. فما عاد صبي العائلة .. غلام مدلل الحريم .. أو طفل ونيس النساء الجالس فوق حِجْر خالته أو عمته أو زوجات أعمامه أو أخواله .. وما عاد حبيس المرأتين .. وقد لاحظت ميلَه الواضح للبنات!
ولڪن الجملة الأولىٰ .. المقطع الأول طبعاً يفرق عنده ڪثيراً.. فليس عنده ڪما يقولون جهلة الذڪور :
« „ ڪل القطط رمادية اللون في الظلام ” » [(5)]
وڪي لا نعيب علىٰ أحد فــ حقيقة الأمر .. المسألة .. مسألة أذواق .. وميول ..
وبالقطع فأمه تعلم الڪثير عن قطط الظلام وحتىٰ قطط بداية النهار ووسط النهار وقطط العصر وقبل أو بعد الغروب والفجر وقطط الليل : بحڪم سنها ؛ وبحڪم تجارب الأخرين ؛ وما يبلغ مسمعها؛ وما ترىٰ مِن أحداث وتعلم من مواقف! وافلام الشاشة الفضية المِصرية ! .. وبالطبع افلام الڪاريوڪا .. الست تحية .. وافلام هند رستم .. مارلين مونرو الشرق ..
وهي بالقطع تعلم الڪثير من الحڪايات والقصص عن النساء ؛ ثم قالت :
.. « „ وأنا بالتأڪيد أعلم أن :
« „ كَيْدَهُنَّ عَظِيم ” » [(6)] ..
وتعلم بالتفصيل المريح والممل .. قصة دخول حوا .. وهي - حواء - جارة بالقرب من ورشة أخيها وڪيف دخلت واسحَبت إلىٰ بيت العائلة وقولها لأمها -جدة „ رفيقي ” .-. أنها ؛ أي حواء هذه :
« „ تحب يوسف – ابنها - أڪثر منها ” » أي مِن أمه!
وهي جملة لم تفهم علىٰ مستوىٰ العائلة ..
إلىٰ أن قال يوسف - خاله - :
« „ أنني لا أخاف مِن عشرة رجال مجتمعين .. ولكنني أخاف منها ” ». وقصد حواء .. الجارة ..
وحوا هذه .. نعم .. ڪما وصفها „ رفيقي ” تملك مواصفات الجمال .. فهي من بنات الشوام .. قيل أنها من جبل لبنان .. شقراء الشعر .. بيضاء البشرة . بيد أنها قصيرة جداً فهي أقرب إلىٰ الأرض مِن أن تراها العين .. وڪما ڪانوا يقولون زوجات أخواله :
„ دمها واقف ” ..
„ دمها بارد ”..
„ ما فيهاش ريحة الأنوثة ”
ولا يدري „ رفيقي ” .. أهذا غيرة نساء من بعضهن البعض أم أنها حقيقة في عيون نساء!!..
لا أحد يعلم ما مدىٰ العلاقة بين يوسف - الخال - وبين تلك المرأة .. فهي تڪبره في السن بڪثير .. ومتزوجة .. ولها أولاد بالقرب مِن سن يوسف نفسه !.
لڪن ما هي العلاقة بين يوسف - الخال - وبين تلك الجارة حواء والتي تڪبره في السن .. وهي اقرب ما تڪون من حيث سنها إلىٰ سن أمه أو خالته الڪبيرة أو أڪبر عماته!
ولعل هذا الغموض في تلك الرواية عن حواء .. الجارة قد يفسر قول أم „ رفيقي ” إن
« „ كَيْدَهُنَّ عَظِيم ” » [(6)]
.. ولم يتمڪن أحد مِن فك رموز تلك العلاقة !
ما يهم أن هذه الجملة :
« „ مَن زَنا في غُربَتِهِ أرجعَهُ اللهُ خَائِبَاً ” » .[(7)].
احتسبها رفيقي أنها حديث شريف ! فامتثلها في وجوده الطويل في بلاد الغربة وعلىٰ أرض الغرب!..
ثم أردف قائلاً :
.. « „ فما حال أبناء التجمعات الإسلامية في بلاد الغرب ؛ خاصة الجيل الثاني الذي وُلد وتربى هناك .. والجيل الثالث ؛ والجيل الرابع الذي علىٰ وشك القدوم إلىٰ الدنيا .. أو أبناء الإنترنت المفتوح علىٰ البحري في بلاد العرب والعجم .. بلا رقيب أو حسيب! ” » ..
سؤالٌ ألجمنا .. فلم نستطع أن نڪمل الحديث .. ولم نتمڪن من نوم هنيئ تلك الليلة(!)..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
ملاحظة :
كــ كاتب لـ هذه الرواية ونقلا لأحداثها من „ رفيقي ” .. اضطررت لأستحداث حواشٍ اسفل الصفحة لتعريف القارئــ(ــة) الكريمـ(ـة) بما قصد وحتىٰ لا يختلط الحابل بالنابل!.. فقد اتضح كثيراً أن العامة تستخدم جمل تنسب خطأ إلى سُنة نبي الإسلام أو تنطق بخلاف موضعها الصحيح من الكتاب!.
[(1)] ( لا يَقَعَنَّ أحدُكم على امرأتِه كما تَقَعُ البَهيمةُ .. وليكنْ بينهما رسولٌ ) ، قيل : وما الرسولُ ؟ ، قال : ( القُبْلةُ .. والكَلامُ ) .
قال الحافظ العراقي -رحمه الله- :" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أنس، وهو منڪر ."
[انظر: " إحياء علوم الدين؛ لأبي حامد الغزالي، ومعه تخريج الحافظ العراقي " ( 2 / 50 ) .
[(2)] حديث : « „ الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ” » [أخرجه البخاري ومسلم].. أي بـ :" إلْحاقِ الوَلَدِ بالفِراشِ الشَّرعيِّ.". وفڪرة "مدرسة الأزواج" أو محاضرات "أحكام عشرة النساء" أو « النظام الإجتماعي في الإسلام » وهذه وإن ڪانت متقاربة في الموضوع ولڪنها تحتاج لمعرفة أدلتها التفصيلية من الڪتاب الڪريم والسنة المطهرة النبوية ثم تقدم ڪدروس خاصة وأبحاث مڪثفة .. فنظام الإسلام الإجتماعي يشمل أحكام الخطبة وما يسمح لرؤيته من المرأة التي يرغب الزواج منها وأحكام المهر والدخول والزواج والعشرة والحمل والنفاس وأحكام الحيض والنفاس والرضاعة والنفقة والطلاق والميراث.. وما شابه!
.. وهذه : رُوَايَّةُ « „ الْرَجُلُ الْمَشْرَقِيُّ ” » .. رواية .. قصة .. تروي أحداثا فلا يتعرض ڪاتبها لأبحاث فقهية بل يڪتفي بالإستدلال بموضع النص! .. وحيثيات السرد الروائي والبناء القصصي حين يرد النص النبوي الشريف؛ وايضا الايات بعدة صيغ تحتاج لدراسة شرعية وفقهية وإنزالها على الواقع المعاش اليوم! وهذا مجالها دروس المساجد!.
[(3)] انظر : الأحاديث الطوال للطبراني حديث مازن بن الغضوبة : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "اللَّهُمَّ بَدِّلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ ، وَبِالْحَرَامِ الْحَلالَ ، وَبِالْعُهْرِ عِفَّةَ الْفَرْجِ ، وَبِالْخَمْرِ رِيَاءً لا إِثْمَ فِيهِ ، وَائْتِهِ بِالْحَيَاءِ ، وَهَبْ لَهُ وَلَدًا " . ويوجد راويان في هذا الحديث اتهما بالكذب . وذكره صاحب : (النهاية في غريب الحديث والأثر؛ ابن الأثير، أبوالسعادات؛ دون تخريخ أو تعليق. ). [الغريب والمعاجم ولغة الفقه؛ النهاية في غريب الحديث والأثر [ج: 3 ( ص: 326) ] .
[(4)] انظر صحيح البخاري .
[(5)] مَثَلٌ فيتناميٌّ ..
وقد قرأتُ في آحدىٰ حدائق مدينة جراتس المشهورة بالنمسا علىٰ حائط قديم اراد أن ينهدم هذه الجملة : « „ فِي اللَّيْلِ كُلُّ الْقِطَطِ رَمَادِيَّةٌ. ” ».
” In der Nacht sind alle Katzen grau. „
[(6)] جاء النص في القرآن المجيد بصيغة :
- {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين}[يوسف:33]
- {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}[يوسف:34]
- {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيم}[يوسف:50]
و - {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم}[يوسف:28]
وقد مزجت لفظة من آية مع لفظة آخرىٰ من آية فنطقت بما قالته في موضع الاستشهاد!
فقالت:" كَيْدِهِنَّ.. عَظِيم".

[(7)] تُردد العامة مقولة تنسبها إلى رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- إذ قيل فيها: (من زنى في غربته لن يعود سالماً .. وإن عاد سالما لن يعود غانماً) .. وجاء بصيغة : (مَن زنى في غربته لا رجع سالماً ولا غانماً) . وقد ذكر علي القاري في كتابه "المصنوع" حديثاً بلفظ: " من عصى الله في غربته رده الله خائباً ". وقال: لا يعرف له أصل. [" الأسرار المرفوعة " (ص/354) ، "كشف الخفاء" (ص/189) ] . ومعلوم أن الزنا من كبائر الذنوب وأقبحها في أي مكان كان، قال الله تعالى : {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32] . والنص القرآني يتحدث عن الأقتراب من مقدماته وليس الفعل نفسه ؛ وهذا صيغة من صيغ تشديد التحريم.

-*/*-
:" وَرَقَةُ مِنْ ڪُرَاسةِ إِسْڪَنْدَرِيَّاتٍ".
[(٢)] الجزء الثاني : « القصة بدأت »
﴿ رُوَايَّةُ : « „ الْرَجُلُ الْمَشْرَقِيُّ ” ».﴾
[ 45 ] « غربة »
‏السبت‏، 26‏ شعبان‏، 1444هــ ~ الموافق: 18 مارس 2023م
-*/*-







  رد مع اقتباس