..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
واجب عزاء لاخونا كريم عاصم
الكاتـب : ^^khL oUD - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 7 -
وجع لبنان
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
هل انتصرت اسرائيل؟
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
حسن نصرالله راعب العدو
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
الزمالك يهزم الأهلي ويتوج ببطولة السوبر الأفريقي
الكاتـب : 7laa - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 7 -
صرخه ودمعه
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 6 -
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
يا يومَ مولِدي ….
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 6 -
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 13 -
اسرائيل والطوق الكبير
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 7 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 17 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 12:04 AM   #12181

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فدائما مايردني هذا السؤال من العامة عند بدء رمضان واستفتاح الصيام وجواباً للسؤال:
أقول أن هناك أربعة وسائل تعين على تحقيق الإستفادة من الصيام وهي كالتالي:
أولا/المكوث في المساجد
ومن أجل هذا كان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد، يقولون: نحفظ صيامنا.
وفوائد المكوث في المساجد كثيرة معلومة خاصة في هذا الموسم الفضيل ومن أجل الفوائد حفظ الصيام من الجرح والتنغيص ،والتفرغ للعبادة والطاعة بعيدا عن العلائق والخلائق

ثانيا/ الحذر من مكدرات الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري
واعلم يارعاك الله أن مما بليت به أمة الإسلام في هذه الأزمنة المتأخرة مايسمى بالقنوات الفضائية أو الأطباق الهوائية وأقسم بالله_يمينا لا أحنث فيه_أن من يتابع قنوات الفساد والمجون ويهدر وقته في ملاحقة المسلسلات الهابطة من محطة لأخرى أنه لن يستفيد من رمضان البتة
وقد بلغني أن عدد المسلسلات العربية الجديدة التي ستعرض هذا العام على الشاشات قد نيف على المائة والله المستعان .
فاحرص ايها الأخ الكريم على صيانة صيامك وحفظ حسناتك
واعلم أيها الأخ الكريم أن من حفظ هذه الاربعة فقد أحرز دينه:
اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات
فتنبه لها جيداً

ثالثاً/اجتنب الفضول
وأعني به هنا القدر الزائد عن الحاجة من المباحات فإن كثرة فضول المباحات تقسي القلب وتبلد الذهن وتثقل البدن وكن على حذر شديد من فضول أربعة أمور:
النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة

رابعاً/التخطيط والترتيب
فالذي يعمل بدون تخطيط يكل والذي يجتهد بدون ترتيب يمل
فضع لنفسك وردا يوميا في التلاوة والصدقة وسائر الطاعات ففي القرآن مثلاً يكون لك حزب يومي مقدراه على حسب همتك(لكن لا ينبغي أن يقل في الشهر الفضيل عن ثلاثة أجزاء يوميا) وفي الصدقة مثلاً تلزم نفسك بميلغ ثابت يوميا يناسب دخلك ولا يرهق جيبك وأذكر أحد الأفاضل عندما أقبل رمضان أحضر من المصرف 150 ريالاً فئة خمسة ريالات ليتصدق كل يوم بخمسة فقط فقلت له يافلان تصدق بها كلها دفعة واحدة فقال: لا .. بل أتعرض لنفحات الله كل ليلة في هذا الشهر الفضيل.
هذا ماتيسر من الطرق والوسائل المعينة على استغلال رمضان والله أعلم .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:04 AM   #12182

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" رواه البخاري (2024) ومسلم (1174)

الحديث دليل على أن للعشر الأواخر من رمضان مزية على غيرها بمزيد الطاعة والعبادة من صلاة وذكر وتلاوة قرآن ، فقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نبينا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وسلم بأربع صفات :

الأولى : قولها ( أحيا الليل ) أي سهره فأحياه بالطاعة وأحيا نفسه بسهره فيه ؛ لأن النوم أخو الموت والمعنى أحياه كله بالقيام والتعبد لله رب العالمين وليال العشر معدودة ، وأما ما ورد من النهي عن قيام الليل كله الوارد في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه فهو محمول على من داوم عليه جميع ليالي السنة .

الثانية : قولها ( وأيقظ أهله ) أي زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات المباركة .

الثالثة : قولها ( وجدَّ ) أي جدَّ واجتهد في العبادة ، وقيل : ( اعتزل النساء وهذا أظهر لعطفه على ما قبله ، ولحديث أنس رضي الله عنه ( وطوى فراشه واعتزل النساء ) وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر ، والمعتكف ممنوع من النساء .

فلتحرص - أيها المسلم – على الاتصاف بهذه الصفات ، ولتحافظ على صلاة التهجد مع الإمام إضافة إلى صلاة التراويح ليزيد الاجتهاد في هذه العشر على عشريه الأولين ، وليحصل إحياء الليل بالصلاة .

وعليك أن تتحلى بالصبر على طاعة الله تعالى فإن صلاة التهجد شاقة لكن فضلها عظيم ، فهي والله فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله تعالى ، وما يدري الإنسان لعله يدركه فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة .

وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يطيلون صلاة الليل تأسياً بنبيهم صلى الله عليه وسلم يقول السائب بن يزيد ( أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي ابن كعب وتميماً الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر ) ، وعن عبدالله بن أبي بكر قال : ( سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر ) ، والمؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه ، جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بنيهما ووفى بحقوقهما فهو من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب .

إن هذا العشر هو ختام الشهر ، والأعمال بخواتيمها ، ولعل الإنسان يدرك فيها ليلة القدر وهو قائم لرب العالمين فيغفر له ما تقدم من ذنبه .

وعلى الإنسان أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في العبادة ، لاسيما في هذه المواسم العظيمة التي لا يفرط فيها إلا محروم ، وأعظم من ذلك أن يقضي الإنسان وقت صلاة الناس وتهجدهم في المجالس المحرمة والاجتماعات الآثمة فهذا هو الخسران المبين ، نسأل الله السلامة .

فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر ، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر ، ومما يؤسف عليه أن ترى بعض الناس يقبل على الأعمال الصالحة في أول الشهر من الصلاة والقراءة ثم تظهر عليه أمارات الملل والسأم ، ولاسيما عند دخول العشر الأواخر التي لها مزية على أول الشهر ، فعلى الإنسان أن يواصل الجد والاجتهاد ويزيد في الطاعة إذا أخذ شهره في النقص ، فالأعمال بخواتيمها ، وما أحرى القبول إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:05 AM   #12183

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

لن آتي بجديد لو قلت عن رمضان أنه ربيع العام وصفوة الشهور وبهجة الزمان , فذلك معلوم بداهة دلت عليه نصوص الوحي ووقائع الدهر وأحوال الناس, إقبالاً وعبادة والتزاماًُ , إلا أن مواسم الطاعات والنفحات يفضل بعضها بعضاً, ويسمو بعض الزمان على بعض , وقد تقرر بالاستقراء عند العلماء أن الأوقات الفاضـلة والأزمان المباركة أواخرها أفضل من اوائلها , فيوم الجمعة أعظم أيام الأسبوع , لكن أبرك ساعاته وأرجاه قبولاً للدعاء فيه آخر ساعة منه ، وأفضل الليل ثلثه الآخر, والسحر وهو السدس الآخر من الليل منَّوهٌ بشأنه, وهكذا فليس رمضان ببدع في ذلـك , فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هي صفوة الشهر, والعبرة بالخواتيم وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته, ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, فكان يشوب العشرين بمنام وقيام, وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكراً, وفي الحديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم. وتصف أم المؤمنين عائشة حاله فتقول: كان إذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله وأيقظ أهله. ومن دقيق عنايته بها انـقطـاعــه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف , فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف, بل لتأكد هذه السنَة قضاها في شوال لمَّا لم يعتكف سنة في رمضان, ومن المؤسف جداً غفلتنا عن غنائم هذا الشهر وانشغالنا عن فضائل هذه الليالي, ولا أدل على ذلك من زحام الأسواق والطرق بالغادين الرائحين في تضييعٍ لزهرة من العمر إن ذهبت قد تعود أو لا.

بلغ بنا التفريط إلى حد تأجيلنا التَبَضُّع والتسوُّق وشواغل الدنيا إلى هذه الليالي, فبدل أن تُفَرَّغ الليالي لما هي له من العبادة , يتفرَغ ناسٌ فيها للتسوق, فذهبت معاني الروحانية والتماس ليلة القدر من حياة الكثيرين أو كادت, وإذا كان احتباس النفس بلزوم المعتكف والمكث فيه للعبادة شـاقَّاً على البعض فلا اقل من حبس النفس عن هيشات الأسواق وزحام الطرقـات في هزيع الليل, والتخلي عن المشاغل ولزوم المساجد طلبا لليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر, إن المرء وهو يراغم النفس على الأنس بذكر الله, ويحتسبهـا في محَالِّ تنزل الرحمات هو في الحقيقة يُهَيِّئُها للأنس به سبحانه في وحشة القـبـور, يوم لا أنيس ولا جليس إلا العمل الصالح, وإذا آنس الله عبداً فلا وحشة عـليه.

وبعد فإن السباق يوم يقترب من نهايته يشتد عدو المتسابقين والمسارعين إلى جنات النعيم, أيُّهم يحظى بالقبول والرضوان , فكن في عدادهم فهم القوم لا يشقى بهم جليس, قبل أن يأتي عليك يوم تصبح فيه خبراً بعد عين, وأثراً بعد ذات, فتسكن بعد الدور القبور, وتأتي ليالي العشر ثانية وأنت رهين عملك حبيس قبرك, وكل آت قريب.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:06 AM   #12184

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عجيب أمرك يا رمضان! تأتي معك أجمل المواهب، وألطف الهبات، ولعل "الانكسار" من أروعها.

نعم.. إنه حال القلب التقي النقي الخفي الغني، الذي يدخل إلى الرب الكريم الوهاب عبر بوابة "الانكسار"، فيصل وصولاً سريعًا، ويمنح عند وصوله تاج العبودية.

إن الذل والخضوع والافتقار والانكسار صفات لقلب ذلك الرجل أو لتلك المرأة، وهذه الصفة هي صفة العبودية الكاملة للرب i.

إن الانكسار بين يدي الله يعني "الافتقار"، والبراءة من كل حول وقوة، والاعتصام بحول الله وقوته {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].

وهذا الافتقار هو شعور العبد بأنه محتاج إلى الله تعالى في كل طرفة عين.

وبالافتقار والانكسار وصل أهل التقوى لأشرف المنازل، ووجدوا عند وصولهم "أجمل المواهب".

إن رمضان يشعرك بحقيقة نفسك، وأنك فقير إلى ربك محتاج إليه، ويرسل إلى قلبك نسائم الإيمان لتضع عليه أنوار الإحسان.

فما أجمل الذل إذا كان لله! وما أحلى الانكسار إذا كان لله! وما ألطف الافتقار إذا كان للعزيز الغفار!

فهيا نسجد سجدة "الافتقار"، ونلبس ثياب "الانكسار"؛ لعل الله أن يرحمنا ويكتبنا مع السابقين الأبرار.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:07 AM   #12185

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إن صوم رمضان عبادة سرية بينك وبين الله تعالى؛ فأي إنسان لا يمكن أن يعلم على الحقيقة: هل أنت صائم أم لا؛ لذا فالصيام حقيق بأن يبثَّ في نفسك الإخلاص والتقوى معًا؛ وكذلك فالصيام عبادة طويلة تستهلك أكثر من نصف اليوم، وهو ليس مثل الصلاة يمكن أن تنتهي في خمس دقائق؛ لذا فهو يحتاج ثباتًا شديدًا على الطاعة يعين صاحبه على الاستمرار في الصيام على الدرجة نفسها من أول اليوم إلى آخره، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بالتقوى.

والصيام يمنعك من أمور هي لك حلال في غير وقت الصيام؛ كالطعام والشراب والجماع، والإنسان دائمًا لا يحب ما يمنعه من إتيان رغباته، ويسعى دائمًا إلى التفلُّت من هذا المنع؛ لذا فالصبر على ذلك المنع مع الرضا به هو علامة من علامات التقوى.

كما أن الصيام يُلزمك بأخلاق معينة هي صعبة إلا على المتقين؛ مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ.. ". وهذا أمرلم يعتده الناس؛ أن يتطاول عليك أحد فلا ترد عليه؛ بل حتى لا تسكت وإنما تُذكِّره بأنك صائم؛ ولهذا السبب لن تردَّ عليه اعتداءه، وفي هذا التذكير تذكير للنفس أولًا بأن هذا السكوت ليس ضعفًا؛ وإنما هو إرضاء لرب العالمين سبحانه؛ كما قال عمر بن عبد العزيز: "التَّقِيُّ ملجم لا يفعل كلَّ ما يُريد". وبهذا تتحقق فيك صفة التقوى.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:07 AM   #12186

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله
الصوم عبادة من أجلّ العبادات ، وأجر الصائم المحتسب لا يعلمه إلا الله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) رواه البخاري (1904) ، ومسلم (1151) .
وصوم رمضان ركن من أركان الدين ، وعلى المسلم أن يحافظ على صيامه ويحتاط له ، فرضا كان أو نفلا - حتى يجزيه الله عليه الجزاء الأوفى .
وللصيام سنن كثيرة متعددة ، نذكر منها :
أولا :
يسن إذا شتمه أحد أو قاتله أن يقابل إساءته بالإحسان ويقول: إني صائم .
ثانيا:
يسن للصائم السحور ، فإن السحور بركة .
ثالثا:
يسن له تعجيل الفطر ، وتأخير السحور .
رابعا:
يسن له أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، فإن لم يجد فعلى ماء .
خامسا:
يستحب للصائم إذا أفطر أن يقول : " ذهب الظمأ ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله " .
سادسا :
يستحب للصائم الإكثار من الدعاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ) .
رواه أحمد (8043) وصححه محققو المسند بطرقه وشواهده .
قال النووي رحمه الله :
" يُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ أَنْ يَدْعُوَ فِي حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ " انتهى من " المجموع " (6/ 375) .
سابعا :
إذا كان صوم رمضان ، فيستحب :
- الجلوس في المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله .
- الاعتكاف في العشر الأواخر .
- صلاة التراويح .
- الإكثار من الصدقة وفعل الخير .
- مدارسة القرآن .
فروى البخاري (6) ، ومسلم (2308) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ " .
- ألا يضيع وقته فيما لا ينفعه ولا يفيده - وقد يؤثر على صومه - بكثرة النوم ، وكثرة المزاح ونحو ذلك ، وألا يجعل همه في تناول ألوان الطعام والشراب ، فإن ذلك كله يمنعه عن كثير من العمل الصالح أثناء الصوم .


والله تعالى أعلم .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:08 AM   #12187

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-:
( الصيام جنة، وهو حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه، إلا الصيام، يقول الله: الصيام لي و أنا أجزي به )

الصوم عبادة السادات، وعبادة السادات سادات العبادات، وأحلى أعطيات الصوم وأغلى معانيه «الإخلاص»، والإخلاص تجرد وخلاص، والصوم هو العبادة الوحيدة التي خصت بالنسبة إلى الله تعالى: (الصيام لي وأنا أجزي به)

• الصيام جٌنة
الجنة بضم الجيم: كل ما ستر ومنه (المجن) وهو الترس، وإنما كان الصوم جنة لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات. قال ابن الأثير في النهاية: معنى كونه جنة، أي: يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات
وقال المناوي: (الصيام جنة) أي سترة بين الصائم وبين النار، أو حجاب بين الصائم وبين شهوته، لأنه يكسر الشهوة ويضعف القوة.
وقال أيضا: (الصيام جنة) أي ترس يدفع المعاصي أو النار عن الصائم، كما يدفع الترس السهم.
وقال أيضا: (الصوم جنة) وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار لأنه يقمع الهوى ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام منقصة للإيمان، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه) فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته وتشوشت فكرته وغلب عليه الكسل والنعاس فيمنعه عن وظائف العبادات، وقويت قوى البدن وكثرت المواد والفضول فينبعث غضبه وشهوته وتشتد مشقته لدفع ما زاد على ما يحتاجه بدنه فيوقعه ذلك في المحارم، قال بعض الأعلام: صوم العوام عن المفطرات، وصوم الخواص عن الغفلات، وصوم العوام جنة عن الإحراق، وصوم الخواص جنة لقلوبهم عن الحجب والافتراق. وقال صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة من عذاب الله) فليس للنار عليه سبيل كما لا سبيل لها على مواضع الوضوء، لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جنة لجميعه برحمة اللّه من النار . وقال ابن عبد: حسبك بهذا فضلا للصائم
وقال القاري: الصوم ثالث أركان الإسلام، شرعه سبحانه لفوائد أعظمها كونه موجب لشيئين أحدهما ناشئ عن الآخر: سكون النفس الأمارة وكسر شهوتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها في محسوساتها، ولذا قيل: «إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء وإذا شبعت جاعت كلها»، والناشئ عن هذا صفاء القلب عن الكدر، فإن الموجب لكدوراته فضول اللسان والعين وباقيهما، وبصفائه تناط المصالح والدرجات.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال-صلى الله عليه وسلم-: (الصيام جنة، وحصن حصين من النار) قال المحقق أبو زرعة: من هذا الخبر أخذ جمع أن الصوم أفضل العبادات البدنية مطلقاً، لكن ذهب الشافعي إلى أن أفضلها الصلاة.
وعن جابر -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله تعالى: الصيام جنة يستجن بها العبد من النار، وهو لي، وأنا أجزي به) قال المناوي ( … وأنا أجزي به) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء بلا حساب، لأن فيه الإعراض عن لذات الدنيا والنفس وحظوظها، ومن أعرض عنها ابتغاء وجه اللّه لم يجعل بينه وبينه حجاب. واعلم أن الصوم من أخص أوصاف الربوبية إذ لا يتصف به على الكمال إلا اللّه تعالى، فإنه يطعم ولا يطعم، فإضافته إلى نفسه بقوله ( .. وأنا أجزي به) لكونه لا يتصف به أحد على الحقيقة إلا هو، لأنه الغني عن الأكل أبد الآبدين، ومن سواه لا بد له منه، وقد دعا الباري إلى الاتصاف بأوصافه وتعبدهم بها بعد الطاقة، والصوم من أخصها، وأصعب الأشياء على النفوس لكونه خلاف ما جبلوا عليه، لما أن وجودهم لا يقوم إلا بمادّة بخلاف الغنى عن كل شيء.

الصيام حصن من حصون المؤمن
فالصوم رقة للقلب، وصيانة للجوارح، والصوم قطع لأسباب التعبد لغير الله تعالى، وهو شعار الأبرار كما صح عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو ويقول: (جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل ويصومون النهار، ليسوا بأثمة ولا فجار)
قال ابن القيم رحمة الله تعالى عليه: ومن عقوبة المعاصي ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلا خائفا مرعوبا، فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا، ومن عصاه انقلبت مأمنه مخاوف، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر، إن حركت الريح الباب قال: «جاء الطلب» وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب، يحسب كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصد إليه، فمن خاف الله آمنه من كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء.
وقال أيضا: الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى الذي من دخله كان من الآمنين، فإذا فارق الحصن اجترئ عليه قطاع الطريق وغيرهم، وعلى حسب اجترائه على معاصي الله يكون اجتراء هذه الآفات والنفوس عليه، وليس شيء يرد عنه، فإن ذكر الله وطاعته والصدقة وإرشاد الجاهل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقاية ترد عن العبد، بمنزلة القوة التي ترد المرض وتقاومه، فإذا سقطت القوة غلب وارد المرض وكان الهلاك، ولا بد للعبد من شيء يرد عنه فإن موجب السيئات والحسنات يتدافع ويكون الحكم للغالب كما تقدم، وكلما قوى جانب الحسنات كان الرد أقوي

الصيام لي
وفي رواية: (يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به … ) فإضافة الصوم لله تعالى تشريفا لقدره وتعريفا بعظيم فخره، قال ابن عبد البر: كفى بقوله: (الصوم لي) فضلا للصيام على سائر العبادات
فقوله تعالى في الحديث القدسي: (الصيام لي وأنا أجزي به) مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها، لأن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيرها، فإن حال الممسك شبعا مثل حال الممسك تقربا في الصورة الظاهرة. قال أبو عبيدة: إنما خص الصيام لأنه ليس يظهر من ابن آدم فعله، وإنما هو شيء في القلب، وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس.
وقال القرطبي: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه، ولهذا قال في الحديث: (يدع شهوته من أجلي) .
وقال ابن الجوزي: جميع العبادات تظهر بفعلها، وقل أن يسلم ما يظهر من شوب بخلاف الصوم.
ومعنى: (لا رياء في الصوم) أنه لا يدخله الرياء بفعله، وإن كان قد يدخله الرياء بالقول، كمن يصوم ثم يخبر بأنه صائم، فقد يدخله الرياء من هذه الحيثية، فدخول الرياء في الصوم إنما يقع من جهة الإخبار بخلاف بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها ]
وقال المناوي: والموجب لاختصاص الصوم بهذا الفضل أمران أحدهما :أن جميع العبادة مما يطلع عليه العباد والصوم سر بينه وبين اللّه يفعله خالصاً لوجهه ويعامله به طالما لرضاه، الثاني: أن جميع الحسنات راجعة إلى صرف المال فيما فيه رضاه، والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقص والتحول مع ما فيه من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش، فبينه وبينهما أمد بعيد لفراغه بغير قاطع أو لخلوصه للّه
و أنا أجزي به
قال ابن حجر في الفتح : ( … وأنا أجزي به ) أي أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته، وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس. وقال القرطبي: معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير. ويشهد لهذا السياق الرواية الأخرى يعنى رواية الموطأ، وكذلك رواية الأعمش عن أبى صالح حيث قال: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله - قال الله - إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به) أي أجازى عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره، وهذا كقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] انتهى.
والصابرون الصائمون في أكثر الأقوال. قلت: وسبق إلى هذا أبو عبيد في غريبه فقال: بلغني عن ابن عيينة أنه قال ذلك، واستدل له بأن الصوم هو الصبر لأن الصائم يصبر نفسه عن الشهوات، وقد قال الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
وقال المناوي: (وأنا أجزي به) إشارة إلى عظم الجزاء عليه وكثرة الثواب، لأن الكريم إذا أخبر بأنه يعطي العطاء بلا واسطة اقتضى سرعة العطاء وشرفه، قال القاضي: ثواب الصائم لا يقدر قدره ولا يقدر على إحصائه إلا اللّه، فلذلك يتولى جزاءه بنفسه ولا يكله إلى ملائكته







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:09 AM   #12188

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

يطل علينا شهر رمضان بظلاله الإيمانية الوارفة ويسعد القلوب بالتقى، والألسن بالذكر، وسائر الجوارح بالخشوع والورع عما حرّم الله تجديدا للعهد مع الله عز وجل بالإنابة والتوبة والاستعداد والتهيؤ التام لهما. فهو شهر جوع وعطش ولكنه في نفس الوقت بلسم وشفاء للنفوس المأسورة بحب الدنيا، وللأجساد المنهكة من اللهث وراء ملذاتها، فهو يخفف عن الأرواح التعبة بأيامه التي هي أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات.

الصوم والصحة النفسية
إن أعصاب الإنسان قوية قادرة على احتمال العمل فالمخ يستطيع أن يعمل بلا انقطاع دون أن يرهقه العمل والعضلة البشرية يمكن لها العمل عشرات الساعات قبل أن ينالها التعب وهناك حقيقة مدهشة، أن العمل الذهني وحده لا يفضي إلى التعب، وقد حاول طائفة من العلماء أن يتعرفوا على مدى احتمال المخ الإنساني للعمل، فكانت دهشتهم كبيرة حين وجدوا أن الدماء المندفعة من المخ وإليه، وهو في أوج نشاطه، خالية من كل أثر للتعب في الأفراد الذين يمارسون عملا ذهنيا، في حين أنهم أخذوا عينة من دماء عامل يعمل بيديه بينما هو يزاول عمله فوجدوها حافلة بخمائر التعب وإفرازاته.

ويذهب الطبيب النفسي الأمريكي (أ·أ· بريل) إلى حقيقة مدهشة أخرى فيقول أن 100% من التعب الذي يحسه العمال الذين يتطلب عملهم الجلوس المتواصل راجعة إلى عوامل نفسية أي (عاطفية).

ويقول الدكتور (هادفيلد) العالم النفسي الإنجليزي في كتابة «سيكولوجية القوة» إن الجانب الأكبر من التعب الذي نحسه ناشئ عن أصل ذهني بل الحقيقة أن التعب الناشئ عن أصل جسماني غاية في الندرة.

إنه التبرم والضيق والقلق والإحساس بعدم الاستقرار، تلك هي العوامل العاطفية التي تشعر الموظفين والعمال الجالسين بالتعب، وترسلهم آخر النهار إلى بيوتهم وهم يمسكون أدمغتهم من (الصداع العصبي )
والصوم أفضل وسيلة لتخفيف القلق والتوتر والثورة النفسية لأمرين:
أولا: أنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة.
ثانيا: أنه يخفض ضغط الدم ويخفف اندفاع الإنسان نحو القلق والتوتر.

كما أن الصوم هو رياضة الهدوء والاسترخاء، والثورة النفسية لا دواء لها سوى الرضى والاستسلام لمشيئة الله والتسامح مع الناس، وأغلب الأفراد الذين يصبحون فريسة هذا المرض الخطر، هم إما من العابسين المتشائمين ذوي الطباع الحادة، وإما الذين لا هم لهم طول النهار سوى أن يشعروا بالهم واللهفة والأسى على أمر لم يكن، وللذين يعانون المتاعب والهموم لأنهم ورطوا أنفسهم في أزمة مالية أو اجتماعية أو عائلية، فإن الصوم يحقق الاسترخاء والشفاء من هذا التوتر المهلك.
فالصوم يعلم الصبر، والسماحة، والكلام الطيب، والرضى وانشراح الصدر،والصوم يعلم تقبل المصائب بصبر جميل، والصوم يعلم التسامح مع الناس والتعامل مع المتاعب بالرفق والأزمات بالبساطة والسهولة.

الصوم والتخلص من سموم الجسم
يتعرض الجسم البشري لكثير من المواد الضارة، والسموم التي قد تتراكم في أنسجته، وأغلب هذه المواد تأتي للجسم عبر الغذاء الذي يتناوله بكثرة، وجميع الأطعمة تقريبًا في هذه الأيام تحتوي على كميات قليلة من المواد السامة، وهذه المواد تضاف للطعام أثناء إعداده، أو حفظه كالنكهات، والألوان، ومضادات الأكسدة، والمواد الحافظة، أو الإضافات الكيميائية للنبات أو الحيوان، كمنشطات النمو، والمضادات الحيوية، والمخصبات، أو مشتقاتها، وتحتوي بعض النباتات في تركيبها على بعض المواد الضارة، كما أن عددًا كبيرًا من الأطعمة يحتوي على نسبة من الكائنات الدقيقة، التي تفرز سمومها فيها وتعرضها للتلوث، هذا بالإضافة إلى السموم التي نستنشقها مع الهواء، من عوادم السيارات، وغازات المصانع، وسموم الأدوية التي يتناولها الناس بغير ضابط... إلى غير ذلك من سموم الكائنات الدقيقة، التي تقطن في أجسامنا بأعداد تفوق الوصف والحصر، وأخيرًا مخلفات الاحتراق الداخلي للخلايا، والتي تسبح في الدم كغاز ثاني أكسيد الكربون، واليوريا، والكرياتينين، والأمونيا، والكبريتات، وحمض اليوريك... الخ، ومخلفات الغذاء المهضوم والغازات السامة التي تنتج من تخمره وتعفنه، مثل الأندول والسكاتول والفينول.

كل هذه السموم جعل الله -سبحانه وتعالى- للجسم منها فرجًا ومخرجًا؛ فيقوم الكبد -وهو الجهاز الرئيسي في تنظيم الجسم من السموم- بإبطال مفعول كثير من هذه المواد السامة، بل قد يحولها إلى مواد نافعة، مثل: اليوريا، والكرياتين، وأملاح الأمونيا، غير أن للكبد جهدًا وطاقة محدودين، وقد يعتري خلاياه بعض الخلل لأسباب مرضية، أو لأسباب طبيعية كتقدم السن فيترسب جزء من هذه المواد السامة في أنسجة الجسم، وخصوصًا في المخازن الدهنية.

ومن المعروف أن الكبد يقوم بتحويل مجموعة واسعة من الجزئيات السمية -والتي غالبًا ما تقبل الذوبان في الشحوم- إلى جزيئات تذوب في الماء غير سامة، يمكن أن يفرزها الكبد عن طريق الجهاز الهضمي، أو تخرج عن طريق الكلى.

وفي الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسَد، ويُنتفع بها، وتستخرج منها السموم الذائبة فيها، وتزال سميتها ويتخلص منها مع نفايات الجسد.

كما أن هذه الدهون المتجمعة أثناء الصيام في الكبد، والقادمة من مخازنها المختلفة، يساعد ما فيها من الكوليسترول على زيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، والتي بدورها تقوم بإذابة مثل هذه المواد السامة، والتخلص منها مع البراز. ويؤدي الصيام خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية فتتخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا وتقوم بدورها خير قيام، فتعادل كثيرًا من المواد السامة، بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكونيك، حتى تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم كما يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة، كدقائق الكربون التي تصل إلى الدم بواسطة خلايا خاصة تسمى خلايا "كوبفر"، والتي تبطن الجيوب الكبدية ويتم إفرازها مع الصفراء، وفي أثناء الصيام يكون نشاط هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها للقيام بوظائفها؛ فتقوم بالتهام البكتريا، بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.

وبما أن عمليات الهدم catabolism في الكبد أثناء الصيام تغلب عمليات البناء في التمثيل الغذائي، فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة، ويزداد أيضًا نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة، وهكذا يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة.

يقول الدكتور "ماك فادون" -وهو من الأطباء العالميين، الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره-: "إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضًا؛ لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم، فتجعله كالمريض وتثقله؛ فيقل نشاطه.. فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم، وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل".







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:10 AM   #12189

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله ..

أما بعد: فإن شريعة الله لما أوجبت على العباد عبادات بدنية ومالية راعت في ذلك طاقتهم ووسعهم، فلم تكلفهم فوق طاقتهم قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة: 286]، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا) [الطلاق: 7] وقد جاءت شريعة الله بنفي الحرج والمشقة عن العباد, قال تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) [المائدة: 6].

وجاءت بتيسير الدين فشرعت فيه الرخص الخاصة والعامة، العارضة والدائمة، كما قال الحبيب -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ" رواه أحمد والبيهقي والطبراني، وصححه الألباني.

والصوم في حقيقته الإمساك عن المفطرات من طعام وشراب وإتيان النساء، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طاعةً لله، وظاهره المشقة والحرج، ولكنَّ الله تعالى نصَّ على رفع الحرج عن الصائمين في آيات الصيام، فقال تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) [البقرة: 185].

وقد تُشْكِل على الصائم مسائل وتصرفات أثناء صومه نبين بعضها على سبيل الاختصار توعية للصائم، ورفعِ الحرج عنه، ليكون على بصيرة في أمر دينه، وينتفي عنه القلق والتردد في عبادته.

(1) يشترط تبييت النية لصوم الفرض في أي وقت من الليل لحديث حفصة -رضي الله عنها- : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ لم يُجْمعِ الصِّيامَ قبل الفجر؛ فلا صيام له". رواه أبوداود والنسائي والترمذي وأحمد وصححيه الالباني.

والنية سهلة يسيرة، فتكون بكلُّ ما يدلُّ على العزم على الصوم غدًا، ولا تحتاج إلى تكلف وتأكيدها بالسحور وغيره، والتلفظ بها عمل ليس له أصل في السنة. ولا حرج على الصائم أن ينوي نية واحدة من أولِ الشهر لجميع رمضان، ولا يشترط أن ينوي نيةً مستقلةً لكل يوم من رمضان، لأن صوم رمضان عبادة واحدة متصلة، فتكفيه نية واحدة كالصلاة والحج.

(2) والأصل أن الصائم لا يفطر إلا بدخول شيءٍ إلى جوفه من منفذٍ معتادٍ أو شبهِ معتادٍ، وهذا القول هو الصواب من جهة النقل وموافقة قاعدة الشريعة في التيسير ورفع الحرج وعليه فلا يفطر الصائم باستعمال السواك في أي وقت، ويدخل معه استعمال فرشاة الأسنان قياسًا على السواك والمضمضة، ولكن بشرط التأكد من عدم دخول المعجون للحلق .وكذلك معالجة الأسنان وقلعها وتنظيفها، ولو خرج دم من جراء ذلك، بشرط عدم ابتلاع شيء منه.

(3) الأكل والشرب ناسيًا لأن الشارع عفى عنه، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ" رواه مسلم.

(4) لا حرج على الصائم إذا خرج منه القيء بغير قصد منه، أما إذا تعمد ذلك فعليه القضاء، لحديث: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ". رواه الترمذي وصححه الألباني.

(5) واستعمال الكحل في العين ليس مفطرًا، لأن العين ليست منفذًا للجوف، وقد كان أنس -رضي الله عنه- يكتحل وهو صائم, كما ورد في سنن أبي داود، ومثله استعمال قطرة العين، وقطرة الأذن، وغسول الأذن.

(6) ولا يفطر الصائم بوضع الأطياب بأنواعها، واستنشاق الروائح الزكية من الأزهار والنباتات والتوابل غير مفطرة، لأنها ليس لها جرم ينفُذ إلى الجوف، أما البخور فقد ذكر الفقهاء أن له جرم ينفُذ إلى الجوف، فمنعوا من قصد استنشاقه.

(7) ومثلها وضع الكريمات والمراهم والمساحيق وما شابهها على البشرة، لأن البشرة ليست منفذًا للجوف. وكذلك وضع الحناء على الشعر والبدن لا يفطر.

(8) ولا حرج على الصائم في استعمال قطرة الأنف عند الحاجة للدواء، ما لم يتحقق وصولها إلى الحلق، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للقيط بن صبرة: "وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا". رواه الأربعة وصححه الألباني، فإن تحقق وصوله للحلق أفطر، وقضى ذلك اليوم لأن الأنف منفذٌ معتبرٌ للجوف.

(9) استعمال بخاخ الربو عند الحاجة ليس بمفطِّر، لأنه علاج للجهاز التنفسي، ولا يتغذى منه البدن، ولا يشعر به الصائم، ويعفى عنه كما يعفى عن أثر السواك والمضمضة المعفي عنه شرعًا، وكذلك بخاخ الأنف لا يفطِّر.

(10) واستعمال الإبر العلاجية التي تحقن في الجلد أو العضل أو الوريد للعلاج غير مفطرة، لأنها ليست في معنى الطعام المغذي، ولا تصل إلى الجوف، أمَّا الإبر الوريدية المغذية التي يقصد منها التغذية فتفطر، لأنها في معنى الأكل والشرب، ولأن المتناول لها يستغني عن الطعام والشراب.

(11) وكذلك أخذ عينة من الدم أو التبرع به، لأن الشرع لم يعتبره مفطرًا وأكثر الفقهاء على القول بجواز الحجامة للصائم، لما روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ". وكذلك ما يخرج من رعاف الأنف، وجروح البدن لا يفطر.

(12) إدخال المنظار الطبي في البدن عن طريق الفم أو غيره لا يفطِّر، لأن المنظار ليس في معنى الطعام الذي يتغذى به البدن، ولأن دخوله مؤقت لا يستقر داخل المعدة، لكن يشترط أن لا يوضع عليه دهن يتغذى به البدن، ومثله إدخال التحاميل والغسول لأنه ليس منفذًا معتادًا للجوف.

(13) تقبيل الزوجة ومباشرتها إذا كان الصائم يملك نفسه، ويأمن عدم ثوران الشهوة، أما إذا كان لا يملك نفسه فيحرم، لحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟" رواه مسلم.

(14) ولا يفسد الصوم إلا خروج المني دفقًا بفعل أو نظر، وعليه التوبة والقضاء، لما في الصحيحين: "يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي". وخروجه باحتلام في النوم أو مرضٍ فلا يفسد الصوم، ولا يؤثر في صحته بالاتفاق، لأن الصائم لم يتعمده، وقد عفى الله عن ذلك.

(15) وإذا خرج من الصائم مذي، لا يفسد صومه على الصحيح، وعليه إتمام صومه، ولا قضاء عليه ولا كفارة.

(16) ولا حرج على الصائم أن يطلع عليه الفجر وهو جنب لم يغتسل، لأن الطهارة ليست شرطًا للصوم، لما في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ، وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ" وكذلك الحائض إذا طهُرت قبل الفجر، واغتسلت بعد الفجر، صومها صحيح.

(17) لا حرج على الصائم أن يأكل أو يشرب ليلًا حتى يغلب على ظنه طلوع الصبح، فيجب الإمساك، أما بمجرد الشك فلا يلزمه الإمساك، لقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187] وما اشتهر عند الناس من الإمساكية قبل الفجر بعشر دقائق فعمل لا أصل له في الشرع، والسنة على خلافه. وأما إذا أكل خطأ يظن أن الليل باقٍ، ثم تبين أنه قد أصبح فصومه باطلٌ، وعليه القضاء.

(18) لا حرج على الصائم في الاغتسال والتبرد بالماء بشرط عدم ابتلاع الماء، وإن اشتد عليه الحر أو أصابه ظمأ شديد من عناء العمل، وأصابته مشقة عظيمة يخشى منها الهلاك أو المرض المحقق، فلا عليه إن أفطر لقوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195] وعليه القضاء.

(19) لا حرج على الصائم أن يفطر إذا رأى معصوما أشرف على الهلاك فقام بإنقاذه، لأنه من باب الضرورة، كما رخص أهل العلم في ذلك ثم يقضي ذلك اليوم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:10 AM   #12190

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله...

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- في أنفسكم وأهليكم وأبنائكم، أن تأمروهم بالصلاة، وتعودوهم على حضور المساجد، فقد أمركم بذلك الحبيب -صلى الله عليه وسلم- فقال: "مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ إِذَا بَلَغُوا سَبْعَ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" رواه أبوداود وأحمد وغيرهما، وحسنه الألباني، وفي رواية عند البزار قال: "عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ الصَّلَاةَ..".

وكان من دعاء إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- ربه فقال: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) [إبراهيم: 37], (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم: 40]
وأثنى الله -جلَّ وعلا- على نبيه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- فقال: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 55] وفي الصحيحين عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ -رضي الله عنه-، قَالَتْ: "فَكُنَّا، بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ"، فكانوا يأتون بأبنائهم إلى المساجد ويتابعنهم، حتى لا يحدث منهم إزعاج بالبكاء من الجوع فيعطونهم ما ينشغلون به عن الطعام إلى غروب الشمس.

فجميل أن نأتي بأبنائنا إلى المساجد، وأن نعوِّدهم على ارتيادها، والأكمل والأجمل أن نربي فيهم تعظيم بيوت الله واحترامها، وأن نعلمهم الآداب الواجبة للمسجد، وأنها ما جعلت إلا لذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة، وأن من تعظيم شعائر الله عدم رفع الصوت في المسجد، والبعد عن التشويش على المصلين وإزعاجهم، واجتناب اللعب واللهو فيها، والمحافظة على مقتنيات المسجد وفرشه وعدم العبث بها.

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74]

(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم: 40]







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 84 ( الأعضاء 0 والزوار 84)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩