[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

ثم يأتي مسك الختام

فيقول مولانا في حقه :

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}

[الأنبياء:107] ؛

[د. محمد الرمادي]

أما بعدُ

معاشر السادة الأعزاء بطاعة الله تعالى؛

الكرماء بالإقتداء بهدي نبي الرحمة والمغفرة!
سلام عليكم من الله ..
وعليكم رحماته وبركاته وصلواته

نطق القرآن فقال :"

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}
[الأحزاب:43] ؛

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}

[الأحزاب:44]

[د. محمد الرمادي]

„ خطبة جمعة: ٢٥ ربيع أول ١٤٣٦~ ١٦ يناير ٢٠١٥‟

**
الصفحة الأولى:

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾
﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾
﴿ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾
﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ﴾
﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾

[الفرقان:1~2]
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
:﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِين ﴾

[الحِجر:16]
والحمد لله الذي :

﴿ أَلْقَىٰ فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ﴾
والحمد لله الذي : ﴿ بَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ﴾
والحمد لله الذي قال : ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيم ﴾

[آيَةُرقم : 10؛سُورَةُ:„ لقمان‟ : رقمها:"31" ]

[د. محمد الرمادي]

ثم جاء التحدي مِن مَن رفع السموات بغير عمد نراها ؛

فنطق القرآن فقال:

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ ﴾

﴿ فَــ أَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾

﴿ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين ﴾

[آيَةُرقم : 11؛سُورَةُ:„ لقمان‟ : رقمها:"31" ]

﴿ فَــ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين ﴾

[المؤمنون:14]

[د. محمد الرمادي]

نطق القرآن علىٰ لسان كلمة الله وروحه عيسى ابن مريم

﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾

﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾

﴿ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم ﴾

﴿ مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾

﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ﴾

﴿ اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾

[آيَةُرقم : 6؛سُورَةُ:الْصف : رقمها :"61" ]

[د. محمد الرمادي]

فجاء عند البخاري عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :" أَنَا أَوْلَى النَّاسِ [ بِــ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؛ أي :" أَخَصُّ النَّاسِ بِهِ وَأَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ بَشَّرَ بِأَنَّهُ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِ "] بِابْنِ مَرْيَمَ ؛ وَالْأَنْبِيَاءُ : أَوْلَادُ عَلَّاتٍ(*) ؛ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(*) هذا التعبير المصطفوي يحتاج إلى تفسير وتبيان؛ سنشرحه قريباً؛ بإذنه تعالى

[د. محمد الرمادي]

ثم نطق القرآن مرة ثانية مؤكداً على اليهود والنصارى؛ على أتباع موسى الكليم وعيسى الكريم؛ عليهما السلام ،

فقال :

﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ﴾

فمَن هو النبي :" الأمي "!؟

﴿ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ﴾

جاء بـ ستة أشياء: فلنسمع :

[ 1.] ﴿ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ ﴾

[ 2.] ﴿ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾

[ 3.] ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ﴾

[ 4.] ﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ﴾

[ 5.] ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ﴾

[ 6.] ﴿ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾

﴿ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ﴾

[آيَةُرقم : 157؛سُورَةُ: „الْأعراف‟: رقمها:"7" ]

[د. محمد الرمادي]

فـ أشهد أن لا آله إلا الله وحده

لا شريك ولا ند ولا مثيل ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد له.

وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله قال مولانا في حقه :

﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾

﴿ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾

﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾

﴿ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ﴾

﴿ يُحْيِـي وَيُمِيتُ ﴾

﴿ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾

[آيَةُرقم: "158"؛سُورَةُ:„الأعرافْ‟ : رقمها:"7" ]

[د. محمد الرمادي]

وقفنا في جمعتنا الماضية مع حال المسلمين في الغرب والشرق:

و

اليوم نكمل: مع :" الآخر؛ المغاير لكَ : المخالف : أو هو المختلف مع الذات ؛ سواء إنسان آخر؛ أو أمة آخرى؛ أو حضارة آخرى ؛ أو ثقافة آخرى؛ أو دين آخر؛ أو مذهب غير مذهبك؛ أو لُغة بخلاف لغتك؛

أو

إختلاف في اللون أو الجنس والعرق.

" أسمع لربك وهو يقول

﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين ﴾

[آيَةُرقم : 118؛ سُورَةُ: „هود‟: رقمها:11 ]
لذا فقال

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ﴾
[آيَةُرقم : 13؛سُورَةُ: „الْحُجُرات‟: رقمها: 49 ]

[د. محمد الرمادي]

الإختلاف جاء في كل مخلوقات الله تعالى ؛ المعلومة لنا والمجهولة المحسوسة ندركها والمخفية عن قدراتنا المحدودة ...

وكأنه سبحانه سما في علاه وتقدست اسماه : يريد أن يضع للإنسان دليلا ماديا ملموسا على القدرة المطلقة في كل شئ ،

في الخلق والإيجاد ؛

وفي التكوين والتشكيل ،

وفي الصنعة والإتقان ،

فنبدء بـ أرقى المخلوقات؛ وأعلاه شأناً؛ وأعظمها إتقانا :

الإنسان ،

فتتجلى القدرة الآلهية المطلقة في أن يخلق من عدمٍ حيوانا ناطقا عاقلا :

﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار ﴾

[آيَةُ رقم : 14؛سُورَةُ: „الْرحمن‟: رقمها:55 ]

قبلها قال خالقنا :

﴿ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين ﴾

[آيَةُرقم : 12؛سُورَةُ: „الْأعراف‟: رقمها:"7" ]