[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

الآخرُ اليهوديُّ جزءٌ من الذاتِ الإسلامية؛

وهذه العلاقةُ أعلىٰ من الإعترافِ بالآخر؛

و

أرقىٰ من القبول بالآخر؛

و

أسمىٰ مِن مجرد إعطاءه جنسية دولة .
ترتفعُ بـ الآخر فـ تجعله جزءاً من "۱"ذات الدولة؛ وجزء من "٢"كيانها؛ هذا هو الجديد في السياسة الدولية؛ حين جاء صاحبُ العمامة البيضاء؛ صاحبُ الشريعة الغراء محمدٌ بن عبدِالله النبي الأمي إلىٰ يثرب وأقام الدولة الإسلامية الأولىٰ.

[د. محمد الرمادي]

[ ۱.] الْيَهُودُ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَا كَانُوا يُعَانُونَهُ مِنَ الْقِتَالِ مَعَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ، وَهُمُ الْأَنْصَارُ، كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عُبَّادَ أَصْنَامٍ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانَتْ يَهُودُ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَ قَبَائِلَ :

﴿ ١. ﴾ بَنُو قَيْنُقَاعَ.

وَ

﴿ ٢. ﴾ بَنُو النَّضِيرِ ؛حُلَفَاءُ الْخَزْرَجِ.

وَ

﴿٣.﴾ بَنُو قُرَيْظَةَ؛ حُلَفَاءُ الْأَوْسِ .

[د. محمد الرمادي]

فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ - يَعْنِي فِي أَوَّلِ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ؛ وَادَعَ فِيهِ يَهُودَ

و"١"هَادَنَهُمْ

وَ"٢"وَادَعَهُمْ؛

وَ"٣"عَاهَدَهُمْ؛

وَ"٤"أَقَرَّهُمْ عَلَى

"۱"دِينِهِمْ؛

وَ"٢"أَمْوَالِهِمْ

وَ"٥"اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ

وَ"٦"شَرَطَ لَهُمْ .

مَعَ "٣"إِقْرَارِهِ لَهُمْ؛

وَلِمَنْ كَانَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ حُلَفَاءِ الْأَنْصَارِ عَلَى

"۱"حِلْفِهِمْ

وَ"٢"عَهْدِهِمُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ حَتَّى إِنَّهُ

"٧"عَاهَدَ الْيَهُودَ أَنْ يُعِينُوهُ إِذَا حَارَبَ .

ثُمَّ

نَقَضَ الْعَهْدَ

"۱" بَنُو قَيْنُقَاعَ

ثُمَّ

"٢" النَّضِيرُ

ثُمَّ

"٣" قُرَيْظَةُ.

[د. محمد الرمادي]

﴿ هَذَا مِنْ مُحَمَّدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ

وَمَنْ تَبِعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ، أَنَّهُمْ

﴿ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ دُونَ النَّاسِ ﴾؛

هم جميعاً جزء من الدولة الإسلامية جزء من الأمة الإسلامية

ثُمَّ

قَالَ :

﴿ وَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَاحِدَةٌ يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوْلَى بَعْضٍ دُونَ النَّاسِ ﴾،

وَ

﴿ إِنَّهُ مَنْ تَبِعَنَا مِنْ يَهُودَ فَإِنَّ لَهُ

١„ النَّصْرَ ‟

وَ ٢„ الْأُسْوَةَ ‟ „ غَيْرُ مَظْلُومِينَ وَلَا مُتَنَاصَرٌ عَلَيْهِمْ ‟،

وَ „ لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ ‟

وَ„ لِلْمُسْلِمِينَ دِينُهُمْ ‟ ،

„ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنَّهُ لَا [ يَوْتَغُ ] إِلَّا نَفْسَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ ‟.

وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ .

[د. محمد الرمادي]

قال عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ بَنِي قَيْنُقَاعَ كَانُوا أَوَّلَ يَهُودَ نَقَضُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَخَانُوا فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّىٰ نَزَلُوا عَلَىٰ حُكْمِهِ.

وَأَمَّا النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ فَكَانُوا خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَعَهْدُهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يَخْفَىٰ عَلَىٰ عَالِمٍ .

الْيَهُودَ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ وَكُلُّهُمْ مُعَاهِدٌ .

لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ ﷺ الْمَدِينَةَ وَادَعَتْهُ يَهُودُ كُلُّهَا، فَكَتَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كِتَابًا، وَأَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كُلَّ قَوْمٍ بِحُلَفَائِهِمْ، وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ أَمَانَا ، وَشَرَطَ عَلَيْهِمْ شُرُوطًا، فَكَانَ فِيمَا شَرَطَ : " أَلَّا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِ عَدُوًّا "، فَلَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَصْحَابَ بَدْرٍ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَغَتَ يَهُودُ وَقَطَعَتْ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْعَهْدِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ :" يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا، فَوَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُوقِعَ اللَّهُ بِكُمْ مِثْلَ وَقْعَةِ قُرَيْشٍ" . فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، لَا يَغُرَّنَّكَ مَنْ لَقِيَتْ، إِنَّكَ لَقِيتَ أَقْوَامًا أَغْمَارًا ، وَإِنَّا وَاللَّهِ أَصْحَابُ الْحَرْبِ، وَإِنْ قَاتَلْتَنَا لَتَعْلَمَنَّ أَنَّكَ لَمْ تُقَاتِلْ مِثْلَنَا.

وَإِجْلَاءَهُمْ إِلَى أَذْرِعَاتٍ، وَهُمْ بَنُو قَيْنُقَاعَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْمَدِينَةِ .

[د. محمد الرمادي]

الآخر مواطن علىٰ قدم المساواة

في النفقة بينهم

والنصح

والنصيحة

والبر المحض من أهل هذه الصحيفة؛

لا تجد مثل هذا في مواثيق الدولة الحديثة، لأول مرة في الدولة الإسلامية؛ لا تجده عند

الفراعنة؛ ولا عند

الرومان؛ أو

الأغريق؛ أو

الفرس؛ أو

أهل الهند؛ أو

أهل الصين.

"۱"الحرية الدينية؛ و

"٢"السياسية؛ لهم كامل الحقوق من التجارة والتملك والتعليم والتنقل؛ وعليهم ما علىٰ المسلمين من الواجبات

بدأت في دار الهجرة في المدينة المنورة.

انظر كيف تحدث القرآن عن موسى هارون

"۱"محبة مني؛

"٢"تصنع عليٰ عيني؛

"٣"نديناه؛

"٤"حبيب الله؛

"٥"كليمه؛

و"٦"نجيه

و"٧"سلم عليه؛

"٨"القوي

"۹"الأمين؛

"١۰"أتاه الكتاب والسلطان والفرقان التوراة فيها هدى ونور.

و

قارن أهل الكتاب كيف يتحدثون عن محمد!؟

[د. محمد الرمادي]

﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ﴾[طه:13]
﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾
﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه:39]
﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ [طه:41]
قَعَدَّ الإسلام قواعد للتعامل مع الآخر؛ فتأتي قاعدة جديدة؛ بنص القرآن الكريم:
﴿لَيْسُواْ سَوَاء﴾

[د. محمد الرمادي]

القاعدة الرابعة
﴿مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون﴾[آل عمران:113]
﴿يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِين﴾[آل عمران:114]
﴿وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِين﴾ [آل عمران:115]

[د. محمد الرمادي]

بماذا وكيف قابل اليهود ما صنعه الإسلام معهم!؟
﴿ ١. ﴾ في ربيع أول 1 هجرية بعد تحويل القبلة: حملة نفسية
فــ نزل القرآن كاشفاً وواضحأً ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ﴾
﴿ قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ﴾
[البقرة:142]

[د. محمد الرمادي]

الإسلام يُقعد القواعد ويؤسس أركان حكمه ؛

يتعامل مع الإنسان بصفته الأصلية التي وجد عليها انه مخلوق لله تعالىٰ

القرآن الكريم:

تنزيل رب العالمين؛

بدء بقوله تعالىٰ :

﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾

[الفاتحة:2]
وانتهىٰ القرآن بقوله تعالىٰ :
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس﴾

[الناس:1]

﴿مَلِكِ النَّاس﴾

[الناس:2]

﴿إِلَهِ النَّاس﴾

[الناس:3]

فهذا ملحظ قرآني.

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
نهاية الخطبة الأولىٰ