[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

وأشهدُ أنه ارسل فينا البشير الشفيع النذير: فـ نطق القرآنُ علىٰ لسانه

﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ﴾

﴿ إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ ﴾

ثم يكملُ صاحبُ الوجهِ الأنورِ والجبينِ الأزهرِ؛ أفضلُ صلاةٍ وسلامٍ عليه وآله:

﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ﴾

﴿ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾

﴿ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون ﴾

[الأعراف:188]

[د. محمد الرمادي]

أما بعد!

حضراتُ السادة أهلَ التوحيد؛ أتباعَ القرآن المجيد؛ وأهلَ القدوة والإسوة للبشير النذير محمد بن عبدالله : السلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته ورحماته؛

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله ﴾

﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾

﴿ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾

[النساء:125]

حضرات السادة الأماجد؛ مازلنا نبحث مع حضراتكم طريقة الإسلام؛ الكيفية الثابتة من وحي السماء في التعامل مع الآخر؛ الآخرُ الذي عاشَ في حديقةِ الإسلام وبستان الدولة الإسلامية؛ وجنة الرعاية الإنسانية الآلهية الربانية الملآئكية المحمدية؛

الإسلامُ قَعدَّ القواعد وأسس البنيان:

وتكلمنا عن القاعدة الذهبية الأولى من قواعد خاتمِ الأنبياء وآخرِ المرسلين وإمامِ السادة الشرفاء الأتقياء:

[د. محمد الرمادي]

﴿ ۱ . ﴾ القاعدة الإسلامية المحمدية النبوية العلوية الربانية الذهبية الأولى هي أن الإسلام جعل الآخر؛ بغض النظر عن "١" دينه؛ و"٢" لونه؛ و"٣" جنسه؛ و"٤" عرقه؛ و"٥" هويته؛ و"٦" ميوله السياسية؛ أو "٧"عقائده القلبية؛ أو "٨" موطنه؛ أو :"٩" لغته الأم؛ فـ سلمان فارسي؛ صهيب رومي؛ بلال حبشي؛ محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح بخاري.

الإسلامُ جعلَ الآخرَ جزءاً من "١" الدولة الإسلامية؛ و جزءاً أصيلاً من "٢" الأمة الإسلامية؛ و جزءاً ركيناً من "٣" الكيان الإسلامي؛ و لم يجعله "١" أقلية ؛أو "٢"طائفة؛ أو "٣" فرقة؛ أو "٤"جماعة؛ أو "٥"مواطن من الدرجة الثانية،

وسندلل على صحة مانقول؛ من فم الخاتم.

[د. محمد الرمادي]

قلنا بأن دين الله تعالى واحد؛ والكتابيون جزءٌ من دين الله؛ تعالى في سماه وتقدست اسماه؛ وحدةٌ في الدين وتعددٌ في الشرائع المنهاج.
وقلنا بأنه يجب الإيمان بـ
[۱.] زابورِ داوود؛

و
[ ٢.] صحفِ إبراهيم؛

و
[٣] توارةِ موسى الكليم؛

و
[ ٤.] إنجيلِ عيسى الكريم؛ إيماناً كاملاً

كما نؤمن بـ
[ ٥] بـ فرقان محمد
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾

[الفرقان:1]
"بـ كتاب محمد
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ ﴾ [يوسف:3]
﴿ طه ﴾

﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾
﴿ إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾
﴿ تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴾ [طه: 1 ~4]

[د. محمد الرمادي]

وقلنا بأنه يجب الإيمان بـ كتب الله تعالىٰ؛

وبتحقيق هذه المسألة :

جاء فِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كِتَابًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ ؟ ؛

قَالَ : مِائَةُ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ ﴿۱۰٤﴾،

أُنْزِلَ عَلَىٰ شَيْثٍ خَمْسُونَ صَحِيفَةً ﴿٥۰﴾ ، وَ

أُنْزِلَ عَلَىٰ أُخْنُوخَ ثَلَاثُونَ صَحِيفَةً ﴿٣۰﴾، وَ

أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ عَشْرُ صَحَائِفَ ﴿١۰﴾ ، وَأُنْزِلَ عَلَىٰ مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشْرُ صَحَائِفَ ﴿١۰﴾، وَ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ.

[د. محمد الرمادي]

ثم تكلمنا عن القاعدة الذهبية الربانية العلوية الآلهية الثانية؛

و

هي فقط عن شريعة محمد؛

و

عند هدي محمد وعند أتباع محمد

﴿ ٢. ﴾ :" الإيمان بكل الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى الخاتم:

﴿ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين ﴾

[آل عمران:33]
﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾
[آيَةُ رقمها:"285" ؛ سُورَة : الْبقرة : رقمها :2 ].

[د. محمد الرمادي]

الْوَاجِبَ الْإِيمَانُ بِهِمْ جُمْلَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ﴾

فَــ الْوَاجِبُ الْإِيمَانُ بِجَمِيعِهِمْ إِجْمَالًا وَتَفْصِيلًا فِيمَنْ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ .

[د. محمد الرمادي]

معاشر السادة وقفنا عند القاعدة الذهبية المحمدية الثالثة

﴿ ٣.﴾ لأول مرة في "١"التاريخ الأممي؛ وتاريخ "٢"الحضارات؛ والشعوب؛ وفي التاريخ "٣"الدولي. في "١"المجتمع الإسلامي؛ و"٢"الدولة الإسلامية؛ و"٣"الكيان المحمدي الإسلامي؛ إتباع ملة إبراهيم:" تكون مواد في الدستور؛ هذه المواد تنص علىٰ "١"التعددية "٢"الدينية "٣"السياسية في الدولة؛ منذ أكثر من ألف وأربعة عام؛ وجد إعتراف كامل بالآخر ؛ امبراطورية النمساوية والملكية المجرية في عام 1912من الميلاد العجيب أعترفت بالمذهب الحنفي لأهل البوسة والهرسك؛ منذ أقل من مائة وإثنين عاماً.

[د. محمد الرمادي]

حين هاجر المصطفى إلىٰ يثرب -المدينة النبوية المنورة؛ علىٰ ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام- وبعد أن بنىٰ المسجد كـ دار الحكومة السياسية لرعاية شؤون الرعية من كافة الملل والنحل وضع الإسلام دستوراً للدولة؛

اسميها:" صحيفة دولة المدينة":

إثنان وخمسون "٥٢"مادة دستورية؛

وضعت في العام الأول من الهجرة؛ بل وضعت بمجرد أن وطأت أقدام الرحمة المهداة والنعمة المسداة؛ تراب يثرب.

دستور المدينة؛ أربع عشرة مادة تنظم العلاقة بين يهود ودولة الإسلام؛

لماذا يهود يثرب بالذات!؟؛

[د. محمد الرمادي]

يهود مدينة المصطفىٰ ينقسمون إلىٰ قسمين:
] ۱.[ الأول :" عرب تهودت؛ أي العرب الذين اعتنقوا ديانة موسىٰ؛ وشريعة هارون؛ وعقيدتهما اليهودية؛
و ] ٢. [ الثاني :العبرانيون؛ اسمع إليه وهو يقول :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ؛ وَالَّذِينَ هَادُواْ؛ وَالنَّصَارَىٰ؛ وَالصَّابِئِينَ؛ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون ﴾
[ آيَةُ رقمها:"62" ؛ سُورَةُ: الْبقرة : رقمها: 2 ]

الإسلامُ سنَ ثلاثَ سننٍ في كيفيةِ معاملة الآخر:

﴿ ۱. ﴾ نبدء أولاً بـ الآخر اليهودي