[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

:" وضع الخالق الرازق المحيي المميت الذي بيده الخير الدنيا وما فيها من متاع ونساء وأولاد ومناصب عالية في الدولة وفي المجتمع ودرجات علمية ووظائف وأموال بكافة أنواعها وذهب وفضة وفرش ومنازل وقصور وطعام وشراب وخدم وحشم هذه جميعاً جعلها ثمانية مقومات للحياة وفي المقابل ويقابلها لا يساويها أو يعادلها فهي ليست معادلة أو موازنة وجمع الخالق الرازق ثمان علاقات ورتب ثمان علائق في كفة أمام الناس وفي الكفة المقابلة نطق الذكر الحكيم وضع القرآن الكريم حبين حب الله تعالى في سماه وتقدست اسماه وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الكفة الآخرى؛ ونذكر بأن الحب الأول يعني طاعة واستجابة وتنفيذ وتقييد بأوامر والإبتعاد عن نواهٍ وعدم الإقتراب من معاصٍ؛ ثم زاد القرآن الكريم والذكر والحكيم عليها ثالثة وهي : جهاد في سبيله .

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، [انظر للملاطفة بين نبي آخر الزمان وبين صحابي جيل... كيف كانت المعاملة وكيف كانت العلاقة الطيبة ..] فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : الْآنَ يَا عُمَرُ".

[انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ ]

"فلا إيمان كامل لمن لم يكن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِن كَانَ " ﴿ ١ ﴾ " آبَاؤُكُمْ

وَ " ﴿ ٢ ﴾ " أَبْنَاؤُكُمْ وَ

" ﴿ ٣ ﴾ " إِخْوَانُكُمْ وَ

" ﴿ ٤ ﴾ " أَزْوَاجُكُمْ وَ

" ﴿ ٥ ﴾ " عَشِيرَتُكُمْ وَ

" ﴿ ٦ ﴾ " أَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَ

" ﴿ ٧ ﴾ " تِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَ

" ﴿ ٨ ﴾ " مَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا "

﴿ * ﴾ " أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَ

" ﴿ * ﴾ " جِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[24: التوبة]

بهذه الآية الكريمة نبدء شهر القرآن شهر الغفران شهر الصبر وشهر التوبة والعتق من النيران ...

[د. محمد الرمادي]

﴿ خطبة جمعة: ٩رمضان ١٤٣٩ من العام الهـجري ~ الموافق ٢٥ مايو من العام 2018 الميلادي﴾

* * * * ﴿[رحمان الدنيا... ورحيم الآخرة]﴾ * * * *

[د. محمد الرمادي]

الحمدُ لله الذي جعَل الصيامَ جُنَّة، ووسيلةً إلى التقوى والجَنَّة.. وكتب علينا التكاليف الميسرة رحمة مِنْه ومنَّة.. فهو الذي يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر .. وهو الذي فرض فكتب علينا صيام شهر القرآن.. واختبرنا فيه لنصل إلى بر التقوى والأمان.. ووعدنا فكان وعده صادق البيان بالرحمة في الدنيا وفي الآخرة بالغفران والإنعام والإكرام.. تمهيداً لنسير في بقية الشهور كم كنا فيه بالتمام والكمال.. فصدق من رفع السموات بغير عمد نراها حين يقول : وأن تصوموا خيركم لكم إن كنتم تعلمون.. و

نشهد أنه الرب الواحد الأحد ..الفرد الصمد.. الذي ليس لمثله كفؤا أحد .. فلا صاحبة له ولا ولد.. ولا وزير له ولا معين.. فهو لم يلد ولم يولد.. أمره بين الكاف والنون فأمره للشئ أن يكون فيكون.. فلا رد لأمره . ولا مرد لقضائه.. فهو نعم المولى ونعم النصير.. فهو إله الأولين ورب الآخرين ومالك يوم الدين.. ونشهد أنه أرسل فينا صاحب القلب الرحيم الذي بالمؤمنين رؤوف رحيم .. فبلغ رسالة ربه ونصح الأمة وكشف الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليليها كنهارها لا يزيغ عنا إلا هالك.. والصلاة والسلام على حبيبِنا ونبيِّنا وقدوتنا ورسولنا وإسوتنا محمدٍ عبدِه ورسولِه.. الداعي إلى خيرِ مِلَّة، وأقوم سُنَّة، صلَّى الله وسلَّم عليه.. وعلى آله وصحبه... ومَن استن بسنته وصار على طريقته والتزم هديه وتمسك بمنهاجه وعاش على شريعته.. فاللهم صلي وسلم وبارك وأنعم وزد فارحم أمته

[د. محمد الرمادي]

أوشك الثلث الأول من شهر القرآن..

الثلث الأول من شهر الغفران..

الثلث الأول من شهر الطاعات والصلوات

والرحمات والبركات.. و

تصفيد مردة الجن والشياطين..

أوشك الثلث الأول أن ينقضي فـ

نحن اليوم في التاسع من الشهر الفضيل

[الجمعة 09 رمضان 1439 هـ ~ 25 مايو 2018م] .. و

هذه هي الجمعة الثانية من الشهر الكريم..

نَعَم .. ويا سبحان الله العلي القدير..

إِخوَةَ الإِيمَانِ.. ورجال الإسلام ويا نساء محمد - !!

مُنذُ أَيَّامٍ قليلة كُنَّا -جميعاً- نَدعُو الله تعالى في سماه و تقدست اسماه ونبتهل إليه ونرجوه وَنَقُولُ:

« اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ »، وَ

مُنذُ لَيَالٍ يسيرةٍ هَنَّأَ بَعضُنَا بَعضًا بقدومه وبِبُلُوغِهِ، وَ

في تِلكَ اللَّحَظَاتِ الإِيمَانِيَّةِ الكاملة العَظِيمَةِ الراقية، المَملُوءَةِ بِالسَّعَادَةِ الغَامِرَةِ وَالفَرحَةِ العَامِرَةِ، تَنَادَى المُوَفَّقُونَ -بنعمة الله العلي القدير وكرمه- بِنِدَاءِ السَّمَاءِ:

« يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ.. وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ ».. وَ

مَشَوا إِلى مَسَاجِدِهِم متوضئين طاهرين مُصَلِّينَ خَاشِعِينَ، وَ

سَارَعُوا إِلى مَصَاحِفِهِم قارئين تَالِينَ مُتَدَبِّرِينَ متفكرين؛ وَ

رَفَعُوا أَكُفَّهُم بالضراعة مُبتَهِلِينَ دَاعِينَ، وَ

نَوَّعُوا أَعمَالَ البِرِّ وَ

سَلَكُوا طُرُقَ الخَيرِ، وَ

بَذَلُوا الصَّدَقَاتِ وَ

شَارَكُوا في تَّفطِيرِ الصائم، وَ

اغتَنَمَ بَيتَ اللهِ الحرام .. والأرض المقدسة .. والكعبة المشرفة المكرمة.. اغتَنَمَ مِنهُم مَنِ اغتَنَمَهُ فَزَارَهُ وَاعتَمَرَ... وصلى وسجد وركع... وأحرم فطاف وسعى وحلق..

وَاليَومَ [جمعة التاسع من رمضان 1439 ه] نُفَاجَأُ بِثُلُثِ رَمَضَانَ الأَوَّلِ وَقَدِ أوشك على الإنقَضاء!! و

شارف على الرحيل لعام مقبل وسنة قادمة ..

ونتساءل :

" أنكون أحياء نرزق فنصوم

رمضان القادم 1440 هـ

أم نكون أموات في القبور ..!؟

أنتهى بنا الأجل

وانقطع عنا رزق السماء

نغسل بماء وسدر وكافور

فـ نكفن في أثواب بالية.. فنسكن في بيت الدود

ويردم على روؤسنا التراب أحباؤنا ..

فَيَا سُبحَانَ اللهِ الدائم الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم !!

و

لعلنا نقرأ ما رواه البخاري .. وكأن مالك الملك أوحى لنبيه الكريم ومصطفاه المجتبي العظيم يخبره ليُعَلمنا ..فــ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ :

« لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى.. يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ »

[ البخاري (1036)] .

والحديث الذي رواه أحمد في مسنده يوضح المعنى المقصود فَـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

« لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ.. فَــ

تَكُونَ السَّنَةُ كَــ الشَّهْرِ، وَ

يَكُونَ الشَّهْرُ كَــ الْجُمُعَةِ، وَ

تَكُونَ الْجُمُعَةُ كَــ الْيَوْمِ، وَ

يَكُونَ الْيَوْمُ كَــ السَّاعَةِ، وَ

تَكُونَ السَّاعَةُ كَــ احْتِرَاقِ السَّعَفَةِ »

والسعفة هي الْخُوصَةُ .

[رواه أحمد في مسنده: (10560؛ قال ابن كثير الدمشقي:" إسناده على شرط مسلم ". اهـ . و

صححه الألباني في صحيح الجامع (7422) .]

[د. محمد الرمادي]

﴿ خطبةجمعة: ٢٣رمضان ١٤٣٩ من العام الهـجري ~ الموافق ٨ يونيو من العام ٢٠١٨ الميلادي﴾

* * * * ﴿ [ ليلة القدر..لَيْلَةُ الْحُكْمِ..([1]).] ﴾ * * * *

[د. محمد الرمادي]

مَنَّ الله تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه علىٰ الأمة الإسلامية بتكريم.. يتلوه تعظيم.. يتلوه تبجيل.. يتلوه رفعة شأن.. يتلوها عزة.. يتلوها دخول جنة للمتقين.. يتلوه سكنى الفردوس الأعلى.. يتلوه شربة ماء من يد المصطفىٰ المجتبىٰ المرتضىٰ المحتبىٰ السيد الجليل والنبي الخليل.. خاتم الأنبياء وآخر المرسلين صفوة المبتعثين ومتمم السادة أصحاب دعوة الحق المبين: محمد بن عبدالله الصادق الوعد وعلىٰ وحي ربه تعالىٰ أمين؛ فجاء في حديث قدسي أنه تعالىٰ ذكره قال ﴿ « „ إِنِّي بَاعِثٌ أُمَّةً ‟» ﴾..

فما تمام هذا الحديث!!؟..

فـ ﴿ « „ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : يَا عِيسَىٰ ..!!؟..‟» ﴾

[د. محمد الرمادي]

.. نتوقف هنا مع نداء رب العزة.. ومالك المُلك العزيز الحكيم ينادي علىٰ عبده ورسوله وكلمته وروح منه؛ ولكن قبلها نعود للنص القرآني القطعي الثبوت .. أنه من الوحي القطعي الدلالة ؛ الذي لا يحمل إلا معنى واحدا فنقرأ في سورة الصف فنطق القرآن الكريم وقال الذكر الحكيم : ونقسم الأية إلى مشاهد ومواقف بين السيد الجليل العبد روح الله وكلمته القاها إلى العذراء البتول وبين بني إسرائيل ﴿«„ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ

المشهد الأول من الآية : إِنِّي [١.] رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم

المشهد الثاني : [٢.] مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ

المشهد الثالث : [٣.] مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ

يحدد النبي عيسى زمن مجيئه فيقول يَأْتِي مِن بَعْدِي

ويذكر اسمه كترجمة صحيحة لما موجود في العهد العتيق والجديد فيقول مخبراً عن اسمه :

[ ٣. ١.] اسْمُهُ أَحْمَدُ

ثم يتم وصف حالهم بعد أن جاءهم النبي أحمد بالبينات: فَلَمَّا جَاءَهُم بِـ [ ٣. ٢.] الْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ‟» ﴾﴿الصف: ٦﴾".

وهذه المشاهد تبين حال ووصف وتخبر عن معرفة أهل الكتاب بقدوم آخر الأنبياء في زمن حياة نبي الله تعالى عيسى ابن مريم البتول العذراء وهذا من كرامة الله على نبيه وعلى أمته : ثم نقسم الحديث القدسي إلى مشاهد ومواقف ليسهل علينا معرفة مراد الله تعالى : ﴿ « „ إِنِّي (بمعنى إني أنا الله )

المشهد الأول : ١.] بَاعِثٌ مِنْ بَعْدَكَ (يا عيسى) أُمَّةً، (ثم يبدء الخالق الرازق يصف حال هذه الأمة التي ستأتي بعد عيسى ابن مريم العذراء البتول: إِنْ أَصَابَهُمْ مَا :" يُحِبُّونَ، "حَمِدُوا وَ " شَكَرُوا، (وهذه هي الحال الأولى)؛

(أما الحالة الثانية ): " وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا " يَكْرَهُونَ، " احْتَسَبُوا وَ " صَبَرُوا، (ثم يأتي إكرام لهذه الأمة خاص لم تكرم أمه من قبلها بمثله فيقول الحديث القدسي : وَلَا "حِلْمَ وَلَا " عِلْمَ.

قَالَ [عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مستفسراً ] :" يَا رَبِّ ، كَيْفَ هَذَا لَهُمْ ، وَلَا حِلْمَ ، وَلَا عِلْمَ ؟ !

قَالَ [اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -]: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي ‟» ﴾.

وهذا تكريم وتبجيل وتعظيم قبل أن يخلق النبي الخاتم بأكثر من نصف قرن من الزمان

ومن قبل أن توجد أمته بأكثر من خمسمائة عام ...

هذا حال أمة الإسلام قبل مجئ نبي الإسلام ..

[د. محمد الرمادي]

ثم نكمل بحث مسألة التكريم والتبجيل والتعظيم لأمة الإسلام .. أمة محمد .. نزلت سورة القدر

*. ] :"﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ قَالَ : لَيْلَةُ الْحُكْمِ. وَالْمَعْنَى لَيْلَةُالتَّقْدِيرِ؛

سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى

[ " ١".] يُقَدِّرُ فِيهَا مَا يَشَاءُ مِنْ أَمْرِهِ ، إِلَى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْقَابِلَةِ؛ مِنْ أَمْرِ

الْمَوْتِ وَ

الْأَجَلِ وَ

الرِّزْقِ وَغَيْرِهِ. وَ

يُسَلِّمُهُ إِلَى مُدَبِّرَاتِ الْأُمُورِ، وَهُمْ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ:

[١.] إِسْرَافِيلُ، وَ

[٢.] مِيكَائِيلُ، وَ

[٣.] عِزْرَائِيلُ، وَ

[٤.] جِبْرِيلُ. عَلَيْهِمُ السَّلَامُ . ([1])

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ

[ " ٢ ".] : يُكْتَبُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ مِنْ

رِزْقٍ وَ

مَطَرٍ وَ

حَيَاةٍ وَ

مَوْتٍ، حَتَّى

الْحَاجِّ ([2]).

قَالَ عِكْرِمَةُ: يُكْتَبُ

[ " ٣ ".] حَاجُّ بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ أَبَائِهِمْ، مَا يُغَادَرُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَا يُزَادُ فِيهِمْ. وَقَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .([3])".

*.] :" وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى

[ " ٤ " .] يَقْضِي الْأَقْضِيَةَ فِي لَيْلَةِ نِصْفِ شَعْبَانَ، وَيُسَلِّمُهَا إِلَى أَرْبَابِهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.([4])وَ

قِيلَ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِعِظَمِهَا وَقَدْرِهَا وَ

[ " ٥ ".] شَرَفِهَا ([5]) ،

مِنْ قَوْلِهِمْ : لِفُلَانٍ قَدْرٌ؛ أَيْ شَرَفٌ وَمَنْزِلَةٌ . قَالَهُ الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ([6]) . وَ

قِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ

[ " ٦ ".] لِلطَّاعَاتِ فِيهَا قَدْرًا عَظِيمًا ، وَثَوَابًا جَزِيلًا ([7]). وَ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ

[ " ٧ ".] لَهُ قَدْرٌ وَلَا خَطَرٌ يَصِيرُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ذَا قَدْرٍ إِذَا أَحْيَاهَا . وَ

قِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَنْزَلَ فِيهَا

[ " ٨ " .] كِتَابًا ذَا قَدْرٍ ، عَلَى رَسُولٍ ذِي قَدْرٍ ، عَلَى أُمَّةِ ذَاتِ قَدْرٍ ([8]). وَ

قِيلَ : لِأَنَّهُ يَنْزِلُ فِيهَا

[ " ٩ ".] مَلَائِكَةٌ ذَوُو قَدْرٍ وَخَطَرٍ ([9]). وَ

قِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْزِلُ فِيهَا

[ " ١٠ ".] الْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ وَالْمَغْفِرَةَ([10]) . وَ

قَالَ سَهْلٌ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدَّرَ فِيهَا

[ " ١١ ".] الرَّحْمَةَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ([11]) . وَ

قَالَ : الْخَلِيلُ: لِأَنَّ

[ " ١٢ ".] الْأَرْضَ تَضِيقُ فِيهَا بِالْمَلَائِكَةِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُه[﴿الطلاق: ٧﴾] أَيْ ضُيِّقَ .([12])".

[د. محمد الرمادي]

تفسير في قوله تعالى :

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾

كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا أَدْرَاكَ فَقَدْ أَدْرَاهُ .

وَمَا كَانَ مِنْ قَوْلِهِ : وَمَا يُدْرِيكَ فَلَمْ يُدْرِهِ .

كقوله تعالى :

[. يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّـهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا

﴿الأحزاب: ٦٣﴾

﴿ فعلم الساعة لا يعلمه إلا هو من الخمس التي لا يعلمها إلا الله تعالى ﴾

والموضع الثاني :

2. اللَّـهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ

﴿الشورى: ١٧﴾

أما الموضع : 3. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ

﴿عبس: ٣﴾]

وَ هي المسائل بالإيمان القلبي([1]).

[د. محمد الرمادي]

﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

كل العلماء حاولوا أن يقربوا المعنى فلنذهب معهم في جولة لتقرب المعنى ليسهل علينا فهم مراد الله تعالى..