« وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ»

[د. محمد الرمادي]

﴿ مَباحث واقعة يحيى بن زكريا ﴾

[» ١: التسمية الآلهية «]


[ المرة الأولى ]

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [آية: 89؛ 90؛ سورة الْأَنْبِيَاءِ:21 ].

[ المرة الثانية ]
:" وَقَوْلُهُ ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم:7]

[ المرة الثالثة ]
﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين ﴾ [آل عمران:45]
[المرة الرابعة ]
﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين ﴾ [الصف:6] .
المتتبع للنصوص القرآنية يجد أن الذي وضع الإسم ابتداءاً هو الحق تبارك وتعالى :
[1. ] كما ورد في قصة أول البشر ؛ الإنسان الأول : سيدنا آدم [راجع سورة البقرة ] ؛
[2.] ثم في واقعة زكريا وابنه يحيى ؛
[3. ] ثم مع العذراء البتول مريم وابنها عيسى ؛
[ 4. ] وقي قصة إبراهيم عليه السلام ؛
[5. ] ثم البشارة بـ مجئ خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ أحمد : محمد بن عبد الله .

[د. محمد الرمادي]

لذلك قال صاحب الكامل في التاريخ :" سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ يَحْيَى ﴾ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَنْ تَسَمَّى هَذَا الِاسْمَ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [آية 7؛ سورة مريم : 19].

[د. محمد الرمادي]

المسألة الثانية [»٢: سلام اللة تعالى عليه «]
وَقَالَ تَعَالَى :﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [آية 15؛ سورة مريم : 19].
وهذه تذكرنا بقوله تعالى في حق مصطفاه :﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56] .
ونتذكر سلام رب العابد على أمنا :" خديجة بنت خويلد " رضي الله تعالى عنها .

[د. محمد الرمادي]

قِيلَ : أَوْحَشُ مَا يَكُونُ ابْنُ آدَمَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ ، فَسَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَحْشَتِهَا ،
**
ثُمَّ قَالَ ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [«مريم:15»]؛ هَذِهِ الْأَوْقَاتُ [« الثَّلَاثَةُ »] أَشَدُّ مَا تَكُونُ عَلَى الْإِنْسَانِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْتَقِلُ فِي كُلٍّ مِنْهَا ، مِنْ عَالَمٍ إِلَى عَالَمٍ آخَرَ فَيَفْقِدُ الْأَوَّلَ بَعْدَ مَا كَانَ أَلِفَهُ وَعَرَفَهُ ، وَيَصِيرُ إِلَى الْآخَرِ وَلَا يَدْرِي مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ وَلِهَذَا يَسْتَهِلُّ صَارِخًا إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْنِ الْأَحْشَاءِ وَفَارَقَ لِينَهَا وَضَمَّهَا ، وَيَنْتَقِلُ إِلَى هَذِهِ الدَّارِ لِيُكَابِدَ هُمُومَهَا وَغُمُومَهَا ، وَكَذَلِكَ إِذَا فَارَقَهَذِهِ الدَّارَ ، وَانْتَقَلَ إِلَى عَالَمِ الْبَرْزَخِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ الْقَرَارِ ، وَصَارَ بَعْدَ الدُّورِ وَالْقُصُورِ ، إِلَى عَرْصَةِ الْأَمْوَاتِ سُكَّانِ الْقُبُورِ ، وَانْتَظَرَ هُنَاكَ النَّفْخَةَ فِي الصُّوَرِ لِيَوْمِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ، فَمِنْ مَسْرُورٍ وَمَحْبُورٍ ، وَمِنْ مَحْزُونٍ وَمَثْبُورٍ ، وَمَا بَيْنَ جَبِيرٍ وَمَكْسُورٍ ، وَفَرِيقٍ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٍ فِي السَّعِيرِ . وَلَقَدْ أَحْسَنَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ حَيْثُ قَالَ :

وَلَدَتْكَ أُمُّكَ بَاكِيًا مُسْتَصْرِخًا * * وَالنَّاسُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرَورًا

فَاحْرِصْ لِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ إِذَا بَكَوْا * * فِي يَومِ مَوْتِكَ ضَاحِكًا مَسْرُورًا

وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْمَوَاطِنُ الثَّلَاثَةُ أَشَقَّ مَا تَكُونُ عَلَى ابْنِ آدَمَ سَلَّمَ اللَّهُ عَلَى يَحْيَى فِي كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْهَا ، فَقَالَ : ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [آية 15؛ سورة مريم : 19].
**

[د. محمد الرمادي]

المسألة الثالثة [[ مولد يحيى بن زكريا ]]

[ ١. ] القول الأول:
وَإِنَّمَا وُلِدَ يَحْيَى قَبْلَ الْمَسِيحِ بِثَلَاثِ ﴿ ٣ ﴾ سِنِينَ ،
[ القول الثاني ][ ٢ . ] وَقِيلَ بِـ سِتَّةِ ﴿ ٦ ﴾ أَشْهُرٍ .