[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

أما الرجال :

ثم جاء الإختيار

في قصة كليم الله

﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴾

[آيَةُ: 13 ؛سُورَةُ : „طه ‟]
ثم جاء تخصيص التخصيص فقال في

حق موسىٰ الكليم

﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾

[آيَةُ: 39 ؛سُورَةُ : „طه ‟]
﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾
﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾

[آيَةُ: 40؛ 41 ؛سُورَةُ : „طه ‟]

و

إني لأتساءل :

" كيف نربي فتياتنا وبناتنا؛ نساء المستقبل؛

كيف نربي فتياننا وشبابنا؛ رجال الغد!؟ "؛

بل

نتساءل قبلها :

" كيف نختار الوعاء؛ الرحم الحاضن تسعة اشهر لـ فلذات أكبادنا "

كيف نتخير المرأة المرضعة ؛ والمرأة المربية ؛ والمرأة المعلمة ؛

معلومٌ لنا أن المراة تُنكح لأربع (*) : بدءَ طبيب القلوب ومعافي الأبدان ﷺ بــ

﴿1﴾ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا؛

﴿2﴾ وَلِحَسَبِهَا؛

﴿3﴾ وَلِجَمَالِهَا؛

﴿4﴾ وَلِدِينِهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ

ثم جاء متحدثاً عن الشباب :" مَن جاءكم ترضون دينه .. "

كيف يتم إختيار رجل البيت وعمود الدار لأختي أو أبنتي أو خالتي أو عمتي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ألماله!؟

أم حسبه!؟

[د. محمد الرمادي]

ثم بعد التخصيص ؛

جاء عموم العموم

فـ جئنا

نحن

مسلمو موديل الألفية الثالثة من الميلاد؛

مسلمو موديل 2014م؛

فـــ

لعلنا نكون من هؤلاء الذين قال الله عنهم
﴿ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
﴿ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ﴾
﴿ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ﴾
﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار.﴾

[آيَةُ: 37 ؛سُورَةُ : „النور ‟]

ثم

جاء التخصيص من العموم لخير أمة أخرجت للناس:
﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ﴾ وَ ﴿ الَّذِينَ مَعَهُ ﴾
﴿ أَشِدَّآءُ عَلَىٰ الْكُفَّارِ ﴾
﴿ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ﴾
﴿ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ﴾
﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾
﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾
﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ؛ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ ﴾
﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾
﴿ فَــ أزَرَهُ ﴾
﴿ فَــ اسْتَغْلَظَ ﴾
﴿ فَاسْتَوَىٰ عَلَى سُوقِهِ ﴾
﴿ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ﴾
﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾

[آيَةُ: 29 ؛سُورَةُ : „الفتح ‟[48]]

قف عند : ﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾

[آيَةُ: 29 ؛سُورَةُ : „الفتح ‟]

هل نحن معه؛ أم عليه !؟

هنا السؤال :" مَن هم الذين معه !!" .

هل هم فقط الصحابة الكرام

** ** *

[د. محمد الرمادي]

والتائب من الذنب كمن لا ذنب

** ** ** **

[د. محمد الرمادي]

الحمد لله وكفى ؛

والصلاة والسلام علىٰ الرسول المصطفىٰ ؛

وأشهد أنه الرب وحده ؛

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

وبما أن الخالق الرازق قصَّ علينا قصصهم؛ لزم علينا معرفة اسباب الإصطفاء؛

والحقيقة أنه ليس فقط اصطفاءً : بل هو

﴿1.﴾ الإصطفاء؛

﴿2.﴾ الإجتباء؛

﴿3.﴾ الإحتباء؛

﴿4.﴾ الإرتضاء؛

﴿ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون ﴾

[آيَةُ: 22 ؛سُورَةُ : „المجادلة ‟]

ونتساءل كيف يرضى عبدٌ عن رب!!؟

[د. محمد الرمادي]

ولـ قرب حلول

أعياد الميلاد المجيد

وجب علينا أن نتعرض لقصة الإعجاز في القرآن؛

والإعجاز :" أمر خارق للعادة "؛

لا يستطيع إنسان أن يقوم به؛ ولو اجتمعت معه وله كل ساكني الأرض من الإنس؛ والجن؛ والملآئكة؛ وسكان جزائر البحار والمحيطات؛ ومن في جوف البحر أو مَن يطير في السماء. لأن الصانع هو الله وماعداه مخلوقاته

﴿ صُنْعَ اللَّهِ.﴾

﴿ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

﴿ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون ﴾

[آيَةُ: 88 ؛سُورَةُ : „النمل ‟]

﴿ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾

[آيَةُ: 62 ؛سُورَةُ : „ آل عمران ‟]

﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين ﴾

[آيَةُ: 3 ؛سُورَةُ : „يوسف ‟]

القصص هنا هو أصدق القصص؛ لأن يهود كتبوا في توراتهم قصصا للأنبياء ؛

لا تتناسب مع درجة الإصطفاء؛

ولا تنسجم مع درجة الإحتباء ؛

ولا ترق لدرجة الإجتباء؛

ولا تصح أن تعلو إلى درجة الإرتضاء ؛

لذا فالجميع يقص ما يريد أن يقصه ؛؛ لكن هذا القصص يا محمد الذي يقصه عليك جبريل بواسطة الوحي هو أصدق القصص.

صرح القرآن ونطق جهاراً بأن الله جل جلاله خَلق على غير مثال سابق مخلوقات وكائنات وأرض وسماء وأجرام وكواكب؛ وأوجد وصنع مِن غير معين أو مشير أو وزير .. خلق الكون والحياة والإنسان؛ وبيده ونفخ فيه من روحه فــ صنع إنسانًا كاملاً عاقلاً فاهماً مدركاً متكلماً سميعاً بصيراً من عدم .

هذه المسألة - مسألة الخلق والإيجاد - يجب أن يعقلها الإنسان ويدركها ويفهمها ويستوعبها؛

الإنسان بـ صفته البشرية ؛

لا أقصد الإنسان المسلم المؤمن دون غيره؛ بل الإنسان كإنسانٍ؛ بحكم تركيبته البشرية وبحكم وجوده في الحياة وفي الأرض.

إلا أننا نقسم الإنسان إلى :

"عالمٍ " ؛

و

إلى :

" جاهلٍ " ؛

و

إلى :

" أمي" ؛

[د. محمد الرمادي]

﴿1.﴾ الإنسان العالم :

هو الذي يعلم حقيقة الشئ؛ فتعلم علىٰ بصيرة

﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين ﴾

[آيَةُ: 31 ؛سُورَةُ : „البقرة ‟]

﴿ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ﴾

[آيَةُ: 32 ؛سُورَةُ : „البقرة ‟]

ثم صرح بتعبير واضح جلي

﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ﴾

[آيَةُ: 282 ؛سُورَةُ : „البقرة ‟]

﴿2.﴾ الإنسان الجاهل : هو الذي لديه أفكار ومعلومات لكنه لا يعلم حقيقة الشئ؛ فأخطأ في تلقي المعلومات

﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين ﴾

[آيَةُ: 50 ؛سُورَةُ : „القصص ‟]

في قصة يوسف ﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾ [آيَةُ: 68 ؛سُورَةُ : „يوسف ‟]

فالعلم جاء عن طريق الوحي

وكذا عند يوسف ﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيم ﴾ [آيَةُ: 6 ؛سُورَةُ : „يوسف ‟]

لذا فالدجل بمعرفة الشخصية من خلال النجوم أو تفسير الأحلام

كما تعلن على مسامعنا القناة الخاصة المصرية الفضائية عن أحداهما تفسر لك الأحلام والآخرى تخبرك عن طالعك بقراءة النجوم والأفلاك ؛ وهما معاً لا يعلمان شيئاً

والمصيبة إن واحدة منهما تحضر كما قالت رسالة الدكتوراه في الأحلام .

وفي قصة موسى مع العبد الصالح الخضر ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴾ [آيَةُ: 65 ؛سُورَةُ : „الكهف ‟]

وعلى لسان سليمان ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين ﴾

[آيَةُ: 16 ؛سُورَةُ : „النمل ‟]

﴿ إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [آيَةُ: 23 ؛سُورَةُ : „النجم ‟]

﴿3.﴾ الإنسان الأمي : هو الذي لا يعلم شيئاً؛ ويحتاج لمن يعلمه فقال تعالى ذكره ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾

[آيَةُ: 78 ؛سُورَةُ : „النحل ‟]

القوى العاقلة في الإنسان

[د. محمد الرمادي]

أراد الحق سبحانه وتعالى أن يتم دائرة الخلق بـ صورتها الكاملة؛ إذ أن الكثير من البشر يحتاج لأدلة مادية لإثبات وجود الله الخالق الرازق:

[1.] آدم؛ ذكر : دون آله ذكورية؛ أو آله أنثوية ؛ مِن غير أب وأم؛

ثم

[2.] حواء؛ أنثى من غير أب وأم؛ ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا

( سورة الأعراف 189 )

خَلَقَ جَمِيعَ النَّاسِ مِنْ آدَمَ

خَلَقَ مِنْهُ زَوْجَهُ حَوَّاءَ

كما قال صاحب المنار

» " خَلَقَكُمْ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ " ؛

أَوْ

حَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ ، صَوَّرَهَا بَشَرًا سَوِيًّا «

أو كما قال :

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُف بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُف بْنِ حَيَّان الْأَنْدَلُسِيُّ الْجَيَّانِيُّ »« مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلَاعِهِ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ جِنْسِهَا »

وليس كما يقول بعض السادة بأن الله خلق أنثى - حواء - من ذكر - آدم - في مقابل أن الله خلق ذكر - عيسى - من انثى - العذراء البتول؛ مريم أبنت عمران - إذ أن الجهتين منفكة آحداهما عن الآخرى.

ثم نحن

[3.] من ذكر يحمل آله ذكورية صالحة ؛ وأنثى تحمل آله أنثوية صالحة : ﴿ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ﴾ .

فهل اكتفى سبحانه وتعالى في تبيان عظيم قدرته .

[4.] . خلق إنساناً مِن أنثى دون ذكر ؛فـ ذكرها مرة أستتاراً لـ حالها في سورة الأنبياء؛ فقال

﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِين ﴾

[آيَةُ: 91 ؛سُورَةُ : „ الأنبياء ‟]

ثم صرح باسمها وباسم ابيها ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين ﴾

[آيَةُ: 12 ؛سُورَةُ : „ التحريم ‟]

خلق ذكر من خير أب فقط مِن أنثى؛ فهل أكتفى سبحانه وتعالى وجل شأنه ورفع ذكره بهذا .

[5.] بل خلق من ذكر تعطلت آلته الذكوري؛ فصارت الآله غير قادرة على الجماع ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ﴾

[آيَةُ: 40 ؛سُورَةُ : „آل عمران ‟]

وصار الجسد بأكمله غير قادر على التخصيب أو الجسم غير قادر على التلقيح أو الإنجاب : فقال مَن أمره بين الكاف والنون مخبراً عن حال أحد عباده الصالحين؛ فقال ونطق القرآن على لسان زكريا ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ﴾

[1.] ﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾

وَ

[2.] ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾

[آيَةُ: 4 ؛سُورَةُ : „ مريم ‟]

[6] وخلق إنساناً من امرأة تعطلت آلتها الإنثوية فهي غير قادرة على الجماع أو إفراز بويضة صالحة للتخصيب : كما أصطلح عليه عرفاً ﴿ سن اليأس ﴾

﴿ وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ ﴾

[آيَةُ: 4 ؛سُورَةُ : „الطلاق ‟]

فصرح القرآن بما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة على لسان بعلها : قَالَ ﴿ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ

هذا ما يخصه كــ رجل ؛ ثم يكمل القرآن على لسان زكريا :

﴿ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾

قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ﴾

[آيَةُ: 40 ؛سُورَةُ : „آل عمران ‟]

:"عاقر"

زوجه زكريا عاقر منذ بداية بلوغها سن النساء وإن كانت تحيض كبقيتهن ولكنها

﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا ﴾

[آيَةُ: 5 ؛سُورَةُ : „ مريم ‟]

[6] ثم يقطع مولانا في علاه الشك باليقين فيقول لزكريا ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴾ [آيَةُ: 8 ؛سُورَةُ : „ مريم ‟]

فيقول مولانا هنا رداً على عبده زكريا

﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾

[آيَةُ: 9 ؛سُورَةُ : „ مريم ‟]

_____________
(*) فهذا الحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري ومسلم ورواه أصحاب السنن. ومعناه أن عادة الناس أن يرغبوا في المرأة ويختاروها لإحدى خصال وهي:
الجمال
والمال
والحسب
والدين، وإن اللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لاسيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره. فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية، ومنتهى الاختيار والطلب. وإذا انضاف إلى الدين الجمال وغيره من الصفات المذكورة فحسن، وإلا كان الدين أولى وأجدر بالحظوة والمتابعة.
وأما معنى (تربت يداك) فهو في الأصل دعاء معناه: لصقت يداك بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل، ولكن العرب أصبحت تستعمله لمعان أخر كالمعاتبة والإنكار وتعظيم الأمر والحث على الشيء.
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا
وَمَالِهَا
وَجَمَالِهَا
فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ".

[د. محمد الرمادي]

﴿« ﴿ هذه الخطوط العريضة لخطبة الجمعة ؛ ويضاف إليها ما يفتح الله به عليَّ من خواطر وعلوم ؛ لذا فقد أقترح بعض الإخوة تسجيل ا لخطب بالصورة والصوت ؛ ولكني لست من المتمحسين لهذه الفكرة؛ لضعف حجتي وقلة علمي .... ﴾» ﴾

مِن فوق المنبر تكلمت عن ما تشبه الظاهرة في المجتمعات العربية خاصة في مصر

فقد أعلن معهد أمريكي أن عدد الملحدين في مصر يصل إلى 2.5 مليون ملحدا؛ فجاءت الإذاعة البريطانية - "bbc"- الناطقة باللغة العربية وترفع الرقم إلى 3.0 مليون ملحدا .

,ونتساءل هنا أولاً كيف تم رصد وتحديد هذه الأرقام ؛

وثانياً يوجد جهاز الإحصاء في مصر وهو جهاز سيادي يغذي الوزارات ومكتب رئاسة الجمهورية والشركات الحكومية والخاصة والمؤسسات؛ تغذيها بالأرقام والإحصاءيات التي تحتاجها الجهة السائلة أو المستفسرة فهل تم الإتصال بهذا الجهاز الرسمي !!!؟ ؛

صنفت مصر منذ حين بأنها أعلى دولة توجد بها نسبة التدين في العالم ؛ نتيجة لما تم رصده لما يحدث من توافد العديد يوم الجمعة ـ صلوات الجمع ـ على المساجد ؛ ويوم الأحد - صلوات الكنائس - فهذها شئ واضح للعيان

.

السؤال : هل يفتش الجهاز الحكومي للأحصاء عن ما في القلوب من إيمان أو إلحاد؛ أما أنه مجرد ارقام عشوائية

أم أنها يريد بالفعل تشويش الأمر على الناس

فكا يحدث في سيناء وبقية المحافظات .... تشويش

وما حدث أخيراً في مياة البحيرة المتوسطية تشويش

لا أقول إرباك الدولة المصرية

بل هي تشويش ثقافي

تشويش أقتصادي

تشويش إجتماعي

وما أعلنه رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي بعد احداث سيناء الأخيرة من وجود دور لـ دول إقليمية في هذا العبث والتشويش أكده ما حدث من مهاجمة القارب المصري العسكري بالقرب من دمياط .

لاحظ هنا أن القوارب .... قوارب صيد - بلنصات -

وهذه العملية تحتاج إلى قمر صناعي لرصد وتحديد مكان القارب المصري العسكري ؛ وهذا القمر تمتلكه بالقطع دولة - يشار هنا إلى دور أمريكي في هذه العملية - ؛

ثم تجهيز البلنصات بأسلحة ورجال على كفاءة في التدريب وهنا يأتي إما

1.) دور حماس ؛ الذراع الفلسطيني لـ إخوان وهم لا يقدرون لوجود إسرائيل فوق روؤسهم ؛

فيتبقى من البحر إما

2. ) سوريا - داعش - أو

3. ) تركيا ؛ خاصة وأن الأخيرة قامت بمناورات بحرية عسكرية منذ فترة ليست بالبعيدة -شهرين - ؛ وتخشى من التقارب المصري القبرصي الأخير منذ إسبوع تقريباً - ؛

وهذا أوجع القيادة السياسية في تركيا : مصطفى كمال أتاتورك ~ رجب طيب أردوجان . لذا فالقريب هنا من المشهد أن رجال أجانب تم القبض عليهم من السلطات المصرية جاءوا على طريق تجهيز تركي - هذا مجرد تحليل سياسي قابل للمراجعة - ؛

يتبقى التمويل : فلا نجد إلا دويلة - قطر - إذ أنها تقوم بتفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة بالحرف الواحد .

نستخلص من هذه العجالة في التحليل السياسي لواقعة مهاجمة الإسطول المصري البحري : أن الأمريكان بالتخطيط والدعم اللوجستي ؛ وتركيا ~ أردوجان بالإعداد والتدريب والأجهزة ؛ والتمويل المالي باموال خليجية قطرية.

وظاهرة الإلحاد ظاهرة موجودة وجود الإنسان على وجه البسيطة فليس بجديد؛

أما الجديد : فإرتفاع الصوت بالمطالبة بحقوق الإنسان - وفق وجهة النظر الغربية - من خلال قنوات تبث على الأثير ومن خلال صفحات التواصل اللإجتماعي ومواقع على النت.

وغالبية الأسئلة التي طرحت من قِبل الملحد : تدل على جهل تام بلغة القرآن وضعف شديد في فهم الخطاب القرآني وأحاديث الرسول .

وهذه تشبه الموجة المسعورة والتي تتحدث بلسان العرب والموجه من الغرب خاصة أمريكا :" بتحرير الإنسان من كل قيد " والمناداة بحقوق الإنسان ؛ حق الإنسان في ما يطلق عليه :"الشذوذ الجنسي " أو التحلل من القواعد التي اتفقت عليها عقلاء الناس .

والغائب هنا

1.) دور البيت -الأم ~الأب~ الجد ~ الجدة ~ العم ~ العمة ~ الخال ~الخالة - في التربية والتنشئة ؛

غياب دور

2.) المدرسة كجهة وحيدة صالحة للتعليم وتلقي المعلومات والأفكار بشكل فيه شرح وتبيان

غياب دور المسجد والكنيسة

3.) في بحث مسائل موسمية وموضوعات تافه وعدم تعميق الحوار بين المؤسسةالدينية والشباب

غياب دور

4.) المجتمع برمته من تفشي حالة الــ لــا مبالاه ؛ والتفت العقد الإجتماعي - كنت اسمع بأن كانوا يقولون لجيل سابق علينا كلمة - عيب - فيتوقف عن الفعل

غياب مع فساد دور

5.) الإعلام بكافة صوره

5. 1.) المرئ : سينما ؛ تلفزيون

5. 2 .) المسموع الإذاعة

5. 3. ) المقروء : الصحف والجرائد والمجلات .

ونضيف

غياب حقيق لدور كل مَن

6. ) المؤسسة ا لدينية

7.) المؤسسة الرعوية العليا : اقصد الدولة بأجهزتها .

هذا ملخص لما قلته في خطب أمس

وكتبه

محمد بن إبراهيم آل الرمادي ~ الإسكندرية ~ البحيرة المتوسطية .

السبت 22 محرم 1436

[د. محمد الرمادي]

» „يا كهيعص؛ أعوذ بك من الذنوب التي تُوجب النقم،
وأعوذ بك من الذنوب التي تغير النعم،
وأعوذ بك من الذنوب التي تهتِك العِصَم،
وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء،
وأعوذ بك من الذنوب التي تُديل الأعداء، وانصرنا على من ظلمنا.(*)
وأشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) رُوي عن عليّ - كرم الله وجهه - ؛ وبحثتُ عنه فلم أجده ؛ والنص موجود في كتب التفسير عند تفسير وتأويل الآية رقم 1 من سورة مريم (19) . ولعله موجود - النص- في الكتاب المشهور :" نهج البلاغة" ولم تصل إليه يدي إثناء التحضير لخطبة الجمعة ... سأبحث عنه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

وَاقِعَةُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ:

قصةُ عِمران؛ وزكريا ، وامرأتهما تتشابهان؛ وكأنهما تمهيد منطقي للقصة الأصلية؛ وهي قصة العذراء البتول مريم.

أراد الحق تبارك وتعالى أن يمهد للعقلية البشرية والذهنية الآدمية ليؤكد ـ وهو الغني الحميد عن هذا ـ على قدرته على الخلق والإيجاد من عدم :
[1.] مرةً بلا أبوين في مثال " آدم " ؛ من تراب .. جماد

و
[2.] مرة ثانيةً من جزء من كائن حي كمثال أمنا " حواء " ؛ فحواء خلقت من حي ؛ وفي ترتيب الخلق حكمة قد تبحث!

و
[3.] مرةً من رجل يملك آلة ذكورية صالحة للإخصاب - وفق مشيئته سبحانه وتعالى - ويجامع امرأة تملك آله أنثوية تفرز بويضة صالحة للإخصاب ؛
[4.] ومرةً : في حالة العجز والكبر واليأس من القدرة على الجماع واليأس من القدرة على الإخصاب ؛ والعجز على الإنجاب والعجز من حمل ؛ كـ ام مريم ؛ وعمران ؛ ثم أم يحيى وزكريا ،
[5.] ومرةً من أم ؛ أنثى مكتملة الأنوثة تملك آله أنثوية دون تخصيب ذكري ؛ دون أب ؛ كالطريق المعتاد في التناسل كمثال : كلمة الله : " عيسى " .
أراد سبحانه وتعالى من المثال الرابع - زكريا وزوجه - وهو يحدث ويجري أمام أعينا ويتكرر كثيراً في كل بقاع العالم .. ليثبت للغافل أنه سبحانه وتعالى القادر على الخلق والإيجاد مع وجود الذكر المخصب والأنثى صاحبة الحيض والتبويض ومع ذلك تتوقف الآلة عن التخصيب وأيضاً مع وجود معاهد وكليات ومستشفيات التلقيح الخارجي .. تدفع فلوس ومصاريف ولا يتم التخصيب ولا التلقيح ... أو حالة إنسجام بعد طبق فول وشوية سريس وفجل وفحل بصل يتم التلقيح بالمجان ... إنه ملكه ...