﴿ هل الإسراء كان في رجب !؟ ﴾

[د. محمد الرمادي]

أما التنبيه الثاني :"
مَعْنَى كَذَبَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ؛ أي نَسَبَ الْكَلَامَ كَاذِبًا إِلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ .

وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ زَعْمُ مَنْ جَوَّزَ وَضْعَ الْأَحَادِيثِ لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْعِبَادَةِ ، كَمَا وَقَعَ لِبَعْضِ الصُّوفِيَّةِ الْجَهَلَةِ فِي وَضْعِ أَحَادِيثَ فِي فَضَائِلِ السُّورِ ، وَفِي الصَّلَاةِ اللَّيْلِيَّةِ وَالنَّهَارِيَّةِ وَغَيْرِهِمَا ".

[د. محمد الرمادي]

الحديث السابق رواه البخاري أما الحديث الثاني فهو :
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :

« مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

[د. محمد الرمادي]

وقد تورع رجالات الصحابة عن القول :

قَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :

قُلْت لِلزُّبَيْرِ : يَا أَبَتِي ، مَالِي لَا أَسْمَعُك تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلَانًا وَفُلَانًا ؟ فَقَالَ :

إنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْت ، وَلَكِنِّي سَمِعْت مِنْهُ كَلِمَةً يَقُولُ :
« مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ».

[د. محمد الرمادي]

ونعزز ما نريد أن نؤكده في هذه المقدمة وإن أطلنا النفس فيها لأهميتها القصوى ؛ إذ أن المسألة مسألة وحي آلهي وتشريع سماوي ومنهاج رباني وهدي نبوي ، ومسألة قال الله سبحانه وتعالى وقال رسول الله عليه السلام وليس قول رجال بعقولهم أو قول جماعات لأهوائهم ومصالحهم ؛ نعزز ما نريد ان نؤكد فـ :




عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ :



« إيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي ، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا ، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ».

**
ذكر صاحب المصنف ثمانية عشر حديثاً في هذه المسألة

[د. محمد الرمادي]

عن سماك بن حرب قال سمعت عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود يحدث عن أبيه قال سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول :
« إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
قال أبو عيسى ؛ الترمذي :" هذا حديث حسن صحيح ".

[د. محمد الرمادي]

* * * * *
* * * *
* * *
* *
*

[د. محمد الرمادي]

هل حادثة الإسراء تمت في شهر رجب!؟

[د. محمد الرمادي]

أعتذر للـ قارئـ(ـة) الكريمـ(ـة) عن الإطالة ؛ ولكن قصدتُ - ومن الله التوفيق والسداد - إثبات أن التشريع والمنهاج أكتملا حين أنتهى الوحي ومات المصطفى الهادي عليه السلام؛ فزيادة ركعة أو حكم : طعن في نبوة محمد بن عبدالله وطعن بخنجر مسموم في شريعة السماء الخاتمة.

تَمْهِيدٌ :

حين تتبعت أقوال السادة العلماء في صحة القول المنسوب إلىٰ النبي المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والحبيب المرتضىٰ ؛ هل حديث يعتبر ونأخذ به في تعيين ليلة السابع والعشرين من شهر رجب باعتباره ليلة الإسراء؛ تبين لي أنه قول
[١.] لا أصل له؛
و
[٢.] لا يصح سنده ؛
و
[٣.] حديث غير صحيح .

ويعني هذا البحث أن المتن أي نص القول : لم يقله النبي المصطفى والسند واه لا يصح.

وهذه خلاصة ما توصلتُ إليه :

[د. محمد الرمادي]

[١.] القول الأول :

عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال :

« أنَّ الإسراءَ بالنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كانَ في سابعِ عشرينَ مِن رجبٍ ».
قال ابن رجب في : لطائف المعارف : 233؛ الحديث: روي بإسناد لا يصح .

**

[٢.] القول الثاني :

« أنَّ الإسراءَ كان أوَّلُ ليلةِ جمعةٍ من شهرِ رجبَ وهي ليلةُ الرَّغائبَ ». قال ابن كثير الدمشقي في البداية و النهاية : 3/ 107؛ الحديث: لا أصل لذلك .

***

[٣.] القول الثالث :

« أن الإسراءَ كان ليلةَ السابعِ والعشرين من رجبٍ » . وقال ابن كثير أيضاً في : البداية والنهاية: 3 /107 ؛ الحديث : لا يصح سنده .

****

[٤.] القول الرابع :
« ما ورد أنَّ الإسراءَ كان في شهرِ رجبٍ ». قال محمد الأمين الشنقيطي : في :محاضراته : 60 ؛ الحديث : لا أصل له .

*****

[٥.] القول الخمس :
« ما جاء في أنَّ ليلةَ السابعِ والعشرين من رجبٍ هي ليلةُ الإسراءِ والمعراجِ » . قال عبدالعزيز بن باز في : فتاوى نور على الدرب: 3/ 104؛ الحديث : غير صحيح.

[د. محمد الرمادي]

إشكالية البحث؛ وصعوبته:



تكمن الإشكالية في إحتفالية الأزهر الشريف به ؛ وصعوبته تعود لموقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ و وزير الأوقاف فضيلة الدكتور؛ وهم أهل الرأي الشرعي الرسمي في الدولة المصرية ؛ ثم يأتي الجهاز التنفيذي لـ عاصمة مصر : محافظ القاهرة ، ثم تكتمل الدائرة الشرعية الرسمية بـ قول فضيلة مفتي الديار الدكتور ... ثم يأتي مشاركة مكمل ليعطي زخماً في الإحتفال لـ نقيب الأشراف ، فـ مشاركة شيخ مشايخ الطرق الصوفية ". هذا ويقابلهم جميعاً رأي :" الدعوة السلفية " سواء بـ مقرها الرئيسِ أو بـ فروعها في الدول و البلدان ؛ فـ نحن أمام رأيين مختلفين ...
الرأي الأول يرى أن الإحتفال بيوم 27 رجب من كل عام ليلة الإسراء بدعة.
والرأي الثاني : يقول بـ جواز الإحتفال ..........

وهذا جزء قادم من البحث ؛ بإذنه تعالى

وكتبه : محمد الرمادي
الثلاثاء 22 جمادى الثانية 1435~2014 أبريل 22