[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

[١.] في إجتماعٍ علوي سماوي رباني ملآئكي يعلن في الملأ الأعلى عن إيجاد وتكوين وإبداع مخلوق جديد ليس له نظير ولا مثيل ولا شبيه بين المخلوقات والكائنات؛ اسمع إليه وهو يقول :

[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً]﴿البقرة: ٣٠﴾

هذا هو الإعلان الرباني الأول.

[د. محمد الرمادي]

[٢.] لحكمة؛ ربنا يراها يأتي الإعلان الآلهي الثاني [ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ]﴿ص: ٧١﴾

[د. محمد الرمادي]

[۳.] لحكمة ؛ لا يعلمها إلا الله تعالى ذكره وجلَّ قدره وسما في علاه وتقدست اسماه يأتي الإعلان الثالث:

[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ]﴿الحجر: ٢٨﴾

[د. محمد الرمادي]

[٤.] ثم قال [ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ]

﴿الحجر: ٢٦﴾

أخي المسلم الكريم !

أنتبه :

لـ مسألةٍ لُغويّة شرعيّة ربانيّة علويّة آلهية؛ ذات مرة تقول الآية

﴿ إِنِّي جَاعِلٌ ﴾ ﴿ الجعل ﴾ ؛

و

آخرى يقول ﴿ خَالِقٌ ﴾؛ والحقيقةُ ، أن الجعلَ غير الخلقِ؛

ثم أعد الإنتباه لقوله تعالى ﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴾

﴿الحجر: ٢٨﴾؛ وحين يقول ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴾﴿الحجر: ٢٦﴾.

الكلام في القرآن لا يعاد ولا يتكرر.

فإذا كانت اللغة العربية الفصحى تفرق؛ فالشرع الحنيف إما يؤكد على هذه التفرقة؛ وإما يضيف إلىٰ المعنىٰ اللغوي زيادة من عنده أو يصرفها لمعنىٰ بعينه؛ كـ الصلاة أصلها لغويا "الدعاء" ؛ لكنها صرفت إصطلاحاً إلىٰ معنىٰ بعينه وهو الهيئة التي ترىٰ عليها العابد إما في مصلاه أو مسجده أو معبده أو كنيسته أو صومعته.

[د. محمد الرمادي]

هنا تأتيك مسألة!؟

أين التكريم والإحترام حين أقول لك أنك :

﴿ مِّن طِينٍ ﴾

﴿ص: ٧١﴾

بل أين التبجيل والتشريف والتعظيم والثناء حين أقول لك أنك :

﴿ مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴾﴿الحجر: ٢٨﴾

أو حين أقول ﴿ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَـ الْفَخَّارِ ﴾

﴿الرحمن: ١٤﴾".

ويأتي وضوح المسألة حين ينطق القرآن فيقول :

﴿ هُوَ [١.] اللَّـهُ

[۲.] الْخَالِقُ

[۳.] الْبَارِئُ

[٤.] الْمُصَوِّرُ ﴾

﴿الحشر: ٢٤﴾

مازلت أتساءل :

أين التكريم للإنسان والتبجيل والتشريف لأبن آدم وحواء !!؟

**

راجع معيَّ الآيات القرآنية

[١.] قاطعة الثبوت ؛

[٢.] قاطعة الدلالة:

و

تتبع معي مراحل التكريم والإحترام والتبجيل والتشريف والرفعة والثناء علىٰ الإنسان

[د. محمد الرمادي]

[١.] أولاً:

﴿ سَوَّيْتُهُ ﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ

انتبه :

جاء سؤال إستنكاري تعجيزي حين نطق القرآن فيقول :

﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾﴿٣﴾ فجاء الجواب :

﴿ بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾

﴿القيامة:٣~ ٤﴾

فبدء بالصغير البسيط ليثبت عقلا قدرته علىٰ تسوية الكبير العظيم .

[٢.] التكريم الثاني :

﴿ وَنَفَخْتُ فِيهِ ﴾

﴿الحجر: ٢٩﴾﴿ص: ٧٢﴾

[٣.] التكريم الثالث :

﴿ مِن رُّوحِي﴾

﴿الحجر: ٢٩﴾﴿ص: ٧٢﴾

[٤.] التكريم الرابع :

﴿ فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾

﴿ص: ٧٢﴾

[٥.] التكريم الخامس للإنسان الأول -آدم- ولنسله :

﴿ وَلَقَدْ

[١.] خَلَقْنَاكُمْ

ثُمَّ

[٢.] صَوَّرْنَاكُمْ

ثُمَّ

[٣.] قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ﴾ ﴿الأعراف: ١١﴾

**

سنتحدث عن الإستثناء هذا في جمعة قادمة بإذنه تعالى : ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴾

﴿الأعراف: ١١﴾

محصلة الأمر الآلهي السماوي العلوي الرباني :

وهو التكريم والتبجيل والرفعة الثناء :

﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾

﴿الحجر: ٣٠﴾

[د. محمد الرمادي]

مر آدم بـ مراحل [۱.] الخلق و [۲.] التسوية و [۳.] نفخ الروح و [٤.] سجود الملآئكة له تكريما وتشريفا؛ وليس عبادة

لماذا هذا الإحتفآء بـ الهمز وهذا الإحتفال باللام.

لأنه ستأتي مرحلة الأصطفاء والإحتباء والإرتضاء والإجتباء :

[٦.] سادسا من مراحل التكريم والتبجيل والتشريف والرفعة والثناء : المرحلة الثالثة بعد الخلق والتسوية ونفخ الروح وسجود الملآئكة له تكريما وتشريفا :﴿ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ﴾ ؛ أصطفاه على مَن!!! ﴿ عَلَىٰ الْعَالَمِينَ﴾﴿آل عمران: ٣٣﴾

[د. محمد الرمادي]

[٧.] السابع من مراحل التكريم والتبجيل والتشريف والرفعة والثناء بعد الخلق والتسوية ونفخ الروح وسجود الملآئكة له تكريما وتشريفا والإحتباء والإصطفاء ؛ أسمع إليه حين يقول : ﴿ يَا آدَمُ اسْكُنْ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾. إذ يقول : ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾.

[د. محمد الرمادي]

انتبه : أنه منذ البداية؛ بداية الخلق والتنشأة والتركيب يوجد صيغة أمر للإنسان:

[۱.] صيغة الأمر الأولى ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ ؛

[د. محمد الرمادي]

وهناك [۲.] صيغة نهي حين يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان:

[١.] حرم القتل وحرم أن تفزع أحدا وحرم الزنا

[۲.] حرم الربا وبقية النواهي مع بقية المخلوقات؛ نهي عن أشياء :﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ ؛ لماذا : ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾﴿البقرة: ٣٥﴾