هل الدخان حلال ؟

[أبو المعالي]

هل الدخان حلال ؟


لقد أحل الله تعالى لنا كل طيب نافع ، وحرم علينا كل خبيث ضار ، فعلى المسلم أن يستخدم عقله في الحكم على الأشياء ، فما كان طيب حكم أنه حلال وما كان خبيث حكم على أنه حرام .


ومن أشتبه عليه الحرام والحلال رد حكمه لأهل العلم الذين يستنبطون الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع .


قال الله تعالى :

{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث } (157) سورة الأعراف


ونحن نعلم أن الدخان بجميع أنواعه من الخبائث لأنه خبيث الرائحة لمن تعاطاه مؤذي لمن شربه مؤذي لمن جاوره أو مر به .


وأنه لمن العجب أن يمر رجل بسيارته في مكان به غبار فيسد أنفه ويغلق زجاج سيارته حتى لا يتأذى منه ، ثم أنه إذا أغواه الشيطان تعاطي هذا الدخان الخبيث وأدخله إلى داخل رئته .


ومن يشرب الدخان لا يقبل أن يأكل فاكهة قبل غسلها من أجل الميكروبات التي يمكن علاجها بغسل معدة أو تقيء أو بشربة عسل ، ولكنه يشرب الدخان وهو يعلم أنه سم كامل لا يمكن تنقيته.


وبعد ما عرفنا أن الدخان خبيث وحرام لأنه يضر الإنسان في دينه ونفسه وماله وأهله .


فضر الإنسان في دينه أن الإنسان لا يكون مؤمناً حتى يقبل الحلال ويترك الحرام .


أما ضرر الإنسان في نفسه فلما يسببه الدخان من أمراض كثيرة جداً لا يمكن علاجها إذا حدثت وأخطرها السرطان ، فشارب الدخان مثل الذي يقتل نفسه ببطء وهو يعلم ذلك وقتل النفس حرام .


قال الله تعالى :

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } (29) سورة النساء


أما ضرر الإنسان في ماله فهو يصرف على الدخان مبالغ كثيرة بلا فائدة وقد حرم الإسلام إضاعة المال ، لأنكم إذا شاهدتم أحد يحرق فلوس فهل يصبح عندكم عاقل أو مجنون ، فالذي يشرب الدخان أعظم منه لأنه يشتريه ويشربه باستمرار .


أما ضرر الإنسان في أهله فهو يسبب لهم الأمراض ، ويقتدي به أبناءه أو من يشاهده ، ويكون كمن أعان على أثم عليه وزره ووزر من تعطوه بسببه .


سأل أحد الشباب الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -


هل الدخان حرام ؟


فقال له الشيخ أنا عندي لك أسئلة فإذا أجبت عليها عرفة الجواب :


أولاً : هل يجوز الأكل في المسجد ؟


قال الشاب : نعم


ثانياً : هل يجوز الأكل في الحمام ؟


قال الشاب : لا


ثالثاً : هل يجوز التدخين في المسجد ؟


قال الشاب : لا


رابعاً : هل يجوز التدخين في الحمام ؟


قال الشاب : نعم


فقال له الشيخ الآن تبين لك سبب ارتباط الدخان بالحمام لأنه خبيث يجوز في المكان الخبيث ولا يجوز في المكان الطيب لأنه ليس طيب .


أن الإنسان قبل أن يأكل طعام يقول في أوله بسم الله وفي أخره الحمد لله ،


وهل يقول ذلك عندما يرغب في التدخين ؟


الجواب ( لا ) لأنه غير حلال .


إن الطعام معظم بعد أكله لا يجوز أن تلقيه على الأرض ولا أبد من وضعه في مكان نظيف ،


أما الدخان بعد الانتهاء منه فأنك تضعه على الأرض وتدوس عليه بقدمك لأنه ممتهن .


بعض المدخنين لديهم آداب وأخلاق لا يحبون أن يؤذون غيرهم بالدخان ، فترى الواحد منهم إذا كان مع أمه أو أبوه وأراد أن يدخن فإنه يخرج بعيد عنهم لا يؤذيهم ، أو إذا كان في مجلس لا يدخن ويؤذي الناس بل يخرج خارج المجلس ويدخن ويرجع .


لكن هذا المدخن يستطيع تجنب والديه والناس لكن هل يستطيع أن يتجنب الملائكة فلا يؤذيهم عندما يرغب في التدخين ؟


الجواب : ( لا يستطيع ) .


فالمدخن قد يكون مؤذي للملائكة وهو لا يدري .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( من أكل البصل والثوم فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )) صحيح مسلم


منقول