« كتاب أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة »

[د. محمد الرمادي]

**
غير أن الحطاب ، من رجال المذهب المالكي يرده بقوله :" فِي هَذَا نَظَرٌ عَلَى مَا حَكَاهُ النَّوَوِيُّ أَنَّ بَلَلَ جَنِينِ الْآدَمِيِّ حِينَ خُرُوجِهِ الِاتِّفَاقُ عَلَى طَهَارَتِهِ ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " . (6).

من ذهب من العلماء إلى نجاستة اعتمدوا نص قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء عند مسلم :" عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ ثُمَّ يُكْسِلُ قَالَ : " يَغْسِلُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْمَرْأَةِ ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي " . (7) وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ : " يَغْسِلُ ذَكَرَهَ وَيَتَوَضَّأُ " . فَإِنَّمَا نُسِخَ مِنْهُ تَرْكُ الْغَسْلِ فَأَمَّا غَسْلُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْمَرْأَةِ فَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا نَسَخَهُ ."(8) .
وَيُسْتَدَلُّ لِلنَّجَاسَةِ أَيْضًا بِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :" أَرَأَيْتَ إذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَلَمْ يُمْنِ ؟ " ، قَالَ عُثْمَانُ :" يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ ، قَالَ عُثْمَانُ :" سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (9) ، زَادَ الْبُخَارِيُّ فَسَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِاللَّهِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ .
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ إذَا جَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَلَمْ يُنْزِلْ ؟ ، قَالَ :" يَغْسِلُ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي (10) .
وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ بِالْوُضُوءِ بِلَا غُسْلٍ مَنْسُوخَانِ كَمَا سَبَقَ فِي بَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ . وَأَمَّا الْأَمْرُ بِغَسْلِ الذَّكَرِ وَمَا أَصَابَهُ مِنْهَا فَثَابِتٌ غَيْرُ مَنْسُوخٍ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي الْحُكْمِ بِنَجَاسَةِ رُطُوبَةِ الْفَرْجِ ، وَالْقَائِلُ الْآخَرُ بِحَمْلِهِ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ لَكِنْ مُطْلَقُ الْأَمْرِ لِلْوُجُوبِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
قال النووي في حاشيته :" قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ :" يَغْسِلُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْمَرْأَةِ " ، فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى نَجَاسَةِ رُطُوبَةِ فَرْجِ الْمَرْأَةِ وَفِيهَا خِلَافٌ مَعْرُوفٌ ، وَالْأَصَحُّ عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِنَا نَجَاسَتُهَا ، وَمَنْ قَالَ بِالطَّهَارَةِ يَحْمِلُ الْحَدِيثَ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ ، وَهَذَا هُوَ الْأَصَحُّ عِنْدَ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا ". وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
جاء في روضة الطالبين للنووي :" وَأَمَّا الْمَنِيُّ ، فَمِنَ الْآدَمِيِّ طَاهِرٌ ، وَقِيلَ : فِيهِ قَوْلَانِ . وَقِيلَ : الْقَوْلَانِ فِي مَنِيِّ الْمَرْأَةِ خَاصَّةً ، وَالْمَذْهَبُ الْأَوَّلُ. لَكِنْ إِنْ قُلْنَا : رُطُوبَةُ فَرْجِ الْمَرْأَةِ نَجِسَةٌ ، نَجُسَ مَنِيُّهَا بِمُلَاقَاتِهَا " .
وجاء في المجموع شرح المهذب [ الفقه المقارن ] ؛ يحيى بن شرف النووي ، مطبعة المنيرية قَالَ الْمُصَنِّفُ صاحب الْمُهَذَّبُ: أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :" أَمَّا رُطُوبَةُ فَرْجِ الْمَرْأَةِ فَالْمَنْصُوصُ أَنَّهَا نَجِسَةٌ ؛ لِأَنَّهَا رُطُوبَةٌ مُتَوَلَّدَةٌ فِي مَحَلِّ النَّجَاسَةِ فَكَانَتْ نَجِسَةً ، وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ : هِيَ طَاهِرَةٌ كَسَائِرِ رُطُوبَاتِ الْبَدَنِ .
وهذه الرطوبة ليست متولدة في محل النجاسة كما نقل النووي عن الشِّيرَازِيُّ فقد بيَّن أبو إسحاق برهان الدين بن محمد بن عبدالله الحنبلي في كتابه المبدع في شرح المقنع فقال :" الْمُرَادُ هُنَا بِفَرْجِ الْمَرْأَةِ : مَسْلَكُ الذَّكَرِ مِنْهَا " (11) ، وقال محمد بن محمد بن عبدالرحمن (الحطاب) :" نَكَّرَ الرُّطُوبَةَ وَالْفَرْجَ لِيَعُمَّ كُلَّ خَارِجٍ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ قَالَ فِي التَّلْقِينِ : كُلُّ مَائِعٍ خَرَجَ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ نَجِسٌ وَذَلِكَ كَــ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالْمَذْيِ وَالْوَدْيِ وَالْمَنِيِّ وَدَمِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالِاسْتِحَاضَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَلِ فَدَخَلَ فِي كَلَامِهِ كُلُّ بَلَلٍ يَخْرُجُ مِنْهُمَا كَــ الْهَادِي الْخَارِجِ قَبْلَ الْوِلَادَةِ . " ثم ينقل قول ابْنُ عَرَفَةَ قَالَ عِيَاضٌ مَاءُ الْفَرْجِ وَرُطُوبَتُهُ عِنْدَنَا نَجِسٌ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ وَقَبُولُ النَّوَوِيِّ " نَقْلَ بَعْضِ أَصْحَابِهِمْ إذَا أُلْقِيَ الْجَنِينُ وَعَلَيْهِ رُطُوبَةُ فَرْجِ أُمِّهِ طَاهِرٌ بِإِجْمَاعٍ لَا يَدْخُلُهُ الْخِلَافُ فِي رُطُوبَةِ الْفَرْجِ" يُرَدُّ بِأَنَّ الْأَصْلَ تَنْجِيسُ مَا اتَّصَلَ بِهِ نَجَسٌ رَطْبٌ بِعَدَمِ وُجُودِهِ فِي كُتُبِ الْإِجْمَاعِ "(12) .
***

[د. محمد الرمادي]

ثبت المراجع والهوامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والهوامش :
(1) ابن منظور؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، حرف الراء، دار صادر، سنةالنشر: 2003م .
(2) ابن الأثير؛ مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر، المكتبة العلمية.
(3) النووي بشرح مسلم.
(4) النووي؛ يحيي بن شرف أبو زكريا، شرح النووي على مسلم، ص 40، دار الخير، سنة النشر: 1416هـ / 1996م
(5) شرح النووي على مسلم، يحيي بن شرف أبو زكريا النووي، دار الخير ، سنة النشر: 1416هـ / 1996م
(6) الحطاب؛ محمد بن محمد بن عبد الرحمن؛ مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، المذهب المالكي، دار الفكر، الطبعة الثالثة، سنة النشر: 1412هـ/1992م.
(7) رَوَاهُ مُسْلمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ رقم: 346 وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
(8) السنن الكبرى للبيهقي
(9) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ
(10) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّوَمُسْلِمٌ
(11) أبو إسحاق برهان الدين بن محمد بن عبد الله الحنبلي، المبدع في شرح المقنع، المكتب الإسلامي، سنة النشر: 1421هـ / 2000م
(12) الحطاب؛ محمد بن محمد بن عبد الرحمن، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، المذهب المالكي دار الفكر، الطبعة الثالثة سنة النشر: 1412هـ/1992م.

[د. محمد الرمادي]

مسألة رطوبة فرج المرأة: لدقة البحث؛ ولما توفر لدينا من أجهزة عملية حديثة متقدمة لم تتوفر للسادة العلماء من قبلنا .

الحديث إذاً عن
: مخرج ثالث.
أي مدخل ذكر الرجل و مخرج الوليد ؛ وهو بالقطع غير السبيلين :


مخرج الغائط


و


مخرج البول ....


وهما محل النجاسة ؛ وسنبين المسألة بالتفصيل لاحقاً . . . بإذنه تعالى ....

[د. محمد الرمادي]

يصف النووي في شرح المهذب ؛ ويُعَرِف (13) في حاشيته رطوبةَ فرجِ المرأة بقوله :

" رُطُوبَةُ الْفَرْجِ ؛ هي عبارة عن :

[1] مَاءٌ أَبْيَضُ ؛
[2] مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ الْمَذْيِ وَالْعَرَقِ " .

ثم يعلق بعد ذلك النووي بقوله :
" فَلِهَذَا اُخْتُلِفَ فِيهَا " (14) .


**



د. فاطمة (15) عرفت الإفرازات الطبيعية بأنها :
[1] سوائل يفرزها مهبل المرأة
[2] في الأحوال العادية .

وتضيف السيدة د. فاطمة :

" ويطلق عليها الفقهاء

[1] رطوبة فرج المرأة "

توضيح من السادة الفقهاء :
" و لا يقصد بها
[1] المني ؛
و
[2] لا الودي ؛
و
[ 3] لا المذي .

وهي إفرازات تنزل عند أغلب النساء بصفة مستمرة ودائمة ولكنها تختلف من امرأة لأخرى من حيث الكمية فقط .

وهي شائعة لدى النساء ثيبات وأبكارًا. (16)

[د. محمد الرمادي]

التعريف الطبي (17) :

إن مصدريَّ الإفرازات المهبلية الطبيعية الرئيسية هي :
[ 1] الغشاء المبطن للمهبل وهو سائل خفيف شفاف.
[ 2] عنق الرحم في أعلى المهبل وإفرازه شفاف لزج مخاطي.



ومهمة هذه الإفرازات [ 1] منع جفاف القناة المهبلية ،

وهي إفرازات:
[ 1] نقية ؛

[ 2] لا رائحة لها ؛

[ 3] تظهر في غير أوقات الحيض ؛ و

[ 4] تتغير كميتها من وقت لآخر ، كما يتراوح

[5] لونها بين الشفاف والأبيض ولها

[6] مسببات عديدة الطبيعية منها والمرضية.


**


وتعتبر مرضية في الحالات التالية :
[ 1] إذا زادت كميتها بشكل ملحوظ .

[ 2] إذا أصبحت لها رائحة غير مقبولة .

[ 3] إذا اصفر لونها وأصبحت كالحليب المتخثر .

****
ومن التعريفات السابقة يتحدد لدينا مصدر هذه الإفرازات وهي :
" جدار المهبل ؛ الفرج الداخل " لأن هذا الوصف أو التعريف يفيد كثيرًا في الحكم على هذه الرطوبة والتي هي من صلب هذا البحث .
( يخرج من باطن الفرج أي من الفرج الداخل ) (18)
***

[د. محمد الرمادي]

**
عين تقع على العلم الحديث؛ وعين تقع على كتب التراث وأقوال السادة علماء الأمة ؛ وارى أن نعود لأقوال علماء السلف ، اتفقنا معهم أم خالفناهم أو توصلنا بالعلم الحديث للجديد الذي لم يتوصلوا إليه حسب الإمكانيات والقدرات في زمنهم ؛ خاصة ونحن منذ حين في زمن " الإعجاز العلمي " . إذ يقول د. محمد رواس قلعه جي في تمهيده لموسوعة فقه عائشة أم المؤمنين ؛ حياتها وفقهها ، تأليف الشيخ سعيد فايز الدخيل :
" فقه السلف هو الركيزة الأساسية ـ بعد القرآن والسنة ـ " (19)
***

المراجع والهوامش :"


(13) النووي؛ يحيى بن شرف النووي،على شرح المهذب، الفقه المقارن، مطبعة المنيرية.
(14) النووي؛ محي الدين بن شرف، المجموع شرح المهذب؛ لــ أَبي إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ، وانظر فتح العزيز للرافعي والتلخيص الحبير لابن حجر، ج 2، شركة كبار علماء الأزهر، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
(15) نصيف؛ الدكتورة فاطمة بنت عمر بن محمد، الإفرازات الطبيعية عند المرأة، بين الطهارة والنجاسة، دار المحمدي.
(16) Comprehension Of Gynecology pages 46 , 171.
(17) عرب، الدكتور هشام، استشاري أمراض النساء وطب الأجنة بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، مقال بعنوان " الإفرازات المهبلية ".
(18) ابن عابدين، محمد أمين، حاشية رد المحتار على الدر المختار، ص154 ، دار الطباعة العامرة سنة1307هـ.
(19) الدخيل؛ الشيخ سعيد فائز، تقديم ومراجعة د. محمد رواس قلعة جي، موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين؛ حياتها وفقهها، سلسلة موسوعات فقه السلف، ط 1: 1409هـ ~ 1989م، دار النفائس.

[د. محمد الرمادي]

قراء موقع :"بنات مصر" العزيزات !
نتابع معاً مسألة :" رطوبة فرج المرأة " .


يقول الإمام النووي تعقيباً :

" ثُمَّ إنَّ الْمُصَنِّفَ ـ قصد : صاحب الْمُهَذَّبُ ؛ أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشِّيرَازِيُّ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ رَجَّحَ هُنَا وَفِي التَّنْبِيهِ :" النَّجَاسَةَ " ،
وَ
رَجَّحَهُ أَيْضًا الْبَنْدَنِيجِيُّ،
ثم
يخالفهما الرأي فيصرح بقول الْبَغَوِيّ وَالرَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا بقوله :
" الْأَصَحُّ : ( الطَّهَارَةُ )،
وَ
قَالَ صَاحِبُ الْحَاوِي فِي بَابِ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ : نَصَّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ عَلَى
( طَهَارَةِ رُطُوبَةِ الْفَرْجِ ) ،
وَ
حُكِيَ ( التَّنْجِيسُ ) عَنْ ابْن ِسُرَيْجٍ ؛
فَــــــ حَصَلَ فِي الْمَسْأَلَةِ :" قَوْلَانِ " مَنْصُوصَانِ لِلشَّافِعِيِّ ،

[1] أَحَدُهُمَا مَانَقَلَهُ الْمُصَنِّفُ أي الشِّيرَازِيُّ ،
وَ
[ 2] الْآخَرُ نَقَلَهُ صَاحِبُ الْحَاوِي ،
وَ
الْأَصَحُّ طَهَارَتُهُمَا .انتهى النقل عن السادة العلماء.

[د. محمد الرمادي]

أعتذر من القارئة الكريمة والأخت العزيزة ؛ فقد سقط مني سهوا إتمام لهذه الفقرة؛

ترقيم منتديات بنات مصر [44] .
إذ بمراجعة الأصول عندي وجد أنه سقطت الجملة التالية ؛ وسأضعها في موضعها ...
[quote=د. محمد الرمادي;4142080]يصف النووي في شرح المهذب ؛ ويُعَرِف (13) في حاشيته رطوبةَ فرجِ المرأة بقوله :

" رُطُوبَةُ الْفَرْجِ ؛ هي عبارة عن :

[1] مَاءٌ أَبْيَضُ ؛
[2] مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ الْمَذْيِ وَالْعَرَقِ " .

عند مراجعة الأصول سقط سهواً مني هذه الجملة :
[( يخرج ـ أي هذا الماء ـ من باطن الفرج أي من الفرج الداخل )[1]
ـــــــــــ
المصدر : ابن عابدين، محمد أمين، حاشية رد المحتار على الدر المختار، ص: 154 ؛ دار الطباعة العامرة سنة 307هـ .

ـــــــــــــ
ثم يعلق بعد ذلك النووي بقوله :
" فَلِهَذَا اُخْتُلِفَ فِيهَا ".

[د. محمد الرمادي]

﴿ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾ [ الْآيَةَ : 6 ؛ سُورَةُ : المائدة : 5]
تحت هذه الآية الكريمة من سورة المائدة ؛ وإتباعاً لما وصلنا من صحيح هدي الحبيب محمد بن عبد الله ؛ النبي العدناني الهاشمي القرشي الأمي المكي المدني ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ـ وما راجعناه من أقوال السادة العلماء ؛ أصحاب الرأي السديد والقول المفيد . أقول تحت هذه الآية الكريمة نبحث في مسألة تتعلق بالحياة اليومية للمرأة ؛ ولا أقصد هنا فقط المرأة المسلمة دون غيرها ؛ وإن كان البحث يعتمد أساساً على ـ كتابها ودستورها واساس منهجها في الحياة ـ العهد الحديث ؛ قصدتُ به القرآن المجيد ؛ وما بنيَّ عليه من تبيان وتوضيح سواء قولي أو فعلي من النبي المختار والرسول المجتبى عليه السلام ؛ إلا أنه ينبغي أن نعلم كما بينا في بداية بحثي هذا ـ أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة ـ أنه يخص كل امرأة دون آخرى ...

وفي عجالةٍ ـ مِن باب مقار[نــ]ـبة الأديان ـ نبحثُ عن مَن سبقنا من أهل الأديان وأصحاب الكتاب فنجد أولاً
[1] عند أهل الكتاب : " اليهود " .
فقد جاء على صفحة المجلس اليهودي الأمريكي ما نصه :" إن اليهود في الشام كانت عندهم النظافة والاستحمام والطهارة والمحافظة على نفوسهم وأجسامهم من الأمراض أكثر من أخوتهم في العراق .
تعلموا ذلك من القول في كتاب الأمثال ﴿ رُبَّ جِيلٍ نَقِيٍّ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَهُوَ لَمْ يَتَطَهَّرْ بَعْدُ مِنْ رَجَاسَتِهِ ﴾
ـــــ
المرجع : (٣٠: ١٢ ترجمة كتاب الحياة) .
ــــ
ثم يكمل المجلس فيقول :" ونجد في الأحاديث الإسلامية عادة يهود الحجاز الذين عاشوا في مكان مسجد قُباء في جنوب غربي المدينة المنورة . كانت هذه العادة قريبة لما نعرف من المصادر اليهودية عن عادات يهود بلاد الشام.

وياتي المجلس اليهودي الأمريكي بدليل من مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى :

" على سبيل المثال نجد في مسند أحمد حديثاً رقم 14938 (١٤٩٣٨) : " …عن‏ ‏عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ:‏ ‏أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ ‏ ‏قُبَاءَ،‏ ‏فَقَالَ :« ‏إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمْ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَطَّهَّرُونَ بِهِ؟ » ؛ قَالُوا :« وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنْ ‏ ‏الْيَهُودِ ‏ ‏فَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنْ الْغَائِطِ فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا . » .


وكذلك نجد في مسند أحمد حديثاً 22716 (٢٢٧١٦): "…‏ عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ‏ ‏قَالَ : ‏لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏عَلَيْنَا‏، ‏يَعْنِي ‏ ‏قُبَاءً، ‏ ‏قَالَ :‏« ‏‏إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا، أَفَلَا تُخْبِرُونِي؟» قَالَ: ‏‏يَعْنِي قَوْلَهُ ‏ ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾
ــــــ
المرجع : [آية :108؛ سورة التوبة: 9] ‏
ــــ
؛ قَالَ : فَقَالُوا :« ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ ‏الِاسْتِنْجَاءُ ‏ ‏بِالْمَاءِ ».
كما وتوجد في الكتاب المقدس، خاصًة في العهد القديم ، عدد من طقوس الطهارة المطلوبة والمتعلقة في الولادة ، والحيض ، والعلاقات الجنسية ، والإنبعاثات ليلية ، سوائل الجسم غير العادية ، أمراض الجلد، الموت والذبائح الحيوانية. تسمى شرائع الطهارة : " بالشرائع الاجتماعية " .









ثم ثانياً :
[2] أهل الكتاب : " النصارى " :

وحين نراجع ما كتبه القديس بولس ؛ مؤسس المسيحية الحديثة نقرأ له" في رسالته :« أيها الأحباء ، فلنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح ، مكملين القداسة في خوف الله ». " راجع رسالته :" كورنثوس الثانية 7/1" .

" كما نقرأ ونجد :" في الكتاب المقدس عدداً من الآيات التي تحث وتدعو إلى النظافة الشخصية." راجع معي :" اشعياء 48/17 " وأيضاً اقرأ في :"بطرس الاولى 1/15 ". وإذا أكملنا القراءة في الكتاب المقدس :" العهد الجديد " ؛ "الإنجيل " :" فان الغسل واجب اجتماعي له أهميته ، غسل الجسم كله ، وغسل الأيدي والأرجل " عليك مراجعة إنجيل "متى 2/15 " .
وهناك أدلة يتبعها طقوس في العهد العتيق " التوراة " ؛ و العهد الجديد ؛ " الإنجيل " عن نجاسة المرأة الحائض والتي ولدت حديثاً ؛ نرجئه عند الحديث عن الحيض والإستحاضة والولادة والنفاس .



وينبغي علينا أن نضيف ما حدث في القارة الأوروبية خاصة من نصارى مصر على وجه التحديد :" الصعايدة!" ؛ منذ عهود كثيرة مضت ؛ إذ تعتبر القديسة " العذراء : فيرينا المصرية " شفيعة النظافة الشخصية فبحسب التقاليد المسيحية ؛ وكانت القديسة فيرونا قد علّمت أهل سويسرا النظافة ، منذ أكثر من خمسة عشر قرناً . "

وكلمة فيرينا تعني الثمرة ؛ أو البذرة الطيبة ترجمةً من اللغة القبطية القديمة ! ؛

والعذراء فيرينا نشأت فى مدينة " جراجوس " بـ القرب من مدينة طيبة :" الأقصر " .



أقول : وما زالت اركز على أن المسألة ليست فقط نظافة ظاهرية بقدر ما هو أيضاً طهارة جسدية ونفسية ؛ وهذا ما أكدته الكتاب المقدس من " توراة " ؛ و " إنجيل " ...

فـ الثابت أن الإنسان السوي ينفر مِن مَن له رائحة كريهة وإن كان حبيباً له ، والمرء نفسه ـ ذكر ؛ أنثى ـ ينظف نفسه ـ جسده ـ ويطهره .. تماماً كما يرفع الإدران والسخائم عن روحه التي تسكن بين جنباته ، فكان بحثي هذا منصب على المرأة ؛ بصفتها الأصلية أنثى كاملة وارجو أن أفيدها .


أخوكِ : محمد

[د. محمد الرمادي]

كتبتْ الدكتورة فاطمة نصيف :" الحكم بنجاسة[*] شيء معين يتعلق بالحكم على العبادة بالفساد أو البطلان ، وهو أيضًا حكم تكليفي ؛ لأنه يتضمن أمر الله لعباده بإبعاد المحكوم عليه بالنجاسة واجتنابه من جهة ، وتطهير ما أصاب الثوب والبدن ولو من غير قصد من المكلف ولا تعمد" .. من جهة آخرى .

والمرأة المؤمنة حريصة على أمرين
[ 1. ] الأول : مرضاة الله تعالى
أما
[2. ] الثاني فهي :" حريصة على قبول عبادتها ، وآكد هذه العبادات عند الله تعالى هي الصلاة ، كما وأن الطهارة مطلوبة للصلاة وشرط من شروطها.

والمرأة المؤمنة تريد أن تعرف على وجه التحديد هل هذه الرطوبة " نجسة " تلحق بالبول والأذى؟! ،
أم هي طاهرة تلحق بالبزاق والمخاط؟!
وهل خروجها ينقض الوضوء؟! ...ألخ.

ولأن هذه الإفرازات تنزل بصفة دائمة ومستمرة عند أغلب النساء ولا يمكن التحكم فيها، فكان لا بد من توضيح الحكم الشرعي في المسألة، خاصة أن فقهاء السلف رحمهم الله، وأجزل لهم المثوبة لم يتعرضوا لمعالجة هذه المشكلة بشكل قاطع، بل إن أنظارهم مختلفة في الحكم عليها بالنجاسة وتنجيس ما تلاقيه هذه الرطوبة.
ـــــ
في قابل الصفحات سنتعرض بشئ من التفصيل لمسألة
[1.] النجاسة ؛
و
[2.] الطهارة .