« ۱٤ » ﴿ الْكِتَابُ الرَّابِعَ عَشَرَ «الْمَوْتُ» ﴾

[د. محمد الرمادي]

« ۱٤ » ﴿ الْكِتَابُ الرَّابِعَ عَشَرَ : الْمَوْتُ ﴾

[د. محمد الرمادي]

« ۱. »

« « „ أَكْثِروا ذِكْرَ هاذمِ اللَّذَّاتِ : الموتِ ‟ » »

ــــــــــــــــ

التخريج :

الحديث رواه: أبو هريرة ؛ انظر : ابن حبان؛ في : بلوغ المرام : 150؛ الحديث: صحيح .

*****

الأربعاء 12 جمادى الثانية 1436~01 أبريل 2015

[د. محمد الرمادي]

الْحقائق(*) تتعدد وفق مصادرها ومجالها ؛ والجهل.. أو عدم القدرة على التعلم هو آفة الإنسان في عدم معرفتها أو البحث عنها، والعادات والتقاليد وموروث الأجداد عوامل تعيق عملية المعرفة. وتعطيل القوى العاقلة التي يمتلكها الإنسان تجعله يسير على درب الحياة تائهاً فصدق مَن قال

انما العلم لو اردت سلاحاً.**.في دروب الكفاح يعطي الامانا

فهناك حقيقة علمية في مجال الطب مثلاً، كما توجد حقيقة كونية في مجال الأرض وما حولها... وهكذا.!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) أبسط تعريف لمفهوم "الحقيقة" أنها الصدق حين يكشف الكذب ، و "الحقيقة" هي الواقع في تعارضه مع الوهم والخيال. فهي تدل على عدة معان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأراد خالق الكون والحياة والإنسان أن يتضمن العهد الحديث المنزل بواسطة أمين السماء الملاك جبرائيل على قلب خاتم الأنبياء وفؤاد آخر المرسلين عليهما السلام.. أن يتضمن كل الحقائق دون تفصيل؛ لتظل معجزة السماء -القرآن المجيد- معجزة كل عصر وزمان وتناسب كل عقلية وذهنية.
الموتُ حقيقةٌ.. إذ أن الواقع يثبت حدوثه والمشاهد المحسوس يؤكد وجوده.. لذا وجب التعامل مع هذه الـ - حقيقة- معاملة تتناسب مع أهميته وتتفق مع خطورته.

*****

هذه الأوراق كان ينبغي أن تسطر في نهاية سبتمبر الماضي؛ بداية أكتوبر أي عام ٢٠١٤.. لكن لطبيعة التكاليف وظروف الحياة وسعة وضيق الوقت توقفت تماماً .. وها أنا أعود..

*****

محمد فخرالدين الرمادي
13. جماد آخر 1436~02. أبريل 2015

[د. محمد الرمادي]

﴿ ۱. ﴾ سماه الله تعالىٰ مصيبة في قوله

﴿ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾

﴿المائدة: ١٠٦﴾

فالموت هو المصيبة العظمى و الرزية الكبرى .

[د. محمد الرمادي]

﴿ ٢.﴾ وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ :

أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَكَى عِنْدَمَا حَضَرَ وَلَدَهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَوْتُ ،

وَ

قِيلَ لَهُ :" أَلَيْسَ قَدْ نَهَيْتَنَا عَنْ ذَلِكَ ؟" ؛

فَأَخْبَرَ أَنَّهَا الرَّحْمَةُ ،

وَقَالَ : « „ إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ‟«

[رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ].

[د. محمد الرمادي]

عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :

" لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَقْبِضُ رَوْحَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، هَبَطَ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ ،

فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : « „ رَأَيْتَ خَلِيلا يَقْبِضُ رُوحَ خَلِيلِهِ ؟ ‟ »

قَالَ : فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ،

ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ،

فَقَالَ لَهُ :

« „ يَا إِبْرَاهِيمُ ، وَرَأَيْتُ خَلِيلا يَكْرَهُ لِقَاءَ خَلِيلِهِ ؟ ‟ »؛

قَالَ :« „ فَاقْبِضْ رُوحِي السَّاعَةَ ‟ ».]

ـــــــــــــــــــــــــــــ

التخريج :

[ » الفوائد والزهد والرقائق والمراثي للخلدي » لِقَاءُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمَلَكِ الْمَوْتِ؛ رقم الحديث: 18]

[د. محمد الرمادي]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ؛

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

« „ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ‟»

وَ « „ اسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ‟ »

******

ــــــــــــــــــــــــــــ

ـالتخريج :صحيح مسلم؛ حديث رقم 976 ؛ كتاب الجنائز » باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه.

فائدة :"قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : سَبَبُ زِيَارَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهَا أَنَّهُ قَصَدَ قُوَّةَ الْمَوْعِظَةِ وَالذِّكْرَى بِمُشَاهَدَةِ قَبْرِهَا ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ : ( فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرِكُمُ الْمَوْتَ ) "

ـــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

وجاءت زيادة عند مسلم في الحديث :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ ".
:" قَالَ الْقَاضِي : بُكَاؤُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا فَاتَهَا مِنْ إِدْرَاكِ أَيَّامِهِ ، وَالْإِيمَانِ بِهِ ."

[د. محمد الرمادي]

﴿ ٣. ﴾ بـ جوار الحقائق الكونية والعلمية توجد حقائق وجودية ذكرها الوحي السماوي فصارت حقائق قرآنية أو نبوية؛ منها على سبيل المثال وليس الحصر أن نهاية الآجل هو الموت.
فنطق القرآن المجيد فقال:"
1. ﴾ ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾

[آيَةُ: ۱٨٥؛سُورَةُ: آل عمران:٣]

[د. محمد الرمادي]

صدر آية سورة آل عمران تتحدث عن ثلاث مسائل هامة وخطيرة

﴿ ٣. ۱. ١.﴾ المسألة الأولى: " النَفْسُ "؛

﴿ ٣. ۱. ٢.﴾ المسألة الثانية: " الذوق واستخدم لفظة : ذَائِقَةُ "؛

﴿ ٣. ۱. ٣.﴾ المسألة الثالثة :" الْمَوْتِ " ؛ وهو موضوع هذا الكتاب.

**