الترس الصغير

[belly]

الترس الصغير

قرأت خبراً عن أحد المطربين النجوم قد تقاضي 40 مليون جنيها مقابل تمثيل عمل تلفزيوني خلال شهر رمضان قبل بضعة سنوات رغم أن الحلقة لا تتجاوز الخمس و عشرين دقيقة ..

أما بالنسبة لعالم الرياضة ، فذلك اللاعب العالمي الذي يعد محط أنظار كل نساء – و رجال – العالم – تقريباً – و الذي جابت شهرته الآفاق يتقاضي قرابة الستة عشر مليونا كل شهر ...

و هذه المطربة العجوز تتقاضي 50 ألف دولار في حفلة مدتها أقل من النصف ساعة و هذا قبل سنوات و هي محط أنظار المراهقين رغم سنها الذي فاق مرحلة الشباب كثيراً جداً

و رجل الأعمال الضاحك الباسم هذا لديه مجموعة من الشركات الدولية المختلفة تتجاوز قيمتها و أستثمارتها عشرات المليارات من الجنيهات

أما هذا المحامي الذي أصبح يلمع في عالم الشهرة فينال أكثر من ثلاثة ملايين عن كل قضية ....

و ذلك الإعلامي الذي ينبح صوته كل يوم و يرغي و يزبد علي التلفاز ، فينال شهرياً قرابة الخمسة ملايين

فمن من بين هؤلاء يمكن أن نطلق عليه النجم اللامع الحقيقي أو بطل الحياة الواقعية الذي كافح حتي نال من الدنيا ما نال ...

لقد فكرت في هذا السؤال ملياً حتي توصلت إلي الإجابة ..

فالمطرب ما كان ليصبح في صورته هذه إلا بواسطة شئ بسيط جداً لكنه هام ، وكذلك الإعلامي و المحامي و رجل الأعمال ...

و هذا الشئ البسيط الهين الهام هو أنت .. أنت و أنا و كل المواطنين البسطاء المطحونين في آتون الحياة القاسية المرعبة ..

تخيل صاحب شركة دون عمال او مطربة دون جمهور أو إعلامي دون مشاهدين ؟ إنهم لا يساون أي شئ علي الإطلاق ..

إن المواطن البسيط هو الذي يعطي أهمية و قيمة و مال لكل هؤلاء ..

أنا مثلاً اعمل كأمين مخزن و لي مكتب ملحق بالمخزن اجلس عليه و لدي حاسب آلي .. و رغم كل هذه الميزات أشعر يإرهاق العمل و بأن ظهري غير موجود من التعب الشديد ، فماذا هؤلاء العمال المطحونين ؟ أنني أشفق عليهم بمنظهرم المزري و هم يعملون وسط الماكينات و الإرهاق بادي علي وجوههم ، هذا يرفع و هذا يمسح و هذا ينظف لأجل أن صاحب الشركة – الذي يظن نفسه نصف إله - قد يمر اليوم ، هذا بالإضافة إلي عملهم

وسط الماكينات خاصة و أن الصيف قد أطل كي يلقي بلهيبة علي هؤلاء المساكين و يتضاعف عذابهم بسبب حرارة الماكينات التي تجعلهم يحيون بداخل جحيم حقيقي و في النهاية ينالون أجر لا يكاد يكفي لقمة العيش ...

إن المزارع الذي يكدح في حقلة حتي ينقسم ظهره في آخر الليل أحب إليّ و أفضل من لاعب الكرة المرفه الشهير ذو الثروة المليارية ..

إن البائع الذي يطوف الشوارع لكي يبيع بضاعته حتي تكل قدماه في سبيل أن يكفل أسرته الفقيرة خير ألف مرة من إعلامي يحيا حياة الأمراء و الأباطرة ثم يتصنع خوفه علي الفقراء...

إن العامل الذي يكدح و يتعب في عمله طوال 12 ساعة و لا ينال أجر حقيقي و يكون علاجه بالتأمين الصحي و يحيا حياة الكفاف هو نجم... أجل هو نجم المجتمع الحقيقي و هو بطل الحياة و هو أفضل من صاحب المصنع الذي لا يجيد سوي الصراخ و الإستبداد و الإهانة و تحين الفرص لإستقطاع أكبر قدر من راتب هذا العامل بدون وجه حق ... فقط ليحيا صاحب المصنع حياة الأمراء المرفهين علي حساب هؤلاء المساكين .

إن هؤلاء هم النجوم و هم الميجا ستار و هم الأبطال الشجعان و هم صفوة المجتمع الحقيقيين ... فهذا العامل الذي لا ينال سوي الإرهاق و التعب مطعمين بالظلم و الجور – هذا العامل - بدونه يتوقف المصنع او الشركة أو مجموعة الشركات كلها .. لأنه مهما كبر حجم المؤسسة ..يعتبر العامل بمثابة الترس .. ترس صغير قد لا يري بالعين و لكن بدونه يتوقف كل شئ ... و يتحول صاحب المال إلي عاطل فقير !

أتمني أن يكون موضوعي خفيف علي قلوبكم ، و دمتم بحفظ الرحمن

[ساحر الأحزان]

هؤلاء نحن من اعطيناهم الفرصه

فلو لم يكن لها مشجع ومتابع ما فعلو ذلك

اليد المكافحه خير عند الله ورسوله بالاف المرات

احسنت وجزاك الله كل الخير

[بحر القمر]

احسنت الوصف والتوضيح
كل الشكر والاحترام

[rania hammad]

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

[belly]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر الأحزان هؤلاء نحن من اعطيناهم الفرصه فلو لم يكن لها مشجع ومتابع ما فعلو ذلك اليد المكافحه خير عند الله ورسوله بالاف المرات احسنت وجزاك الله كل الخير

معك حق اخي
انني اسميهم الكائنات الطفيلية
لشكر لك المرور
و اسف علي التلخير

[belly]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر القمر احسنت الوصف والتوضيح كل الشكر والاحترام

اسعدني مرورك اخي
الله يوفقك دايما و تسلم يارب

[belly]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rania hammad رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

تسلمياختي الفاضلة رانيا
علي مرورك الطيب القيم

[علياء احمد]

بارك الله فيك

[belly]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علياء احمد بارك الله فيك

و اكرمك و اسعد اخني الفاضلة
موفقة بلذن الله
و في حفظ الرحمن تدومين