[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

و قصص الأنبياء جاءت وحياً من رب الأرض والسموات العلا؛ فاخبر نبيه ورسوله

﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ﴾ [آيَةُ: 162 ؛ سُورَةُ : „الأعراف‟]

ثم قال مولانا

﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين ﴾ [آيَةُ: 3 ؛ سُورَةُ : „يوسف‟]

ويوضح أن القصص القرآني أصدق القصص؛ فقال :

﴿ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [آيَةُ: 62 ؛ سُورَةُ : „آل عمران‟]

ينبه مولانا الناس كافة بعدة أمور

[1] الذي يقص عليكم هذا القصص لم يتعلمه على يد أستاذ أو معلم ؛ فكانت أمية محمد ؛ الفتى والشاب؛ دليل صدق على أن هذا القصص لم يتعلمه على يد معلم أو تلقاه من بشر؛

[2]

فمن معلمه إذاً :

يصير - حتماً - الأمر إلى صانع الوجود ومبدع الكون؛ العليم الخبير

[3]

يترتب على هذا البلاغ أن المبلغ رسول الله صدقا وحقا وعدلا؛

لذا ربط مولانا مقطع الآية ﴿ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ﴾ أي القصص اصدق

بــ المقطع التالي الذي يليه بقول تعالى ذكره :

﴿ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾

ربط القصص بالتوحيد

وهذا ربط محكم بأن

[1] القصص لم يأتي فقط لتسلية النبي ؛ وان كان؛

[2] القصص لم يأتي فقط لتثبيت قلب محمد ؛ النبي والرسول ، وإن كان

[3] القصص لم يأتي فقط لتأكيد بأن القصص الذي يعلمه آهل الكتاب هو نفس القصص الذي يحكيه القرآن؛ خاتم الرسالات ، مع التصحيحات والتصويبات التي لا يعلمها إلى الله سبحانه وتعالى وأيضاً يعلمها الأحبار والقساوسة والباباوات

[4] لكن قصص القرآن جاء مع كل السابق ؛ أيضاً :

لتثبيت

[4. 1 ] التوحيد في قلوب أتباع النبي الأمي العدناني القرشي المكي ثم المدني؛

وجاء أيضاً

[4. 1 . ]

لنأخذ بشرع مَن سبقنا ؛ إذا لم يرد دليل شرعي بخلافه؛

فـ القاعدة الأصولية تقول

:" شرع مَن سبقنا شرع لنا ما لم يرد دليل التحريم " ؛ أ ي دليل شرعي معتبر بتحريم أو منع هذا النوع بالذات في شريعة محمد عليه السلام.

[د. محمد الرمادي]

بعد أيام قلائل ستهب علينا نسائمَ حادثةٍ عطرةٍ؛ و واقعة زكية
واقعةٌ قسمت العالم إلىٰ ثلاثة أقسام
﴿ ١ .﴾ قسمٌ أنكر حدوثها جملة وتفصيلاً؛
﴿ ٢ .﴾ وقسمٌ لم تتقبل عقولهم الواقعة؛ فجاء الإطراء والتبجيل في غير محله أو مكانه أو شخصه:

فنسمع مِن :"ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أنه سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ "[رواه البخاري]
﴿٣.﴾ وقسمٌ أمن بها كما جاءت ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾ [آيَةُ: 4 ؛ سُورَةُ : „البقرة‟]
﴿ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب ﴾ [آيَةُ: 7 ؛ سُورَةُ : „آل عمران‟]
﴿ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [آيَةُ: 78 ؛ سُورَةُ : „النساء‟]

واقعةُ الميلادِ العجيب؛

[د. محمد الرمادي]

وحين نتحدث عن ميلاد :

كلمة الله

و

روحه

السيد الجليل

عيسى ابن مريم؛

نتكلم عن :

القدرة في أعلى وأسمى صورها؛

نتكلم عن :

الإعجاز المعجز للبشر جميعاً لإثبات وجود الله؛

عند

مَن يتشكك

أو

أختلطت عليه السبل

أو

عند مَن ينكر:

اسمع لقول القرآن :

اللهُ

﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾

تتبع معي المشاهد التالية ...

[1.] المشهد الأول

﴿ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ﴾

هذا المشهد بُنِيََّ على

[2] المشهد الثاني؛

﴿ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ﴾

فـ رجل وامرأة ؛ أنثى وذكر - الآلة الذكورية والآلة الأنثوية صالحة للإخصاب والتلقيح - يأتي الولد ؛ وهذا ينجر على كل المخلوقات؛ دون أدنى إستثناء

حتى خير البرية ورسول الأمم والشعوب والإنسانية

فـ إذا كان الأمر كذلك فــ

من هو والد آدم، ومن هي أمه؛

أي مَن الذي أوجده

وكذلك الأمر ينسحب على أمنا حواء؛

والأمر كذلك عند خلق يحيى بن زكريا - مع عطل في الآلة الذكورية وكذلك عطل في الآلة الأنثوية أصلحه الصانع -

وليس صدفة أن يولد زكريا في عهد عيسى عليهما السلام ؛ فـ

استغفر الله العلي العظيم

هذا التعبير :" صدفة " لا يوجد في نواميس الكون وخلق الإنسان عند الخالق الصانع المبدع سبحانه وتعالى ...

وقد أخطأتُ عند التعبير بـــــ ليس :" صدفة " ؛ ولكنها لفظة مستخدمة على لسان البشر واستخدمتها جرياً خلفهم وتقليداً لمن هم حولي ؛ وهذا خطأ ... قلتها لـــ

نبين زيفها وإن صلحت في الإستخدام اللفظي بين البشر ...

وهذا - مزامنة ميلاد يحيى بن زكريا لميلاد عيسى ابن مريم - سنتعرض إليه بالتفصيل في درسنا القادم وجزء منه في الخطبة .

[3] وهذا المشهد يؤكد على حقيقة وجودية وهي التي نبحثها في خطبتنا هذه ؛ اليوم

نؤكد على القدرة المطلقة في الخلق والإيجاد و الإبداع والصناعة دون مثال سابق وهي كلها بيده وحده سبحانه ...

﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

﴿وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ﴾

[آيَةُ: 101 ؛ سُورَةُ : „الأنعام‟]

أبدع الخلق - جميعاً - علىٰ غير مثال سابق ؛

ثم

ينبه القرآن الكريم والمصحف الشريف بالقول
﴿ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ ﴾

أي رب هذا ، فــ يؤكد :

﴿ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ﴾

﴿ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾

ماذا علينا أن نفعل تجاهها فــ

تأتي المحصلة بالقول الفصل

﴿ فَاعْبُدُوهُ ﴾

لكن العبادة تكون كما أمر هو سبحانه ،

وليس كما يرغب البعض ؛

فــ

العبادةُ هي كل أمر يحبه الله ويرضاه

ويختم خالقنا بالقول

﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل ﴾

[ آيَةُ: 102 ؛ سُورَةُ : „الأنعام‟]

معاشر السادة ؛ أهل الإسلام و أهل الحق الحق

حين نتحدث عن السيد الجليل نتحدث عن ست شخصيات محورية:

[د. محمد الرمادي]

حين نتحدث عن السيد الجليل نتحدث عن ست شخصيات محورية

﴿ ١.﴾ :

الشخصية المحورية الأولى: جدة السيد الجليل المسيح : حنَّة بنت فاقوذا؛

﴿ ٢.﴾:

الشخصية المحورية الثانية جد المسيح : عمرآن

وكـ مقدمة عقلية منطقي لواقعة الإعجاز ؛ قدم القرآن بين العقلاء من البشر

﴿٣ .﴾:

الشخصية الثالثة : زكرياء بن برخيا

﴿٤ .﴾:

الشخصية الرابعة زوج زكريا ؛ أيشاع بنت فاقوذا

أما الشخصية المحورية الخامسة

﴿ ٥.﴾:

فهو الذي : ﴿ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم:7]

وهو الذي أخذ : ﴿الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ ؛ والذي ﴿ آتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم:12] ؛ والذي ﴿ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم:13] والذي كان : ﴿ بَرًّا بِوَالِدَيْهِ ﴾ وَ ﴿ لَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم:14] ؛ والذي ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم:15]"

أما الشخصية المحورية السادسة

﴿٦.﴾:

فهي التي ﴿ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ ﴾ لها ﴿ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ ﴾ وَ ﴿ طَهَّرَكِ ﴾ وَ ﴿ اصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين ﴾ [آل عمران:42] ؛ ثم قال ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ ﴾ وَ ﴿ اسْجُدِي ﴾ وَ ﴿ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين﴾ [آل عمران:43]

ففي هذه الواقعة وتلكم الحادثة نجد التشريع الإسلامي ينبه المسلم كما قال في حق يحيى أخذ : ﴿ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾؛ تمسك بكتاب الله تعالى ذكره ؛ القرن، الحكيم الذكر الكريم ؛ ثم اسمع إليه وهو يقول عنه ﴿ بَرًّا بِوَالِدَيْهِ ﴾ ؛

هل نحن نبر الأباء والأمهات ؛ والجدات والأجداد؛ والعمات والخالات ؛ ثم يقول : و ﴿ لَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ .

وكما قال في حق مريم العذراء البتول ؛ وهذا الخطاب لبنات وسيدات ونساء المسلمين؛ المسلمات العفيفات الكريمات الجواهر اللامعات أصحاب الذيل الطاهر ؛ فقال تعالى ﴿ طَهَّرَكِ ﴾ [آل عمران:42] ؛ ثم قال ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ ﴾ ومن باب اولى تدخل بنات المسلمين وَ ﴿ اسْجُدِي ﴾ ومن باب أولى تدخل نساء محمد الأحرار الطاهرات العفيفات وَ ﴿ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين﴾ ؛ فالحديث ليس فقط عن العذراء البتول للتسلية والحكاية بل هو مثال يقدم أقره القرآن ونادى به نبي الإسلام ... وهنا ينبغي أن نشير أنه علينا أنن ربي بناتنا ونساءنا على سيرة أمنا خديجة بنت خويلد الصديقة؛ وعلى سيرة السيدة عائشة بنت أبي قحافة ؛ وسيرة حفصة بنت الفاروق؛ وسيرة صفية بنت حيي .. أمهات المؤمنين الشريفات العفيفات؛

أنظروا وتابعوا وراقبوا ثم تأملوا ... على ماذا يتفرج بناتنا ونساءنا في الفضائيات من برامج كــ :"عرب إيدول" ؛ أو :" ستار أكاديمي" ..

يار جال الإعلام ورجال الدولة ورجال مصر

اتقوا الله في بنات محمد

اتقوا الله في نساء محمد ....

وهنا ينبغي أن نربي أولادنا وأنفسنا على هذا التشريع السماوي الرباني الملآئكي القرآني .

ميلاد يحيى بن زكريا يزامنه ميلاد ابن مريم البتول

أعجاز مادي يتكرر كل عام ولا ينتبه إليه أحد ؛ يذهبون لشراء الجديد؛ وشراء شجرة عيد الميلاد الأمريكية فقد أحضرتها أميرة من أسرة الإمبراطور النمساوي إلى بقية العالم منذ أكثر من مائة عام.

حفلات ليلة رأس السنة وما يجري فيها نبرأ إلى الله تعالى من هذا جميعا.....

[د. محمد الرمادي]

{ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا }

[النساء:103]

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة

لــــــ

خطبة جمعة 26 ديسمبر 2014

~ 5 ربيع الأول 1436

[د. محمد الرمادي]

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ ،

وَ

صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النبي الأمين

وَ

آلِهِ الأطهار الطيبين أَجْمَعِينَ‏ ؛

أَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ :
آللهم أرحم الضعفاء
أرزق الفقراء
بارك يا الله للأغنياء
عَلِيّ مقدارنا وأكتبنا مع السعداء
فك بـ قدرتك أسر السجناء
أسعد بـ فضلك وكرمك التعساء
أجعلنا مع الأتقياء
اَرْجِعْ بـ سلامٍ الغرباء
ارفعْ عنا بـ قدرتك البلاء
داونا ياربَّ القلوبِ بخيرِ دواءٍ
القرآن المنزل مِن مَن دحىٰ الأرض ورفع السماء
احشرنا مع سيدِ الأنبياء
و آخرِ المرسلين و أولِ الشفعاء
أسقنا من حوضه بيده الشريفة شربةَ ماءٍ
آمين
وأشهد أن لا آله لا الله وحده؛ لا شريك؛ وند؛ ومثيل؛ ولا وزير؛ ولا معين؛ ولا صاحبة ولا ولد له. قال الذي علا في سماه وتقدست اسماه
﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّة﴾
﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه﴾
﴿وَأُمِّهِ وَأَبِيه ﴾
﴿وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه﴾
﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه﴾
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَة﴾
﴿ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَة﴾

[آيَةُ: ۳۳۔۳۹ ؛ سُورَةُ : „عبس‟]

[د. محمد الرمادي]

وأشهد أن المصطفىٰ المرتضىٰ؛ المجتبىٰ المحتبىٰ: هو عبده ورسوله وصفيه وخليله ؛ قال من تعالى ذكره ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [آيَةُ: ١١۹ ؛ سُورَةُ : „البقرة‟]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛ قَالَتْ الْيَهُودُ :" مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ - يَعْنُونَ بِهِ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ" .

[د. محمد الرمادي]

يا أتباع المصطفىٰ
ويا أحباء المرتضىٰ
ويا رجال المجتبىٰ
ويا شباب محمد
ويا نساء الإسلام
ويا فتيات القرآن
سلام الله تعالى عليكم جميعاً وصلواته وبركاته ورحماته!
نعيش مع نسمات النور السماوي
والهدي الرباني
فقد تعانق مولد سيد الأنام ورسول رب العباد ؛ محمد بن عبد الله، تعانق مع مولد كلمة الله وروحه. مولد السيد الجليل عيسى ابن مريم فقد اتَّفَقَ أَهْلُ الْمِلَلِ عَلَى أَنَّ الرُّسُلَ مَعْصُومُونَ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ عَنِ اللَّهِ ،
لَا يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ عَمْدًا وَلَا خَطَأً ،
والنَّصَارَىٰ فَيَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ ؛ والناس مِن قبلهم يعلمون.

[د. محمد الرمادي]

لنبحث المسألة بالترتيب الزمني لوجود الأنبياء ومجيئهم تترىٰ
اسمع في الأولىٰ حين ينادي نداءه الثاني ؛ فيقول :
﴿رَبَّنَا ﴾ هذا نداء ؛
ماذا يقول في خطاب النداء : ﴿وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ ؛
ماذا سيفعل هذا الرسول يا أيها المنادي : ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ﴾
ثم ماذا ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾
وَ
﴿الْحِكْمَةَ﴾
وَ
﴿يُزَكِّيهِمْ﴾
ثم يختم نداه بقوله :
﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
[آيَةُ: 129 ؛ سُورَةُ : „سُورَةُ الْبَقَرَةِ‟].
فإذا كان هذا النداء الثاني فأين الأول !!؟.