..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 2 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 4 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 4 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -

الإهداءات


الشمائل الخصائل الدلائل الصفات الأخلاق المحمدية

السيرة النبوية


12معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /08-27-2022, 12:35 PM   #141

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [ 17 ] بقية أحداث ليلة المولد!

[ 17 ]
بقية أحداث ليلة المولد

نجمل ما كان من أعلام نبوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منذ حملت به أمه آمنة بنت وهب إلى أن بعثه اللَّه برسالته:
اعلم أنه كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أمارات النبوة آيات وأعلام يهتدى بها إلى ثبوت نبوته وصدق رسالته، قدمها اللَّه -تعالى ذكره وجل قدره- قبل بعثته برسالته ليكون دليلا واضحا وبرهانا صحيحا لائحا على نبوته وتحقيق رسالته.
فمن ذلك:

١.] إخبار الحَبر لعبدالمطلب بأن في إحدى يديه ملكا؛ وفي الأخرى نبوة، وأن ذلك في بني زهرة، وأن

٢.] عبداللَّه بن عبدالمطلب كان يرى بين عينيه نور النبوة، وأن أمة

٣.] آمنة بنت وهب لما حملت به بشّرت بأنه خير البرية، ولما ضربها

٤.] المخاض دنت منه نجوم السماء، وخرج منها لما وضعته

٥.] نور أضاء له البيت، وانتشر حتى أضاءت له قصور الشام وغيرها، وطرحوا عليه بعد ولادته

٦.] بُرمة فانفلقت، و

٧.] ولد مختوناً مسروراً، و

٨.] فتحت لولادته أبواب السماء، واستبشرت الملائكة، و

٩.] تطاولت الجبال و

١٠.] ارتفعت البحار، و

١١.] قلّ الشيطان ومردته، و

١٢.] ألبست الشمس نوراً عظيماً، و

١٣.] نكست الأصنام و

١٤.] حجبت الكهان، و

١٥.] ارتجس إيوان كسرى، و

١٦.] سقطت منه أربع عشرة شرفة، و

١٧.] خمدت نار فارس، و

١٨.] غاضت بحيرة ساوي، ورأى المؤبذان

أن إبلا تقود خيلا وانتشرت في بلاد فارس.
وردّ اللَّه ببركته

١٩.] أصحاب الفيل عن مكة، ومنعهم من تخريب البيت الحرام الّذي جعل اللَّه حجّه أحد أركان الإسلام، تحقيقا لشريعته، وتأييدا لدعوته، وما ظهر لـ

٢٠.] ظئره حليمة من البركة حين أرضعته من إقبال لبنها، وكثرته بعد قلته، و

٢١.] حلبها اللبن من شاتها التي لم يكن بها قطرة لبن، و

٢٢.] سبق أتانها حمر رفاقها بعد تخلفها عنهم لضعفها، و

٢٣.] سمن أغنامها دون أغنام قومها، و

٢٤.] شق صدره المقدس عندها، ومعرفة

٢٥.] اليهود له وهو طفل مع أمه بالمدينة، و

٢٦.] توسم جده عبدالمطلب فيه السيادة، و

٢٧.] قول بني مدلج: إن قدمه أشبه بقدم إبراهيم الخليل، و

٢٨.] معرفة أسقف نجران وهو غلام، و

٢٩.] إخبار اليهودي أنه يخرج من صلب عبدالمطلب نبي يقتل يهود، و

٣٠.] ما كان عمه أبو طالب يرى من البركة منذ كفله، و

٣١.] تظليل الغمام له، و

٣٢.] اعتراف بحيرا الراهب بنبوته، و

٣٣.] إخبار نسطور بذلك.(1).
وقلتُ(الرمادي):
بينتُ بالدليل في الصفحات السابقة الضعفَ الشديد الظاهر على كثير من هذه الإرهاصات والعلامات والنبوءات؛ ووصل حال بعضها كأساطير الأولين.. تروى من خلال الإخباريين والقصاصين، ولكني ذكرتها لأبين أن بعض السادة الذين يعتلون منابر المصليات والزوايا؛ ومَن يكتب على منصات صفحات التواصل الإجتماعي؛ بل الأمر وصل إلى أن بعض الفضائيات تستضيف مَن يجهل لعلم مَن لا يعرف؛ فيزداد الطين بله ويصير ضغثاً على إبالة –

وللأسف.. حتى كتابة هذه السطور- فهم ينقلون ما هو في بطون الكتب دون تدقيق أو تحقيق أو مراجعة.. أو النقل الأعمى والتقليد لــ موافقة لشيخ أو إلتزاماً بطريقة صوفية -أعاذنا الله تعالى من الجهل والتعصب-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ « ‟ ٤ „ . » ﴾ الْبَحْثُ الرَّابِعُ:
دنوّ النجوم منها عند ولادته
رواية عن : الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وكَانَتْ قَابِلَتَهُ.(2). :

٤. ١.] قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا شَهِدَتْ، وِلَادَةَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَيْلَةَ وَلَدَتْهُ قَالَتْ : » فَمَا شَيْءٌ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْبَيْتِ إِلَّا نُورٌ، وَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى النُّجُومِ تَدْنُو حَتَّى إِنِّي لِأَقُولُ لَيَقَعْنَ عَلَيَّ (3).

٤. ٢.] وزاد الصالحي :" فلما وضعته خرج منها نور أضاء له الدار والبيت حتى جعلت لا أرى إلا نورا ".

٤. ٣.] وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنِ الشِّفَاءِ أُمِّ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهَا كَانَتْ قَابِلَتَهُ، وَأَنَّهَا أَخْبَرَتْ بِهِ حِينَ سَقَطَ عَلَى يَدَيْهَا، وَاسْتَهَلَّ سَمِعَتْ قَائِلًا يَقُولُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَإِنَّهُ سَطَعَ مِنْهُ نُورٌ رُئِيَتْ مِنْهُ قُصُورُ الرُّومِ.
قلت(الرمادي) بإذنه - تعالى ذكره وجل قدره - :" إذا تيسر الحال؛ سأبحث هذه الجزئية في شبهات حول السيرة النبوية... وهذا في مجلد منفصل في نهاية الأبحاث إذا قدر الله العلي القدير إتمام هذه البحوث ثم الشروع في المحلقات !!! والحمد لله رب العالمين!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ » „ ٥ . ‟ « ﴾ الْبَحْثُ الْخَامِسُ
بُرْمَةٌ انفلقت اثنتين
انفلاق البرمة عنه حين وضع تحتها صلى الله عليه وآله وسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ كان في عهد الجاهلية إذا ولد لهم مولود من تحت الليل وضعوه تحت الإناء لا ينظرون إليه حتى يصبحوا فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرحوه تحت بُرْمة فلما أصبحوا أتوا البرمة فإذا هي قد انفلقت اثنتين وعيناه صلى الله عليه وسلم إلى السماء فعجبوا من ذلك”.(5).
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر والتعليقات وتخريج الأحاديث والمرويات:

[(1.)] انظر : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع: أحمد بن علي بن عبدالقادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)؛ المحقق: محمد عبدالحميد النميسي؛ دار الكتب العلمية - بيروت؛ الطبعة: الأولى، جزء 4 / ص 34-35؛ 1420 هـ - 1999 م.

[( 2.)] أي المرأة التي تقوم بعملية توليد الحامل؛ وفي السابق كانت تعتمد على الخبرة وليس على المؤهل بخلاف الحال اليوم .
قلتُ(الرمادي): يلاحظ القارـ(ـة) الكريمـ(ـة) أن :
١.] اسم الأم : „آمنة”؛
٢. ] اسم المولدة أو القابلة „الشفاء”
٣.] اسم آحدى مرضعاته „بركة”؛ أم أيمن
٤.] واسم المرضعة الآخرى : „ثويبة”؛
٥.] اسم مربيته ومرضعته „حليمة”... وسوف أفصل في هذه المسألة؛ أقصد التيمن والإستبشار لمن قام برعايته أو حضانته.

[(3.)] زيادات للسياق من (أبي نعيم) ، وأما رواية (البيهقي) : حدثتني أمي: أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ليلة ولدته. قالت: فما شيء انظر إليه في البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعنّ عليّ. والحديث ذكره أبو نعيم في (دلائل النبوة) : 1/ 135، حديث رقم (76)، والبيهقي في (دلائل النبوة) : 1/ 111، رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد) : 8/ 220، عن (تهذيب تاريخ ابن عساكر)، وابن الجوزي في (صفة الصفوة) : 1/ 25 والبرمة: قدر من الحجر. وقال: رواه الطبراني، وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك، والسيوطي في (الخصائص) : 1/ 113. سند هذا الحديث واه جدا. جاء عند الصالحي: ج:1؛ ص: 342 :" قال ابن دحية : وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا. " فرد و" قال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا. [ الصالحي ج1/ص: 334 ].
انظر: البداية والنهاية؛ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي؛ كتاب السيرة النبوية؛ صِفَةُ مَوْلِدِهِ الشَّرِيفِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-؛ ص: 386.

[(4)] هذا إسناد معضل، رواه أبو نعيم ج: 1؛ ص: 172.
والرواية الثانية : روى ابن سعد بسند رجاله ثقات أثبات عن عكرمة - مرسلا- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وضعته أمه.. وضعته تحت بُرمة.. فانفلقت عنه، قالت:„ فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء”.
أما الرواية الثالثة فرواها البيهقي في الدلائل: ج1؛ ص: 113، من مرسل أبي الحكم التنوخي وهو تابعي مجهول . قال: „ كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح فكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى نسوة فكفأن عليه برمة، فلما أصبحن أتين فوجدت البرمة قد انفلقت عنه باثنتين، فوجدنه مفتوح العين شاخصاً ببصره إلى السماء فأتاهن عبدالمطلب”. فقلن: „ما رأينا مولوداً مثله؛ ووجدناه قد انفلقت عنه البرمة؛ ووجدناه مفتوحاً عينه شاخصاً ببصره إلى السماء” . فقال:„ احفظنه فإني أرجو أن يصيب خيرا”.
أما الرواية الرابعة فبها غرابة: تجدها عند ابن الجوزي؛ عن أبي الحسين بن البراء- مرسلاً- عن آمنة أنها قالت: „وضعت عليه إناء فوجدته قد انفلق الإناء عنه؛ وهو يمصّ إبهامه يشخب لبناً ” . وانظر : سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله؛ وأعلام نبوته؛ وأفعاله؛ وأحواله في المبدأ والمعاد، محمد بن يوسف الصالحي الشامي؛ [ـ[سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد]ـ؛ محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفى: 942هـ)؛ تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبدالموجود، الشيخ علي محمد معوض؛ ج: 1؛ ص: 346. دار الكتب العلمية بيروت - لبنان؛ الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م] . وانظر: صفحة رقم 346، الصالحي؛ سبل الهدى، وانظر : أمتاع الأسماع: ج: 4؛ ص: 55.
(5) روى بعض نقلة العلم فيما حكاه ابن دريد وذكر خبر ابن عباس ؛ انظر: محيي الدين الدرويش إعراب القرآن وبيانه؛ ص 188؛ المجلد السابع؛ الجزء السادس والعشرون.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 12:52 PM   #142

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [18] „ إعْلَامُ أُمِّهِ جَدَّهُ بِوِلَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ"

[ 18 ]
„ إعْلَامُ أُمِّهِ جَدَّهُ بِوِلَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ‟
الشخصية المحورية الثانية في حياة محمد: „عبدالمطلب‟

تمهيد
ألمحتُ إلى مجموعة من المباحث حول „الشخصيات المحورية” في حياة الوليد والطفل والشاب محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ قبل البعثة وقبل الرسالة، وذكرت أن :
- أولى هذه الشخصيات المحورية أمه
آمنة بنت وهب
و
لم أبحث بعد بالتفصيل دورها في تكوين :
- شخصية
و
- نفسية محمد- الطفل*-؛
ولنعلم أن جَدَّ محمَّدٍ بن عبدالله على رأس تلك الشخصيات المحورية الهامة في حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين...
لذا سنبحثها بالتفصيل في مجلد مستقل.. الملحقات من البحوث!


ولا يفوتني أن أنبه إلى أنه صلى الله عليه وسلم هو :" الْمُرَبِّي الْكَامِل الْمُكَمَّل الَّذِي قَالَ عن نفسه الزكية :" أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي"[(1)].
و
جاءت رواية :" أَدَّبَنِي رَبِّي تَأْدِيبًا حَسَنًا "[(2)]
و
هذا مِن نوع أَحَادِيثِ يَرْوِيهَا الْقُصَّاصُ وَغَيْرُهُمْ بِالطُّرُقِ وَغَيْرِهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ والْمَعْنَى صَحِيحٌ؛ لَكِنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ ثَابِتٌ [(3)] ؛
وفي حديث إسناده منقطع؛ قال عبدالله بن مسعود :" إنَّ اللَّهَ أدَّبَني فأحسنَ تَأديبي؛ ثمَّ أمرَني بمكارمِ الأخلاقِ، فقالَ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "[(4)].
و
سأتكلم بعد إذنه تعالى وتوفيقه وهدايته عن خُلق الرسول الكريم وشمائله وفضائله صلوات الله وسلامه عليه وآله في مجلد قادم.
مدخل:
لِمَا كَانَ قُدِّرَ فِي الْأَزَلِ مِنْ ظُهُورِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ خَاتَمِ الرُّسُلِ، وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِاللَّهِ..
فَــ
ذَهَبَ عَبْدُالْمُطَّلِبِ بِـ وَلَدِهِ فَــ
زَوَّجَهُ أَشْرَفَ عَقِيلَةٍ فِي قُرَيْشٍ:
آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِمَنَافِ بْنِ زُهْرَةِ الزُّهْرِيَّةَ؛
فَــ
حِينَ دَخَلَ بِهَا، وَأَفْضَى إِلَيْهَا حَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ..
إذاً تم زواج عبدُالله بن عبدالمطلب من آمنةَ بنت وهب..
و
تم الحمل كما أراد الحق تبارك وتعالى؛
ثم
ولد ابن عبدالله في حالة غياب الوالد عن الدنيا وعن لحظة الوضع[(5)]
﴿ „»٥« ‟.﴾": الْبَحْثُ الْخَامِسُ
إعْلَامُ أُمِّهِ جَدَّهُ بِوِلَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ[(6)]: فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أَرْسَلَتْ إِلَى جَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ[(7)] فَجَاءَهُ الْبَشِيرُ - جَارِيَتَهَا - [(8)] وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، مَعَهُ وَلَدُهُ وَرِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ [(9)]؛
و
هناك رواية آخرى تحدثنا:" وكان يطوف بالبيت تلك الليلة[(10)] " فَأَخْبَرَهُ إِنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَأْتِهِ فَانْظُرْ إلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إلَيْهِ، وَحَدَّثَتْهُ بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ[(11)]؛ وجاء في إخبار أم محمد؛ آمنة بنت وهب لجده أنها قالت :" „ وَمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تُسَمِّيَهُ ‟ [(12)]


فَرَحُ جَدِّهِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَالْتِمَاسُهُ لَهُ الْمَرَاضِعَ.

فـَـ
يَزْعُمُونَ[(13)] أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَخَذَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ[(14)]؛ فَقَامَ يَدْعُو اللَّهَ، وَيَشْكُرُ لَهُ مَا أَعْطَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إلَى أُمِّهِ فَدَفَعَهُ إلَيْهَا. وَالْتَمَسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الرُّضَعَاءَ.

﴿ „»٦« ‟.﴾: الْبَحْثُ:" السَّادِسُ " «„ مأدُبة عبدالمطلب‟»


زمنها :


روى أنه لما ولد صلى الله عليه وسلم أمر عبدالمطلب بجزور فنحرت ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا؛
ثم
يخبرنا ابن عباس أن جده عبدالمطلب في يوم سابعه صنع له مأدبة وسماه محمدًا. [(15)]
**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
بإذنه -تعالى في سماه وتقدست اسماه- سأضع تخريج الأحاديث والتعليقات واسماء المصادر في نهاية البحوث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

البحث القادم؛ إن شاء الله سبحانه وتعالى..
﴿ „»٧« ‟.﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ تسمية الوليد المبارك:
وَاللَّهُ- تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ - أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .
**

**
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 01:05 PM   #143

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي ﴿ „»٧« ‟.﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ „ تسمية الوليد المبارك ‟!

[ 19 ]
„ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ ‟
﴿« ‟ ٧ . „ »﴾ الْبَحْثُ السَّابِعُ „ تسمية الوليد المبارك ‟:

مدخل:
تقول العرب : „ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنِ اسْمِهِ نَصِيبٌ[(1)] ‟ .
والظاهر أن تسمية المولود المبارك -ابن عبدالله- لم تأت صدفة أو خبط عشواء؛ فلستُ أميل لقول زُهَيْرٍ حين قَالَ:
رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ * مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
و
قال صاحب القاموس المحيط؛ مجدالدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي:
" وَخَبَطَهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ: رَكِبَهُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ [(2)] " ..
لذا فأجزم أن تسمية الوليد المبارك ما جاءت إلا وفق رؤية صائبة وبصيرة ثاقبة؛ ولقد جاء في سنة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ما يؤكد على حسن تسمية الوليد -أنثى كان أو ذكر- : ورأيتُ في كلام بعضهم: أن حزن بن أبي وهب أسلم يوم الفتح؛ وهو جد سعيد ابن المسيب؛ فقد جاء في صحيح البخاري :" عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَقَالَ « مَا اسْمُكَ!؟ »،
قَالَ :"حَزْنٌ
قَالَ« أَنْتَ سَهْلٌ»؛
قَالَ:" لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي"،
قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ . [(3)] والله أعلم.


واقتضت الحكمة أن يكون بين الاسم والمسمى تناسب في الحسن والقبح؛ واللطافة والكثافة، ومِن ثَمَّ غير صلى الله عليه وسلم الاسم القبيح بالحسن وهو كثير، وربما غير الاسم الحسن بالقبيح للمعنى المذكور
كــ
- تسميته لأبي الحكم بأبي جهل،
و
- تسميته لأبي عامر الراهب بالفاسق.
و
جاء: أنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه« ادع لي إنسانا يحلب ناقتي »، فجاءه بإنسان، فقال « له ما اسمك؟ »،
فقال له :"حرب"،
فقال« اذهب ».
فجاءه بآخر فقال« ما اسمك؟ »،
فقال:" يعيش"، فقال« احلبها » .

ويروى: أنه صلى الله عليه وسلم طلب شخصا يحفر له بئرا، فجاءه رجل،
فقال« له ما اسمك؟ »؛
قال:" مرة"، قال« اذهب».

و


ليس هذا من الطيرة التي كرهها ونهى عنها، وإنما هو من كراهة الاسم القبيح، و
من ثم كان صلى الله عليه وآله وسلم يكتب لامرائه
«إذا أبردتم لي بريداً فأبردوه» أي إذا أرسلتم لي رسولا فأرسلوه «حسن الاسم حسن الوجه»،
ومن ثم لما قال له سيدنا عمر رضي الله عنه لما قال لمن أراد أن يحلب له ناقته أو يحفر له البئر ما تقدم :" لا أدري أقول أم أسكت!!"، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم « قل »، قال:" قد كنت نهيتنا عن التطير"، فقال له صلى الله عليه وسلم: « ما تطيرت ولكن آثرت الاسم الحسن» [(4)].


و
في الخصائص الصغرى: وخص صلى الله عليه وسلم باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه صلى الله عليه وسلم سمي « أحمد » ولم يسم به أحد قبله، ولإفادته الكثرة في معناه، لأنه لا يقال إلا لمن حمد المرة بعد المرة، لما يوجد فيه من المحاسن والمناقب
**
والتسمية لها أربعة مباحث:
﴿ « ‟ ٧ . ١. „ ».﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب.
﴿ « ‟ ٧ . ٢. „ ».﴾ تسمية جده عبدالمطلب.
﴿« ‟ ٧ . ٣. „ » .﴾ وورد اسمه عند أهل الكتاب.. وسأجعل له فصلاً مستقلا بذاته.
﴿ « ‟ ٧ . ٤. „ ». ﴾ : وإخبار النبي عليه السلام عن اسمائه. وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

مدخل :
" جاء في البداية :" قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَلْهَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ سَمَّوْهُ « مُحَمَّدًا » لِمَا فِيهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ لِيَلْتَقِيَ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ، وَيَتَطَابَقَ الِاسْمُ وَالْمُسَمَّى فِي الصُّورَةِ وَالْمَعْنَى كَمَا قَالَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَيُرْوَى لِحَسَّانَ


وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ * فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ[(5)]

وأبدء -بعون الله تعالى في سماءه وتقدست اسماه- بحوث التسمية :


﴿ « ‟ ٧ . ١. .„ » ﴾ تسمية من قبل أمه آمنة بنت وهب..
ورد عنها أنها أخبرت ان تسميه محمدا واحمدا

1.) „ تَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا ‟

وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ[(6)].. أَنَّهَا -أمه آمنة بنت وهب- أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، فَقِيلَ لَهَا : « إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا ».
وأورد ابو بكر البيهقي حديثا مرفوعا (رقم33) جاء فيه:" وَاسْمَهُ فِي الْفُرْقَانِ مُحَمَّدٌ". ثم قالت:" فَسَمَّيْتُهُ بِذَلِكَ". وآخر رقم 48 جاء فيه:" فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا ". وهما عن رواية ابن إسحاق.". وفي السيرة الحلبية المسمى :" إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" وهو المشهور في الروايات؛ والتسمية بأحمد اقتصر الحافظ الدمياطي عليها.
**
:" الخميس :" روى[(7)] أنه لما ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر عبدالمطلب بجزور فنحرت ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا. وفى بعض الكتب كان ذلك يوم سابعه يعنى عقيقته[(8)] " .. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا:" يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ مَا سَمَّيْتَهُ ؟ قَالَ : سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا[(9)] قَالُوا : فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ ، وَخَلْقُهُ فِي الْأَرْضِ ".
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : كُلُّ جَامِعٍ لِصِفَاتِ الْخَيْرِ يُسَمَّى مُحَمَّدًا كَمَا قَالَ الأعشى:

إِلَيْكَ - أَبِيتَ اللَّعْنَ - أَعْمَلْتُ نَاقَتِي ** إِلَى الْمَاجِدِ الْقَرْمِ الْكَرِيمِ الْمُحَمَّدِ".[(10)]

وتوجد رواية آخرى فقد :" ذَكَرَ السّهيلي وأَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ : وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ إِنَّمَا سَمَّاهُ مُحَمَّدًا لِرُؤْيَا رَآهَا، -زَعَمُوا- أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ خَرَجَتْ مِنْ ظَهْرِهِ، لَهَا طَرَفٌ فِي السَّمَاءِ وَطَرَفٌ فِي الأَرْضِ، وَطَرَفٌ فِي الْمَشْرِقِ وَطَرَفٌ فِي الْمَغْرِبِ، ثُمَّ عَادَتْ كَأَنَّهَا شَجَرَةٌ، عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا نُورٌ، وَإِذَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ يَتَعَلَّقُونَ بِهَا، فَقَصَّهَا فَعُبِّرَتْ لَهُ بِمَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ صُلْبِهِ، يَتْبَعُهُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَلِذَلِكَ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا مَعَ مَا حَدَّثَتْهُ بِهِ أُمُّهُ.". أي مع ما حدثته به أمه بما رأته

ما يلفت الإنتباه أن انشغل البعض في تأويل الأحلام والرؤى؛ وصرفوا جهدا جهيدا ووقتاً سمينا في تأويل وتفسير الأحلام؛ واعتمدوا على ما يقال لهم، ولعلي ابحث هذه المسألة من الناحية الشرعية والفقهية..
فتكلموا عن تأويل هذه الرؤيا؛
فقال :"التويجري" في كتاب الرؤيا ما نصه : قلت؛ أي :" التويجري ": الظاهر في تأويل هذه الرؤيا أن الشجرة العظيمة هي الإسلام الذي ملأ نوره ما بين المشرق والمغرب وعلا فوق جميع الأديان ودان له العرب والعجم، وأما خفاء الشجرة ساعة وازدهارها ساعة أخرى فهو -والله أعلم- ما يطرأ على الإسلام من القوة والإقبال في بعض الأحيان، وما يطرأ عليه من الضعف والإدبار في بعض الأحيان كما قد جاء ذلك في حديث أبي أمامة رضي الله عنه الذي رواه الحارث بن أبي أسامة والطبراني في ذكر إقبال الدين وإدباره، وأما الرهط من قريش الذين تعلقوا بأغصان الشجرة فهم -والله أعلم- الذين دخلوا في الإسلام من شيوخ قريش الذين كانوا في زمان عبدالمطلب وأدركوا الإسلام فأسلموا، وأما القوم من قريش الذين يريدون قطع الشجرة فهم -والله أعلم- صناديد قريش وكبراؤهم الذين حاربوا الإسلام وأرادوا طمسه وإطفاء نوره، وأما الشاب الذي كان يكسر أضلع الذين يريدون قطع الشجرة من قريش ويقلع أعينهم فهو -والله أعلم- رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن جهاده لصناديد قريش وصدعه بالدعوة إلى الإسلام بين ظهرانيهم كان بمنزلة كسر ضلوعهم وقلع أعينهم حتى أظهر الله الإسلام وهم كارهون وقطع دابر الكافرين على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وآلهو سلم، وأما منع الشاب لعبدالمطلب من تناول النصيب من الشجرة فهو -والله أعلم- لأن عبدالمطلب مات قبل الإسلام فلم يكن له نصيب منه، هذا ما ظهر لي:"أي التويجري" والعلم عند الله."[(11)].

و
رد أن قيل :" في حديثٍ « أنه صلى الله عليه وآله وسلم عقّ عن نفسه بعد ما جاءته النبوة».

وتحقيق هذه المسألة:

قال الإمام أحمد، هذا منكر: أي حديث منكر، والحديث المنكر من أقسام الضعيف لا أنه باطل كما قد يتوهم،
والحافظ السيوطي لم يتعرض لذلك وجعله أصلا لعمل المولد،
قال لأن العقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن هذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين، وتشريعا لأمته، كما كان يصلي على نفسه لذلك.
قال: فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم هذا كلامه. "[(12)].

أقول: هذه المسألة سأعيد بحثها في فصل مستقل، أتحدثُ فيه عن قضية مشروعية الإحتفال بالمولد-مع أنها مسألة قُتلت بحثاً في القديم وفي العصر الحديث.
**
2.] „ تَسْمِيَتُهُ أَحْمَدَ ‟
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ[(13)] قَالَ : « أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ » .
وعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : وَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ تُحَدِّثُ : أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهَا : " وذكرت أموراً [(14)] ثم قال : « فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا؛ فَإِنَّ اسْمَهُ فِي : " التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ : أَحْمَدُ ».
بيد أنه توجد كمالة لهذا الخبر عن أمه آمنة بنت وهب؛ سنذكرها في أخبار الكهان والعرافين وأهل الكتاب عن مولده وعنه في فصل قادم .
والحديث الذي رواه ابن إسحاق؛ جاء فيه على لسان جده عبدالمطلب :"
أَنْتَ الَّذِي سُمِّيتَ فِي الْفُرْقَانِ
فِي كُتُبٍ ثَابِتَةِ الْمَبَانِي
«أَحْمَدَ» مَكْتُوبٌ عَلَى اللِّسَانِ ".
**
وأخبر هو -صلى الله عليه وآله وسلم- عن نفسه :" طَرِيقِ التِّرْمِذِيِّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : « إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ».[(15)]
وَسَيَأْتِي الْكَلامُ عَلَى بَقِيَّةِ الأَسْمَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
**
وَعَنْ أَبِي الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيِّ قَالَ: لا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ مَنْ تَسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ قَبْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، إِلَّا ثَلاثَةٌ، طَمِعَ آبَاؤُهُمْ حِينَ سَمِعُوا بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وِبِقُرْبِ زَمَانِهِ، وَأَنَّهُ يُبْعَثُ بِالْحِجَازِ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا لَهُمْ.
وفي عيون الأثر :" ذَكَرَهُمُ ابْنُ فُورَكٍ فِي كِتَابِ الْفُصُولِ، وَهُمْ :
١.] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ الشَّاعِرِ، وَالآخَرُ
٢.] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ ، وَالآخَرُ
٣.] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ وَهُوَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَذَكَرَ مَعَهُمْ مُحَمَّدًا رَابِعًا أُنْسِيتُهُ، وَكَانَ آبَاءُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ قَدْ وَفَدُوا عَلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ الأُوَلِ، وَكَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَبِاسْمِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ خَلَّفَ امْرَأَتَهُ حَامِلا، فَنَذَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ. [(16)]
وَعَنِ الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ عِيَاضٍ، فِي تَسْمِيَتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ «مُحَمَّدًا» وَ«أَحْمَدَ»، قَالَ : فِي هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ مِنْ بَدَائِعِ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبِ خَصَائِصِهِ، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ حَمَى أَنْ يُسَمَّى بِهِمَا أَحَدٌ قَبْلَ زَمَانِهِ، أَمَّا «أَحْمَدُ» الَّذِي أَتَى فِي الْكتب، وَبَشَّرَتْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، فَمَنَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِحِكْمَتِهِ أَنْ يُسَمَّى بِهِ أَحَدٌ غَيْرَهُ، وَلا يَدَّعِي بِهِ مَدْعُوٌّ قَبْلَهُ، حَتَّى لا يَدْخُلَ لَبْسٌ عَلَى ضَعِيفِ الْقَلْبِ أَوْ شَكٌّ، وَكَذَلِكَ «مُحَمَّدٌ» أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلا غَيْرِهِمْ، إِلَى أَنْ شَاعَ قُبَيْلَ وُجُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَمِيلادِهِ، أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ اسْمُهُ «مُحَمَّدٌ»، فَسَمَّى قَوْمٌ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ هُوَ « وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ».. وتوجد هنا عند القاضي إضافة لم يذكره السهيلي؛ فقال القاضي عياض:" وَهُمْ :
١. ] مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجَلَّاحِ الأَوْسِيُّ، وَ
٢. ] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَ
٣. ] مُحَمَّدُ بْنُ بَرَاءٍ الْبَكْرِيُّ، وَ
٤. ] مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَ
٥. ] مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ الْجُعْفِيُّ، وَ
٦. ] مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ السُّلَمِيُّ، لا سَابِعَ لَهُمْ، وَيُقَالُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّى بِهِ : مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَالْيَمَنُ تَقُولُ : مُحَمَّدُ بْنُ الْيَحْمدِ الأَزْدِيُّ، ثُمَّ حَمَى اللَّهُ كُلَّ مَنْ سَمَّى بِهِ أَنْ يَدَّعِيَ النُّبُوَّةَ، أَوْ يَدَّعِيَهَا أَحَدٌ لَهُ، حَتَّى تَحَقَّقَتِ السِّمَتَانِ لَهُ، وَلَمْ يُنَازَعْ فِيهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
**
التوفيق بين تسمية الجد عبدالمطلب وتسمية الوالدة آمنة بنت و هب بـ محمد:
أقول:
اجتهد العلماء في التوفيق بين الروايتين :" فمِن الأخبار السابقة يستدل على أن تسميته صلى الله عليه وآله وسلم بذلك كانت في يوم العقيقة، وأن العقيقة كانت في اليوم السابع من ولادته، هذا خبر؛ أما الآخر فيقول :" ولد لعبدالله بن عبدالمطلب غلام سموه محمدا، وهو يدل على أن تسميته صلى الله عليه وسلم بذلك كانت في ليلة ولادته أو يومها "
ويقال: لا منافاة، لأنه يجوز أن يكون قول جده هنا: وسماه محمدا، معناه أظهر تسميته بذلك لعموم الناس، وهذا التعليل للتسمية بهذا الاسم يرشد إلى ما قيل: ".
وهذا هو الموافق لما اشتهر أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له، لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها، ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان بن ثابت رضي الله عنه في قول له. بيد أن الطبرسي في (اعلام الورى ) روى عن سفيان بن عيينه انه قال : احسن بيت قالته العرب هو قول أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:
وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد.
ثم قـال : وقال غيره : ان هذا البيت لحسان بن ثابت في قطعة له اولها :
الم تر ان اللّه ارسل عبده * ببرهانه واللّه اعلى وامجد
وقد علق الحلبي بالقول:" وهذا الإلهام لا ينافي أن تكون أمه قالت له- أي جده عبدالمطلب- إنها أمرت أن تسميه بذلك، وقد حقق الله رجاءه بأنه صلى الله عليه وسلم تكاملت فيه الخصال المحمودة والخلال المحبوبة فتكاملت له صلى الله عليه وسلم المحبة من الخالق والخليقة، فظهر معنى اسمه على الحقيقة.". [(17)]
وقيل بل سمته بذلك أمه لما رأته وما قيل لها فى شأنه؛ وأراد الجمع بين القولين؛ فقال صاحب أنفس النفيس :" ويمكن أن يجمع بين القولين بأن يقال نقلت أمه لجدّه ما رأته فسماه به فوقعت التسمية منه واذا كانت هى سببها يصح القول بأنها سمته به " [(18)]
وَسَأَذْكُرُ -بمشيئته وعونه وتوفيقه- أَسْمَاءَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَشَمَائِلَهُ وَهِيَ صِفَاتُهُ الظَّاهِرَةُ، وَأَخْلَاقُهُ الطَّاهِرَةُ، وَدَلَائِلُ نَبُّوَّتِهِ، وَفَضَائِلُ مَنْزِلَتِهِ فِي آخِرِ السِّيرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ".
ســـ ننتقل بلطف الله تعالى ذكره وجل قدره إلى القسم الرابع من هذه البحوث الكريمة في السيرة النبوية العطرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وعلى آله وصحابته الكرام ومن أتبعهم بإحسان بتمام.. وسنبدء بعونه تعالى وحسن توفيقه وهدايته الحديث عن طفولة محمد..
[ ٤. ] القسم الرَّابِعُ:
مرحلة التنشأة.. وفترة التربية.. وزمن التكوين.. وعمر التهيئة..
**
نال شرف قراءة ومراجعة النصوص والروايات المتعلقة بسيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم واعداد هذه البحوث :
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي مِن ثغر البحيرة المتوسطية: الإسكندرية بمصر المحمية المحروسة..
يتبع بإذنه تعالى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 01:20 PM   #144

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي الْمَرَاضِعُ !

[20]
ـــــــــ الْمَرَاضِعُ ـــــــــ

تمهيد :
أبدء الحديث؛
فأقول:
" الْحَمْدُ لِلَّهِ حمد الشاكرين ونشكره شكر العارفين؛ ونعترف بوجوده إله واحدا فردا صمدا؛ ليس له صاحبة ولا ولدا معرفة الراسخين؛ وعليه نتوكل وَبِهِ نَسْتَعِينُ، ونثني عليه ثناء الكاملين؛ ونستغفره إستغفار التائبين؛وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ‏؛ أبدء بحوله وقوته بحوث مرحلة الطفولة لسيد الخلق وحبيب الحق..

[ ٤. ] القسم الرابع
الْبَابُ الْأَوَّلُ : " طفولته؛ رضاعه؛ حواضنه؛ تنشأته:
مدخل:
من أهم مراحل تكوين رجل الغد؛ وامرأة المستقبل -الإنسان السوي- مرحلة الحمل؛ ومازال الجنين يسكن بين قلب أمه وبين فؤادها؛ فيتمركز في وسط جسد حاضنته الأولى فيتوسط في بدنها الطاهر -الأم- ويتشكل بين أحشاءها وفق مزاجها الراقي المنسجم مع رجل يملك مقومات الرجولة ويتميز بصفات الراعي الأمين والمسؤول الرشيد..
يتكون جنينها برحمها ونفسيتها الراضية المطمئنة سعيدة بوجوده وستفرح بقدومه؛ وعقلها الواعي يدرك أهمية مستقبل ما تحمل فتحافظ على جنينها أكثر مما تحافظ على نفسها.. فتتغذى بما يصلح للحامل وتبتعد عن ما يؤثر في الجنين تأثير سلبي؛
وإثناء الحمل يكتب(1) له ما قدره خالقه المولى -عز وجل-.. فإذا أراد الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- خروجه من واسع الرحم وأمانه وسعته إلى ضيق(2) الدنيا ونكدها والإبتلاء بالإهانة أو التكريم.. تبدء مرحلة جديدة فبمجرد أن يتنفس من هواء الدنيا وتعلو صرخته(3) الأولى؛ تبدء مرحلة الطفولة والرضاعة؛ فيتغذى من ثدي أمه(4) الحنونة الراغبة في بقاءه والتي تريد له السلامة والعافية إلى أن يبدء في قضم قطعة خبز؛ فتبدء مرحلة آخرى جديدة؛ وهي مرحلة(5) التنشأة والتعليم والتثقيف والتربية؛ وتكوين الشخصية بشقيها العقلية والنفسية وتحديد الهوية وإدراك الإنتماء ولمن سيكون الولاء..


تمر مرحلة الطفولة فتقبل مرحلة ما قبل البلوغ.. وهي مرحلة تحتاج إلى مزيد عناية فيصل الإنسان إلى سن البلوغ وهي أخطر المراحل في تكوين وتنشئة إنسان الغد.. فينخرط الصبي في مجتمع الذكورة فيتهئ ليصير رجلاً أو يبقى بين جدران سجن النسوان(6) فتختلط عليه الأمور والتصرفات فيظل حبيس المحبسين؛ محبس الضعف ومحبس الإعتماد على أمه؛ ويبقى يترنح بين حظيرة الحريم وبين أعتاب صالون الرجال؛ فتجد أشباه الذكور من حيث الشكل ولكن يعبث به أهل الشطارة(7) والفساد.. كما ستصير الطفلة المدللة أنثى كاملة.. فتحافظ على سمعتها وشرفها فترتفع بعفتها بين سماء الطهارة ونجوم الكرامة وتصون اسم مَن تحمل لقبه.. وكلاهما -الرجل والمرأة- يستعدا للقيام بدورهما الطبيعي المعد لهما في الحياة..
فهذا رجل صاحب مسؤولية ورعاية.. وليس فقط ذكر ..
وهذه امرأة ربة مسؤولية ورعاية(8).. وليس فقط مجرد أنثى ...
وهنا ينبغي أن نعلم أن ميل الذكر للأنثى؛ وميل الأنثى للذكر طبيعي وفق التركيبة الآصلية للإنسان؛ ولكن يجب الإعداد وما يحدث في تغيير خلق الله تعالى ما هو إلا نتيجة للتربية الفاسدة أو الإهمال من قبل حاضنته الأولى ومربيته.. أو مِن قبل اب جاهل يبحث عن وقت يقضيه بين حانات ومقاهي ضياعة الوقت والمال.
لذا فمن الأهمية القصوى إحسان أختيار الزوجة(9)؛ أم الوليد..
ومعرفة بيقين الرجل الذي سيحمي ابنة تمت تربيتها على العفاف والكرامة إذ هي منشأة الأجيال ومربية الرجال.. وهي صانعة المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحدثتُ عن الوالد عبدالله بن عبدالمطلب؛ وما زال هناك بقية للحديث عنه ستأتي في موضعها.. وحفظ الله تعالى للوالد من إضاعة ماءه الطاهر ووضعه في رحم عفيف طاهر كان لحفظ وصيانه نبيه(10) وسنكمل هذه الجزئية عند الحديث عن نسب محمد بن عبدالله بن عبد المطلب.

وقفتُ في نهاية البحث السابق عند(11) :" فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، أَرْسَلَتْ إلَى جَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَأْتِهِ فَانْظُرْ إلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إلَيْهِ، وَحَدَّثَتْهُ بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ، وَمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تُسَمِّيَه.. و فَرَحُ جَدِّهِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَالْتِمَاسُهُ لَهُ الْمَرَاضِعَ : فَـ -يَزْعُمُونَ- أَنَّ عَبْدَالْمُطَّلِبِ أَخَذَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْكَعْبَةَ؛ فَقَامَ يَدْعُو اللَّهَ، وَيَشْكُرُ لَهُ مَا أَعْطَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إلَى أُمِّهِ فَدَفَعَهُ إلَيْهَا. وَالْتَمَسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الرُّضَعَاءَ(12) ".

تفصيل مسألة رضاعة محمد:

[ ٤. ١.] ذِكْرُ رَضَاعِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ(13).

وَأَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ :

﴿« ‟ ١. „»﴾ : ثُوَيْبَةُ(14) مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ(15) بِلَبَنِ ابْنٍ لَهُا يُقَالُ لَهُ مَسْرُوحٌ، وَكَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ :" عَمِّهَ(16) حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ، وَأَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَاسَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . (17)

[ ٤. ١. ١.] إكرام نبي المرحمة «محمد» لمرضعته:

كَانَتْ ثُوَيْبَةُ تَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ فَيُكْرِمَهَا وَتُكْرِمُهَا -صاحبة الفضل والحسب- خَدِيجَةُ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ أَنْ يَبِيعَهَا إِيَّاهَا لِتُعْتِقَهَا(18)، فَأَبَى، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْتَقَهَا أَبُولَهَبٍ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِالصِّلَةِ، إِلَى أَنْ بَلَغَهُ خَبَرُ وَفَاتِهَا مُنْصَرَفَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَسَأَلَ عَنِ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ قَبْلَهَا، فَسَأَلَ : هَلْ لَهَا مِنْ قَرَابَةٍ ؟ فَقِيلَ : لَمْ يَبْقَ لَهَا أَحَدٌ .
ثُمَّ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بَعْدَ ثُوَيْبَةَ........
...
يتبع بإذنه تعالى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 01:35 PM   #145

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [21] السعدية.. حليمة!

[21]
السعدية.. حليمة

أتحدثُ عن :" ذِكْرِ مَنْ أَرْضَعَ(1) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم؛ إذ أن مسألة الرضاعة لها أهمية قصوى في بنية وحياة الوليد ومستقبل الرضيع؛ ومدى قوة العلاقة الوثيقة بينه وبين مرضعته؛
و
في قصة إرضاع الكليم موسى عليه السلام وقفات ووقفات تحتاج إلى تبيان؛ وسوف أتحدث عن مسألة الرضاعة في تعليقاتي نهاية هذا البحوث؛
ولكي لا نخرج عن صلب الموضوع..
أقول(الرمادي)
1. ] أرضعت محمد بن عبدالله بن عبدالطلب أمه(2)؛
ثم
2. ] من بعدها ثُوَيْبَةُ..
فــ
أول امرأة أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ثويبة كما في تاريخ الطبري.

[ ٤. ١. ٢.] وفاة ثُوَيْبَة مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

"... وَفِي السنة السابعة من الهجرة تُوُفِّيَتْ ثُوَيْبَةُ مُرْضِعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ وهي التي أَرْضَعَتْهُ قَبْلَ حَلِيمَةَ أَيَّامًا(3).


و
ثُوَيْبَةُ أُختلف في اسلامها(4)
و
ماتت عقب فتح خيبر؛
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا إِلَى مَكَّةَ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ، حَتَّى جَاءَهُ مَوْتُهَا سَنَةَ سَبْعٍ مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ،
فَقَالَ : « مَا فَعَلَ ابْنُهَا مَسْرُوحٌ ؟ »؛
قَالُوا : مَاتَ قَبْلَهَا.(5)".
**
وكان من عادة العرب إذا ولد لهم مولود أن يلتمسوا له مرضعة من غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له(6).
و
كانوا يقولون: إن المربّى في المدن يكون كليل الذهن فاتر العزيمة(7)،
و
كان أهل مكة يسترضعون أولادهم في البادية لفصاحتهم وليجمعوا للولد ما بين صحة البادية وفصاحتها وآداب الحضارة وملاحتها(8).
قال علماء السير :
ثم احتملته حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب - مصغر ذئب - من بني سعد بن بكر بن هوازن، ثم قيس بن عيلان ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان؛ حين قدمت مع قومها يلتمسون الرضعاء، لما يرجونه من المعروف من أهليهم. وكان أهل مكة يسترضعون أولادهم فيهم لفصاحتهم، ولصحة هواء البادية، فأقام صلى الله عليه وسلم فيهم نحو خمس سنين(9).
**
ثويبة..
أرضعت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه " حمزة بن عبدالمطلب "،
و
أرضعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " أباسلمة بن عبدالأسد "،
ثم
بعد رضاعه من " ثويبة "
أرضعته " أم كبشة "،
حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن سعد بن بكر بن هوازن السعدية
"
بلبن زوجها الحارث بن عبدالعزى السعدي،
وأرضعت معه صلى الله عليه وسلم ابن عمه " أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب..
**
... وبعد أن أرضعته ثويبة بضعة(10) أيام قبل قدوم حليمة عليه، فقد كان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية،
و
في روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر(11) فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب.

﴿« ‟ ٤. ٢. „ » ﴾ : « أم نبي الله التي أرضعته وفصلته(12)؛ أُمُّ كَبشة(13) حَلِيمَةُ » (14)

ثم
رضع عليه الصلاة والسلام مِنْ «حَلِيمَةَ» بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ «السَّعْدِيَّةِ»، وَمَا ظَهَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَآيَاتِ النُّبُوَّةِ(15) .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَاسْتُرْضِعَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ يُقَالُ لَهَا : حَلِيمَةُ(16). ولا خلاف أنه أرضعته .
﴿« ‟ ٤. ٢. ١. „ »﴾ :
" حَدِيثُ حَلِيمَةَ عَمَّا رَأَتْهُ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدَ تَسَلُّمِهَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ(17).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ(18) مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ(19) بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْهُ قَالَ:
﴿ « ‟ ٤. ٢. ٢. „ » ﴾ :"خروج حليمة لإستجلاب رضيع من مكة ؛ ووصفها لحالها وعائلتها قبل أخذ الرضيع محمد".
كَانَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ، تُحَدِّثُ(20): أَنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ بَلَدِهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ تُرْضِعُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، تَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ.

قَالَتْ : وَذَلِكَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ(21) لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا.
قَالَتْ : فَخَرَجَتْ عَلَى أَتَانٍ(22) لِي قَمْرَاءَ(23).

يكمل ابن هشام الرواية فيقول :
" و... مَعَنَا شَارِفٌ(24) لَنَا، وَاَللَّهِ مَا تَبِضُّ(25) بِقَطْرَةٍ، وَمَا نَنَامُ لَيْلَنَا أَجْمَعَ مِنْ صَبِيِّنَا الَّذِي مَعَنَا، مِنْ بُكَائِهِ مِنْ الْجَوْعِ. مَا(26) فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ، وَمَا(27) فِي شَارِفِنَا مَا يُغَدِّيهِ -
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:
وَيُقَالُ : يُغَذِّيهِ(28)- وَلَكِنَّا كُنَّا نَرْجُو الْغَيْثَ وَالْفَرَجَ فَخَرَجْتُ عَلَى أَتَانِي تِلْكَ فَلَقَدْ أَدَمْتُ(29) بِالرَّكْبِ حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَعْفًا وَعَجَفًا، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ(30) نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ(31)
﴿ « ‟ ٤. ٢. ٣. „ » ﴾ :"عدم رغبة المراضع في أخذ الرضيع اليتيم :
فيكمل ابن هشام الرواية عن حليمة :
" فَمَا مِنَّا امْرَأَةٌ إلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، إذَا قِيلَ لَهَا إنَّهُ يَتِيمٌ(32)، وَذَلِكَ أَنَّا إنَّمَا كُنَّا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ(33) مِنْ أَبِي الصَّبِيِّ، فَكُنَّا نَقُولُ: يَتِيمٌ وَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ(34) أُمُّهُ وَجَدُّهُ فَكُنَّا نَكْرَهُهُ لِذَلِكَ(35)، فَمَا بَقِيَتْ امْرَأَةٌ قَدِمَتْ مَعِي إلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي(36)، فَلَمَّا أَجْمَعْنَا الِانْطِلَاقَ قُلْتُ لِصَاحِبِي(37).

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٤. „ » ﴾ :" إرادة الله سبحانه وتعالى في أن تكون السعدية؛ حليمة هي مرضعة الطفل اليتيم
ثم يكمل ابن هشام قولها :
" وَاَللَّهِ إنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَمْ آخُذْ رَضِيعًا، وَاَللَّهِ لَأَذْهَبَنَّ إلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ، فَقَالَ : لَا عَلَيْكِ أَنْ تَفْعَلِي، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ بَرَكَةً .
قَالَتْ : فَذَهَبْتُ إلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ(38)،
وَمَا حَمَلَنِي عَلَى أَخْذِهِ إلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ .
قَالَتْ : فَلَمَّا أَخَذْتُهُ، رَجَعْتُ بِهِ إلَى رَحْلِي.

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. „ » ﴾ : بركات بداية الطريق :

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. ١. „ » ﴾ : البركة الأولى:

تقول السعدية :
" فَلَمَّا وَضَعْتُهُ فِي حِجْرِي أَقَبْلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَشَرِبَ مَعَهُ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ،

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. ٢. „ » ﴾ : البركة الثانية:
ثُمَّ نَامَا وَمَا كُنَّا نَنَامُ مَعَهُ قَبْلَ ذَلِكَ(39)،

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. ٣. „ » ﴾ : البركة الثالثة:
وَقَامَ زَوْجِي إلَى شَارِفِنَا تِلْكَ . فَإِذَا إنَّهَا لَحَافِلٌ، فَحَلَبَ مِنْهَا مَا شَرِبَ، وَشَرِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا رِيًّا وَشِبَعًا، فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ(40).
قَالَتْ : يَقُولُ صَاحِبِي حِينَ أَصْبَحْنَا: تَعَلَّمِي وَاَللَّهِ يَا حَلِيمَةُ(41)، لَقَدْ أَخَذْتُ نَسَمَةً مُبَارَكَةً(42)، قَالَتْ : فَقُلْتُ: وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو ذَلِكَ.

﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. ٤. „ » ﴾ : البركة الرابعة:
قَالَتْ : ثُمَّ خَرَجْنَا(43) وَرَكِبْتُ ( أَنَا ) أَتَانِي، وَحَمَلْتُهُ عَلَيْهَا مَعِي، فَوَاَللَّهِ لَقَطَعَتْ بِالرَّكْبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ حُمُرِهِمْ(44)، حَتَّى إنَّ صَوَاحِبِي لِيَقُلْنَ لِي: يَا ابْنَةَ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَيْحَكَ ارْبَعِي عَلَيْنَا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ أَتَانَكَ الَّتِي كُنْتُ خَرَجْتُ(45) عَلَيْهَا(46))؟؛
فَأَقُولُ لَهُنَّ: بَلَى وَاَللَّهِ، إنَّهَا لَهِيَ هِيَ،
فَيَقُلْنَ : وَاَللَّهِ إنَّ لَهَا لَشَأْنًا. :" وكانت قبل ذلك قد أضرّ بالرّكبِ انقطاعُها عنهم لِضعفها وهزالها(47).
ــــــــــــــــــــــــــــ
: د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٤ من الْهِجْرِيَّةِ ‏الجمعة ٢٩ من المحرم ؛ الموافق ~ 26 من أغسطس 2022 من سنة الميلاد العجيب







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 01:59 PM   #146

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

[22]

البركة بقدوم الرضيع أرض بني سعد.. ومرضعاته

قَالَتْ حَلِيمَةُ ابْنَةُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ؛ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ:« كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ... »
أثبتُ في الحلقة السابقة بركات الرضيع؛ محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب منذ اللحظة الأولى التي وضعته السعدية؛ حليمة في حجرها وذكرتُ -هناك- أربع بركات..
وهذه الخامسة:
﴿ « ‟ ٤. ٢. ٥. ٥. „ » ﴾ : البركة الخامسة:"غنم حليمة:
قَالَتْ : ثُمَّ قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا(1) مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ أَجْدَبَ مِنْهَا، فَكَانَتْ غَنَمِي(2) تَرُوحُ عَلَيَّ حِينَ قَدِمْنَا بِهِ مَعَنَا شِبَاعًا لُبَّنًا(3)؛ فَنَحْلُبُ(4) وَنَشْرَبُ، وَمَا يَحْلُبُ إنْسَانٌ قَطْرَةَ لَبَنٍ، وَلَا يَجِدُهَا فِي ضَرْعٍ؛ وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحَ جِيَاعًا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمْ أَوْ لِرُعْيَانِهِمْ(5)" وَيْحَكُمُ انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ "؛ فَيَسَرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ؛ فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ، وَتَرُوحُ أَغْنَامِي شِبَاعًا لَبَنًا(6)؛ نَحْلِبُ مَا شِئْنَا فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا؛ فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ بِهِ(7).
**
﴿ « ‟ ٤. ٣. „ » ﴾ :« مراضعه صلى الله عليه وآله وسلم »

السيدات؛ الأمهات اللَّواتي أرضعن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب: ابن آمنة بنت وهب الزهرية قيل إنهن «عشر» (1) ﴿١٠﴾ نسوة(2).
وقيل «ثمان» ﴿٨﴾.
وقيل «ثلاث» ﴿٣﴾.
**
مَنْ أَرضَعَه (3):
﴿ « ‟ ٤. ٣. ١. „ » ﴾ إن أول مرضعة تشرفت برضاعه صلى الله عليه وسلم أُمُّه العفيفة الشريفة الطيبة ذات النسب والحسب: «آمنة بنت وهب» الزهرية التي رأت إثناء حملها به ووضعها ما رأت..
وقمتُ بعرضه في الصفحات الماضيات؛
فـلمّا ولَدتْه صلى الله عليه وسلم أرضَعته سبعة(4) أَيَّام، ذكر ذلك جماعة منهم؛ صاحب المورد والغُرر.
وقد ثبت(5) أنه أَرضعته:
﴿ « ‟ ٤. ٣. ٢. „ » ﴾ «ثُوَيْبَةُ» الأَسلمية مولاة أبي لَهَبٍ ساعة ولد (6)؛
و
قيل أيّاماً (7)؛ قبل قدوم حليمة. و
أرضعت عمه حمزة كذلك، فكان أخاً للنبي من الرضاعة. وهو عمه صنو أبيه.
**
وأكثرهن إرضاعاً له؛ ولا خلاف(8) أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرضعته :
﴿ « ‟ ٤. ٣. ٣. „ » ﴾ «حليمة»؛ وتكنَّى أم كبشة(9)) - أي باسم بنت لها اسمها كبشة؛ وكانت من هوازن؛ أي من بني سعد بن بكر بن هوازن(10)، رضع عليه السلام مع ابنتها الشَّيْماء بنت الحارث بن عبدالعزى.

بيد أنه ورد في طبقات ابن سعد:
" وَقَالَتْ أُمُّهُ- آمنة بنت وهب-:" يَا ظِئْرُ سَلِي عَنِ ابْنِكِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ"؛
وَأَخْبَرَتْهَا مَا رَأَتْ؛ وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ حِينَ وَلَدَتْهُ،
وَقَالَتْ :" قِيلَ لِي ثَلاثَ لَيَالٍ: اسْتَرْضِعِي ابْنَكِ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ ثُمَّ فِي آلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ "،
قَالَتْ حَلِيمَةُ : فَإِنَّ أَبَا هَذَا الْغُلامِ الَّذِي فِي حِجْرِي أَبُو ذُؤَيْبٍ وَهُوَ زَوْجِي، فَطَابَتْ نَفْسُ حَلِيمَةَ (11)". ويوضح مَن الطفل الرضيع زمن قدوم السعدية؛ حليمة إلى مكة فقال : قَدِمَ مَكَّةَ عَشْرُ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَطْلُبْنَ الرَّضَاعَ فَأَصَبْنَ الرَّضَاعَ كُلُّهُنَّ إِلا حَلِيمَةَ بِنْتَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ؛ وورد ذكر اسم الرضيع وهو :" عَبْدُاللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهُ "... وليس الرضيع الشيماء -كما أدعى البعض- وسأوضح -بإذنه تعالى ذكره - في بحث قادم أن جُدامة -وهي الشيماء-كانت تلاعبه؛ وهذا يعني أنها أكبر سناً منه.
**
والمرضعات القادمات ظهر تضارب في الأقوال حولهن؛ وأذكرهن كي أستوفي البحث:
﴿ « ‟ ٤. ٣. ٤. „ »﴾ «خولة بنت المنذر»؛ بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار، أم بردة الأنصارية.
قال الإمام الشامي: ذكر الإمام أبوالحسن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم المعروف بـ"ابن الأمين" أنها –أي خولة- أرضعت النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقال: ذكرها العدوي وتابعه في العيون والموارد.
وهو وهمٌ إنما أرضعت ولده صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم، كما ذكر ابن سعد وأبو عمر وغيرهما وعليه جرى الحافظ في الإصابة، ونصه بعد أن ساق نسبها: مرضعة ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ السقيمة في إسقاط ابن.
وعليه فقد صوب جماعة أنها أرضعت ولده إبراهيم، ابن ماريا بنت شمعون -القبطية؛ يعني المصرية- وليس هو -صلى الله عليه وسلم. (12). هذا ما ذكره أبو الفتح اليعمرى عن ابن اسحاق.

و
في محاولة توفيقية من صاحب السيرة الحلبية في هذا القول..
قال:" ونسب هذا البعض في ذلك للوهم، وأن خولة بنت المنذر التي هي أم بردة إنما كانت مرضعة لولده إبراهيم. وقد يجاب عنه بأنه يجوز أن تكون خولة بنت المنذر اثنتان: واحدة أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم، وواحدة أرضعت ولده إبراهيم ابن ماريا بنت شمعون المصرية، وأن خولة التي أرضعته صلى الله عليه وسلم هي السعدية التي كانت ترضع حمزة -عمه- التي قال فيها الشمس الشامي: لم أقف على اسم تلك المرأة، والله أعلم" .. قلتُ: وهي القادمة:.
﴿ « ‟ ٤. ٣. ٥. „ »﴾ و «امرأة سعدية» (13) أي -امرأة من بني سعد؛ غير حليمة-. ذكرها ابن القيم في الهدي.
روى ابن سعد عن ابن أبي مليكة:
" أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه حليمة.". (14)
قال صاحب السيرة الحلبية :" ولم أقف على اسم تلك المرأة ".

أما السادسة:
﴿ « ‟ ٤. ٣. ٦. „ » ﴾ و السابعة: ﴿ « ‟ ٤. ٣. ٧. „ »﴾ والمرضعة الثامنة: ﴿ « ‟ ٤. ٣. ٨. „ »﴾ فهنَّ : «ثلاث» نسوة من بني سليم مر عليهن، ذكرهن القرطبي وغيره: (15).". اسم كل واحدة منهن عاتكة؛ نقله السهيلي عن بعضهم في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم :« أنا ابن العواتك من سليم »...


قلتُ(الرمادي) : سأبحث هذه المسألة قريباً (16).

قال أبو عمر :" أنه صلى الله عليه وسلم مُرَّ به على ثلاث نسوة من بني سُليم.. فأخرجن ثديهن فوضعناه في فيه فدرَّت عليه ورضع منهن."

و
السيرة الحلبية توضح هذه المسألة-وإن كان فيها نظر- :
" قال: وأرضعه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث نسوة: أي أبكار من بني سليم، أخرجن ثديهن فوضعنها في فمه فدرت في فيه فرضع منهن،
ويضيف صاحب السيرة الحلبية:" وأرضعته صلى الله عليه وسلم أم فروة اهـ. –وهي القادمة في بحثي هذا- وهؤلاء النسوة الأبكار كل واحدة منهن تسمى «عاتكة»، واللاتي عناهن صلى الله عليه وسلم بقوله: «أنا ابن العواتك من سليم» .

قلتُ:" والأمر إذا كان هكذا؛ فيعتبر أعجازا؛ أحتاجُ إلى بحثه في باب إرهاصات ما قبل الرسالة ومعجزات النبوة".

﴿ ‟ « ٤. ٣. ٩. » „ ﴾ «أم فرْوة». (17) ذكرها المستغفري: ثم روى عن ابن إسحاق عن أم فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ".[سورة الكافرون]. (فإنها براءة من الشرك).
تخريج:
" قال أبو موسى المديني :" اختُلف في راوي الحديث: فقيل: فروة، وقيل: أبو فروة، وقيل: أم فروة ، وهذا أغرب الأقوال.
وقال الحافظ في الإصابة: بل غلط محض وإنما هو أبو فروة، وكان بعض رواته لمَّا رأى عن أبي فروة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم ظن أنه خطأ والصواب أم فروة، فرواه على ما ظن فأخطأ هو، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة بل يُطلق على زوجها أيضاً، وقد أخرجه أصحاب السنن الثلاثة من طرق عن ابن إسحاق عن ورقة بن نوفل عن أبيه. هكذا أخرجه أبو داود والنسائي من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق مجرداً وفيه على أبي إسحاق اختلاف وهذا هو المعتمد. ".
﴿ « ‟ ٤. ٣. ١٠. „ » ﴾ «أم أيمن» بركة ذكرها القرطبي(18)؛ عزيزة(19)، وصوب جماعة أنها من الحواضن لا من المرضعات (20)؛ والمشهور أنها من الحواضن لا من المراضع.
وما تقدم من أن أم أيمن أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم ذكره السيوطي في الخصائص الصغرى، ردّ بأنها حاضنته لا مرضعته(21).
وعلى تقدير صحته ينظر بـ لبن أي ولد لها كان، فإنه لا يعرف لها ولد إلا أيمن وأسامة، إلا أن يقال جاز أن لبنها در له صلى الله عليه وسلم من غير وجود ولد كما تقدم في النسوة الأبكار[(!!!؟؟؟)](22).
قلتُ:
"وهذا إعجاز جديد؛ يحتاج لتثبت. غير أني قرأت أن معجزات المصطفىٰ المهتدىٰ المرتضىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ تصل إلى عشرة آلاف [ (000 ,10) ] معجزة.. وهذا يلزمنا البحث في كافة صفحات السيرة النبوية الشريفة العطرة.. عن تلك المعجزات..
وكم عدد المعجزات التي يعلمها كاتب هذه السطور غفر الله له زلاته
أو
عدد المعجزات التي يعلمها قارئ هذه السطور ... (!!!؟؟؟).... ".,
**
واللافت للإنتباه أنه جاء عند البعض أن :" المذكور في كتب التاريخ والسير حسب -ما وقف عليه صاحب الفتوى- أن مرضعاته صلى الله عليه وآله وسلم :فقط هن:
﴿ ١ ﴾ «ثويبة» مولاة أبي لهب أرضعته أياماً وهي أول من أرضعه، (قلتُ الرمادي: يمكن القول هنا أنها أول مَن ارضعته بعد أمه ) ثم أرضعته
﴿ ٢ ﴾ «حليمة» «السعدية» بلبن ابنها عبدالله بن الحارث وبقي عندها إلى الفطام،
وذكر ابن سعد في الطبقات وابن القيم في زاد المعاد أن
﴿ ٣ ﴾ «أم حمزة» أرضعته يوما وهو عند حليمة.
فتحصل من ذلك ثلاث ( ٣ ) مرضعات ثويبة وحليمة وأم حمزة إن صحت الرواية بإرضاعها له صلى الله عليه وآله وسلم. وأما غير ذلك فلم نقف عليه(23)"
**
والخلاصة :
بعد التبحر في مسألة رضاعة الوليد محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب فإني لم أتمكن من ترجيح قول على آخر؛ غير ما بدأته بكلمة "ثبت" عند الحديث عن ثويبة الأسلمية، أو كلمة "لا خلاف" عند الحديث عن السعدية حليمة..
و
بالطبع رضاعة أمه السيدة الجليلة آمنة بنت وهب الزهرية.. فيصير عدد أمهاته من الرضاعة أربع..
.. وإذا ما توصلتُ إلى جديد سأذكره بمشيئته -جل وعلا-.


ــــــــــــــــــــــــــــ
: د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٤ من الْهِجْرِيَّةِ ‏الجمعة ٢٩ من المحرم ؛ الموافق ~ 26 من أغسطس 2022 من سنة الميلاد العجيب







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 02:20 PM   #147

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

[ 23 ]
ــــــــــــــــــــــــ
مدة رضاعته !

مدخل:"
موقع بنات مِــصــر تميز بنشر بحوث متواصلة عن السيرة النبوية العطرة -على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام- بصورة متسلسلة ومنذ بدء الخليقة وخلق آدم -أول البشرية-
و لــ
كاتب هذه السطور عظيم الشرف أن يكون باحثاً في سنة خادم الأنبياء ومعداً لسيرة آخر المرسلين المبتعث رحمة للعالمين
و
أن يشاركني هذا الشرف قراء الموقع وإدارته في متابعة ونشر وإكمال بحوث السيرة المحمدية المشرفة؛
و
من ثم السنة النبوية العاطرة وفق المصادر الأصلية والمراجع الصحيحة لإخراج موسوعة كاملة محققة ومدققة..
و
يبدو لي أنه من الإنصاف -بجانب صفحة السيرة المحمدية التي ينشرها موقع بنات مِــصــر أن تضاف صفحة تتعلق بحياة وسير الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام.. إذ هم القدوة الحسنة والإسوة الصالحة خاصة لشباب وأبناء التجمعات الإسلامية من الأجيال التي ولدت على أرض القارة وتسكن أمهات العواصم الأوروبية خاصة؛ وشباب العالم عامة..
يجاور هذا صفحة عن أمهات المرسلين وزوجات الأنبياء يرافق ذلك صفحة عن نساء حول المبتعثين..
و
الجدير بالذكر أن كاتب هذه السطور أعد وقام بمبادرة تحت عنوان عريض وهو « تعانق المبشر مع البشير؛ ورحلة العائلة المقدسة [العذراء مريم البتول وابنها المسيح عيسى ابن مريم ويوسف النجار كــ مرافق ] إلى أرض النيل؛ بلد الأمن والسلام » بالتنسيق مع أعضاء وإدارة الإتحاد العام للمصريين ومشاركة إيجابية متميزة مِن راعي وممتازة من شعب إيبارشية الأقباط الأرثوذكس -المصرية- ..
والكاتب يرى أن مثل هذه الفعاليات تؤتي ثمارها؛ خاصةً إذا تم إقامتها من خلال فكر ورؤية أهل التخصص وتفعيلها من خلال أقلام رجال العلم في بناء جسور التلاقي بين الشرق والغرب وإزالة الغبار عما تراكم منذ سنوات من النظرة إلى الآخر أو الحكم عليه وإزالة الصورة النمطية التقليدية عن أهل المشرق وأهل الغرب.. ولعله في قابل الأيام يتمكن المرء من قراءة ومشاهدة والتفاعل مع مثل هذه المبادرات. إذ أن القراءة التفصيلية لسير حياة النبلاء من المرسلين والأنبياء ترسخ القيم العليا وتقعد المبادئ العلا وتنشر الأفكار السامية وتثبت المقاييس الحضارية ويكمل آحدانا الآخر في تقديم صورة ناصعة عن البشرية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أعود لموضوع السيرة المحمدية..
ولتوضيح معناها يجب عليَّ أن أعرفها.

تعريف السّيرة لُغة:
قال ابن فارس في مادة «سير»: السين؛ والياء؛ والراء: أصلٌ يدلُّ على مضيٍّ وجريان، يقال: سار يسير سيراً، والسيرة: الطريقة في الشيء والسُّنة، لأنها تسير وتجري.


والسَّيْرة: المرّة الواحدة،
والسِّيرة: الضرب من السير،
قال ابن منظور: السّيرة: الطريقة،
يقال سار بهم سيرة حسنة، والسّيرة الهيئة، وفي التّنزيل العزيز ﴿ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى﴾.

فما سار عليه المرء في حياته يُسمّى سيرة،
لذلك قالوا: «السّيرة تقابل الصّورة»،
أي: السّيرة في السّلوك، والصّورة في الجسد.

قال الجرجاني في "التّعريفات":
«السيرة هي الطريقة، سواء كانت خيراً أو شراً، يقال: فلان محمود السيرة، وفلان مذموم السيرة». والسِّيَر: جمع سيرة، وهي الطّريقة سواء كانت خيرا أو شرّا". هذا تعريف السيرة من حيث اللغة.

أما من حيث:
تعريف السيرة اصطلاحاً: أي في الاصطلاح الشّرعي:
السّيرة هي:
العلم بحياة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم من قبل ولادته إلى وفاته، وما يتعلّق بدعوته من الحوادث، فهي ترجمة حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الميلاد إلى الوفاة..

وأرى اختزالا في هذا التعريف..
بيد أن د. نزار ريان عرَّفها بقوله: «هي طريقة حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بكل ما يتصل بها، قبل البعثة وبعدها».

حتّى إنّه عند الإطلاق لا ينصرف لفظ السّيرة إلاّ إلى «حياة النبيّ» صلى الله عليه وسلم.".

وما جاء في التعريفات بأن :
" السُّنّة " في اللغة‏:‏ هي الطريقة، مرضية كانت أو غير مرضية،
والعادة، أما في الشريعة‏:‏ فهي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض وجوب،
فالسُّنة‏:‏ ما واظب النبي، صلى الله عليه وسلم، عليها، مع الترك أحياناً، فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فسنن الهدى، وإن كانت على سبيل العادة فسنن الزوائد،
فسنة الهدى ما يكون إقامتها تكميلاً للدين، وهي التي تتعلق بتركها كراهةً أو إساءة، وسنة الزوائد، هي التي أخذها هدى أي إقامتها حسنة ولا يتعلق بتركها كراهة ولا إساءة كسير النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده ولباسه وأكله‏.‏
وهي مشترك بين ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من
قول،
أو فعل،
أو تقرير،
وبين ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليه بلا وجوب،
وهي نوعان‏:‏
سنة هدى، ويقال لها‏:‏ السنة المؤكدة، كالأذان والإقامة، والسنن، والرواتب، والمضمضة، والاستنشاق، على رأي، وحكمه كالواجب، المطالبة في الدنيا، إلا أن تاركه يعاقب وتاركها لا يعاقب‏.‏
وسنن الزوائد، كأذان المنفرد، والسواك، والأفعال المعهودة في الصلاة وفي خارجها، وتاركها غير معاقب‏.‏ "
وعليه.. اقول (الرمادي) فنحن في أحتياجٍ لمعرفة السيرة المحمدية إجمالاً؛ وفي ضرورةٍ لمعرفة السنة النبوية تفصيلاً.
أضيف (الرمادي): أن هناك فارق
بين السيرة المحمدية وبين السنة النبوية؛ فالسيرة النبوية وفقاً لما قدمته من بحوث سابقة نشرت على موقع آستروعرب نيوز تبدء منذ عهد آدم عليه السلام، أما السنة النبوية فتبدء منذ البعثة النبوية وبداية الرسالة المحمدية الخاتمة.. أي مِن حيث مبتدأ الوحي وبداية التنزيل. وهذه الأخيرة لم تنشر بعد.
وحين أقول (الرمادي) أنه ينبغي معرفة السيرة المحمدية إجمالاً أقصد تلك :
- المراحل و
- الأحداث و
- التبليغات و
- الروايات و
- الإرهاصات منذ بدء وجود آدم إلى قبيل البعثة المحمدية؛ أي قبل أن يصل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب سن الأربعين..
وغالب هذه الروايات أو الأحداث لا ينبني عليها أي أحكام شرعية سواء متعلقة بالعقيدة أو فعل ترك أو قيام بفعل..
والندرة الباقية إخبار من المعصوم عليه السلام -إذا صح الخبر- فقد صاحب ولادته بعض الإرهاصات الدالة على نبوته؛
منها ما ثبت بطرق صحيحة كالمعنى المستفاد من حديث :« أنا دعوة أبي إبراهيم» [الخليل أبي الأنبياء] «وبشرى عيسى» [أبن مريم العذراء البتول-عليهم السلام-].. «ورأت أمي حين حملت بي كأن نوراً خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام»؛ وكـ قدم نبوته مثلا؛ أما الغالب من الروايات فهي إخبارات أو مرويات قد تحرز السادة العلماء عن ذكرها؛ فقالوا قبل سرد الرواية أو التبليغ بالخبر «كما يقول الناس»؛ أو «فيما يـزعمون»؛ أو «والله تعالى أعلم»، بصيغة التمريض؛ أو التشكيك.. لذا توقف الكثير من السادة العلماء في ذكر روايات؛ كما ترى عند صاحب زاد المعاد مثلاً.. وهناك ما لم يثبت بطرق صحيحة ولكنه اشتهر مثل قولهم: «إنه حين ولد سقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى»؛ و « خمدت النار التي كان يعبدنها المجوس» و « غاصت بحيرة "ساوة"» و « انهدمت المعابد التي كانت حولها»


ثم
استوقفني ما ذكره د. مهدي رزق الله أحمد في بحثه القيم :" السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية - دراسة تحليلية". إذ ذكر أن المحدثين عندما عَرَّفُوا السنة؛ جعلوا السيرة جزءاً منها. فقالوا :"إنها كل ما آثر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة ". سواء أكان ذلك قبل البعثة كتحنثه في غار حراء، أم بعدها. والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي.".

و
أني أميل لتعريف الأصوليين للسنة؛ إذ قالوا :" السنة في اصطلاح الأصوليين هي: «ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير«.
قلت(الرمادي): أنتهى التعريف عند هذا الحد. وبالتالي وضح للقارئ الإختلاف بين تعريف المحدثين والأصوليين.
أقول (الرمادي): أثبتُ هذه التعريفات وذكرت هذه المداخلة إذ أن هناك روايات تنسب إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب لم أجدها إلا عند المجلسي (محمّد باقر بن محمّد تقي)؛ وهو من علماء السادة الشيعة الأمامية الأثنى عشرية؛ وما سطره يعتبر موسوعة هي : « بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار » يعد هذا الكتاب من أكبر الموسوعات الحديثيَّة عند الشيعة الإثني عشريَّة إذ تتجاوز عدد مجلَّداته المئة مجلد)؛ ولكني لم أجد مصدر لبعض الروايات.. كما لم أجد إحالة؛ بمعنى من أين أتى بهذه الرواية المنسوبة إلى السعدية حليمة؛ مرضعة محمد بن عبدالله بن عبد المطلب؛ وكذا تجد روايات عند شرف المصطفى؛ لـ: عبدالملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)) .
وهناك أخبار ومرويات تركتها للقارئ إذا اراد مراجعتها؛ ولكن بها ضعف شديد فلم أثباتها هنا (!)."

وبحثتُ بالقدر الكافي فلم أجد مَن خرَّج هذه الروايات كي يطمئن لها القلب وتقنع العقل فاضعها ضمن بحوث السّيرة.. وإن احتاط المؤلف فكتب «من العجب العجيب».. وذكر بعض الأمور المتعلقة بطفولة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في سنواته الأولى عند السعدية حليمة مرضعته. لذا فإني أحتج -في هذه البحوث- بالصحيح من الروايات والأخبار؛ واستأنس بالضعيف فيما لا يتعلق بالعقيدة والأحكام؛ وأدع الواهي.. وهذا ما قرره السادة العلماء واتفقوا عليه.
ثم توقفتُ عن البحث في هذ الروايات وسارجأها إلى بحوث أختلاف الرواية في الحادثة الواحدة تحت عنوان عريض هو « شبهات حول السيرة »... وستأتي في نهاية البحوث إن شاء الله تعالى...
**
﴿« „ مدة رضاعه ‟ « ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






تكلمتُ مِن قبل عن الشخصيات المحورية في حياة محمد..
وبالطبع مِن هذه الشخصيات المحورية مَن لعبتْ دوراً أما جوهرياً أو ثانوياً في «حياة» الرضيع.. الطفل.. الشاب.. الرجل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب..
وهذه مسألة حساسة جداً وغامضة للغاية ومعقدة عند البعض..
غير أنه ينبغي التفريق الكامل بين رعاية خالقه تعالى في سماه وتقدست اسماه ومرسله سبحانه وتعالى إلى الناس كافة..
كما أثبتُ من قبل:" أَنَّهُ قَالَ: „ أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي ‟...
وعلق ابن تيمية بالقول :" الْمَعْنَى صَحِيحٌ لَكِنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ إسْنَادٌ ثَابِتٌ "
ينبغي التفريق الكامل بين -محمد- البشر والإنسان، وبين الرسول والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث أنه مبلغ وحي ربه وحامل الرسالة وآخر الأنبياء والمرسلين.. المصطفى المجتبى المحتبى المرتضى.. فالحديث عن الأول بإعتباره بشر وإنسان أتصف بصفات حميدة إثناء مراحل حياته الأولى وظهرت كرامة له ووجدت إرهاصات قبل الحمل به وإثناء حمله بين قلب وفؤاد أمه آمنة بنت وهب وإثناء الولادة وأحداث ليلة الولادة والخير والكرامة مع وعند السعدية حليمة وقضية شق الصدر في بني سعد.. وحتى المبعث.. استغرقت ما يقرب من اربعين عاما..
أما
المرحلة الثانية من حياته فتبدءُ منذ البعثة ونزول الوحي وحتى إنتقاله إلى الرفيق الأعلى..
فهو إنسان بيد أنه مكلف في هذه المرحلة منذ نزول الوحي بواسطة أمين السماء جبريل بالتبليغ وتحمل أعباء النبوة وحمل الرسالة.. وهذه المرحلة العمرية أو الفترة الزمنية من حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين يبلغ عن ربه ولا يوجد شخص أو إنسان أو مخلوق يتأثر به أو يؤثر فيه..
بل وحي
وتبليغ
ودعوة وفق ما يرسله ويوحي إليه به خالقه ومولاه..
فالسنة النبوية -إجمالاً وتفصيلاً- تحتاج إلى معرفة كاملة؛
ولا أقصد هنا ما يتبادر إلى الذهن بأنه فعل المندوب أو الإتيان بالنافلة؛ أو القيام بالمستحب..
بل أريد القول بما هو يقابل للقرآن الكريم من حيث التشريع؛
أي القسم الثاني [ الشق الثاني ] من الذكر الحكيم المنزل من السماء.. و
توضح هذه الجزئية بما قاله عليه السلام إثناء خُطْبَتِهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ فـ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ،
فَقَالَ :« ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا :
كِتَابَ اللَّهِ،
وَ
سُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ».
وَوَجَدْتُ شَاهِدًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ».
**
أقول:" (الرمادي) هذا لما ترويه السعدية حليمة في الصفحات السابقات؛ إذ أن خبر إرضاع حليمة السعدية لمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب في ديار بني سعد، وما ظهر عليه من البركة هذا خبر مستفيض في كتب السيرة قديمها وحديثها، وأقدم مَن أورده مِن كُتاب السيرة ابن إسحاق (توفى: 151 هـ)؛ بأنها قالت كما جاء في سيرة ابن هشام.. إذ أنه قد تفرد ابن إسحاق برواية خبر إرضاع حليمة الرسولَ وإقامته معها ببادية بني سعد. وقد رواه بإسناد منقطع؛ إذ لم يصرح فيه عبدالله بن جعفر بالسماع من حليمة؛ وفي إسناده جهم بن أبي جهم، الذي عدّه الذهبي من المجاهيل: ورواه أبو يعلي في مسنده. وابن حبان في صحيحه، وليس فيهما تصريح بالتحديث بين عبدالله وحليمة، كما قال الألباني؛ وخَطَّأَ ابن حجر.. لأنه قال بـ:" أن عبدالله قد صرح بالتحديث".. ورواه الطبراني كذلك، ووثق الهيثمي رجال أبي يعلى والطبراني.

و
محصلة التحقيق :
حكم محققا سيرة ابن هشام، والألباني بضعف هذا الخبر.
وعلى الرغم مما قيل في إسناد هذا الخبر إلا أن مما لا شك فيه ثبوت استرضاع الرسول في بادية بني سعد؛ وذلك لأن:

1.] رواية الصحيح -عند مسلم- تتفق مع رواية ابن إسحاق في أن حادثة شق الصدر -وهذا بحثي القادم؛ إن شاء الله تعالى- قد وقعت للرسول وهو صغير مسترضع في بادية بني سعد، وكذلك:

2.] رواية الحاكم؛ وأحمد وابن إسحاق في حديث : « أنا دعوة أبي إبراهيم.... واسترضعت في بني سعد ابن بكر... «" وفي :

3.] الحديث الذي رواه ابن إسحاق بإسناد حسن، قال وفد هوازن للرسول وهو بالجعرانة حين منصرفه من حنين:" إنما في الحظائر -أي الأسر- عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك...." وفي هذا الحديث إشارة إلى رضاعة النبي في أهل مناطق الطائف، أي في هوازن، التي منها بنو سعد.. قوم حليمة بنت أبي ذؤيب. وروى :
4.] ابن سعد بسنده إلى ابن القبطية أن النبي كان مسترضعا في بني سعد بن بكر. وفي :

5.] رواية آخرى لابن سعد أن أم النبي دفعته إلى السعدية التي أرضعته.... . وذكر ابن كثير:

6.] أن ابا نعيم روى بسنده إلى عتبة بن عبدالله أن رجلا سأل النبي، فقال :" كيف كان أول شأنك يا رسول الله !؟ . قال :" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ... الحديث " ... فـ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :" كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ : «كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ».
ويضاف إلى هذه الآثار التي تدل على

7.] مجئ أبوي الرسول من الرضاعة إليه و

8.] تعرفه على الشيماء -أخته من الرضاعة- التي جئ بها ضمن أسرى غزوة حنين .
وهذا كله يثبت رضاعته عليه السلام من حليمة السعدية..

ثم
أثبتُ قول السيدة السعدية حليمة مرضعته؛
إذ قالت : « فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ حَتَّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ، وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ »،
وهذه الرواية قريبة من رواية الطبري :
« فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ، حَتَّى مَضَتْ سَنَتَانِ وَفَصَلْتُهُ وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لا يَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ، فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا »..
أما رواية ابن كثير :
« فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا تَشِبُّهُ الْغِلْمَانُ فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ ».. وفي رواية آخرى لابن الأثير: « وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة » .. فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا. قَالَتْ : فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا ، لِمَا كُنَّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِه » .
والذي نثبته من تضافر الأقوال لوجود الرضيع اليتيم في بني سعد :

«١.»: نَتَعَرَّفُ مِنْ اللَّهِ الزِّيَادَةَ وَالْخَيْرَ؛

«٢.»: نَتَعَرَّفُ مِنَ اللَّهِ زِيَادَةَ الْخَيْرِ بِهِ؛

«٣.»: اللَّهُ يُرِينَا الْبَرَكَةَ نَتَعَرَّفُهَا. وهذا كله «" حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْهِ ".».
أثبتُ هنا محصلة قول السعدية حليمة من وجود البركة والخير والزيادة لوجود الطفل الرضيع «الـيتيم»: منذ اللحظة الأولى التي وضعت الرضيعَ في حجرها وحتى وصل إلى سن الفطام..
و
إذا كان خبر حليمة الطويل المشتهر حول رضاعة لم يحظَ بتصحيح المحدثين لعلل إسنادية، فإن رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد من قبل حليمة السعدية ثابت من طرق كما أسلفت. إذاً اشتهر عند أهل المغازي والسير أن ممن أرضعنه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية؛ في بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان حين اخذته معها إلى بادية قومها؛ فاقام معها نحو

«١.»: أربع سنين ثم ردته إلى أمه."
تكمل الحديث السيدة السعدية المرضعة مع السيدة آمنة بنت وهب أم الرضيع فتقول: « فَكَلَّمْنَا أُمَّهُ.. وَقُلْتُ
«السعدية؛ حليمةـ» لَهَا : لَوْ تَرَكْتُ بُنَيَّ عِنْدِي حَتَّى يَغْلُظَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكَّةَ، قالت: ونحن أضنُّ شىء به مما رأينا من بركته. قَالَتْ : فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى رَدَّتْهُ مَعَنَا ». قالت«أمه: آمنة بنت وهب»: ارجعا به، تكمل السعدية الحديث فتقول :"فرجعنا به فمكث عندنا شهرين...." وهنا تحدث حادثة شق الصدر...

وذكر ابن الجوزي أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين..
فَكَانَتْ مُدَّةُ رَضَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«٢.»: سَنَتَيْنِ ،.
وقال ابن قتيبة:

«٣.»: لبث فيهم خمس سنين وَرَدَّتْهُ حَلِيمَةُ إِلَى أُمِّهِ وَجَدِّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فِي قَوْلٍ .
الظاهر أن قول ابن الجوزي يعود إلى المرة الأولى قبل شق الصدر الشريف؛ وما ذكره ابن قتيبة وابن الثير يعود لمجمل المدة التي مكثها عليه السلام في ديار بني سعد ... والله أعلم

(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 02:26 PM   #148

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [ 24 ] « حَوَاضِنُهُ » و « مُرَبِياتُه »

[ 24 ]
« حَوَاضِنُهُ » و « مُرَبِياتُه »
« مُرَبِياتُ » «النبي » صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ و « حَوَاضِنُهُ »

تمهيد :
المرحلة الأولى في حسن تكوين الجنين في الرحم حسن إختيار أمه؛
والمرحلة الثانية في الإحسان إلى الرضيع هي حال مرضعته النفسية والبدنية والذهنية؛ مع طول فترة رضاعته؛
والمرحلة الثالثة في إجادة تربية الوليد حاضنته وقدراتها اللُغوية والفكرية؛ فإما أن تكون أمه؛ جدته.. أو خالته.. عمته.. جارته؛ أو أخته الكبرى.. والحالة النفسية للحامل إثناء فترة الحمل من أهم العوامل في مستقبل الجنين؛ والحالة المزاجية للمرضع من أهم العوامل في مستقبل الوليد؛ والحالة النفسية والذهنية للحاضنة من عوامل صنع رجال الغد ونساء المستقبل؛ إذ أن الحضانة: هي حفظ مَن لا يستقل بأموره، وتربيته بما يصلحه.. وهي تقتضي حفظ المحضون وإمساكه عما يؤذيه، وتربيته لينمو، وتعهده بطعامه وشرابه، وغسله، وطهارته وغسل ثيابه، ودهنه، وتعهد نومه ويقظته.. والشرع الحنيف جعل حضانة الطفل لأمه إذ هي أرفق به وأحنى عليه، وحاضنته/مربيته تعلمه أمورا تتناسب وقدر سنين عمره وقدرته على الإستيعاب والفهم والتحصيل.. في حالة الوليد السعيد: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب حَوَاضِنُهُ تعددن.. فَمِنْهُنَّ
(*١*) أُمُّهُ : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. وَمِنْهُنَّ :
(*٢*) ثويبة و
(*٣*) السعدية .. حليمة ، وابْنَتُهَا؛
(*٤*) الشيماء.. وَهِيَ أُخْتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ كَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهَا، وَهِيَ الَّتِي قَدِمَتْ عَلَيْهِ فِي وَفْدِ هَوَازِنَ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ رِعَايَةً لِحَقِّهَا.
وَمِنْهُنَّ الْفَاضِلَةُ الْجَلِيلَةُ:
(*٥*) أم أيمن؛ اسْمُهَا : بركة الحبشية، وَكَانَ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ دَايَتَهُ.. وَزَوَّجَهَا مِنْ حِبِّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أسامة.
رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِأُمِّ أَيْمَنَ: يَا أُمَّهْ ، وَيَقُولُ : هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي.
وَهِيَ الَّتِي دَخَلَ عَلَيْهَا أبو بكر وعمر بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَا : يَا أم أيمن مَا يُبْكِيكِ!؟؛ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ؟. قَالَتْ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ، وَإِنَّمَا أَبْكِي لِانْقِطَاعِ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَبَكَيَا.
وأرى أن أجعل في نهاية البحوث ملاحق لمسائل وموضوعات وقضايا لم تأخذ حقها في العرض.. منها على سبيل المثال وليس الحصر؛ وما نحن بصدده : ترجمة -كتابة حياة وسِيّر- للشخصيات المحورية التي لعبت دوراً في حياة الجنين.. الوليد.. الرضيع.. الطفل.. الشاب.. الرجل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب.. وملحق آخر عن أهم صحابيات وصحابة المصطفىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ المرتضىٰ.. كمثال صالح يحتذى به.
**
وما زلت أبحث:
*.] الأمور الكائنة بعد مولده وقبل بعثه صلى الله عليه وآله وسلم: وسأكمل بحوث:
*.] وفاة أمه آمنه بنت وهب وحضانة أم أيمن له صلى الله عليه وسلم.
*.] كفالة عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفته بشأنه.
*.] استسقاء أهل مكة بجده وهو معهم وسقياهم ببركة صلى الله عليه وسلم.
*.] ما حصل له في سنة سبع من مولده صلى الله عليه وآله وسلم.
*.] وفاة عبدالمطلب؛ ووصيته لأبي طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظهر في ذلك من الآيات.
*.] استسقاء أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعطش أبي طالب وشكواه ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
*.] سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه الزبير بن عبدالمطلب إلى اليمن.
*.] سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام.
*.] في حفظ الله إياه في شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية؛ واشتهاره بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة قبل بعثته، وتعظيم قومه له، صلى الله عليه وسلم.
*.] شهوده صلى الله عليه وسلم حرب الفجار.
*.] شهوده صلى الله عليه وسلم حلف الفضول.
*.] رعيه صلى الله عليه وسلم الغنم.
*.] سفره صلى الله عليه وسلم مرة ثانية إلى الشام.
*.] نكاحه صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
*.] بنيان قريش الكعبة شرفها الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذنه تعالى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 03:13 PM   #149

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي [24] ﴿«قصة إهلاك» „أصحاب الفيل‟﴾

[24]
[ ١. ] ﴿«قصة إهلاك» „أصحاب الفيل‟﴾

الجزء الأول : ﴿١. ١ .﴾ „ بيان عام المولد‟:
..من الأحداث المتعلقة بِسَنةِ مولد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين.. بل أهمها.. رغبة أبرهة بهدم الكعبة المشرفة بمكة المكرمة؛ وقد هيأ جيشاً عرمرماً ليحقق غايته؛ تعداده: „٠٠٠ ,٦٠ ‟ محارباً يتقدمه نوع جديد من أدوات الحرب -إن صح التعبير- ووسائل الهدم والتخريب؛ لا عهد للعرب بها من قَبل.. وهو حيوان ضخم الجثة قوي الجسد وهو : „الفيل”.
..كانت واقعة الفيل وما جرى فيها إرهاصاً آخراً بمقدم نبي آخر الزمان وخاتم رسل رب العباد لبني الإنسان.. فصح أن نتعرض لهذه الحادثة قبل التقدم خطوات في سيرة النبي المصطفى وسنة الرسول المرتضى وطريقة الحبيب المجتبى وطريقة حياته العملية للخليل المحتبى.. صلوات الله عليه وسلامه وآله.
**
واقعة الفيل: « قصة إهلاك أصحاب الفيل »
اثبت وحي السماء المنزل بواسطة أمين السماء جبريل على قلب آخر المرسلين أحداث ووقائع تعتبر من مقدمات النبوة وإرهاصات الرسالة.. كما أخبرنا بذلك -من خلال الكتاب المقدس- أحبار أهل الكتاب ورهبانهم بقرب قدومه..
أضف ما جاء على لسان الكهان والعرافين عن بعثة نبي آخر الزمان..
وأثْبَتُ مِن قبل -فيما مضى من بحوث- دعوى الخليل إبراهيم أبي الأنبياء؛ كما نطق القرآن الكريم والذكر الحكيم فــ
قال [ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ]؛
ثم
بشرى كلمة الله عيسى ابن مريم وروحه [..وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ..]؛
و
رؤية آمنة بنت وهب؛ وجاء النص القرآني ليثبت وقائع وأحداث عن حياة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومبعوث العناية الإلهية للعالمين:
منها ما تكلم القرآن الكريم به عن واقعة الفيل في سورة كاملة فقال: " بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ ﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾ ﴿ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴾ ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴾..
كما تحدث النص القرآني الكريم عن زمن طفولته.. وتكلم الذكر الحكيم عن وقت شبابه
فتحدث عن حالة اليتم فقال:" ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﴾ والحديث عن يتم -سأعقد له فصلاً كاملاً- الطفل محمد بن عبدالله بن عبد المطلب يدور حول محاور عدة.. منها :

1. ] يُتم الأب: أي موت عبدالله بن عبدالمطلب؛ وهو مازال جنينا في بطن أمه؛

2. ] ثم وفاة أمه: آمنة بنت وهب. وعمره ست سنوات؛

3.] كفالة جده عبدالمطلب ثم وفاته.. والطفل محمد بن عبدالله بن عبد المطلب في الثامنة من عمره(!).

4. ] ثم رعاية عمه أبي طالب إلى أن شبَّ وابتعث..
وتحدث عن حالة التحنث في غار حراء بمكة فقال: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴾
كما تحدث عن حالة ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴾.
**
قصة الفيل:
١. ٢. ] تمهيد:
في قصة إهلاك أصحاب الفيل؛ وذلك عام ولادته صلى الله عليه وسلم على الصحيح الذي عليه أكثر العلماء.
فـ تحديد زمنها:
" لما كان المحرم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حمل في بطن أمه على الصحيح، حضر أبرهة بن الصباح الأشرم يريد هدم الكعبة".

١. ٣. ] تحديد وقتها:" وبعض البحوث في تحديد سنة الواقعة تتحدث عن عام [٥٣] ق.هـ. وهي الفترة الزمنية الممتدة -تقريباً- من : [ ١٢ فبراير عام ٥٧١ م. إلى ٣١ يناير ٥٧٢ ] بعد ميلاد السيد المسيح -عليه وعلى أمه العذراء البتول السلام-" .
إذاً فـ حادثة الفيل تلك واكبت [حمل(!!!)] مولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولعل أدق تعبير تجده عند الصالحي في تبويب كتابه فقال:" « قصة إهلاك أصحاب الفيل » .
**
١. ٤. ] مقدمة:

كانَ أمرُ الفيل تقدِمة قدَّمها الله لنبيه وبيته، وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كِتاب، وكان دينهم خيرًا مِن دين أهل مكّة إذ ذاك، لأَنهم كانوا عُبَّاد أوثان، فنصرهم الله على أهل الكِتاب نصرًا لا صنُع للبشر فيه، إرهاصًا وتقدِمة للنبي الذي خرج من مكَّة، وتعظيمًا للبيت الحرام.. الكعبة المشرفة.. وكان إهلاكهم تشريفا له صلى الله عليه وسلم ولبلده، ولسان حال القدر يقول: لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي نشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

٢. ] الإشارة إلى القصة على وجه الاختصار:

٢. ١. ] في قِصَّةِ " أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ " أَنَّ „ذَا نُوَاسٍ”؛- وَكَانَ آخِرَ مُلُوكِ حِمْيَرَ وَكَانَ مُشْرِكًا - وهُوَ الَّذِي قَتَلَ أَصْحَابَ الْأُخْدُودِ، وَكَانُوا نَصَارَى، وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا [٠٠٠ , ٢٠ ]، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ إِلَّا „دَوْسُ ذُو ثَعْلَبَانِ”، فَذَهَبَ فَاسْتَغَاثَ بِـ „قَيْصَرَ” مَلَكِ الشَّامِ -الروم- وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَكَتَبَ لَهُ إِلَى „النَّجَاشِيِّ” مَلَكِ الْحَبَشَةِ؛ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إِلَيْهِمْ، فَبَعَثَ مَعَهُ أَمِيرَيْنِ:
„أَرِيَاطَ”
وَ
„أَبْرَهَةَ بْنَ الصَّبَاحِ أَبَا يَكْسُومَ” فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَدَخَلُوا الْيَمَنَ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ، وَاسْتَلَبُوا الْمُلْكَ مِنْ حِمْيَرَ، وَهَلَكَ „ذُو نُوَاسٍ” غَرِيقًا فِي الْبَحْرِ.
وَ

٢. ٢. ] اسْتَقَلَّ الْحَبَشَةُ بِمُلْكِ الْيَمَنِ وَعَلَيْهِمْ هَذَانَ الْأَمِيرَانِ: „أَرِيَاطُ” وَ „أَبْرَهَةُ” فَاخْتَلَفَا فِي أَمْرِهِمَا وَتَصَاوَلَا وَتَقَاتَلَا وَتَصَافَّا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: [قال أبرهة لأرياط]: إِنَّهُ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى اصْطِدَامِ الْجَيْشَيْنِ بَيْنَنَا، وَلَكِنْ ابْرُزْ إِلَيَّ وَأَبْرُزُ إِلَيْكَ، فَأَيُّنَا قَتَلَ الْآخَرَ اسْتَقَلَّ بَعْدَهُ بِالْمُلْكِ.
فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ فَتَبَارَزَا - وَخَلْفُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَنَاةٌ [الصواب: فتاهُ]- فَحَمَلَ „أَرِيَاطُ” عَلَى „أَبَرْهَةَ” فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَشَرَمَ أَنْفَهُ وَفَمَهُ وَشَقَّ وَجْهَهُ، وَحَمَلَ „عَتَوْدَةُ” مَوْلَى „أَبَرْهَةَ” عَلَى „أَرِيَاطَ” فَقَتَلَهُ، وَرَجَعَ „أَبَرْهَةُ” جَرِيحًا، فَدَاوَى جُرْحَهُ فَبَرِأَ، وَاسْتَقَلَّ بِتَدْبِيرِ جَيْشِ الْحَبَشَةِ بِالْيَمَنِ.

٢. ٣. ] فَكَتَبَ إِلَيْهِ „النَّجَاشِيُّ” يَلُومُهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، وَيَتَوَعَّدُهُ وَيَحْلِفُ لَيَطَأَنَّ بِلَادَهُ وَيَجِزَّنَّ نَاصِيَتَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبَرْهَةُ يَتَرَقَّقُ لَهُ وَيُصَانِعُهُ، وَبَعَثَ مَعَ رَسُولِهِ بِهَدَايَا وَتُحَفٍ، وَبِجِرَابٍ فِيهَا مِنْ تُرَابِ الْيَمَنِ، وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ فَأَرْسَلَهَا مَعَهُ، وَيَقُولُ فِي كِتَابِهِ:« لِيَطَأَ الْمَلِكُ عَلَى هَذَا الْجِرَابِ فَيَبِرُّ قَسَمَهُ؛ وَهَذِهِ نَاصِيَتِي قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ». فَلَمَّا وَصَلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ أَعْجَبَهُ مِنْهُ، وَرَضِيَ عَنْهُ، وَأَقَرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ ..
ثم..
٣. ] لما غلب- „أَبْرَهَةَ” - على اليمن وملكها من قبل „النجاشي”، رأى الناس يتجهزون أيام الموسم للحج [إلى بيت الله الحرام]،
فسأل:" أين يذهبون؟"،
فقيل:" يحجون بيت الله بمكة!"،
قال:" وما هو؟"،
قيل:" من الحجارة"،
قال:" وما كسوته؟"،
قيل:" ما يأتي من [ها] هنا من الوصائل"، فأقسم قائلاً:" والمسيح لأبنين لكم خيرًا منه".


٤. ] بِنَاءُ „الْقُلَّيْسِ”

قال علماء السير:
لَمَا دَامَ مُلْكُ „أَبْرَهَةَ” بِـ „الْيَمَنِ” وَتَمَكَّنَ بِهِ‏ بنَى „كَنِيسَةً” [هائلة] لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي زَمَانِهَا بِشَيْءِ مِنْ الْأَرْضِ بِـ „صَنْعَاءَ”.... إلى جانب „غُمْدان”؟

٤. ١. ] " وصفها ":

فَشَرَعَ „أَبْرَهَةُ” فِي بِنَاءِ كَنِيسَةَ هَائِلَةٍ بـ „صنعاء” رفيعة البناء، عَالِيَةَ الْفِنَاءِ، مُزَخْرَفَةَ الْأَرْجَاءِ.. بالرخام الأبيض والأصفر والأحمر والأسود، وحلاها بالذهب والفضة وفصل بينهما بالجواهر.. وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة ونقل لها ما تحتاج إليه من الرخام المجزع والحجارة المنقشة بالذهب والفضة من قصر „بلقيس”، وكان على فرسخ من موضعها ونصب فيها صلبانًا من ذهب وفضة ومنابر من عاج وأبنوس وغيره..

٤. ٢. ] " تصرفه مع أهل „اليمن”:

وأذل أهل „اليمن” [في بنيان هذه الكنيسة] وكلفهم فيها أنواعًا من السُخر؛ وكان يوقد فيها بالمندل ويلطخ جدرها بالمسك، وكان حكمه في العامل إذا طلعت عليه الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن يقطع يده، يوضح ابن كثير في البداية هذه الجزئية بالقول :" وَكَانَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنِ الْعَمَلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، يَقْطَعُ يَدَهُ لَا مَحَالَةَ.. فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت معه أمه. وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تشفع لابنها وأبى إلا أن يقطع يده، فقالت:" اضرب بمعولك اليوم لك وغدا لغيرك". فقال: " ويحك ما قلت ؟"؛ قالت:" نعم، صار هذا الملك من غيرك إليك، وكذلك يصير إلى غيرك".. فأخذته موعظتها وأعفى الناس من ذلك.

٤. ٣. ] " أهتمامه ببنائها بنفسه :"

وكان يشرف منها على „عدن” لارتفاع بنائها وعلوها،

٤. ٤. ] "التسمية"
٤. ٤. ١ .] ولذا سماها „القُلَّيس”: بضم القاف؛ وفتح اللام مشددة ومخففة فتحتية ساكنة فسين مهملة، أو بفتح القاف وكسر اللام "..
وهذا الفرض الأول في التسمية؛ ويتفق الصالحي مع ابن كثير في هذه الجزئية بالقول فـقد :" سَمَّتْهَا الْعَرَبُ الْقُلَّيْسَ؛ لِارْتِفَاعِهَا؛ لِأَنَّ النَّاظِرَ إِلَيْهَا تَكَادُ تَسْقُطُ قُلُنْسُوَتُهُ عَنْ رَأْسِهِ مِنَ ارْتِفَاعِ بِنَائِهَا ".
٤. ٤. ٢ .] أما الإفتراض الثاني في سبب تسميتها فقد: قيل: إنما سماها بذلك „العرب” فيحتمل أنهم تبعوه، واحتمال عكسه.. إذا لا تطيب نفسه بتبعيتهم في تسمية ما بناه افتخارًا عليهم، هذا قول ابن عباس
٤. ٥. ] فلما أراد صرف الحج إليها أَرْسَلَ „أَبَرْهَةُ” يَقُولُ لِلـ „نَّجَاشِيِّ” : إِنِّي سَأَبْنِي لَكَ كَنِيسَةً بِأَرْضِ الْيَمَنِ لَمْ يُبْنَ قَبْلَهَا مِثْلُهَا .
لذا فـ كَتَبَ إلَى النَّجَاشِيِّ:يقول: « إنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كَنِيسَةً لَمْ يُبْنَ مِثْلُهَا لِمَلِكِ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ حَتَّى أَصْرِفَ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ».
٤. ٥. ١ . ] فأمر الناس فحجوها، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، ومكث فيها رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا له..

انتهى الجزء الأول..


[ ٢. ] الجزء الثاني مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ”


٤. ٦. ] "رد فعل العرب"

" قِصَّةُ النَّسَأَةِ؛ وغضب أحد رجالها:
قال صاحب السيرة؛ ابن إسحاق: " فَلَمَّا تَحَدَّثَتْ الْعَرَبُ بِكِتَابِ أَبْرَهَةَ ذَلِكَ إلَى النَّجَاشِيِّ غَضِبَ رَجُلٌ مِنْ النَّسَأَةِ أَحَدُ بَنِي فُقَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إلْيَاسَ مِنْ مُضَرَ".

٤. ٦. ١ . ] مَعْنَى النَّسَأَةِ :

وَالنَّسَأَةُ هم : الَّذِينَ كَانُوا يَنْسَئُونَ الشُّهُورَ عَلَى الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَيُحِلُّونَ الشَّهْرَ مِنْ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَيُحَرِّمُونَ مَكَانَهُ الشَّهْرَ مِنْ أَشْهُرِ الْحِلِّ، وَيُؤَخِّرُونَ ذَلِكَ الشَّهْرَ
فَــ
فِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: « إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ ».

٤. ٦. ٢ . ]: الْمُوَاطَأَةُ لُغَةً ".

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ لِيُوَاطِئُوا: لِيُوَافِقُوا؛ وَالْمُوَاطَأَةُ: الْمُوَافَقَةُ تَقُولُ الْعَرَبُ: وَاطَأْتُكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ وَافَقْتُكَ عَلَيْهِ .

٤. ٦. ٣ . ] كَراهِيةِ الْعَرَب الْعَدْنَانِيَّةُ وَالْقَحْطَانِيَّةُ ذَلِكَ، وَايضاً غَضِبَتْ قُرَيْشٌ غَضَبًا شَدِيدًا :

يقول ابن كثير؛ في تفسير القرآن العظيم:".. عَزَمَ أَبَرْهَةُ الْأَشْرَمُ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ حَجَّ الْعَرَبِ إِلَيْهَا كَمَا يُحَجُّ إِلَى الْكَعْبَةِ بِمَكَّةَ، وَنَادَى بِذَلِكَ فِي مَمْلَكَتِهِ، فَكَرِهَتِ الْعَرَبُ الْعَدْنَانِيَّةُ وَالْقَحْطَانِيَّةُ ذَلِكَ، وَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ لِذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى قَصَدَهَا بَعْضُهُمْ، وَتَوَصَّلَ إِلَى أَنْ دَخْلَهَا لَيْلًا. فَأَحْدَثَ فِيهَا.. وَكَرَّ رَاجِعًا. فَلَمَّا رَأَى السَّدَنَةُ ذَلِكَ الْحَدَثَ، رَفَعُوا أَمْرَهُمْ إِلَى مَلِكِهِمْ أَبَرْهَةَ وَقَالُوا لَهُ:" إِنَّمَا صَنَعَ هَذَا بَعْضُ قُرَيْشٍ غَضَبًا لِبَيْتِهِمُ الَّذِي ضَاهَيْتَ هَذَا بِهِ"؛ فَأَقْسَمَ أَبَرْهَةُ لَيَسِيرَنَّ إِلَى بَيْتِ مَكَّةَ، وَلَيُخَرِّبَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا".

٤. ٦. ٣ . ١. ] : تحديد الفاعل :

إحْدَاثُ الْكِنَانِيِّ فِي الْقُلَّيْسِ، وَحَمْلَةُ أَبْرَهَةَ عَلَى الْكَعْبَةِ:

اشتهر الخبر عند العرب فـ خرج رجل من كنانة مغضبًا فتغوط فيها.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:" فَخَرَجَ الْكِنَانِيُّ حَتَّى أَتَى الْقُلَّيْسَ فَقَعَدَ فِيهَا ".

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:" يَعْنِي أَحْدَثَ فِيهَا ".
يوضح ابن الأثير في الكامل تلك الفعله بقوله :" تَغَوَّطَ؛ ثُمَّ لَحِقَ بِأَهْلِهِ".

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:" ثُمَّ خَرَجَ فَلَحِقَ بِأَرْضِهِ"؛ يعلق الزرقاني بالقول :" هذا قول ابن عباس.".

ثم يقول الزرقاني:
" فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَبْرَهَةُ فَــ
قَالَ :" مَنْ صَنَعَ هَذَا ؟"، فَــ
قِيلَ لَهُ:" صَنَعَ هَذَا رَجُلٌ [رجال(!)] مِنْ الْعَرَبِ؛ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي تَحُجُّ الْعَرَبُ إلَيْهِ بِمَكَّةَ، لَمَّا سَمِعَ قَوْلَكَ:" أَنَّكَ تُرِيدُ صَرْفَ الْحُجَّاجِ عَنْهُ فَفَعَلَ هَذَا ."؛ أي قولك:" أَصْرِفُ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ..
فــ
غَضِبَ فَــ جَاءَ فَــ قَعَدَ فِيهَا"، أَيْ أَنَّهَا لَيْسَتْ لِذَلِكَ بِأَهْلِ.

فَغَضِبَ غضباً شديداً عِنْدَ ذَلِكَ أَبْرَهَةُ وَحَلَفَ لَيَسِيرَنَّ إلَى الْبَيْتِ حَتَّى يَهْدِمَهُ؛ وينقض الكعبةَ حجرا حجرا...

٤. ٦. ٣ . ٢. ] ما حدث لهذا الرجل :

قَتَلَتْ بَنُو كِنَانَةَ ذَلِكَ الرَّجُلَ؛ فَزَادَ أَبْرَهَةَ ذَلِكَ غَضَبًا وَحَنَقًا،". هذه رواية؛
أما
الآخرى :"

٤. ٦. ٣ . ٣. ] وكان في عمارة القُلَّيس خشب مموه، إذ أن فتية من قريش دخلوها فأطلقوا فيها نارا فحملتها الريح وكان يوما فيه هواء شديد فاحترقت وسقطت؛ فأحرقتها.. فحلف ليهدمن الكعبة". وهذا قول مقاتل. و

٤. ٦. ٣ . ٣. ١. ] قد :" قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ -يَزِيدُ أَحَدَهُمَا وَيَنْقُصُ-؛ ويثبت ابن كثير في تفسيره ما :" ذَكَرَه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ:" أَنَّ فِتْيَةً مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوهَا فَأَجَّجُوا فِيهَا نَارًا، وَكَانَ يَوْمًا فِيهِ هَوَاءٌ شَدِيدٌ فَأَحْرَقَتْهُ، وَسَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ".
و
تروي رواية أحداث آخرى :

٤. ٦. ٣ . ٤. ] " مَا رُوِيَ أَنَّ فِتْيَةً مِنْ قُرَيْشٍ خَرَجُوا تُجَّارًا إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، فَنَزَلُوا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ إِلَى بِيعَةٍ لِلنَّصَارَى، تُسَمِّيهَا النَّصَارَى "الْهَيْكَلَ"، فَأَوْقَدُوا نَارًا لِطَعَامِهِمْ وَتَرَكُوهَا وَارْتَحَلُوا؛ فَهَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفٌ عَلَى النَّارِ فَأَضْرَمَتِ الْبَيْعَةَ نَارًا، فَاحْتَرَقَتْ"، "يفهم من هذه الرواية أن الفعل ليس فيه قصد الإحراق بل ترتب على السهو أو النسيان أن أحترقت بيعة النصارى :"الْهَيْكَلَ".
أما
الرواية الأولى فهي تدل على سذاجة وقلة عقل الفاعل..
ولعل هذا ما تعانيه الأمة الإسلامية -اليوم- من حالة غباء سياسي وضحالة الوعي بمجريات الأمور من تصرفات بعض أحزابها ذات الوشاح الإسلامي وجماعاتها على كثرتها أو ما يسمى نقلا من الغرب :" الإسلام السياسي"... ؛ وقلة إدراك لما تؤول إليه الأمور من تصرف بعض مَن ينتسب لها.
**
٤. ٦. ٣ . ٥. ] رواية آخرى:
قال:" ابن سعد ".كان نفيل [ بن حبيب ] الخثعمي يتعرض لأبرهة بالمكروه [يورض له ما يكره]،فأمهله حتى إذا كانت ليلة من الليالي لم ير أحدًا يتحرك [فقام] فجاءً بعذرة فلطخ بها قبلتها، وجمع جيفًا فألقاها فيها.

[ ٣. ] الجزء الثالث مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ”
٤. ٧. ] ..احْتَرَقَتْ البيعة.. إذاً، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَأَخْبَرَهُ، فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا. فَأَتَاهُ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ؛ وَحُجْرُ بْنُ شُرَحْبِيلَ؛ وَأَبُو يَكْسُومَ الْكِنْدِيُّونَ؛ وَضَمِنُوا لَهُ إِحْرَاقَ الْكَعْبَةِ، وَسَبْيَ مَكَّةَ. وَكَانَ النَّجَاشِيُّ هُوَ الْمَلِكُ، وَأَبْرَهَةُ صَاحِبُ الْجَيْشِ، وَأَبُو يَكْسُومَ نَدِيمُ الْمَلِكِ، وَقِيلَ وَزِيرٌ، وَحُجْرُ بْنُ شُرَحْبِيلَ مِنْ قُوَّادِهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَبُو يَكْسُومُ هُوَ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ. فَسَارُوا وَمَعَهُمُ الْفِيلُ".
٤. ٧. ١ .] تصرف أبرهة ورد فعله :
تروى الأحداث بصورة آخرى فقد ..كتب [ أبرهة ] إلى النجاشي يخبره بذلك ويسأله أن يبعث إليه بفيلِه، وكان له فيل يقال له "محمود"، وكان فيلا عظيما لم ير مثله في الأرض عظما وقوة، فبعث به إليه

٤. ٧. ٢ .] إذاً فقد .. عَزَمَ أَبَرْهَةُ الْأَشْرَمُ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ حَجَّ الْعَرَبِ إِلَيْهَا كَمَا يُحَجُّ إِلَى الْكَعْبَةِ بِمَكَّةَ،

٤. ٧. ٣ .] وَأَقْسَمَ أَبَرْهَةُ لَيَسِيرَنَّ إِلَى بَيْتِ مَكَّةَ، وَلَيُخَرِّبَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا؛ فَتَأَهَّبَ أَبَرْهَةُ لِذَلِكَ، وَصَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ عَرَمْرَمٍ؛ لِئَلَّا يَصُدَّهُ أَحَدٌ عَنْهُ،
وَ
٤. ٧. ٤ .] اسْتَصْحَبَ مَعَهُ فِيلًا عَظِيمًا كَبِيرَ الْجُثَّةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، يُقَالُ لَهُ: مَحْمُودٌ، وَكَانَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ مَلِكُ الْحَبَشَةِ لِذَلِكَ.
وهذا ما قَالَه الْأَكْثَرُونَ: وهُوَ فِيلٌ وَاحِدٌ.
٤. ٧. ٤. ١.] وَيُقَالُ : كَانَ مَعَهُ أَيْضًا ثَمَانِيَةُ (٨) أَفْيَالٍ.
وَهذا ما قَالَه الضَّحَّاكُ.
٤. ٧. ٤ . ٢.] :"وَقِيلَ : اثْنَا عَشَرَ (١٢) فِيلًا .
٤. ٧. ٤ .٣.] يضيف صاحب الكامل في التاريخ؛ ابن الأثير :" وَقِيلَ : كَانَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ (١٣) فِيلًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
٤. ٧. ٥ . ] ثُمَّ أَمَرَ الْحَبَشَةَ فَتَهَيَّأَتْ وَتَجَهَّزَتْ في ستين ألفا (٠٠٠ ,٦٠ )، ثُمَّ سَارَ نحو أرض مكة..
يوضح صاحب الكامل فيقول:" وَكَانَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فِيلًا وَهِيَ تَتْبَعُ مَحْمُودًا، وَإِنَّمَا وَحَّدَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - الْفِيلَ لِأَنَّهُ عَنَى بِهِ كَبِيرَهَا مَحْمُودًا، وَقِيلَ فِي عَدَدِهِمْ غَيْرُ ذَلِكَ"..
يربط الحديث صاحب الكامل؛ فيقول ابن الأثير :" فَلَمَّا سَارَ سَمِعَتِ الْعَرَبُ بِهِ ... ".

٤. ٧. ٦ . ] تصرف العرب:
وَسَمِعَتْ بِذَلِكَ الْعَرَبُ، فَأَعْظَمُوهُ وَفَظِعُوا بِهِ، وَرَأَوْا جِهَادَهُ حَقًّا عَلَيْهِمْ، حِينَ سَمِعُوا بِأَنَّهُ يُرِيدُ هَدْمَ الْكَعْبَةِ، بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ.
**
[ ٤. ] الجزء الرابع مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ”

٤. ٨ . ] جاء بالفيل لِيَهْدِمَ بِهِ الْكَعْبَةَ :

يقول ابن كثير في تفسيره:".. يَعْنِي لِيَهْدِمَ بِهِ الْكَعْبَةَ بِأَنْ يَجْعَلَ السَّلَاسِلَ فِي الْأَرْكَانِ، وَتُوضَعَ فِي عُنُقِ الْفِيلِ، ثُمَّ يُزْجَرَ لِيُلْقِيَ الْحَائِطَ جُمْلَةً وَاحِدَةً. فَلَمَّا سَمِعَتِ الْعَرَبُ بِمَسِيرِهِ أَعْظَمُوا ذَلِكَ جِدًّا، وَرَأَوْا أَنَّ حَقًا عَلَيْهِمُ الْمُحَاجَبَةُ دُونَ الْبَيْتِ، وَرَدُّ مَنْ أَرَادَهُ بِكَيْدٍ.

٤. ٨. ١ . ] هَزِيمَةُ „ذِي نَفْرٍ” أَمَامَ أَبْرَهَةَ:
وفي سيرة ابن هشام: فلما سمعت العرب أنه يريد هدم الكعبة بخروجه قطعوه ورأوا جهاده حقًا عليهم؛
" فَخَرَجَ إلَيْهِ [عند الكامل :" عَلَيْهِ "] رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْيَمَنِ وَمُلُوكِهِمْ يُقَالُ لَهُ: „ذُو نَفْرٍ”، فَدَعَا قَوْمَهُ ، وَمَنْ أَجَابَهُ [أطاعه] مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ إِلَى حَرْبِ أَبَرْهَةَ وَجِهَادِهِ عَنْ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَمَا يُرِيدُ مِنْ هَدْمِهِ وَخَرَابِهِ؛ [فَأَجَابَهُ إلَى ذَلِكَ مَنْ أَجَابَهُ]؛ وَقَاتَلُوا أَبَرْهَةَ فَهَزَمَهُمْ -أي هُزِمَ ذُو نَفْرٍ وَأَصْحَابُهُ- لِمَا يُرِيدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كَرَامَةِ الْبَيْتِ وَتَعْظِيمِهِ، وَأُخِذَ لَهُ ذُو نَفْرٍ وَأُسِرَ"، فَأُتِيَ بِهِ [إليه] أَسِيرًا.

فَلَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ قَالَ لَهُ ذُو نَفْرٍ:" أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَقْتُلْنِي فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَقَائِي مَعَكَ خَيْرًا لَكَ مِنْ قَتْلِي". فَتَرَكَهُ مِنْ الْقَتْلِ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ فِي وَثَاقٍ، وَكَانَ أَبْرَهَةُ رَجُلًا حَلِيمًا".
..هذه الهزيمة الأولى للعرب!! لكي يتحقق مراد الله تعالى..

٤. ٨. ٢ . ] مَا وَقَعَ بَيْنَ „نُفَيْلٍ” وَأَبْرَهَةَ:

ثُمَّ مَضَى أَبْرَهَةُ عَلَى وَجْهِهِ ذَلِكَ يُرِيدُ مَا خَرَجَ لَهُ، حَتَّى إذَا كَانَ بِأَرْضِ „خَثْعَمَ” عَرَضَ لَهُ :" نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيُّ " فِي قَبيلَيْ خَثْعَمَ: "شَهْرَانِ"؛ وَ "نَاهِسُ"؛ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، فَقَاتَلَهُ فَهَزَمَهُ أَبْرَهَةُ، وَأُخِذَ لَهُ "نُفَيْلٌ" أَسِيرًا فَأُتِيَ بِهِ فَلَمَّا هَمَّ بِقَتْلِهِ قَالَ لَهُ:"نُفَيْلٌ": " أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَقْتُلْنِي فَإِنِّي دَلِيلُكَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، وَهَاتَانِ يَدَايَ لَكَ عَلَى قبيلَيْ خَثْعَمَ:"شَهْرَانِ"؛ وَ "نَاهِسُ" بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ".
..وتلك الهزيمة الثانية للعرب كما أراد الله تعالى في قصة هلاك أصحاب الفيل..

٤. ٨. ٣ . ] „ابْنُ مُعَتِّبٍ” وَأَبْرَهَةُ :

وَخَرَجَ [أبرهة يريد مكة] بِهِ (ابن معتب) مَعَهُ يَدُلُّهُ، حَتَّى إذَا مَرَّ بِالطَّائِفِ خَرَجَ إلَيْهِ "مَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَرْوِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ" فِي رِجَالِ ثَقِيفٍ.

٤. ٨. ٤ . ] اسْتِسْلَامُ أَهْلِ الطَّائِفِ لِأَبْرَهَةَ:

ذكر ابن الأثير في الكامل :" سَارَ حَتَّى إِذَا مَرَّ عَلَى الطَّائِفِ بَعَثَتْ مَعَهُ ثَقِيفٌ „أَبَا رِغَالٍ” يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى أَنْزَلَهُ بِالْمُغَمَّسِ.

٤. ٨. ٤ . ١. ] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَقَالُوا لَهُ:" أَيُّهَا الْمَلِكُ، إنَّمَا نَحْنُ عَبِيدُكَ سَامِعُونَ لَكَ مُطِيعُونَ، لَيْسَ عِنْدَنَا لَكَ خِلَافٌ. وَلَيْسَ بَيْتُنَا هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي تُرِيدُ - يَعْنُونَ اللَّاتَ - إنَّمَا تُرِيدُ الْبَيْتَ الَّذِي بِمَكَّةَ. وَنَحْنُ نَبْعَثُ مَعَكَ مَنْ يَدُلُّكَ عَلَيْهِ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ . ، فبعثوا معه أبا رغال.
واللَّاتُ: بَيْتٌ لَهُمْ بِالطَّائِفِ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ نَحْوَ تَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ.

٤. ٨. ٤ . ٢. ] مَعُونَةُ „أَبِي رِغَالٍ” لِأَبْرَهَةَ وَمَوْتُهُ وَقَبْرُهُ:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَبَعَثُوا مَعَهُ "أَبَا رِغَالٍ" يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى مَكَّةَ فَخَرَجَ أَبْرَهَةُ وَمَعَهُ أَبُو رِغَالٍ حَتَّى أَنْزَلَهُ الْمُغَمِّسَ -بطريق الطائف-؛ فَلَمَّا أَنْزَلَهُ بِهِ مَاتَ أَبُو رِغَالٍ هُنَالِكَ، فَرَجَمَتْ قَبْرَهُ الْعَرَبُ، فَهُوَ الْقَبْرُ الَّذِي يَرْجُمُ النَّاسُ بِالْمُغَمِّسِ إلى اليوم.

٤. ٨. ٤ . ٢. ١.] و „أبو رِغَال” وحكمة تقبيح حاله وإظهار شناعة أمره حتى صار يرجم بعد موته دون نفيل أنه إنما جعل نفسه دليله وقاية من القتل؛ فكان كالمكره على ذلك بخلاف أبي رِغال، فإن قومه تلقوا أبرهة بالسلم واختاروه دليلا، ولم يكن ذو نفر دليلا إنما كان أسيرًا معه في الوثاق، كما تلي عليك".
فـ سار أبرهة من صنعاء إلى خثعم إلى الطائف ومنها بَعث رجلا من قومه: وَنَزَلُوا بِذِي الْمَجَازِ.. وَاسْتَاقُوا سَرْحَ مَكَّةَ، وَفِيهَا إِبِلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَأَتَى الرَّاعِي نَذِيرًا، فَصَعِدَ الصَّفَا، فَصَاحَ: «وَاصُبَاحَاهُ» ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِمَجِيءِ الْجَيْشِ وَالْفِيلِ. فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَتَوَجَّهَ إِلَى أَبْرَهَةَ، وَسَأَلَهُ فِي إِبِلِهِ.
وَاخْتُلِفَ فِي النَّجَاشِيِّ، هَلْ كَانَ مَعَهُمْ؛ فَقَالَ قَوْمٌ كَانَ مَعَهُمْ . وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ: لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ.

٤. ٨. ٥ . ] „الْأَسْوَدُ بْنَ مَقْصُودٍ” وَاعْتِدَاؤُهُ عَلَى مَكَّةَ :
فَلَمَّا نَزَلَ أَبْرَهَةُ الْمُغَمِّسَ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْوَدُ بْنُ مَقْصُودٍ عَلَى خَيْلٍ لَهُ، حَتَّى انْتَهَى إلَى مَكَّةَ، فَسَاقَ إلَيْهِ أَمْوَالَ (أَهْلِ) تِهَامَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، وَأَصَابَ فِيهَا مِائَتَيْ بَعِيرٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا.. فَهَمَّتْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَهُذَيْلٌ؛ وَمَنْ كَانَ بِذَلِكَ الْحَرَمِ (مِنْ سَائِرِ النَّاسِ) بِقِتَالِهِ. ثُمَّ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بحربه، فَتَرَكُوا ذَلِكَ.

٤. ٨. ٦ .]:" „حُنَاطَةُ” وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ "
وَبَعَثَ أَبْرَهَةُ- حُنَاطَةَ الْحِمْيَرِيَّ إلَى مَكَّةَ، وَقَالَ لَهُ : " سَلْ عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؛ جاء في الكامل :" سَيِّدِ قُرَيْشٍ " وَشَرِيفِهَا"؛ ثُمَّ قُلْ (لَهُ) :" إنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكَ: إنِّي لَمْ آتِ لِحَرْبِكُمْ، إنَّمَا جِئْتُ لِهَدْمِ هَذَا الْبَيْتِ، فَإِنْ لَمْ تَعْرِضُوا دُونَهُ بِحَرْبِ، فَلَا حَاجَةَ لِي بِدِمَائِكُمْ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يُرِدْ حَرْبِي فَأْتِنِي بِهِ؛ صياغة الكامل جاءت بلفظ:" فَإِنْ لَمْ تَمْنَعُوا عَنْهُ فَلَا حَاجَةَ لِي بِقِتَالِكُمْ ".

٤. ٨. ٦ . ١.] فَلَمَّا دَخَلَ حُنَاطَةُ مَكَّةَ سَأَلَ عَنْ سَيِّدِ قُرَيْشٍ وَشَرِيفِهَا فَقِيلَ لَهُ:" عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ (بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ)"؛ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَبْرَهَةُ؛ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:" وَاَللَّهِ مَا نُرِيدُ حَرْبَهُ، وَمَا لَنَا بِذَلِكَ مِنْ طَاقَةٍ؛ هَذَا بَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ وَبَيْتُ خَلِيلِهِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- صلى الله عليه وسلم - [أَوْ كَمَا قَالَ] فَإِنْ يَمْنَعْهُ مِنْهُ فَهُوَ بَيْتُهُ وَحَرَمُهُ. وَإِنْ يُخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَوَاَللَّهِ مَا عِنْدَنَا دَفْعٌ عَنْهُ . فَقَالَ (لَهُ) حُنَاطَةُ:" فَانْطَلِقْ مَعِي إِلَى الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِكَ" .

٤. ٨. ٦ . ٢.] ذُو نَفْرٍ وَأُنَيْسٌ وَتَوَسُّطُهُمَا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَدَى أَبْرَهَةَ :
فَانْطَلَقَ مَعَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَمَعَهُ بَعْضُ بَنِيهِ حَتَّى أَتَى الْعَسْكَرَ ، فَسَأَلَ عَنْ ذِي نَفْرٍ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَحْبِسِهِ، فَقَالَ لَهُ :" يَا ذَا نَفْرٍ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ غَنَاءٍ [من شئ ] فِيمَا نَزَلَ بِنَا ؟ ". فَقَالَ لَهُ ذُو نَفْرٍ :" وَمَا غَنَاءُ رَجُلٍ أَسِيرٍ بِيَدَيْ مَلِكٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَقْتُلَهُ غُدُوًّا أَوْ عَشِيًّا؛ [والله] مَا عِنْدَنَا غَنَاءٌ فِي [من] شَيْءٍ مِمَّا نَزَلَ بِكَ[بكم]؛ إلَّا أَنَّ أُنَيْسًا سَائِسَ الْفِيلِ صَدِيقٌ لِي، وَسَأُرْسِلُ إلَيْهِ فَأُوصِيهِ بِكَ، وَأُعْظِمُ عَلَيْهِ حَقَّكَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَكَ عَلَى الْمَلِكِ، فَتُكَلِّمُهُ بِمَا بَدَا لَكَ. وَيَشْفَعُ لَكَ عِنْدَهُ بِخَيْرِ إنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ". فَقَالَ:" حَسْبِي". فَبَعَثَ ذُو نَفْرٍ إلَى أُنَيْسٍ، [فجاء] فَقَالَ لَهُ : إنَّ [هذا] عَبْدَ الْمُطَّلِبِ سَيِّدُ قُرَيْشٍ، وَصَاحِبُ عِيرِ [عين] مَكَّةَ، يُطْعِمُ النَّاسَ بِالسَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَقَدْ أَصَابَ لَهُ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ، فَاسْتَأْذِنْ لَهُ عَلَيْهِ. وَانْفَعْهُ عِنْدَهُ بِمَا اسْتَطَعْتَ". فَقَالَ :" أَفْعَلُ ".
فَكَلَّمَ أُنَيْسٌ أَبْرَهَةَ، فَقَالَ لَهُ:" أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِبَابِكَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَهُوَ صَاحِبُ [عين] عِيرِ مَكَّةَ، وَهُوَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي السَّهْلِ وَالْوُحُوشَ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، فَأْذَنْ لَهُ عَلَيْكَ، فَيُكَلِّمْكَ فِي حَاجَتِهِ، ( وَأَحْسِنْ إلَيْهِ )". قَالَ:" فَأَذِنَ لَهُ أَبْرَهَةُ.

٤. ٨. ٦ . ٣.] عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَحُنَاطَةُ وَخُوَيْلِدُ بَيْنَ يَدَيْ أَبْرَهَةَ :
..وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَوْسَمَ النَّاسِ وَأَجْمَلَهُمْ وَأَعْظَمَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ أَبْرَهَةُ أَجَلَّهُ وَأَعْظَمَهُ وَأَكْرَمَهُ عَنْ أَنْ يُجْلِسَهُ تَحْتَهُ، وَكَرِهَ أَنْ تَرَاهُ الْحَبَشَةُ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ، فَنَزَلَ أَبْرَهَةُ عَنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى بِسَاطِهِ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَيْهِ إلَى جَنْبِهِ،
[وجاء في " الدر المنظم " أن عبد المطلب لما دخل على أبرهة سجد له فيل من الفيلة، وكان لا يسجد لأبرهة كغيره من الفيلة، فتعجب أبرهة من ذلك ودعا بالسحرة والكهان فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه لم يسجد له وإنما سجد للنور الذي بين عينيه. انتهى. ].
ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ:" قُلْ لَهُ: [ما] حَاجَتُكَ؟". فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ التُّرْجُمَانُ؛ فَقَالَ:" حَاجَتِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا لِي". فَلَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ أَبْرَهَةُ لِتَرْجُمَانِهِ:" قُلْ لَهُ: قَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِي حِينَ رَأَيْتُكَ، ثُمَّ قَدْ زَهِدْتُ فِيكَ حِينَ كَلَّمْتنِي، أَتُكَلِّمُنِي فِي مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَبْتُهَا لَكَ، وَتَتْرُكُ بَيْتًا هُوَ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ قَدْ جِئْتُ أَهْدِمُهُ؟؛ لَا تُكَلِّمْنِي فِيهِ".

٤. ٨. ٦ . ٣. ١.] رد عبدالمطلب على أبرهة :
قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:" إنِّي أَنَا رَبُّ الْإِبِلِ، وَإِنَّ لِلْبَيْتِ رَبًّا سَيَمْنَعُهُ".
قَالَ:" مَا كَانَ لِيَمْتَنِعَ مِنِّي".
قَالَ:" أَنْتَ وَذَاكَ".
وَكَانَ فِيمَا -يَزْعُمُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ- [ابن السائب ومقاتل]، قَدْ ذَهَبَ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إلَى أَبْرَهَةَ، حِينَ بَعَثَ إلَيْهِ حُنَاطَةَ، يَعْمُرُ بْنُ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ بَنِي بَكْرٍ، وَخُوَيْلِدُ بْنُ وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ هُذَيْلٍ؛ فَعَرَضُوا عَلَى أَبْرَهَةَ ثُلُثَ أَمْوَالِ تِهَامَةَ، عَلَى أَنْ يَرْجِعَ [عن خراب البيت] عَنْهُمْ وَلَا يَهْدِمَ الْبَيْتَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَكَانَ ذَلِكَ أَمْ لَا (!!!).

٤. ٨. ٦ . ٣. ٢.] تصرف أبرهة مع عبدالمطلب:
فَرَدَّ أَبْرَهَةُ عَلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ الَّتِي أَصَابَ لَهُ.
صاحب الكامل يقول :" وَأَمَرَ بِرَدِّ إِبِلِهِ، فَلَمَّا أَخَذَهَا قَلَّدَهَا [وأشعرها وجللها] وَجَعَلَهَا هَدْيًا [للبيت]، وَبَثَّهَا فِي الْحَرَامِ لِكَيْ يُصَابَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَغْضَبَ اللَّهُ؛ فعمد القوم إليها فحملوا عليها وعقروا بعضها، فدعا عليهم عبد المطلب.
**
٤. ٨. ٧ .] عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي الْكَعْبَةَ يَسْتَنْصِرُ بِاَللَّهِ عَلَى رَدِّ أَبْرَهَةَ:
فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَنْهُ، انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ، وَالتَّحَرُّزِ فِي شَعَفِ [عند الكامل:"رُءُوسِ"] الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ: تَخَوُّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَسْتَنْصِرُونَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ :
يَا رَبِّ لَا أَرْجُو لَهُمْ سِوَاكَا
يَا رَبِّ فَامْنَعْ مِنْهُمُ حِمَاكَا
إِنَّ عَدُوَّ الْبَيْتِ مَنْ عَادَاكَا
امْنَعْهُمْ أَنْ يُخَرِّبُوا [عند ابن الجوزي:" فِناكا "] قُرَاكَا
وَقَالَ أَيْضًا :
لَا هُمَّ إنَّ الْعَبْدَ [المرء] يَمْـــــــــــ * ـــــــــــنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ[رحالك]
وَلَئِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّهُ * أَمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالَكْ
أَنْتَ الَّذِي إِنْ جَاءَ بَا * غٍ نَرْتَجِيكَ لَهُ كَذَلِكْ
وَلَّوْا وَلَمْ يَحْوُوا سِوَى * خِزْيٍ وَتُهْلِكُهُمْ هُنَالِكْ
لَمْ أَسْتَمِعْ يَوْمًا بِأَرْجَسَ * مِنْهُمُ يَبْغُوا قِتَالَكْ
جَرُّوا جُمُوعَ بِلَادِهِمْ * وَالْفِيلَ كَيْ يَسْبُوا عِيَالَكْ
عَمَدُوا حِمَاكَ بِكَيْدِهِمْ * جَهْلًا وَمَا رَقَبُوا جَلَالَكْ
زَادَ الْوَاقِدِيُّ :
إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا [عند الصالحي:" وكعـ‍ * * ــبتنا "] * فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ

٤. ٨. ٧ . ١.] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَانْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى شَغَفِ الْجِبَالِ فَتَحَرَّزُوا فِيهَا يَنْتَظِرُونَ مَا أَبْرَهَةُ فَاعِلٌ بِمَكَّةَ إذَا دَخَلَهَا." فمنعه الله من دخولها؛ كما يجيء.
وذكر مقاتل:" لم يخرج عبد المطلب من مكة[معهم] بل أقام بها، وقال:" لا أبرح حتى يقضي الله قضاءه"؛ ثم صعد هو وأبو مسعود الثقفي على مكان عال لينظر ما يقع،بـ أبرهة.

٤. ٨. ٨ .] : دُخُولُ أَبْرَهَةَ مَكَّةَ، وَمَا وَقَعَ لَهُ وَلِفِيلِهِ:
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تَهَيَّأَ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فِيلَهُ وعبأ جَيْشَهُ، قال ابن جرير: ويقال كان معه ثلاثة عشر فيلا هلكت كلها. ونقل الماوردي عن الأكثرين أنه لم يكن معهم إلا فيل واحد اسمه محمود. وعن الضحاك كان معه ثمانية أفيلة.
وَكَانَ اسْمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا وَأَبْرَهَةُ مُجْمِعٌ لِهَدْمِ الْبَيْتِ، زاد مقاتل: وجعل الفيل مقابل الكعبة ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة. وقال غيره: بل ليجعل السلاسل في أركان الكعبة وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة. ثُمَّ الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ .

٤. ٨. ٨ . ١.] : فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ [نحو الكعبة] إلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ ( الْخَثْعَمِيُّ ) حَتَّى قَامَ إلَى جَنْبِ الْفِيلِ، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِهِ. فَقَالَ :" اُبْرُكْ مَحْمُودُ [يا محمود أنت بحرم الله]، أَوْ ارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ ".

٤. ٨. ٨ . ٢.] : فَبَرَكَ الْفِيلُ؛ وَأَلْقَى نَفْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ؛ وَخَرَجَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أَصْعَدَ فِي الْجَبَلِ، وَضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَضَرَبُوا (فِي) رَأْسِهِ بالطَّبَرْزِينَ لِيَقُومَ فَأَبَى فَأَدْخَلُوا مَحَاجِنَ لَهُمْ فِي مَرَاقِّهِ فَبَزَغُوهُ بِهَا لِيَقُومَ فَأَبَى، فَوَجَّهُوهُ رَاجِعًا إلَى الْيَمَنِ، فَقَامَ يُهَرْوِلُ، وَوَجَّهُوهُ إلَى الشَّامِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَوَجَّهُوهُ إلَى الْمَشْرِقِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَوَجَّهُوهُ إلَى مَكَّةَ فَبَرَكَ؛ فإذا وَجَّهُوهُ إِلَى مَكَّةَ سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ؛ وألقى جرانه إلى الأرض وجعل يعج عجا. وفي رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق أن الفيل لما ربض جعلوا يقسمون له بالله أنهم رادوه إلى اليمن فيحرك لهم أذنيه -كأنه يأخذ عليهم بذلك عهدا- فإذا أقسموا عليه قام يهرول فيردوه إلى مكة فيربض، فيحلفون له فيحرك أذنيه كالمؤكد عليهم القسم، ففعلوا ذلك مرارا.
وفي معاني القرآن للزجاج أن دوابهم لم تسر نحو البيت، فإذا عطفوها راجعين سارت، فوعظهم الله تعالى بأبلغ موعظة. فأقوموا على قصد أن يخربوا البيت فلم يزالوا يعالجون الفيل حتى غشيهم الليل.
وفي رواية يونس عن ابن إسحاق أنهم استشعروا العذاب في تلك الليلة، لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم تكاد تكلمهم من اقترابها منهم، فلما كان السَحر أرسل الله الطير الأبابيل.

[ ٥. ] الجزء الخامس مِن: „ قصة إهلاك أصحاب الفيل ”.

٤. ٩ . ] وَنَظَرَ أَهْلُ مَكَّةَ بِالطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ؛ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:" إِنَّ هَذِهِ الطَّيْرَ غَرِيبَةٌ بِأَرْضِنَا، وَمَا هِيَ بِنَجْدِيَّةٍ وَلَا تِهَامِيَّةٍ وَلَا حِجَازِيَّةٍ "؛ وَإِنَّهَا أَشْبَاهُ الْيَعَاسِيبِ. وَكَانَ فِي مَنَاقِيرِهَا وَأَرْجُلِهَا حِجَارَةٌ؛ فَلَمَّا أَطَلَّتْ عَلَى الْقَوْمِ أَلْقَتْهَا عَلَيْهِمْ، حَتَّى هَلَكُوا .
قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ جَاءَتِ الطَّيْرُ عَشِيَّةً؛ فَبَاتَتْ ثُمَّ صَبَّحَتْهُمْ بِالْغَدَاةِ فَرَمَتْهُمْ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: فِي مَنَاقِيرِهَا حَصًى كَحَصَى الْخَذْفِ، أَمَامَ كُلِّ فِرْقَةٍ طَائِرٌ يَقُودُهَا، أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ، أَسْوَدُ الرَّأْسِ، طَوِيلُ الْعُنُقِ. فَلَمَّا جَاءَتْ عَسْكَرَ الْقَوْمِ وَتَوَافَتْ، أَهَالَتْ مَا فِي مَنَاقِيرِهَا عَلَى مَنْ تَحْتَهَا، مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ صَاحِبِهِ الْمَقْتُولِ بِهِ.
وَقِيلَ : كَانَ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ مَكْتُوبٌ: مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ نَجَا، وَمَنْ عَصَاهُ غَوَى. ثُمَّ انْصَاعَتْ رَاجِعَةً مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ.
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ: سَأَلْتُ عَنْهَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ: حَمَامُ مَكَّةَ مِنْهَا.
وَقِيلَ : كَانَ يَقَعُ الْحَجَرُ عَلَى بَيْضَةِ أَحَدِهِمْ فَيَخْرِقُهَا، وَيَقَعُ فِي دِمَاغِهِ، وَيَخْرِقُ الْفِيلَ وَالدَّابَّةَ. وَيَغِيبُ الْحَجَرُ فِي الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ وَقْعِهِ. وَكَانَ أَصْحَابُ الْفِيلِ سِتِّينَ أَلْفًا، لَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ إِلَّا أَمِيرُهُمْ، رَجَعَ وَمَعَهُ شِرْذِمَةٌ لَطِيفَةٌ. فَلَمَّا أَخْبَرُوا بِمَا رَأَوْا هَلَكُوا.
فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ مِنْ الْبَحْرِ أَمْثَالَ الْخَطَاطِيفِ وَالْبَلَسَانِ، مَعَ كُلِّ طَائِرٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ يَحْمِلُهَا: حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ، وَحَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ؛ فَقَذَفَتْهُمْ بِهَا وَهِيَ أَمْثَالُ الْحِمَّصِ وَالْعَدَسِ.
ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم، فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم، فصاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما من حجر وقع على جنب رجل إلا خرج من الجنب الآخر، وإن وقع على رأسه خرج من دبره ولا تصيب شيئا إلا هشمته وإلا سقط ذلك الموضع. فكان أول ما رئي الجدري والحصبة، وبعث الله تعالى ريحا شديدة فضربت بأرجلها فزادتها قوة.].لَا تُصِيبُ مِنْهُمْ أَحَدًا إلَّا هَلَكَ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ أَصَابَتْ .
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: وليس كلهم أصيب. وخرجوا وَخَرَجُوا هَارِبِينَ يَبْتَدِرُونَ الطَّرِيقَ الَّذِي مِنْهُ جَاءُوا، وَيَسْأَلُونَ عَنْ نُفَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ لِيَدُلّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ نُفَيْلٌ حِينَ رَأَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ نِقْمَتِهِ :
أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ الطَّالِبُ * وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ [ابن الأثير؛ الكامل:" غَيْرُ "] لَيْسَ الْغَالِبُ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهُ : لَيْسَ الْغَالِبُ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.
فَخَرَجُوا يَتَسَاقَطُونَ بِكُلِّ طَرِيقٍ، وَيَهْلِكُونَ بِكُلِّ مَهْلِكٍ عَلَى كُلِّ مَنْهَلٍ ،
وروى أبو نعيم عن عطاء بن يسار قال: حدثني من كلم قائد الفيل وسائسه قال: إنهما أخبراني خبر الفيل". قالا:" أقبلنا ومعنا فيل الملك الأكبر لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم، فلما دنونا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم يربض، فتارة نضربه فيهبط وتارة نضربه حتى نمل ثم نتركه. فلما بلغ المغمس ربض فلم يقم فطلع العذاب، فقلت:" نجا غيركما ؟"؛ :" نعم ليس كلهم أصابهم العذاب.
٤. ١٠. ] وَأُصِيبَ أَبْرَهَةُ فِي جَسَدِهِ؛ يقول ابن الأثير؛ في الكامل:" فَسَقَطَتْ أَعْضَاؤُهُ عُضْوًا عُضْوًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، وَخَرَجُوا بِهِ مَعَهُمْ تَسْقُطُ (أَنَامِلُهُ) [منه] أُنْمُلَةً أُنْمُلَةً، كُلَّمَا سَقَطَتْ أُنْمُلَةٌ أَتْبَعَتْهَا مِنْهُ مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحًا وَدَمًا، حَتَّى قَدِمُوا بِهِ صَنْعَاءَ وَهُوَ مِثْلُ فَرْخِ الطَّائِرِ، فَمَا مَاتَ حَتَّى انْصَدَعَ صَدْرُهُ عَنْ قَلْبِهِ، -فِيمَا يَزْعُمُونَ -.. وولى أبرهة ومن تبعه يريد بلاده، فكلما دخل أرضاً وقع منه عضو حتى انتهى إلى بلاد "خثعم" وليس عليه غير رأسه فمات.
وأفلت وزيره وطائره يتبعه حتى وصل إلى النجاشي فأخبره بما جرى للقوم، فلما فرغ رماه الطير بحجره فمات بين يدي الملك.
وروى سعيد بن منصور عن عكرمة :" أن رؤوس هذه الطيور مثل رؤوس السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده، فأثرت في جلودهم فإنه لأول ما رئي الجدري.
وروي أيضا عن عبيد بن عمير :" أنها كالخطاطيف بلق.
وروى عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال:" دعا الله تعالى الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين، فلما حاذتهم صفت عليهم ثم رمتهم، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه.
وروى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير:" أنها خرجت من قبل البحر كأنها رجال الهند معها حجارة أمثال الإبل البوارك، وأصغرها مثل رؤوس الرجال، لا تريد أحدا منهم إلا أصابته ولا أصابته إلا قتلته. والأبابيل: المتتابعة.
وروى أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلي -رضي الله تعالى عنه- قال:" رأيت الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل، حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة كأنها جزع ظفار.
وروي أيضا عن حكيم بن حزام -رضي الله تعالى عنه- قال: كانت في المقدار بين الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختم كالجزع.

٤. ١١. ] عند ابن الأثير؛ الكامل:" وَأَرْسَلَ اللَّهُ [سبحانه وتعالى] سَيْلًا [عظيما] [فاحتمل جثث الحبشة و] أَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَخَرَجَ مَنْ سَلِمَ مَعَ أَبْرَهَةَ هَارِبًا يَبْتَدِرُونَ "]؛ لَمَّا رَدَّ اللَّهُ الْحَبَشَةَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَأَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ
ثُمَّ مَاتَ يَكْسُومُ وَمَلَكَ بَعْدَهُ أَخُوهُ مَسْرُوقٌ .
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ أَنَّهُ حُدِّثَ : أَنَّ أَوَّلَ مَا رُئِيَتْ الْحَصْبَةُ وَالْجُدَرِيُّ بِأَرْضِ الْعَرَبِ ذَلِكَ الْعَامَ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَا رُئِيَ بِهَا مَرَائِرُ الشَّجَرِ الْحَرْمَلِ وَالْحَنْظَلِ وَالْعُشَرِ ذَلِكَ الْعَامَ.

٤. ١٢. ] وَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ الْحَبَشَةَ، وَعَادَ مَلِكُهُمْ وَمَعَهُ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ، وَنَزَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنَ الْغَدِ [لما أصبح] إِلَيْهِمْ لِيَنْظُرَ مَا يَصْنَعُونَ وَمَعَهُ أَبُو مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لَمْ يَسْمَعَا حِسًّا، فَدَخَلَا مُعَسْكَرَهُمْ فَرَأَيَا الْقَوْمَ هَلْكَى، فقال له أبو مسعود: انظر نحو البحر. قال: أرى طيرا بيضا. فقال: ارمقها ببصرك أين قرارها ؟ قال: قد دارت فوق رؤوسنا. قال: هل تعرفها ؟ قال: لا. قال: ما هي بنجدية ولا تهامية ولا يمانية ولا شامية وإنها لطير بأرضنا غير مؤنسة. قال: ما قدرها ؟ قال: أمثلا اليعاسيب في مناقيرها الحصى كحصى الخذف وهي أبابيل يتبع بعضها بعضا، أمام كل فرقة منها طائر يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق، حتى إذا جازت عسكر القوم ركدت فوق رؤوسهم. فقال أبو مسعود: لأمر ما هو كائن. ثم إن عبد المطلب أرسل ابنا له على فرس له سريع لينظر ما جرى للقوم فذهب الفرس نحوهم فرآهم مشدخين جميعا فرجع يرفع فرسه كاشفا عن فخذه فلما رأى ذلك عبد المطلب قال: إن ابني لأفرس العرب وما كشف عن عورته إلا بشيرا أو نذيرا. فلما دنا منهما قالا له: ما وراءك ؟ قال: هلكوا جميعا. فانحطا من الجبل ربوة أو ربوتين فلم يؤنسا أحدا، فلما دنيا من المعسكر وجدا القوم خامدين، فعمد عبد المطلب وأخذ فأسا وحفر حتى أعمق في الأرض فَاحْتَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حُفْرَتَيْنِ مَلْأَهُمَا ذَهَبًا وَجَوْهَرًا لَهُ وَلِأَبِي مَسْعُودٍ؛ وجلس كل واحد على حفرته، وَنَادَى عبد المطلب فِي النَّاسِ، فَتَرَاجَعُوا فَأَصَابُوا من ذلك ما ضاقوا به ذرعا مِنْ فَضْلِهِمَا شَيْئًا كَثِيرًا، وازداد عبد المطلب عظما لعدم خروجه من مكة. فَبَقِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي غِنًى مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى مَاتَ .

يتبع بإذنه تعالى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-27-2022, 03:29 PM   #150

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي مناغاة القمر في مهده!

[ 26 ]
مناغاة القمر في مهده
المبحث الثالث والثلاثون [٣٣] الطفولة المبكرة (*)

مباحث طفولة النسمة المباركة
ــــــ نَسَمَةٌ مُبَارَكَةٌ( ).ـــــــــــ طفولة وتنشأة محمد ـــــــــ.]
1.] : " ـــــــــ طفولته المبكرة ـــــــــ

مقدمات مجئ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -صلوات الله وسلامه عليه وآله- واكبت الخليقة منذ نشأتها من عهد أبي البشرية جمعاء أبينا آدم -عليه السلام-؛
و
ما ثبت من آية ميثاق الأنبياء؛
و
دعاء الخليل إبراهيم أبي الأنبياء؛
و
بشرى عيسى ابن مريم كلمة الله وروح منه؛
و
مرافقة الإرهاصات التمهيدية لمسألة زواج عبدالله بن عبدالطلب بآمنة بنت وهب وقد تكلم فيها علماء السير؛
و
مقدمات الحمل
و
الوضع
و
أخبار الميلاد وقد تحدثت عنها كتب السيرة..


اليوم نبدء مرحلة جديدة حين نريد الحديث عن السيرة النبوية
و
نتكلم عن طفولة محمد بن عبدالله..
ونشأته ..
وشبابه
ثم زواجه من خديجة بنت خويلد..
وأحداث ما قبل البعثة..
وقبيل نزول الرسالة..
وهذه المرحلة العُمرية أستغرقت من عمر الزمان ما يقارب من أربعين سنة..

فلنبدء معاً الرحلة..
1 . 1 .] المطلب الأول: " ـــــــــ طفولة اليتيم المبكرة -محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ـــــــــ

سأتكلم (الرمادي) عن أبرز الأحداث التي كانت في طفولة النبي صلى الله عليه وسلم من ولادته،
وقلتُ مِن قبل: كيف أن الله سبحانه وتعالى قيض الأحداث التي ركز فيها على مكان مولده وسنة ولادته، وكيف كان الغلام مباركاً لأول أمره كما دلت على ذلك قصة السعدية حليمة، وكيف أن الله رعىٰ نبيه من الصغر وحفظه.. ورعاه رعاية إلهية وعناية ربانية، وسنتحدث عن حادثة شق الصدر -في موضعها؛ إن شاء الله تعالى- لإعداده للمستقبل، ونزع من قلبه حظ الشيطان منه، وكيف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صار في كفالة جده بعد وفاة أمه؛ ثم مِن بعد في حضانة عمه.

بيد أن بعض الأخبار التي ذكرت من قبل وسنورد بعضا منها لاحقاً شابها الضعف أو جهالة الراوي؛ وإن سُطرت في العديد من المصادر والمراجع وسنخرجها -بإذنه تعالى- لكن لقناعة مني أنه يجب تنقية كتب التراث؛ خاصة المتعلقة بالسيرة النبوية.. ومِن بعد السنة المحمدية لِما علق بها مِن ضعف أو دس ويتناقلها الناس دون تخريج أو تحقيق أو تدقيق.. وهذا يعود إما لحالة الضعف الشديد التي طرأت على أذهان المسلمين في فهم الإسلام؛ أو التساهل في النقل دون مراعاة القواعد.
وهذه السلسلة من البحوث تسلِّط الأضواء على المراحل الأولىٰ المبكرة مِن حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
فقد تحدثتُ من قبل عن رضاعته وانتقاله إلى بني سعد -فلا داعي للإعادة-،
وسأتكلم عن وفاة أمه،
ثم انتقال كفالته إلى جده
ثم إلى عمه،
متضمنة لقصته مع الراهب بحيرا،
وفوائدها،
ومشاركته صلى الله عليه وسلم في حلف الفضول.
فهذه المادة من البحوث تتميز بوفرة الأدلة، مع النظر إلى جانب العظة والعبرة في الأحداث والوقائع.
وأذكر أنه جاء في صفة مولده صلى الله عليه وسلم أخبار فيها الضعيف والموضوع، وينبغي لأتباع ومحبي الرسول أن يعرضوا عن ما ذكره الجهال يوم مولده..
فحاشا لله أن يربط الحبيب المصطفى ومولده بمثل هذه الخرافات(*)؛
و
من ذلك أنه حين ولدته أمه
*] اعتمد على يده رافعا رأسه إلى السماء،
و
أنه صلى الله عليه وسلم
*.] ولد مختونا مسرورا ( أي مقطوع السر)،
وأن
*.] هواتف من الجان بشرت أمه ليلة مولده،
و
*.] انتكاس بعض الأصنام
و
*.] ارتجاج إيوان كسرى
و
سقوط شرفاته،
و
خمود نيران المجوس
و
غيض بحيرة ساوة،
و
*.] إخبار اليهود بليلة مولده.".
**
ـــــــــ طفولته المبكرة في بيت „ « آمنة بنت وهب « ‟-الأرملة الشابة- ـــــــــ
مبحث 1 . 1 . 1 ]: ".. تُنَاغِي الْقَمَرَ .. ".

و
من مِلح ما روي عن طفولته المبكرة وليس من متين العلم ما ذكره :
- ابن كثير في البداية؛ و
- ابن عساكر في تاريخ دمشق و
- البيهقي في دلائل النبوة فقد :" قَالَ الْحَافِظُ أَبُوبَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ قَالَ :
„ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ !؛ دَعَانِي إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِكَ، أَمَارَةٌ لِنُبُوَّتِكَ رَأَيْتُكَ فِي الْمَهْدِ تُنَاغِي الْقَمَرَ ، وَتُشِيرُ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِكَ.. فَحَيْثُ أَشَرْتَ إِلَيْهِ مَالَ .
قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُهُ وَيُحَدِّثُنِي وَيُلْهِينِي عَنِ الْبُكَاءِ ، وَأَسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ‟.

ثُمَّ
قَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ اللَّيْثِيُّ وَهُوَ مَجْهُولٌ . .
و
قال أبو عثمان الصابوني: هذا حديث غريب الإسناد والمتن.
و
قال البيهقي: تفرد به أحمد إبراهيم الحيلى وهو مجهول.
و
قال ابن أبى حاتم في الحلبي: لا أعرفه وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول”.
و
قال ابن حجر سنده واهٍ جدًا. ( ).
وعليه فهذا الخبر لا يعتبر.. ولا يؤخذ به .
:" المناغاة: المحادثة. وناغت الأم صبيها لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة ".
ـــــــــــــــــــ
قد يعترض البعض .. إذ أن مثل هذ المِلَح من الأقاويل تعجب العامة ويرويها القُصَاص !!!
ــــــــــــــــــــ

ثم
نكمل ما حدث في المهد :

1 . 1 . 2. ] " كلامه صلى الله عليه وسلم في المهد(**).
قال الحافظ ابوالفضل بن حجر في شرح البخاري :" في سير الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم :
- تكلم اوائل ما ولد..
.. وذكر ابن سبع في الخصائص ان :
- مهده كان يتحرك بتحريك الملائكة ..
وأن أول كلام تكلم به أن قال ألله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ".
*-*/*-
فائدة:
تكلم في المهد جماعة نُظم أسماءهم صاحب كتاب قلائد الفوائد وشرائد الفرائد؛ عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ( جلال الدين السيوطي ) فقال:
تكلم في المهد النبي محمد * * وموسى وعيسى والخليل ومريم
ومبرئ جريج ثم شاهد يوسف * * وطفل لدى الأخدود يرويه مسلم
وطفل عليه مر بالأمة التي * * يقال لها تزني ولا تتكلم
وماشطة في عهد فرعون طفلها * * وفي زمن الهادي المبارك يختم
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. "..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
: د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٤ من الْهِجْرِيَّةِ ‏الجمعة ٢٩ من المحرم ؛ الموافق ~26 من أغسطس 2022 من سنة الميلاد العجيب







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« سُنَّة التعوُّذ من عذاب الله قبل النوم | الإسراء والمعراج كان يقظة بالروح والجسد »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
: الشمائل المحمدية توحد ارواح السيرة النبوية 10 11-17-2015 11:42 PM
حصرياً : برنامج الشمائل المحمدية sarabal منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 1 01-10-2012 11:01 PM
برنامج | الشمائل المحمدية | حصريا للموبايل + صورة عطر القلوب منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 0 07-29-2011 12:16 PM
برنامج الشمائل المحمدية لجميع الجوالات زهرة قلبي منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 0 06-23-2011 11:24 AM
قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية ماتركس السيرة النبوية 7 01-24-2010 11:19 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 10:58 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩