[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

وبتتبع الحديث من مصادره وجدت الآتي:"

1. ) :" الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ".

(وَالتَّافِهُ الْحَقِيرُ الْيَسِيرُ ، أَيْ : قَلِيلُ الْعِلْمِ)

2.) :" وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ النَّاسِ "

(:" ففسر الرسول صلى الله عليه وسلم الرويبضة بأنه السفيه الذي لا عقل له، ولا كياسة عنده يتكلم في أمر العامة.").

3.) :" قَالَ الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ".

4. )" ومَا الرُّوَيْبِضَةُ !؟.. قال مَنْ لَّا يُؤْبَهُ لَهُ ".

[د. محمد الرمادي]

لماذا أُذَكِر حضراتكم بهذه النصوص الشريفة والأحاديث الكريمة:

لأنه قد :

عاقبت محكمة مصرية، السبت 2 ديسمبر 2017، محام [...] "لدعوته" إلى اغتصاب مرتديات البنطلونات الممزقة، بالحبس ثلاث سنوات ؛ وغرامة 20 ألف جنيه (1132 دولاراً).

وكان قد قال [....] في برنامج تلفزيوني في أكتوبر 2017: "يا أستاذة (مقدمة البرنامج) يعني يرضيكي البنت في الشارع ماشية قاطعة بنطلونها" من الخلف؟ ..

وأضاف: "أنا قلت البنت اللي تمشي كدا يبقى

التحرش بها

واجب وطني

واغتصابها

واجب قومي.

وقال في برنامج تلفزيوني آخر فيما بعد إن دعوته كانت رسالة تحذيرية: "من خوفي على بنات مصر" وليست تحريضية.

وأضاف أنه يعتذر عن قسوة تصريحه "لكل سيدة محترمة ولكل فتاة محترمة".

وقررت النيابة التي حققت معه بناء على بلاغ مقدم ضده إخلاء سبيله في نوفمبر بكفالة 10 آلاف جنيه على ذمة التحقيق.

هذا القول خرج من إنسان مصري يعمل بالمحاماه تخرج من جامعتها ويزاول المهنة.. ومِن لهجته يظهر بوضوح أنه من أهل الصعيد (أسيوط).. وأهل الصعيد يتميزون كبقية المصريين بالشرف ونزاهة الملفظ.. وحسن التعبير ...

هذا الإنسان قال ما قاله في بلد الأزهر الشريف .. منارة العلم ..

وقال مقولته أرض الكنيسة المصرية العريقة الأثوذوكسية..

وتفوه بخزعبلاته على أرض أعرق الجامعات العلمية في العالم...

يخاطب الشاب المصري

موجه ما قاله تجاه فتاة مصرية!!....

تحولت الدولة الواحدة إلى مؤسسات متنافرة متباعدة متطاحنة
تخلت المؤسسة الدينية عن دورها
خرجت المؤسسة الدينية وعاظ يحفظون دون فهم

ويتكلمون دون إدراك لواقع حالي معاش؛ و

الكثير من مرتزقة من العمل الإسلامي.
والأمة الواحدة والشعب الواحد انقسم إلى أحزاب وجماعات وفرق وكتل وتيارات وطوائف وشيع
تجرأ الرويبضة في الحديث في التجمعات ومنصات التواصل الإجتماعي؛ وفتحت وسائل الإعلام ابوابها له

[د. محمد الرمادي]

(الخطوط العريضة لـخطبة جمعة : ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ ~ ١٢ يناير ٢٠١٨ م)

الجزء الثاني:

﴿ [ العذراء البتول.. مثالا: لـ تربية البنات ] ﴾

[د. محمد الرمادي]

في مسألة العقيدة بـ إلهٍ واحدٍ أحدٍ فردٍ صمدٍ ليس له صاحبةَ ولا ولدَ.. وفي قضية الإيمان بـ واجد الإنسان من عدم على غير مثال سابق تحدث القرآن الكريم والذكر الحكيم عن الإنسان.. فـ نطق فقال :

" إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا "﴿ آية رقم ٢؛ من سورة الانسان﴾ ".

انتبه

إلى صيغة العظمة والرفعة والكبرياء في خطاب مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها وأنزل الماءَ من السماء للإنبات والإرواء إذ هو يقول:

" إِنَّا "

" خَلَقْنَا "

" فَجَعَلْنَا ". سبحانه وتعالى عما يصفون..

ثم

أكمل الخالق المبدع المصور الحديث في مسألة العقيدة وقضية الإيمان.. فيخبرنا القرآن الكريم والذكر العظيم:

*.) :" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ". ﴿سورة التِّينِ؛ آية : ٤﴾

ثم طرأ عليه تبديل كلمات الله تعالى.. و

تعديل أوامره وحذف نواهيه.. فـ

التحريف في نص الوحي المنزل من السماء؛

أو

تعمد إساءة الفهم لنصوصه وتغيير الصورة الصحيحة التي وضحها الوحي المنزل من السماء بـ واسطة أمين السماء جبريل على قلب الأنبياء وفؤاد المرسلين.. فـ

رسمت لوحات إله في أماكن العبادة و

نحتت ثماثيل رب وضعت في اركان وزوايا المعابد

وعلقت تصاوير على جدران بيت الرب..

ونصبت الأوثان في اركان البيت فقال :

*.) :" ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ "﴿ سورة التِّينِ : آية : ٥﴾.

ثم جاء الإستثناء فقال :

*. ) :" إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ "﴿ سورة التِّينِ : آية : ٦﴾.

ولرحمته بنا بعث إلينا :"

*. ) :" رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ "

وَ " مُنذِرِينَ "

" لِئَلَّا "

" يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ "﴿النساء: ١٦٥﴾

وعليه صار هذا الإنسان المخلوق من عدم وصوِّر مَن لا شئ ينقسم إلى قسمين :

1.) الأول منهما " إِمَّا شَاكِرًا " وَ ﴿الانسان: ٣﴾"

2. ) الثاني :" إِمَّا كَفُورًا " ﴿الانسان: ٣﴾

انتبه إلى الكلمة جاءت على وزن فاعل: " شاكر"..

ولكي تزداد المسألة وضوحاً كما نطق القرآن فقال :

" إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ "﴿ الانسان: ٣﴾"

و

حين يتحدث القرآن الكريم عن السبيل أو بتعبير قرآني آخر؛ كما جاء في سورة الفاتحة:

" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "﴿آية رقم : ٦؛ من سورة الفاتحة ﴾.

فـ يأتي الحديث عن ثلاث فرق:

1.) الفرقة الأولى:" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ".﴿آية : ٧؛ سورة الفاتحة ﴾

اللهم اجعلنا منهم..

2. ) الفرقة الثانية: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ".﴿آية : ٧؛ سورة الفاتحة ﴾

اللهم ابعدنا عنهم

3.) الفرقة الثالثة: " وَلَا الضَّالِّينَ "﴿آية : ٧؛ سورة الفاتحة ﴾

اللهم وابعدهم عنا ".

والذين أنعمت عليهم يندرجون تحت ثلاث درجات؛ فاستحدث الوحي السماوي طريقةَ تعليمٍ رائعة [ الحوار: سؤال وجواب أو عالم ومتعلم ] فـ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ] حين نَزَلَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ [وهذه الصورة تحتاج إلى إعادة مراجعة؛ كما قال الإمام السيوطي في فتاويه]

1.) الدرجة الأولى:" قَالَ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ] يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي مَا الْإِسْلَامُ!!؟.

قَالَ [نبي المرحمة ورسول المغفرة؛ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين المتمم للمبتعثين] :" الْإِسْلَامُ أَنْ:

تَعْبُدَ اللَّهَ؛

وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا؛

وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ؛

وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ؛

وَتَحُجَّ الْبَيْتَ؛

وَتَصُومَ رَمَضَانَ" .

قَالَ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ] إِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ .. فَقَدْ أَسْلَمْتُ !!!.

قَالَ :" نَعَمْ ".

قَالَ :"صَدَقْتَ ".

2. ) الدرجة الثانية :" قَالَ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ] يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي مَا الْإِيمَانُ!!؟.

قَالَ [الرحمة المهداة والنعم المسداة الشفيع المشفع يوم العرض]:" الْإِيمَانُ بِــ

اللَّهِ؛

وَمَلَائِكَتِهِ؛

وَالْكِتَابِ؛

وَالنَّبِيِّينَ؛

وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ ".

قَالَ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ]:" فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ".

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ :" نَعَمْ ".

قَالَ:" صَدَقْتَ ".

3.) الدرجة الثالثة: " قَالَ [جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- ] يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي مَا الْإِحْسَانُ !!؟.

قَالَ :" أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" .

قَالَ :"صَدَقْتَ ".

وهذا كله فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ.

وَ

" عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ:" إِنَّمَا الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ، لَيْسَ الْإِحْسَانُ أَنْ تُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ.

[د. محمد الرمادي]

قول -إذا صحت- كلمة الله وروح منه السيد الجليل؛ عيسى ابن مريم العذراء البتول.. تفتح بابا جديداً في المعاملات مع الآخرين.. تحتاج إلى إعادة نظر.

[د. محمد الرمادي]

مسألة خلق مريم بنت عمران -عليها مِن بارئها الرضوان ومِن خالقها السلام- هي من مسائل العقيدة.. وإن كانت تندرج تحت ما يسمى بـ القصص القرآني؛ والإخبار بـ أنباء السابقين.. وتعتبر مِن قضايا الإيمان قبل أن تكون من القصص القرآني..

كما وأن قضية خلق يحيى بن زكريا -سلام الله عليه وعلى أبيه- من مسائل العقيدة وقضايا الإيمان [راجع النصوص القرآنية التي تخبر عن حال السيد الجليل زكريا -عليه السلام- وزوجته-رضوان الله تعالى عليها- في سورة آل عمران وسورة مريم] قبل أن تكون مِن قصص مَن سبقنا؛ و

قصة العذراء البتول مريم بنت عمران مِن بدايتها إلى نهايتها من مسائل العقيدة وقضايا الإيمان.. وليس فقط من القَصص القرآني؛ وحمل العذراء البتول مريم بكلمة منه وروح من مسائل العقيدة وقضايا الإيمان وليس من القَصص القرآني فقط..

فـ

القرآن الكريم والذكر الحكيم والوحي المنزل من فوق سبع سموات طباقا بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب أمين الأرض والسماء السيد الجليل محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- .. ليس كتاب تاريخ أو طب أو جغرافيا أو قصص أو كيماء أو فيزياء.. بل هو كتاب منهاج ودستور تشريع.. ويبين طريقة معينة في الحياة وفق مجموع أفكاره السماوية وكتل قِيّمه العليا وحزمة مبادئه السامية ومفاهيمه الراقية.

صحيحٌ تحدثتُ مِن قبل أن القرآنَ العظيم والذكرَ الحكيم يمكن أن نجزأه إلى ثلاثة أجزاء:

الأول منها: عقيدة وإيمان؛ و

الثاني: قصص وأخبار السابقين؛ و

الثالث: أحكام شرعية لأفعال وأقوال المؤمنين..

لكنه دستور حياة ينبغي تطبيقه في الحياة الدنيا..

ما زلنا نقف مطأطئ الرأس مشرئبي الأعناق أمام حدثٍ عجيبٍ باهرٍ معجزٍ لم يتكرر أبداً منذ بدء الخليقة بعد الإعجاز في خلق آدم؛

انظر إلى هذا التسلسل في الإبداع المطلق والتصوير الباهر والخلق على غير مثال سابق؛ والإيجاد من عدم ليكون دليلاً على القدرة الخارقة لإله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد؛ فلا صاحبة ولا زوجة له ولا ولد: استمع إلى قوله وهو يقول :

1. ): " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ"﴿الروم: ٢٠﴾.. هذا أولاً؛

2.) " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ... فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ".. ﴿الحج: ٥﴾.

ثم حين اراد الحديث عن الإبداع الثالث [إذ أن الثاني خلق أمنا حواء ونتكلم عنه إن شاء الله تعالى وإذن لي في جمعة قادمة].. الإبداع الباهر في ملكوته والتصوير الخلاق لدليل ألوهيته تحدث عن آحدى مصنوعاته وخلقه السيد الجليل عيسى ابن مريم؛ قال مَن أمره بين الكاف والنون؛

وينبغي تقسم الآية الكريمة إلى مقاطع ومشاهد ليسهل فهمها :

١.) المشهد الأول :" إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ "

٢.) المشهد الثاني :" كَمَثَلِ آدَمَ "

٣.) المشهد الثالث :" خَلَقَهُ "

٤.) المشهد الرابع :" مِن تُرَابٍ"

٥.) المشهد الخامس :"ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"﴿آية: ٥٩؛ من سورة آل عمران ﴾

هذا حديثٌ عن عقيدة وكلامٌ عن إيمان وإخبارٌ صريحٌ بألوهيته وربوبيته وأنه سبحانه قادر على الخلق من عدم.. والإيجاد المبدع من لا شئ. "

[د. محمد الرمادي]

آية رقم : ٤٢؛ هذه الآية الكريمة أقسمها إلى اربعة مقاطع أو مشاهد :

1. ) المشهد الأول :﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ ﴾

2. ) المشهد الثاني :﴿ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ ﴾

٣. ) المشهد الثالث :﴿ وَطَهَّرَكِ ﴾

4. ) المشهد الرابع :﴿ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿آية رقم : ٤٢؛ من سورة آل عمران ﴾

[د. محمد الرمادي]

بيد أن في الحالة المريمية توجد لها ثلاث اصطفاءات؛

الأولى منها عامة تشملها من خلال آل عمران ؛ و

الثانية والثالثة ذكرت باسمها بيد أن الثانية متعلقة بأول عمرها و الثالثة في نهايته :"

1. ) :" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣؛ من سورة آل عمران ﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤؛ من سورة آل عمران﴾ ".

2. ) :" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿٤٢؛ من سورة آل عمران ﴾ ".

**

[د. محمد الرمادي]

ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : " كَانَتْ مَرْيَمُ حَبِيسًا فِي الْكَنِيسَةِ، وَمَعَهَا فِي الْكَنِيسَةِ غُلَامٌ اسْمُهُ يُوسُفُ ، وَقَدْ كَانَ أُمُّهُ وَأَبُوهُ جَعَلَاهُ نَذِيرًا حَبِيسًا ، فَكَانَا فِي الْكَنِيسَةِ جَمِيعًا ، وَكَانَتْ مَرْيَمُ ، إِذَا نَفِدَ مَاؤُهَا
وَمَاءُ يُوسُفَ، أَخَذَا قُلَّتَيْهِمَا فَانْطَلَقَا إِلَى الْمَفَازَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَاءُ الَّذِي يَسْتَعْذِبَانِ مِنْهُ، فَيَمْلَآنِ قُلَّتَيْهِمَا، ثُمَّ يَرْجِعَانِ إِلَى الْكَنِيسَةِ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي ذَلِكَ مُقْبِلَةٌ عَلَى مَرْيَمَ:

﴿ يَامَرْيَمُ ﴾

﴿ إِنَّ اللَّه ﴾

﴿ اصْطَفَاكِ ﴾

﴿ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾

فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ زَكَرِيَّا قَالَ : إِنَّ لِابْنَةِ عِمْرَانَ لَشَأْنًا ".

[د. محمد الرمادي]

*. ) اعْلَمْ -أخي المسلم الكريم أختي الغالية العزيزة- أَنَّ الْمَذْكُورَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:

1.] أَوَّلًا: هُوَ الِاصْطِفَاءُ، وَ

2.] ثَانِيًا: التَّطْهِيرُ، وَ

3.] ثَالِثًا: الِاصْطِفَاءُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاصْطِفَاءُ أَوَّلًا مِنْ مِثْلِ الِاصْطِفَاءِ الثَّانِي، لَمَّا أَنَّ التَّصْرِيحَ بِالتَّكْرِارِ والإعَادَةِ غَيْرُ لَائِقٍ.

فيكون الاصطفاء الأول بالقطع له معنى يغاير الاصطفاء الثاني ..