[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

أما 2.] الرواية الثانية :

" عَنْ أَنَسٍ بن مالك خادم النبي .. وهنا نتوقف للنظر أنت وأنا نخدم مَن !!؟ ... أنخدم المال الزائل .. !!؟ أم نخدم شراء الشقق والفسلات والتي قد تهدم .. أم نخدم الشهوات والغرائز !!؟ ...

نعود للمصطفى المجتبى المحتبى المرتضى إذ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ”» لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ”» «„ حَتَّى ”» «„أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ ”» «„وَالِدِهِ”» «„وَوَلَدِهِ”» وهنا تأتي زيادة هامة في الحديث فقال «„وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”»] ".

فجمع في حديثه الوالد [الأب والأم] والولد [الصبي والبنت ] والناس جميعا الأب فما علا من جد أو جدة أو عم خال وعمات خالات .. كل الناس ... مقابل حب النبي الرسول المصطفى ...

[د. محمد الرمادي]

وتأتي زيادة:

" قَالَ كَمَا رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ يَعْقُوبَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ " مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ " بَدَلَ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ ، ".

وبالتالي تكون الروايات جمعت الأكل ....

[د. محمد الرمادي]

ونذهب معاً إلى الترجمة الفعلية لسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم -والسلوكية والتصرفات البشرية سواء القلبية أو الفعلية في حوار جرى مع المصطفى الهادي البشير الشفيع ومع فاروق هذه الأمة المحمدية المرحومة.. المستشار الثاني بعد ابي بكر الصديق.. والخليفة الثاني :" فـ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ «„قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - «„ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ”» «„أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ”».. ثم توقف مر بن الخطاب واستثنى ... وضوح وصراحة لا نفاق ولا غش ولا تلاعب بالألفاظ ولا قيل وقال بل جاء الاستثناء في الحب بقول عمر :" إِلَّا مِنْ نَفْسِي”». فَقَالَ النبي المختار :«„لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ”» «„ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ”». فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «„فَإِنَّكَ الْآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي”». فَقَالَ :«„الْآنَ يَا عُمَرُ ”»... ياليتنا نكون أمثال هؤلاء السادة العظماء في الوضوح والبيان !!؟؟.

[د. محمد الرمادي]

الجزء الأول

من

كتاب خطب الجمع

إعداد وإلقاء

د. محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي

ثغر الإسكندرية؛ المطل على البحيرة المتوسطية

**

حُرِّرَ في يوم الجمعة : ١٦ من محرم ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٦ من شهر أكتوبر عام ٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام.

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة لـــــ

خطبة جمعة

« نصر الصعود لمونديال روسيا ٢٠١٨» :

٢٣ محرم ١٤٣٩

الموافق ١٣ أكتوبر ٢٠١٧ .

[د. محمد الرمادي]

**

على إمامنا وقدوتنا ورسولنا وشفعينا شرائف الصلوات.. وتتنزل كرائم التحيات.. والتسليمات عليه وعلى الافاخم العظماء الأطهار النبلاء مِن آل بيته الأوفياء وعترته الكبراء وآله وأزواجه وأصحابه وأتباعه؛ ومَن سار على دربه.. والتزم هدية وتمسك بوحي السماء الذي نزل بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب الأمين ؛ أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله بن عبد المطلب"صلى الله عليه وآله وسلم.

فـ

محمد هُوَ نَبِيُّ الْأَنْبِيَاءِ وَإِمَامُ الرُّسُلِ ، وَلِذَا قَالَ :

" آدَمَ .. وَمَنْ دُونَهُ .. تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(رَوَاهُ أَحْمَدُ )

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده الفرد الصمد؛ الذي لا شريك ولا ند ولا مثيل ولا وزير ولا معين له.. وليس معه أحد و

لا صاحبة ولا له ولد ..

وأشهد أنه أرسل فينا صاحب الوجه الأنور .. والجبين الأزهر ؛ الذي ناداه الحجر .. وسلم عليه الشجر .. الشفيع المشفع يوم المحشر

اللهم أجعل أول هذا النهار فلاحاً وأوسطه نجاحاً وأخره صلاحا؛ و

نعوذ بوجهك الكريم من أن تجعل أول هذا النهار وجع وأوسطه جزع وآخره فزع .

**

والحمد لله الذي أكرم سيد أنبيائه بالرسالة ورافع لواءه محمدا فجعله رحمة للعالمين ومبشراً للمؤمنين وهاديا للطائعين ونذيرا للعاصين وللكافرين.. وشرفنا - نحن أتباع سنته ورفعة راية هدايته ولواء بشارته بمنهجية مصطفوية وديانة إبراهيمية موسوية عيساوية محمدية.. ويجلنا -سبحانه وتعالى- بشريعة إلهية محمدية سمحاء غراء بيضاء نقية،فـ

قد خرج الإمام البغوي : عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - حِينَ أَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ - كأنه يستشيره؛ ويريد عمر أن يأخذ رأي النبي المبعوث للأحمر والأسود وفي الحديث :" بُعِثْتُ هَادِيًا وَدَاعِيًا " فقد أخبره ربه نصا قائلا: في محكم التنزيل وصادق الذكر الحكيم:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

﴿سبإ: ٢٨﴾

فـ عَقِبَه قال المصطفى المهتدى البشير: " بُعِثْتُ إِلَى الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ ". اسمع ماذا قال عمر بن الخطاب-

قَالَ عُمَرُ :" يا رسول الله : إِنَّا نَسْمَعُ أَحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْجِبُنَا:"

وهناك رواية آخرى:

" عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ فِيهَا: انْطَلَقْتُ أَنَا -عُمَرُ- فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ، فَـ

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - :

" مَا هَذَا الَّذِي فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ ؟ " .

قُلْتُ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كِتَابٌ نَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ بِهِ عِلْمًا إِلَى عِلْمِنَا ؛

فَـ

غَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ،

ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ، فَـ

قَالَتِ الْأَنْصَارُ : أَغْضِبَ نَبِيُّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - ؟ السِّلَاحَ السِّلَاحَ ، فَـ

جَاءُوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - ".

نعود إلى الرواية الأولى ..

وهنا جاء الإستفسار من عمر بن الخطاب وأخذ الرأي مِن النبي الخاتم:

" أَفْتَرَى أَنْ نَكْتُبَ بَعْضَهَا !!؟ :"

فـ

بماذا رد الحبيب صاحب البردة الخضراء :"

فَ

قَالَ حبيب الرحمن مستنكراً :

" أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ ؛

والهوك:" الحيرة:

" أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ ". و

يبين بصورة ذهنية عملية إيضاحية فيقول صاحب الهداية ورافع لواء التوحيد:

" كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟( ! )..

ويبين النبي الكريم والرسول العظيم :

" فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ

1.] أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ

2.] خَوَاتِمَهُ، وَ

3] اخْتُصِرَ - أي الكلام والحديث- لِي اخْتِصَارًا ،

ثم يكمل النبي المختار والرسول صاحب الهاية والأنوار :

وَلَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِهَا ـ -أي الشريعة والمنهاج-

1.] بَيْضَاءَ

2.] نَقِيَّةً ،

ثم يأتي نهي من الحبيب الرؤوف الرحيم بأمته:

1.] فَلَا تَتَهَوَّكُوا ، وَ

2.] لَا يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَوِّكُونَ "..

ثم يزيد البيان بيانا.. وتسطع شمس الهداية نورا وتبيانا: إذ نؤكد على أنه :

" جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ".

و

لا يكتفي محمد بن عبدالله بهذا القول بل يضيف قولا يُكتب بحروف من ذهب على صفحات من فضة؛

فـ

يقول :

" وَلَوْ ". وهو حرف إمتناع؛

" كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي" .

رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ ( شُعَبِ الْإِيمَانِ).

مع أن موسى بن عمران وأخا هارون الكليم هو الذي قال خالقه ومرسله لبني إسرائيل في حقه:

" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي".

﴿طه: ٣٩﴾

.. ومع ذلك يقول خاتم الأنبياء ونبي الأنبياء ومتمم المرسلين:

" وَلَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي".

و

لكي تظهر بجلاء ووضوح رسالة النبي محمد ووحيه بعد أن قال خالق الإنسان ومحي الأبدان وهي رميم:

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.".

﴿الحجر: ٩﴾

يأتي الأدب النبوي الرفيع في الحديث عن كليم الله؛ أحد الأنبياء المرسلين مِن قبل محمد الخاتم :

" لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ "..

هذا أدب الأنبياء وتربية الأصفياء :

" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ".

﴿آل عمران: ٣٣﴾

وسلوك العلماء فيتقعد على كرسيه خاتم الأنبياء.. أدق تعبير؛ أما

التعبير الثاني :

" أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ".

وحديث جابر بْنِ عَبْدِاللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ ، وَفِيهِ مُجَالِدِ بْنُ سَعِيدٍ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغَيْرُهُمَا .

فـ

ماذا بعد هذا الحوار بين خاتم المرسلين وبين فاروق هذه الأمة بماذا رد

فما كان رد عمر بن الخطاب(!!!)؛ الفاروق؛ المستشار الثاني؛ الوزير الثاني ؛ الخليفة لرسول الله الثاني.. بــ

ماذا رد عمر(!!) :

قَالَ عُمَرُ: فَـ

1. ] قُمْتُ -والنبي الأعظم مازال واقفاً على منبره الشريف-؛

فَـ

2. ] قُلْتُ :

1. ] رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِـ

2. ] الْإِسْلَامِ دِينًا، وَ

3. ] بِكَ رَسُولًا.

ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - مِن على المنبر

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَجَمَاعَةٌ ،

و"الـ " مُتَهَوِّكِ الْمُتَحَيِّرِ . "

[د. محمد الرمادي]

جاء في صحيح البخاري:

" كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ كما قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ .. " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ "..

و

لكن جاء عن طريق ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ ".

أعود بحضراتكم لـ حديث جمعتنا الفائتة كي نربطه بجمعتنا الحالية :

عن " عَبْدِ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ؛ قَالَ :

" كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "..

ويبين هنا لنا في هذه الرواية .. كيف كان يسير الرسول المصطفى والنبي المحتبى وأمين وحي ربه المرتضى مع وزيره ومستشاره ابن الخطاب؛ الفاروق عمر؛

أنظر لتلك العلاقة الحميمية بين رسول؛ هو آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين؛ إذ هو نبي الأنبياء؛ أولهم في الخلق وآخرهم في البعث وبين صاحبه وأبي زوجته حفصة بنت عمر .. الصورة في سيرهما معاً تبين :

" وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "

في هذه الحالة الرائعة السامية... فَـ

قَالَ عُمَرُ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ(!) لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ".

مع هذه الحالة الرائعة السامية يتحدث ابن الخطاب؛ فاروق هذه الأمة على سجيته وبطبيعته يتحدث بما في قلبه من حب؛ ولكن حب مشروط فيه استثناء .. وضوح يكشف عن ما في قلبه لا ينافق ولا يحابي .. فـ

ماذا كان رد معلم البشرية؛ وأستاذ الإنسانية الهادي

لأوضح السبل والبشير لجنةٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .. جنة لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. فَـ

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا "(!)..

وهذه أيضاً إجابة ورد صريح واضح لا يشوبه لبس أو محاباة. ثم يكمل صاحب المقام المحمود؛ مقام الشفاعة؛ والحوض المورود واللواء المعقود؛ المعقود له يوم القيام.. ولا فخر.. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ :" .. فــ

ماذا رد ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه وارضاه .. رد على التو والسرعة :

" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ :" فَإِنَّهُ الْآنَ :" ثم يقسم فيقول فاروق هذه الأمة :

" وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ". فـ

يتمم النبي المصطفى والرسول والمجتبى القول .. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الْآنَ يَا عُمَرُ ".

هذا كان عن سؤالنا الرابع:"

كنتُ أسأل حضراتكم منذ عدة خطب سابقة: ثلاثة اسئلة:

١.] هل تعلم صدقاً وحقا وعدلا الإله الذي تعبده!!؟.

٢.] هل تعلم صدقا وعدلا وحقا النبي الذي تتبعه !؟ .

٣.] هل تعلم صدقا وحقا وعدلا تفسير وتأويل القرآن الكريم وآيات الذكر الحكيم !!؟..

واليوم ارفع السؤال لدرجة أعلى :

٤.] هل تحب صدقا وعدلا وحقاً النبي الذي تتبعه !!؟.

نتحدث عن:" حب النبي:"

صَحَّ عَنْهُ:

" أَنَّهُ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُكْثِرُ شُرْبَ الخمر.. يُدْعَى حِمَارًا.. وَكَانَ كُلَّمَا أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَهُ.. فأتى بِهِ إلَيْهِ لِيَجْلِدَهُ.. فَقَالَ رَجُلٌ : لَعَنَهُ اللَّهُ ..

مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

فَـ

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " ..

يفهم من هذا الحديث أنه لا يجوز لعن إنسان بعينه .. بل تلعن :

فعله أو

تصرفه أو

سلوكه أو

قوله؛ ولكن لا يجوز لعنه هو بذاته وبإسمه .

** * *** ** ** ** *

نهاية الخطبة الأولى:

عند البغوي:"عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : "مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا ، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ ، وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " .

فَـ

قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ لَكَثِيرٌ فِي النَّاسِ ؟ قَالَ :

" وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي ".

[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].

[د. محمد الرمادي]

**

بداية الخطبة الثانية :

جلس النبي الأعظم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بجوار زوجته الحَصان بنت أبي بكر ؛ عائشة رضي الله تعالى عنهما .. وبجوارهما جلست أمة أبيه عبدالله بن عبدالمطلب ؛ والتي ورثها عن أبيه والتي أعتقها ليلة زفافه على السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد لتكون الفرحة فرحتان .. فرحة العتق وفرحة الزفاف .. فلنسمع القصة من بدايتها كما ترويها لنا أم المؤمنين ..

عليك أن تعقد مقارنة بينك .. كمسلم وملتزم بهديه وسائر على منهاجه وبينه عليه الصلاة والسلام

1.] " نَظَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهُوَ يَشْرَبُ ،

**

2.] فَقَالَتِ *بركة الحبشية؛ أم أيمن للنبي محمد صاحب الرسالة الخاتمة *: اسْقِنِي .

3.] فسمعت الزوجة الحبيبة ما قالته أم أيمن ؛ بركة لنبي الرحمة ورسول الهدى :" فَقَالَتْ عَائِشَةُ

: يَا أُمَّ أَيْمَنَ ، أَتَقُولِينَ هَذَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ؟ ! *

كأنها -أمنا عائشة -مستنكرة لقول أم أيمن ؛ بركة ؛ فما كان منها إلا أنها :" قَالَتْ : مَا خَدَمْتُهُ أَطْوَلُ . *

القول موجه لعائشة أمنا ؛ وعلى مسمع من نبي الرحة والهدي *

فما كان من الحبيب المصطفى والرسول المجتبى والنبي المحتبى صاحب الرسالة العصماء إلا أنه وجه الحديث إلى عائشة:

4. ] " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَتْ " . *

أي صدقت أم أيمن؛ بركة المرأة التي قال عنها النبي محمد :" مَن أراد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن ".

الشاهد من الخبر هو ما فعله سيد الخلق وحبيب الحق ؛ سيد ولد آدم ولا فخر .. أنتبه ما فعل عليه كامل الصلوات وعظيم التبريكات :

5. ] " فَجَاءَ بِالْمَاءِ فَسَقَاهَا . ".

هو النبي الرحمة المهداة والنعمة المسداة ابن عبد الله .. قام بنفسه العلية ونفسيته الزكية قام بنفسه يحضر الماء للمرأة السوداء .. العسراء .. السمراء .. دون أدنى تأفف أو حرج

هذه هي سنته

هذه هي طريقته

هذه هي مواقفه

رجل بكل الرجال

عظيم أمام العظماء

وأنتَ أو أنتِ

أخي الحبيب

أختى العزيزة

كيف تتصرف مع مَن هو أدني منك في :

الدرجة العلمية

أو :

المكانة الاجتماعية

أو

الوظيفة المهنية

أعقد مقارنة بينك وبين الرسول الأعظم والنبي الأكرم .. انظر لتصرفاتك وأحوالك وأقولك .. هل تتناسب مع فعله أو قوله أو تصرفاته ..

وأقم الصلاة

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لـــــــ

خطبة جمعة

:

١ صفر ١٤٣٩ الموافق ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧ .

« الوضع الإجتماعي »

[د. محمد الرمادي]

راعى الإسلام الناحية البيلوجية والبدنية والجسدية في الإنسان.. ولكنه في نفس الوقت راعى الناحية الفكرية والإدراكية والنفسية والداخلية والمزاجية لهذا الإنسان أيضاً ؛ فـ

يتكلم القرآن العظيم والذكر الحكيم ﴿ عن سن البلوغ ﴾ فيقول :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾

﴿ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ ﴾

هنا الحديث عن ناحية بيولوجيةوفق العلم الحديث ﴿مِنكُمْ﴾

﴿ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ﴾ ﴿وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ﴾ ﴿ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾

﴿النور: ٥٨﴾

ثم يوضح المسألة فيقول:" ﴿وَإِذَا بَلَغَ﴾

الحديث هنا عن فترة عمرية بعينها تطول في مناطق وتقصر في مناطق آخرى ﴿الْأَطْفَالُ﴾

﴿مِنكُمُ الْحُلُمَ﴾ ثم ينتقل النص القرآني الكريم عن مرحلة سنية وفئة عمرية آخرى بعد الطفولة ثم يتم الحديث عن حكم شرعي بعينه : ﴿فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾

﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾﴿النور: ٥٩﴾

ثم يأتي الحديث عن بلوغ سن الزواج والمقدرة على الحمل أو الإنجاب فيقول :"

﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ﴾ إلى غاية محددة ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ﴾ ثم يستخدم تعبير الإناس فيقول: ﴿فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا﴾

هنا يترتب حكم شرعي ﴿فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا﴾﴿النساء: ٦﴾.

ثم يأتي الحديث عن قضية الخَلق ومسألة الإيجاد والتكوين فيقول العليم الخبير ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ أي من علامات ربوبيته ووجوده الحتمي سبحانه ﴿أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ وهذا إعجاز ما بعده إعجاز فمن تراب بارد لا حركة فيه ولا حياة تم خلق الإنسان الأول لحكمته سبحانه وتعالى؛ وسابقاً تحدثنا عن عملية خلق الإعجاز الثاني عيسى ابن مريم فمن أنثى فقط بالغة تكون في احشائها جنين دون فعل إنسان بل بقدرة الخالق سبحانه وتعالى لقوله :" إن مثل عيسى عند الله كـ مثل آدم (خلقه) ثم يكمل من تراب والفلظة عائدة على اقرب مذكور وهو أبينا آدم ..

﴿ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ ﴿ بَشَرٌ ﴾ ﴿ تَنْتَشِرُونَ﴾ ﴿الروم: ٢٠﴾

ثم ينتقل في نفس السورة عن الحديث عن آية آخرى من آيات حتمية وجوده ..

إذ أن الحديث في سورة "الروم" عن ست آيات بينات متتاليات من آية رقم 20 وحتى آية رقم 25:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ من علامات ربوبيته ووحدانيته ﴿أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ هنا تتجلى الربوبية في أسمى معانيها .. والوحدانية في أتم مبانيها والكمال الإلهي في التعبير [من أنفسكم] أزواج لكم؛ ثم

يبدء الخبير العليم في ثلاثة مواضع متتالية الحديث عن حالة الزوجية بين الرجل والمرأة وليس فقط بين الذكر والأنثى .. إذ أن هناك فارق شاسع كما بين السماء والأرض حين نتحدث عن الرجولة والأنوثة .. فيبدء في تحديد حالة أولية في الزوجية وهي ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ أي السكن والطمأنينة والهدوء النفسي والراحة الروحية يرافقهما الراحة الجسدية ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم﴾ هذه هي الحالة الثانية في الزوجية ﴿مَّوَدَّةً﴾

أما الحالة الثالثة فهي : ﴿وَرَحْمَةً﴾ وبغض النظر عن اقوال السادة العلماء في تعريف السكن والمودة والرحمة إذ هي كلمات تفسر نفسها بنفسها ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ هنا ينتقل النص القرآني الكريم من سكن المرء لزوجه والمودة بينهما والرحمة التي يتحصل عليها كل منهما ..

إلى إِعمال العقل.. وإثارة الذهن .. وتنبيه الإدراك لـ تلك العلاقة الزوجية . .. فهي لا تقتصر فقط على حالة إنسجام بين طرفين -ذكر وأنثى- أو استمتاع بين -رجل وامرأة- أو رغبة ذكورية وآخرى أنثوية بل يترفع بنا القرآن العظيم إلى حالة التفكر وإمعان النظر في علاقة حميمية بينهما وليس مجرد تفريغ مخزون جسدي محموم برغبة جنسية عارمة أو إفراغ طاقة بدنية تنتهي بإنتهاء وقتها بل نتفكر في تلك العلاقة التي بُنيت على دعائم ثلاث:

1.] السكن؛

2.] المودة ؛

3.] الرحمة ...﴿الروم: ٢١﴾

وينبهنا القرآن الكريم والذكر الحكيم لحالة السكون والهدوء بقوله تعالى : ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ﴾ ويخبرنا خالقنا بما يحدث فيه ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ ثم تأتي الحالة المغايرة والمفارقة للحالة الآولى ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾

ثم التذكير بالإنعام الرباني على الجنس الإنساني فيقول مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها :" ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ﴾ ثم يأتي التنبيه الثاني :" ﴿وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ ﴿غافر: ٦١﴾

ثم يؤكد على نفس المعنى في موضع آخر من القرآن الكريم :" ﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ ﴿جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ﴾ ﴿وَالنَّهَارَ﴾ ﴿لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ ﴿القصص: ٧٣﴾

نعود لبداية الحديث عن علامات ربوبيته ودلائل وحدانيته: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ ﴿ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ ﴿الروم: ٢٠﴾

وأقول :"

القراءة التشريعية والفهم الفقهي للآيات والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تختلف عن القراءة اللُغوية فالنص القرآني الكريم ليس قطعة أدبية وإن كان في أعلى مراتب البلاغة؛ والصياغة الأدبية الراقية .. ولكنه -النص القرآني؛ والحديث النبوي- نَزلا منهاجا وشريعة للحياة والإنسان..

1.): أَيْ مِنْ عَلَامَاتِ

﴿١﴾ رُبُوبِيَّتِهِ وَ

﴿٢﴾ وَحْدَانِيَّتِهِ :"( وَمِنْ آيَاتِهِ) الدَّالَّةِ عَلَى

﴿٣﴾ عَظَمَتِهِ وَ

﴿٤﴾ كَمَالِ قُدْرَتِهِ أَنَّهُ خَلَقَ -سبحان وتعالى - أَبَاكُمْ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ "؛

". وَمِنْ

﴿٥﴾ حُجَجِهِ وَ

﴿٦﴾ أَدِلَّتِهِ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا خَلْقُهُ لِأَبِيكُمْ آدَمَ مِنْ نَفْسِهِ زَوْجَةً لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا".

هنا مسألتان :

1.] الأولى خلق آدم من تراب ؛ والثانية :

2.] خلق زوج آدم من نفسه ..

فـ المشاهد المتعددة في الآية الأولى نتبعها إذ يقول

﴿١﴾ المشهد الأول ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾ ويقول

﴿٢﴾ المشهد الثاني :﴿ أَنْ خَلَقَكُمْ ﴾ و يقول

﴿٣﴾ المشهد الثالث :﴿مِنْ تُرَابٍ ﴾ ويقول

﴿٤﴾ المشهد الرابع :﴿إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ﴾"

ثُمَّ

﴿٥﴾ المشهد الخامس والأخير:". ﴿تَنْتَشِرُونَ﴾".المشاهد كلها من سورة الروم : 30؛ آية 20 ﴿الروم: ٢٠﴾﴾ .

** ** * ** * * * * * * * * * * * **

:" فَـ

﴿١﴾ أَصْلُكُمْ مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ مِنْ

﴿٢﴾ مَاءٍ مَهِينٍ ، ثُمَّ تَصَوَّرَ فَـ كَانَ

﴿٣﴾ عَلَقَةً ، ثُمَّ

﴿٤﴾ مُضْغَةً ، ثُمَّ صَارَ

﴿٥﴾ عِظَامًا، شَكْلُهُ عَلَى

﴿٦﴾ شَكْلِ الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ

﴿٧﴾ كَسَا اللَّهُ تِلْكَ الْعِظَامَ لَحْمًا ، ثُمَّ

﴿٨﴾ نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِذَا هُوَ

﴿٩﴾ سَمِيعٌ بَصِيرٌ . ثُمَّ

﴿١٠﴾ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ صَغِيرًا ضَعِيفَ الْقُوَى وَالْحَرَكَةِ ، ثُمَّ كَلَّمَا

﴿١١﴾ طَالَ عُمْرُهُ تَكَامَلَتْ قُوَاهُ وَحَرَكَاتُهُ حَتَّى آلَ بِهِ الْحَالُ إِلَى أَنْ صَارَ

﴿١٢﴾ يَبْنِي الْمَدَائِنَ وَالْحُصُونَ ، وَ

﴿١٣﴾ يُسَافِرُ فِي أَقْطَارِ الْأَقَالِيمِ ، وَ

﴿١٤﴾ يَرْكَبُ مَتْنَ الْبُحُورِ ، وَ

﴿١٥﴾ يَدُورُ أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَيَتَكَسَّبُ وَيَجْمَعُ الْأَمْوَالَ ، وَلَهُ

﴿١٦﴾ فِكْرَةٌ وَغَوْرٌ ،

﴿١٧﴾ وَدَهَاءٌ وَمَكْرٌ ،

﴿١٨﴾ وَرَأْيٌ وَعِلْمٌ ، وَ

﴿١٩﴾ اتِّسَاعٌ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كُلٌّ بِحَسَبِهِ . فَـ

سُبْحَانَ مَنْ أَقْدَرَهُمْ وَسَيَّرَهُمْ وَسَخَّرَهُمْ وَصَرَّفَهُمْ فِي فُنُونِ الْمَعَايِشِ وَالْمَكَاسِبِ ، وَفَاوَتَ بَيْنَهُمْ فِي الْعُلُومِ وَالْفِكْرَةِ ، وَالْحُسْنِ وَالْقُبْحِ ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ ، وَالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾".

أي:

ثُمَّ أَنْتُمْ عُقَلَاءُ نَاطِقُونَ تَتَصَرَّفُونَ فِيمَا هُوَ قِوَامُ مَعَايِشِكُمْ